الثلاثاء، 28 أبريل 2020

الرحمة ا.د. ابراهيم خليل العلاف


الدكتور ابراهيم خليل العلاف يتحدث في برنامجه التلفزيوني (ماقل ودل ) ويقدمه من على قناة ( الموصلية ) عن (الرحمة) 


الرحمة
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل
رمضانكم كريم – صيامكم مقبول – دعائكم مستجاب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
واليوم أتحدث لكم عن صفة حميدة من الصفات التي يجب ان نتحلى بها وهي (الرحمة)  . الرحمة قيمة انسانية نبيلة حالها حال الصدق ، والعدل ، والانصاف وهي خلق عظيم يجب ان يتحلى بها الانسان الذي يريد ان يكون مرضيا عنه من الله سبحانه وتعالى ، ومن الناس .
والرحمة واحدة من ابرز صفات الرحمن الرحيم الله جل وعلا كتب على نفسه الرحمة ،  ووضع 99% من حالات الرحمة بيده وأعطى واحدة للانسان لكن كثيرا ما لا   نجد ان الانسان يتصف بالرحمة  .
الرحمة من حيث اللغة ، من رحمه ، يرحمه ، مرحمة إذا رق له وتعطف عليه وأصل كلمة الرحمة يدل على الرقة ، والرأفة ، والشفافية وتراحم القوم بعضهم على بعض، ومنها جاء مصطلح الرحم ، وصلة الرحم أي القرابة .
اما معنى كلة الرحمة من حيث الاصطلاح أي المفهوم فمعناها الاحسان ، والرقة في النفس ، والرقة في المعاملة ، والرقة في الحديث مما يؤدي الى جلب الحب ، والخير بين الناس في المجتمع .
ورب العزة والجلال ، رحيم بعباده ، رقيق في معاملتهم ، عطوف عليهم رحمته  واسعة لاحدود لها (ورحمة ربك خير مما يجمعون ) صدق رب العزة والجلال .الرحمة تشمل البشر جميعم صالحهم وطالحهم ، مؤمنهم وكافرهم ، والله هو الغفور الرحيم .
الرحمة اذا صفة حميدة ، وسلوك قويم ،  وخلق كريم والانسان الذي في قلبه رحمة لايمكن ان يؤذي الناس ولايمكن ان يعتدي على أحد حتى لو بالكلام .
والانسان الرحيم هو من يحترم الاخرين ، ويقيم لهم وزنا ، ولايستهتر بمقدراتهم ان كان وضعه المادي او المعنوي أفضل منهم .. عليه بالتواضع ، واظهار العطف على الصغير والضعيف والعاجز وهذا معنى ان يكون رحيما .
واذا ما اردنا ان نعود الى الأثر نجد الكثير من ما يدل على ان الرحمة خلق نبيل،  وقد حث الاسلام على الرحمة واعطاها اهمية كبيرة ، والرحمة في جانب من جوانبها تعني فعل الخير والاحسان الى الناس ، وخير الناس من نفع الناس ورحمهم أي عاملهم برقة وطيبة وإحسان .
وقد يكون من المناسب ان اقول لكم -  احبتي الكرام -   ان مفهوم الرحمة ورد في (268 ) موضعا في القرآن الكريم فالله هو التواب الرحيم ،  وقد ارتبطت كلمة الرحمة بالصلة بين الارحام ، بالعطف ، بالرأفة وكل انسان يعرف الله يبتغي الرحمة من الله بسم الله الرحمن الرحيم (اولئكَ يرْجون رحمة الله ) ورحمة الله واسعة (والله يختص برحمته من يشاء ) والرحمة هنا :   نعم الله الكثيرة التي لايستطيع الانسان إحصاءها ،  فالله يرزق ، والله يعطي ، والله يغفر الذنوب بسم الله الرحمن الرحيم ( كتب ربكم على نفسه الرحمة ) . ورحمة الله وسعت كل شيئ ، والله هو الرحمن الرحيم ، والصفتين تدلان على الرحمة ، والله يدعو الانسان لان يتراحم مع اخيه أي يتصل ويعطف ويتعاون على البر والتقوى ويبتعد عن الكفر والفجور والعصيان .
نعم الانسان الذي يتمتع  بالرحمة ، والرأفة ، والاحسان هو الانسان الناجح في حياته .. يكون دائما وابدا قريبا من الناس ، ويحظى بإحترامهم وتقديرهم  على عكس الانسان القاسي المجرد من الرحمة ، نرى ان الناس تبتعد عنه .
الناس يحبون الانسان الملتزم بأوامر الله ونواهيه قولا وسلوكا وليس بالقول والادعاءات الكاذبة .. هم يختبرونه في معاملاتهم معه ، واحتكاكهم  به هم  يستطيعون ان يميزوه ويعرفوه ان كان رحيما معهم ،  أم قاسيا ومؤذيا .
كثيرة هي الآيات القرآنية ، والاحاديث النبوية التي تؤكد على وجوب ان نتحلى بالرحمة .. ومن اراد رحمة الله عليه ان يكون رحيما مع أهله .. رحيما مع طلابه .. رحيما مع عماله .. رحيما مع الناس والى شيء من هذا القبيل يقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم  في الحديث الشريف (الرَّاحمون يرحمهمُ الرَّحمنُ، إرحموا من في الأرض ، يرحمكم من في السَّماء)  .
احبتي الكرام -  ونحن في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك – شهر القرآن ،  لابد ان نكون رحيمين مع بعضنا ، حريصين على التحلي بالاخلاق القويمة ، وفي مقدمتها خُلق الرحمة وعندئذ سوف نستحق رحمة الله التي وسعت كل شيء .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...