صور من الماضي البعيد .. الاستاذ محسن حسين وستون عاما صحافة
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
أحمد الله وأشكره ، ما مر يوم الا طرق باب داري من يحمل لي كتابا هدية من احد الاصدقاء ، وانا في الموصل والحرب قائمة من حولي والكتب تأتيني من كل حدب وصوب .قبل قليل طرق بابي شخص لااعرفه ، وسلمني ظرفا ففتحته فإذا هو كتاب صديقي الصحفي المخضرم الكبير الاستاذ محسن حسين الموسوم :(صور من الماضي البعيد :ستون عامة صحافة ) ولاتسألوني كيف تصلك الكتب فتلك نعمة لااريد ان ابوح بسرها لأحد .المهم فتحتُ الكتاب واذا بالاستاذ محسن حسين يكتب لي اهداءا بخطه الجميل وتوقيعه الظريف :"الاخ والصديق العزيز د. ابراهيم العلاف مع تقديري واعتزازي .محسن حسين نيسان 2017 ) .
وقلتُ مع نفسي وام علاء السيدة نوال الوائلي زوجة الاستاذ محسن حسين الم يكن لها نصيب ؟ قلبت الصفحة الثالثة واذا بي اقرأ (الى ام علاء [نوال الوائلي ] التي شاركتني مسيرتي الصحفية دعما وتشجيعا وإيثارا ) وحمدت الله ثانية .
وقلت مع نفسي وانا بعد لم اقلب الكتاب ، ومن سيقدم للكتاب وهو كتاب مهم ومتميز ؟
وقلبت فإذا بي أجد الاستاذ حسن العلوي الصحفي العراقي الكبير يكتب مقدمة ضافية للكتاب يؤكد فيها تميز محسن حسين في الصحافة :صحافة الخبر وصحافة الرأي ويقول انه مدرسة في الصحافة وهو واحد من بضعة رجال اسسوا ( واع ) أي وكالة الانباء العراقية وهي الصديق الوفي الذي لاينسى اصدقاءه في احلك الظروف وهو النموذج التطبيقي للوطنية الاجتماعية وهو صانع خبر ومعلم خبر من الدرجة الاولى وهو من عمل في مجلة الف باء وسعى في تطورها .
ونبدأ مع الكتاب والاستاذ محسن حسين حريص على ان بضع القارئ في صورة الاحداث : يبدأ بالارقام ليقول ان 227 حاكما حكموا بغداد عبر تاريخها لم يكن من بينهم الا 6 عراقيين فقط . وان ثلث حكام بغداد قتلوا ويروي كيف قتلوا وان امرأة حكمت بغداد هي دوندي 1410-1419 ، وان جواهر لال نهرو الزعيم الهندي كان معجبا ببغداد وكان يذكر ذلك في رسائله الى ابنته انديرا غاندي 1932 ، وان المشخاب مدينة الاستاذ محسن حسين كان لها دور في الحركة الوطنية فلقد ثار المشخابيون ضد الانكليز في 12تموز 1920 ، وان معركة الرارنجية كانت من المعارك المهمة التي خاضها الثوار ضد القوات البريطانية في تموز 1920وان من قادة الثورة عبد الواحد الحاج سكر وللاسف فإن ابنه اعدم بعد 50 سنة على الثورة وكان اسمه الشيخ راهي عبد الواحد الحاج سكر وان الاميرة راجحة بنت الملك فيصل الاول تزوجت من ابن خياطة وهو الاستاذ عبد الجبار محمود من مواليد 1913وان عمر تلفزيون بغداد 60 سنة وان ضباط ثورة 14 تموز في العراق 1958 طلبوا النصح من عبد الناصر قبل الثورة وان الاستاذ محسن حسين حضر جلسة لمجلس الوزراء في العراق بعد نجاح ثورة 14 تموز 1958 بأيام وان كثيرا من المشادات وقعت بين الرئيس السوفيتي خروشوف والرئيس العراقي عبد السلام عارف ، وان العراق ساعد دولة الامارات العربية المتحدة عند نشوئها ، وان الفريق عبد الرحمن محمد عارف كان رئيسا مسالما ، وان الاستاذ محسن حسين رافق الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين الى موسكو يوم 17-2-1972، وانه التقى الرئيسين صدام حسين ومعمر القذافي في يوم واحد سنة 1969 بحكم عمله الصحفي ، وان الطيارين العراقيين كان لهم دور مشرف في حرب تشرين 1973 ، وان العراق حتى اليوم بدون نشيد وطني عراقي حقيقي ، وان الاستاذ محسن حسين عرف المرحوم الاستاذ فؤاد الركابي اول وزير للاعمار في العراق بعد ثورة 14 تموز 1958 واول من اسس خلية لحزب البعث في العراق وهو من اهل الناصرية فضلا عن خلية اسسها سعدون حمادي في كربلاء ، وان للاستاذ يوسف العاني صلة وثيقة بالفنان المسرحي يوسف العاني.
كما ان للاستاذ محسن حسين معرفة بالدكتور عصمت كتاني الدبلوماسي العراقي البارز 1929-2001وانه اي الاستاذ محسن حسين التقى الفنانة صديقة الملاية وحاورها وانه عرف حسون الاميركي انيق بغداد المتأمرك وكتب عنه .كما التقى السياسي المناضل الجزائري حسين آيت احمد سنة 1962 والتقى سلطان لحج في بغداد سنة 1958 حين جاء يطلب الدعم لقضيته ولحج مقاطعة الان تتبع اليمن كما التقى ايضا قائد ثورة الجبل الاخضر الامام غالب بن علي الذي زار بغداد في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم والامام غالب كان آخر إمام عماني .والتقى الاستاذ محسن حسين شو ان لاي رئيس وزراء الصين الشعبية .
وللاستاذ محسن حسين ذكريات وذكريات كثيرة منها ذكرياته مع الصحفي المتألق الاستاذ كامل الشرقي رئيس تحرير مجلة الف باء لمدة عشر سنوات .
مهنة البحث عن المتاعب اخذت الكثير من عمر الاستاذ محسن حسين لكنها اعطته الكثير وما كتاباته هذه وغيرها الا وثائق سوف يُعول عليها المؤرخ بعد مئات من السنين فهو شاهد عيان ولم تكن طريقه معبدة بل انه واجه ما واجه ، وعانى ما عاني، وتعرض للمضايقات وكثيرا ما تعرض للقتل لكن اخلاصه وشجاعته وحكمته كانت تحميه وبالطبع كان الله في عونه لانه كان في عون اخيه .حفظه الله والله خير حافظا وهو ارحم الراحمين .شكرا اخي ابا علاء وشكرا شكرا لما قدمته لتاريخ الصحافة العراقية لقد كنتَ الوثيقة الحية التي سنظل نحتاجها ، ونعود اليها لتكتمل عندنا صورة الحدث التاريخي كما وقع ، وكما وقع بالضبط .
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
أحمد الله وأشكره ، ما مر يوم الا طرق باب داري من يحمل لي كتابا هدية من احد الاصدقاء ، وانا في الموصل والحرب قائمة من حولي والكتب تأتيني من كل حدب وصوب .قبل قليل طرق بابي شخص لااعرفه ، وسلمني ظرفا ففتحته فإذا هو كتاب صديقي الصحفي المخضرم الكبير الاستاذ محسن حسين الموسوم :(صور من الماضي البعيد :ستون عامة صحافة ) ولاتسألوني كيف تصلك الكتب فتلك نعمة لااريد ان ابوح بسرها لأحد .المهم فتحتُ الكتاب واذا بالاستاذ محسن حسين يكتب لي اهداءا بخطه الجميل وتوقيعه الظريف :"الاخ والصديق العزيز د. ابراهيم العلاف مع تقديري واعتزازي .محسن حسين نيسان 2017 ) .
وقلتُ مع نفسي وام علاء السيدة نوال الوائلي زوجة الاستاذ محسن حسين الم يكن لها نصيب ؟ قلبت الصفحة الثالثة واذا بي اقرأ (الى ام علاء [نوال الوائلي ] التي شاركتني مسيرتي الصحفية دعما وتشجيعا وإيثارا ) وحمدت الله ثانية .
وقلت مع نفسي وانا بعد لم اقلب الكتاب ، ومن سيقدم للكتاب وهو كتاب مهم ومتميز ؟
وقلبت فإذا بي أجد الاستاذ حسن العلوي الصحفي العراقي الكبير يكتب مقدمة ضافية للكتاب يؤكد فيها تميز محسن حسين في الصحافة :صحافة الخبر وصحافة الرأي ويقول انه مدرسة في الصحافة وهو واحد من بضعة رجال اسسوا ( واع ) أي وكالة الانباء العراقية وهي الصديق الوفي الذي لاينسى اصدقاءه في احلك الظروف وهو النموذج التطبيقي للوطنية الاجتماعية وهو صانع خبر ومعلم خبر من الدرجة الاولى وهو من عمل في مجلة الف باء وسعى في تطورها .
ونبدأ مع الكتاب والاستاذ محسن حسين حريص على ان بضع القارئ في صورة الاحداث : يبدأ بالارقام ليقول ان 227 حاكما حكموا بغداد عبر تاريخها لم يكن من بينهم الا 6 عراقيين فقط . وان ثلث حكام بغداد قتلوا ويروي كيف قتلوا وان امرأة حكمت بغداد هي دوندي 1410-1419 ، وان جواهر لال نهرو الزعيم الهندي كان معجبا ببغداد وكان يذكر ذلك في رسائله الى ابنته انديرا غاندي 1932 ، وان المشخاب مدينة الاستاذ محسن حسين كان لها دور في الحركة الوطنية فلقد ثار المشخابيون ضد الانكليز في 12تموز 1920 ، وان معركة الرارنجية كانت من المعارك المهمة التي خاضها الثوار ضد القوات البريطانية في تموز 1920وان من قادة الثورة عبد الواحد الحاج سكر وللاسف فإن ابنه اعدم بعد 50 سنة على الثورة وكان اسمه الشيخ راهي عبد الواحد الحاج سكر وان الاميرة راجحة بنت الملك فيصل الاول تزوجت من ابن خياطة وهو الاستاذ عبد الجبار محمود من مواليد 1913وان عمر تلفزيون بغداد 60 سنة وان ضباط ثورة 14 تموز في العراق 1958 طلبوا النصح من عبد الناصر قبل الثورة وان الاستاذ محسن حسين حضر جلسة لمجلس الوزراء في العراق بعد نجاح ثورة 14 تموز 1958 بأيام وان كثيرا من المشادات وقعت بين الرئيس السوفيتي خروشوف والرئيس العراقي عبد السلام عارف ، وان العراق ساعد دولة الامارات العربية المتحدة عند نشوئها ، وان الفريق عبد الرحمن محمد عارف كان رئيسا مسالما ، وان الاستاذ محسن حسين رافق الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين الى موسكو يوم 17-2-1972، وانه التقى الرئيسين صدام حسين ومعمر القذافي في يوم واحد سنة 1969 بحكم عمله الصحفي ، وان الطيارين العراقيين كان لهم دور مشرف في حرب تشرين 1973 ، وان العراق حتى اليوم بدون نشيد وطني عراقي حقيقي ، وان الاستاذ محسن حسين عرف المرحوم الاستاذ فؤاد الركابي اول وزير للاعمار في العراق بعد ثورة 14 تموز 1958 واول من اسس خلية لحزب البعث في العراق وهو من اهل الناصرية فضلا عن خلية اسسها سعدون حمادي في كربلاء ، وان للاستاذ يوسف العاني صلة وثيقة بالفنان المسرحي يوسف العاني.
كما ان للاستاذ محسن حسين معرفة بالدكتور عصمت كتاني الدبلوماسي العراقي البارز 1929-2001وانه اي الاستاذ محسن حسين التقى الفنانة صديقة الملاية وحاورها وانه عرف حسون الاميركي انيق بغداد المتأمرك وكتب عنه .كما التقى السياسي المناضل الجزائري حسين آيت احمد سنة 1962 والتقى سلطان لحج في بغداد سنة 1958 حين جاء يطلب الدعم لقضيته ولحج مقاطعة الان تتبع اليمن كما التقى ايضا قائد ثورة الجبل الاخضر الامام غالب بن علي الذي زار بغداد في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم والامام غالب كان آخر إمام عماني .والتقى الاستاذ محسن حسين شو ان لاي رئيس وزراء الصين الشعبية .
وللاستاذ محسن حسين ذكريات وذكريات كثيرة منها ذكرياته مع الصحفي المتألق الاستاذ كامل الشرقي رئيس تحرير مجلة الف باء لمدة عشر سنوات .
مهنة البحث عن المتاعب اخذت الكثير من عمر الاستاذ محسن حسين لكنها اعطته الكثير وما كتاباته هذه وغيرها الا وثائق سوف يُعول عليها المؤرخ بعد مئات من السنين فهو شاهد عيان ولم تكن طريقه معبدة بل انه واجه ما واجه ، وعانى ما عاني، وتعرض للمضايقات وكثيرا ما تعرض للقتل لكن اخلاصه وشجاعته وحكمته كانت تحميه وبالطبع كان الله في عونه لانه كان في عون اخيه .حفظه الله والله خير حافظا وهو ارحم الراحمين .شكرا اخي ابا علاء وشكرا شكرا لما قدمته لتاريخ الصحافة العراقية لقد كنتَ الوثيقة الحية التي سنظل نحتاجها ، ونعود اليها لتكتمل عندنا صورة الحدث التاريخي كما وقع ، وكما وقع بالضبط .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق