عبد الجبار فهمي 1910-1959
ا.د. ابراهيم العلاف
استاذ متمرس –جامعة الموصل
قبل ايام تسلمتُ رسالةٍ عبر البريد الالكتروني (الايميل ) من حفيد الاستاذ عبد الجبار فهمي مدير الشرطة العام في العراق ومتصرف لواء بغداد قبيل ثورة 14 تموز 1958 (السيد عبد الجبار مهند عبد الجبار فهمي ) والذي حوكم أمام " المحكمة العسكرية العليا الخاصة " والمعروفة ب" محكمة الشعب" أو" محكمة المهداوي" ، وصدر بحقه حكم الاعدام ونفذ سنة 1959.
وقال حفيده - بعد ان قرأ لي مقالا عن كتاب جده :"سموم الافعى الصهيوني " نشرته في مدونتي "مدونة الدكتور ابراهيم العلاف " - انه يريد ان يكتب بحثا عن جده ويرجو ان أساعده ، فقلت له انه لابد ان يزور بغداد ويبحث في دار الكتب العامة ،والمكتبة الوطنية عن الوثائق التي تخص جده بإعتباره واحدا من الذين ارتكز عليهم الحكم الملكي في تثبيت أركانه من خلال ضبط الامن واستخدام الشرطة في قمع تظاهرات الحركة الوطنية وتحركات الوطنيين والقوميين واليساريين ضد نظام الحكم المرتبط ببريطانيا والمعادي للحركة العربية القومية التي كان يقودها آنذاك الرئيس جمال عبد الناصر .المهم انني وعدته ان اكتب شيئا للتاريخ وللتاريخ فقط .
للاسف لاتتوفر لدينا في المصادر المتداولة، معلومات كثيرة عن عبد الجبار فهمي .وقد عدت الى أوراقي التاريخية فوجدت ان لدي نسخة من كتابه :"مشاهداتي عن اسكوتلانديارد والشرطة في انحاء انكلترا " وهو من كتب والدي والكتاب قد ألفه عبد الجبار فهمي سنة 1949 وطبع في " مطبعة الاتحاد الجديدة " في الموصل سنة 1950 .وفي مقدمة الكتاب وجدت العبارة التالية التي إعتبرتها المفتاح للكتابة عن هذا الرجل غير المحبوب عند الوطنيين لكنه رجل مهني (مسلكي ) أدى واجباته الوظيفية على احسن مايكون وفي كل مراحل حياته : يقول عبد الجبار فهمي في المقدمة :" قضيت عنفوان شبابي في خدمة الشرطة مدة اربع وعشرين سنة ( والكلام يعود الى سنة 1949 ) تدرجت خلالها من رتبة مفوض الى معاون فمدير شرطة " .
اذا الرجل ابتدأ مفوضا مسلكيا وانتهى مديرا للشرطة في بغداد ثم متصرفا للواء بغداد . ويضيف :"ان فكرة التتبع كانت تدعوني دوما لاغتنام الفرص التي قد لاتتاح الا لمن كان سعيد الحظ مواتي الظروف ،وبقيت طوال هذه المدن انتظر دوري حتى عام 1949 حيث سنحت لي الفرصة المراقبة فغادرت العراق وطني العزيز الى بريطانيا لغاية الاطلاع على شؤون الشرطة وادارتها هناك وما حدث من تطور جديد بعد الحرب العالمية الثانية التي وضعت اوزارها قبل سنين قلائل تاركة وراءها تغييرات وتطورات في مناحي الحياة الكثيرة ...وفي بريطانيا اطلعت بعناية وتدقيق زائدين على نظام الشرطة والادارة وكيفية تدوير شؤون البلاد سواء في تشكيلاتها السرية او العلنين وتصريفها في غضون شهرين قضيتهما بالتتبع والعمل المتواصل مع الرجال المسؤولين في مدينة لندن ومؤسسة اسكوتلانديارد وفي انحاء انكلترا وعند عودتي زرت باريس وتركيا وقد اطلعت على شؤون الشرطة فيهما ولاجل ان يستفيد اخواني ضباط الشرطة العراقية مما رأيت وشاهدت من انظمة وتشكيلات اعددت هذا الكتاب دونت فيه نتائج مشاهداتي وملاحظاتي لعلها تحقق الغاية التي قصدت اليها ويحصل الانتفاع بما اشتملت عليه وتكون موضع الدرس والتطبيق والملاحظة من الاخوان الكرام لنتضافر جميعا في سبيل خدمة مسلكنا العزيز " .
من هو عبد الجبار فهمي ؟ انه رجل من أسرة بغدادية بسيطة متواضعة ان لم نقل فقيرة .. ولد سنة1910 وثمة من يشير الى انه " عبد الجبار فهمي البغدادي" ، ويعد خبيرا في شؤون الشرطة .عمل في سلك الشرطة مفوضا ثم معاونا ثم مديرا للسجون السنة 1947 ومديرا لشرطة الموصل ووكيلا لمتصرف لواء الموصل بين 19حزيران 1948 ولغاية 25 حزيران سنة 1949 حيث تولى سعيد قزاز منصب متصرف لواء الموصل بعده.
وفي 1950 اصبح مديرا لشرطة بغداد ومتصرفا للواء بغداد حتى قيام ثورة 14 تموز 1958 وسقوط النظام الملكي وقيام جمهورية العراق . وثمة قصص تروي عن حزمه وكياسته وتكيفه للمواقف ومنها تلك القصة التي حدثت له في لواء ديالى وكتبت عنها " مجلة الف باء -حزيران 1981 واعادت نشرها جريدة المدى "البغدادية " في 25 تموز 2010 حين زار - وكان مديرا لشرطة لواء بغداد 1950 - مخفرا للشرطة لمتابعة حركة المتسللين على الحدود ولم يجد المفوض فعاقب من في المخفر وسجل العقوبة في سجل اليومية في المركز .. لكن المفوض سرعان ما علم بالامر فعاد وذهب الى دار استراحة الموظفين والقى القبض على مدير الشرطة عبد الجبار فهمي وقيده بإعتباره متسللا ولم ينتهي الامر الا بعد ان اجبره المفوض على الغاء العقوبات التي دونها في دفتر اليومية التابع للمركز ووقد وافق على ذلك .. وبصمت وهدوء ، غادر "فهمي " المركز الى بيته هذه المرة للاستراحة من عناء الساعات الرهيبة التي لم تكن على باله مطلقاً ، وقد ظل الى اخر حياته يعتبر ما حدث في ديالى من قبيل الكوابيس. ومن الطبيعي انه التزم الصمت التام خشية الفضيحة اولاً وخوفاً على مركزه الرفيع ثانياً ، سيما وانه لم يلبث ان اصبح متصرفا للواء بغداد بعد ذلك بفترة قصيرة ، اما اهالي "ديالى" خاصة كبار السن منهم فانهم مازالوا يتندرون بهذه الواقعة حتى الان.
أصدر عبد الجبار فهمي عددا من الكتب هي أقرب الى الكراريس التعليمية والتدريبية منها :
• مشاهداتي عن اسكوتلاندريارد و الشرطة في انحاء انكلترا -- 1950
• مرشد الشرطي -- د.ت
• دليل الشرطي لمدينة الموصل -- 1949 -
• مرشد الشرطي -- د.ت
• التهريب وخطره على حياة البلاد الاقتصادية -- 1951 -
• سهوم الاقصى الصهيوني -- 1952
وثمة مسألة اريد ان اقولها وانا انتهي من كتابة هذا المقال وهي ان عبد الجبار فهمي عندما كان مديرا لشرطة بغداد قام بدور كبير في مداهمة بؤر الصهيونيين في بغداد وخاصة في منطقة البتاويين 1947 وقام بإلقاء القبض على عدد منهم ومن الذين القى القبض عليه في عملية كبيرة أشرف عليها بنفسه (الجاسوس شالوم صالح ) وذلك في بيت يوسف جبازة في محلة البتاويين حيث كانوا يكدسون السلاح والمفرقعات التي تستخدم لارهاب السكان من العراقيين اليهود في كنيسهم او في محل سكناهم لاجبارهم على مغادرة العراق والسفر الى اسرائيل .. وقد رأيت نشرتها الصحف البغدادية انذاك لمدير الشرطة عبد الجبار فهمي وحاكم التحقيق السيد كامل شاهين وهما واقفان على رأس الجاسوس شالوم صالح الذي حكم بالاعدام وهو في وسط حفرة بعد دلالته هيئة التحري في بيت يوسف جبازة في محلة البتاويين ومعنى هذا ان الصهاينة كانوا يحقدون على عبد الجبار فهمي بسبب مواقفه منهم . وقد جاء كتابه الذي الفه واصدره سنة 1952 عندما كان مديرا لشرطة بغداد والموسوم :"سموم الافعى الصهيوني " ليفضح دور الحركة الصهونية في أجبار يهود العراق على الهجرة الى اسرائيل .
كما ان الشيوعيين ومن كان يعمل في الحركة الوطنية كذلك وبعد ان عانوا ماعانوه من مواقف عبد الجبار فهمي كانوا يصرون على اعدامه هو وعدد من زملاءه منهم : سعيد قزاز ، وبهجت العطية .
لذلك فإنه من القلائل الذين عملوا في العهد الملكي وطالتهم عقوبة الاعدام شنقا حتى الموت واتذكر لحد الان - وكنت تلميذا في الابتدائية - كيف ان العقيد فاضل عباس المهداوي رئيس المحكمة خاطب سعيد قزاز وزير داخلية العهد الملكي لماذا قاومت الشيوعية ؟ وكانت في العهد الملكي تسمى " الافكار الهدامة" رد سعيد قزاز بالحرف ولايزال صدى رده في اذني :"قاومت الشيوعية بإيحاء من ربي وبقانون لايزال نافذ المفعول " وكلمة نافذ قالها بلهجته الكردية (نافز ) القانون .
تلك ايام ذهبت وليس لنا وللاخرين العبرة فإتعظوا يا اولي الالباب وتلك هي قيمة التاريخ .
ا.د. ابراهيم العلاف
استاذ متمرس –جامعة الموصل
قبل ايام تسلمتُ رسالةٍ عبر البريد الالكتروني (الايميل ) من حفيد الاستاذ عبد الجبار فهمي مدير الشرطة العام في العراق ومتصرف لواء بغداد قبيل ثورة 14 تموز 1958 (السيد عبد الجبار مهند عبد الجبار فهمي ) والذي حوكم أمام " المحكمة العسكرية العليا الخاصة " والمعروفة ب" محكمة الشعب" أو" محكمة المهداوي" ، وصدر بحقه حكم الاعدام ونفذ سنة 1959.
وقال حفيده - بعد ان قرأ لي مقالا عن كتاب جده :"سموم الافعى الصهيوني " نشرته في مدونتي "مدونة الدكتور ابراهيم العلاف " - انه يريد ان يكتب بحثا عن جده ويرجو ان أساعده ، فقلت له انه لابد ان يزور بغداد ويبحث في دار الكتب العامة ،والمكتبة الوطنية عن الوثائق التي تخص جده بإعتباره واحدا من الذين ارتكز عليهم الحكم الملكي في تثبيت أركانه من خلال ضبط الامن واستخدام الشرطة في قمع تظاهرات الحركة الوطنية وتحركات الوطنيين والقوميين واليساريين ضد نظام الحكم المرتبط ببريطانيا والمعادي للحركة العربية القومية التي كان يقودها آنذاك الرئيس جمال عبد الناصر .المهم انني وعدته ان اكتب شيئا للتاريخ وللتاريخ فقط .
للاسف لاتتوفر لدينا في المصادر المتداولة، معلومات كثيرة عن عبد الجبار فهمي .وقد عدت الى أوراقي التاريخية فوجدت ان لدي نسخة من كتابه :"مشاهداتي عن اسكوتلانديارد والشرطة في انحاء انكلترا " وهو من كتب والدي والكتاب قد ألفه عبد الجبار فهمي سنة 1949 وطبع في " مطبعة الاتحاد الجديدة " في الموصل سنة 1950 .وفي مقدمة الكتاب وجدت العبارة التالية التي إعتبرتها المفتاح للكتابة عن هذا الرجل غير المحبوب عند الوطنيين لكنه رجل مهني (مسلكي ) أدى واجباته الوظيفية على احسن مايكون وفي كل مراحل حياته : يقول عبد الجبار فهمي في المقدمة :" قضيت عنفوان شبابي في خدمة الشرطة مدة اربع وعشرين سنة ( والكلام يعود الى سنة 1949 ) تدرجت خلالها من رتبة مفوض الى معاون فمدير شرطة " .
اذا الرجل ابتدأ مفوضا مسلكيا وانتهى مديرا للشرطة في بغداد ثم متصرفا للواء بغداد . ويضيف :"ان فكرة التتبع كانت تدعوني دوما لاغتنام الفرص التي قد لاتتاح الا لمن كان سعيد الحظ مواتي الظروف ،وبقيت طوال هذه المدن انتظر دوري حتى عام 1949 حيث سنحت لي الفرصة المراقبة فغادرت العراق وطني العزيز الى بريطانيا لغاية الاطلاع على شؤون الشرطة وادارتها هناك وما حدث من تطور جديد بعد الحرب العالمية الثانية التي وضعت اوزارها قبل سنين قلائل تاركة وراءها تغييرات وتطورات في مناحي الحياة الكثيرة ...وفي بريطانيا اطلعت بعناية وتدقيق زائدين على نظام الشرطة والادارة وكيفية تدوير شؤون البلاد سواء في تشكيلاتها السرية او العلنين وتصريفها في غضون شهرين قضيتهما بالتتبع والعمل المتواصل مع الرجال المسؤولين في مدينة لندن ومؤسسة اسكوتلانديارد وفي انحاء انكلترا وعند عودتي زرت باريس وتركيا وقد اطلعت على شؤون الشرطة فيهما ولاجل ان يستفيد اخواني ضباط الشرطة العراقية مما رأيت وشاهدت من انظمة وتشكيلات اعددت هذا الكتاب دونت فيه نتائج مشاهداتي وملاحظاتي لعلها تحقق الغاية التي قصدت اليها ويحصل الانتفاع بما اشتملت عليه وتكون موضع الدرس والتطبيق والملاحظة من الاخوان الكرام لنتضافر جميعا في سبيل خدمة مسلكنا العزيز " .
من هو عبد الجبار فهمي ؟ انه رجل من أسرة بغدادية بسيطة متواضعة ان لم نقل فقيرة .. ولد سنة1910 وثمة من يشير الى انه " عبد الجبار فهمي البغدادي" ، ويعد خبيرا في شؤون الشرطة .عمل في سلك الشرطة مفوضا ثم معاونا ثم مديرا للسجون السنة 1947 ومديرا لشرطة الموصل ووكيلا لمتصرف لواء الموصل بين 19حزيران 1948 ولغاية 25 حزيران سنة 1949 حيث تولى سعيد قزاز منصب متصرف لواء الموصل بعده.
وفي 1950 اصبح مديرا لشرطة بغداد ومتصرفا للواء بغداد حتى قيام ثورة 14 تموز 1958 وسقوط النظام الملكي وقيام جمهورية العراق . وثمة قصص تروي عن حزمه وكياسته وتكيفه للمواقف ومنها تلك القصة التي حدثت له في لواء ديالى وكتبت عنها " مجلة الف باء -حزيران 1981 واعادت نشرها جريدة المدى "البغدادية " في 25 تموز 2010 حين زار - وكان مديرا لشرطة لواء بغداد 1950 - مخفرا للشرطة لمتابعة حركة المتسللين على الحدود ولم يجد المفوض فعاقب من في المخفر وسجل العقوبة في سجل اليومية في المركز .. لكن المفوض سرعان ما علم بالامر فعاد وذهب الى دار استراحة الموظفين والقى القبض على مدير الشرطة عبد الجبار فهمي وقيده بإعتباره متسللا ولم ينتهي الامر الا بعد ان اجبره المفوض على الغاء العقوبات التي دونها في دفتر اليومية التابع للمركز ووقد وافق على ذلك .. وبصمت وهدوء ، غادر "فهمي " المركز الى بيته هذه المرة للاستراحة من عناء الساعات الرهيبة التي لم تكن على باله مطلقاً ، وقد ظل الى اخر حياته يعتبر ما حدث في ديالى من قبيل الكوابيس. ومن الطبيعي انه التزم الصمت التام خشية الفضيحة اولاً وخوفاً على مركزه الرفيع ثانياً ، سيما وانه لم يلبث ان اصبح متصرفا للواء بغداد بعد ذلك بفترة قصيرة ، اما اهالي "ديالى" خاصة كبار السن منهم فانهم مازالوا يتندرون بهذه الواقعة حتى الان.
أصدر عبد الجبار فهمي عددا من الكتب هي أقرب الى الكراريس التعليمية والتدريبية منها :
• مشاهداتي عن اسكوتلاندريارد و الشرطة في انحاء انكلترا -- 1950
• مرشد الشرطي -- د.ت
• دليل الشرطي لمدينة الموصل -- 1949 -
• مرشد الشرطي -- د.ت
• التهريب وخطره على حياة البلاد الاقتصادية -- 1951 -
• سهوم الاقصى الصهيوني -- 1952
وثمة مسألة اريد ان اقولها وانا انتهي من كتابة هذا المقال وهي ان عبد الجبار فهمي عندما كان مديرا لشرطة بغداد قام بدور كبير في مداهمة بؤر الصهيونيين في بغداد وخاصة في منطقة البتاويين 1947 وقام بإلقاء القبض على عدد منهم ومن الذين القى القبض عليه في عملية كبيرة أشرف عليها بنفسه (الجاسوس شالوم صالح ) وذلك في بيت يوسف جبازة في محلة البتاويين حيث كانوا يكدسون السلاح والمفرقعات التي تستخدم لارهاب السكان من العراقيين اليهود في كنيسهم او في محل سكناهم لاجبارهم على مغادرة العراق والسفر الى اسرائيل .. وقد رأيت نشرتها الصحف البغدادية انذاك لمدير الشرطة عبد الجبار فهمي وحاكم التحقيق السيد كامل شاهين وهما واقفان على رأس الجاسوس شالوم صالح الذي حكم بالاعدام وهو في وسط حفرة بعد دلالته هيئة التحري في بيت يوسف جبازة في محلة البتاويين ومعنى هذا ان الصهاينة كانوا يحقدون على عبد الجبار فهمي بسبب مواقفه منهم . وقد جاء كتابه الذي الفه واصدره سنة 1952 عندما كان مديرا لشرطة بغداد والموسوم :"سموم الافعى الصهيوني " ليفضح دور الحركة الصهونية في أجبار يهود العراق على الهجرة الى اسرائيل .
كما ان الشيوعيين ومن كان يعمل في الحركة الوطنية كذلك وبعد ان عانوا ماعانوه من مواقف عبد الجبار فهمي كانوا يصرون على اعدامه هو وعدد من زملاءه منهم : سعيد قزاز ، وبهجت العطية .
لذلك فإنه من القلائل الذين عملوا في العهد الملكي وطالتهم عقوبة الاعدام شنقا حتى الموت واتذكر لحد الان - وكنت تلميذا في الابتدائية - كيف ان العقيد فاضل عباس المهداوي رئيس المحكمة خاطب سعيد قزاز وزير داخلية العهد الملكي لماذا قاومت الشيوعية ؟ وكانت في العهد الملكي تسمى " الافكار الهدامة" رد سعيد قزاز بالحرف ولايزال صدى رده في اذني :"قاومت الشيوعية بإيحاء من ربي وبقانون لايزال نافذ المفعول " وكلمة نافذ قالها بلهجته الكردية (نافز ) القانون .
تلك ايام ذهبت وليس لنا وللاخرين العبرة فإتعظوا يا اولي الالباب وتلك هي قيمة التاريخ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق