أوراق مسرحية موصلية ( 49 ) مسرحية المحنة
ا.د. ابراهيم خليل العلافاستاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
مسرحية ( المحنة ) من المسرحيات التي قدمتها فرقة المسرح الريفي التابعة لمديرية التثقيف والارشاد الفلاحي في محافظة نينوى وقد قدمت الفرقة - كما سبق ان قدمنا في حلقة سابقة - مسرحيات كثيرة منها مسرحية (المحنة ) ومسرحية (التعداد السكاني ) ومسرحية (بذرة خير ) ومسرحية (ليل وصبح ) من تأليف ياس دهش واخراج خليل ابراهيم .
في جريدة العراق تحدث مسؤول الفرقة الاستاذ قاسم يحيى احمد (صورته الى جانب هذه السطور ) للصحفي الاستاذ عبد الوهاب عبد الله مندوب جريدة العراق وقال ان الفرقة منذ تأسيسها في 16-12-1977 قدمت العديد من المسرحيات ومنها التي ذكرناها واول عرض قدمته الفرقة كان لفلاحي مزرعة الطليعة في قرية الشمسيات التابغة لقضاء الحمدانية ويقينا ان الفرقة اغنت الحركة المسرحية في محافظة نينوى بدليل انها قدمت (90 ) عرضا مسرحيا للمسرحيات الثلاث المشار اليها انفا وهي (المحنة والتعداد السكاني وبذرة خير ) .
وهذه المسرحيات كانت تتناول الاوضاع الاجتماعية وقضية الارض والمياه والعلاقات بين جموع الفلاحين والمزارع الجماعية .فضلا عن ان هذه المسرحيات سجلت وعرضت من تلفزيون نينوى ونالت اعجاب المشاهدين والمهتمين بالمسرح بما ضمته من عناصر شابة موصوبة ونصوصا مسرحية بأساليب بسيطة مفهومة من الفلاحين .
اما الفنان الاستاذ عبد الله جدعان ، وهو أحد العاملين في الفرقة، فقال لمندوب الجريدة :" ان الفرقة كانت مدرستي ، ومن خلال العمل فيها تعلمت مفردات العمل المسرحي " .وكان اعضاء الفرقة ، ومنهم ايضا الممثل الاستاذ محمد حسن، يؤمنون بأن المسرح اداة تثقيفية شعبية جيدة ، خاصة اذا ما علمنا ان هذه الفرقة كانت تقدم عروضها في وسط شعبي .
نعود الى مسرحية ( المحنة ) لنقول انها من تأليف الاستاذ صباح عطوان واخراج الاستاذ عبد الجبار جميل (رحمه الله ) وتمثيل الاساتذة عبدالله جدعان، محمد حسن عباس، صباحت فتاح، احمد غضبان، ناطق يونس.
المسرحية كانت تتناول موضوع محنة الارض العطشى للماء وكيف يتيسر لفلاحي القرية ان يواجهوا هذه المحنة لان بساتينهم سيقتلها العطش اذا لم يتحركوا لذا نجدهم قد توصلوا الى حل الا وهو حفر بئر للماء لسقي المزروعات وانقاذها من العطش .والجدير بالذكر ان الفرقة عرضت هذه المسرحية (40 ) مرة في قرى وارياف الموصل النائية وكان ذلك سنة 1977 وما بعدها .
اول مشاركة لي في مسرح أن سُميَّ بالاحتراف بعد ان قدمت عدد من النشاطات المسرحية في المدرسة ،وهذه المسرحية هي باكورة أعمال فرقة المسرح الريفي في نينوى وتم عرضها في اكثر من 40 عرضاً في القرى النائية التي لم تصلها شبكة الكهرباء الوطنية.لأن في تلك الفترة كان الفلاح يحتاج الى توعية في امورة الحياتية في البيت والمزرعة.ثم توالت اعمالاً اخرى. شكرا للدكتور الباحث المؤرخ (إبراهيم العلاف) الذي سلط الضوء على هذه الفرقة واول عروضها المسرحية في مدونته الخاصة.
ردحذف