إعتذار متأخرٌ إليها
شعر : ضيف يزن يونس / إسطنبول
دَعيني أموصلُ أُزجي التحيةَ
وأكشفُ عما احتوتهُ الوصية
دعيني أُقدمُ ذاتي إليكِ
وكي تعرفي من حديثي الهوية
دعيني لأكشفَ سِرَ الجمال
وتجلسي في قَصر الشاعرية
وأحرقُ كُلَ دفاترِ شعري
فإن اعتقادي بك الأولوية
واعتقلُ البوحَ في سجنِ كفي
وأُطلقُ بوحي أحلى هدية
وأحلمُ في خلجات الصباح
بأن تطلعي والشموس خفية
ولو قد رأى حُسنكِ اليومَ قيسٌ
لعافَ سراعاً هوى العامرية
وكُحلُ عيونِ الدواسة جاري
على الخدِ والجسر بادي الثنية
دعيني أجولُ بِكُلِ الروابي
وكُلِ الأزقةِ في أريحية
تضمُ ذراعاكِ أمواجُ دجلةَ
ومنارة الحدباءِ أغلى هدية
بُكاءُ الأرامِ بصمتكِ لحنٌ
وتسبيحُ الأنبياء حلَ القضية
أموصل عُذراً على خطراتي
وأنتِ بأن تعذريني حرية
فقدناكِ يا ذهباً في الأصيلِ
ويا خُضرةً في الربيعِ بهية
وعادَ المغولُ إلى حيثُ جاءوا
شعارُهم القتلُ والفوضوية
وسامكِ الدواعشُ والعاصِفاتُ
صنوفَ المهانةِ والبربرية
ليَقتُلَ بسمةَ طفلٍ بريءٍ
ويَسحقَ كُلَ الزهورِ الندية
سمعتُكِ في حُنجُرةِ العجوزِ
وآهِ اليتيمِ ودمعِ الصبية
أموصلُ لن يبعُدَ الصُبحُ عنا
وإن غاب عنا الضياءُ هنية
ستبقينَ فينا عشوش الصقور
وعزمَ الرجالِ الشدادِ العصية
سنبقى دائماً رُغمَ الظروفِ
نُسميكِ سلة الخبزِ الأبية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق