كلمتنا :
القمة العربية - الاسلامية - الاميركية التي إبتدأت اليوم 21-5-20177 في الرياض -السعودية ، هي حصيلة المتغيرات الجديدة التي نجمت عن انتخاب الرئيس الاميركي دونالد جون ترامب ، والذي اعلن بأنه سيصحح سياسات سلفه الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي أغرق المنطقة بالكثير من المشاكل لضعفه ، وتردده، وعدم صدقه في تنفيذ الوعود التي قطعها بشأن سياسته في الشرق الاوسط .
هذه القمة لايمكن فهم أهدافها ، ومنطلقاتها ، ومساراتها الا بالعودة الى الغزو (السوفيتي ) لافغانستان في 25 كانون الاول - ديسمبر 1979 والذي ترافق مع أمرين اثنين : اولهما سعي المملكة العربية السعودية لتأجيج دعوات الجهاد الاسلامي ضد السوفييت الكفار وتمويل هذه الحملة .
وثانيهما اندلاع الثورة الاسلامية في ايران في تشرين الاول -اكتوبر سنة 19777 وتطورها بمغادرة الشاه محمد رضا بهلوي الى المنفى يوم 19 كانون الثاني 1979 ، وعودة الامام الخميني الى طهران بعد 14 سنة من النفي في الاول من شباط 1979 وانهيار الحكم الشاهنشاهي الملكي في 11 شباط 1979 . ويرى البعض أن توجهات ايران في دعم التوجهات الاسلاموية في المنطقة ، ووقوف السعودية الى جانب الاسلامويين في افغانستان ، والرغبة في نشر الدعوات السياسية -الاسلامية و تصدي نظام الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين لتلك التوجهات التي كان يسميها الظاهرة الدينية -السياسية بكلا جناحيها الايراني والسعودية كل ذلك ادى الى قيام الحرب العراقية - الإيرانية في ايلول 1980 واستمرارها حتى 1988 .
وما انتهت تلك الحرب ، ووقعت هجمات الحادي عشر من ايلول - سبتمبر سنة 20011 أيلول/سبتمبر 2001 هحيث تم تحويل اتجاه أربع طائرات نقل مدني تجارية وتوجيهها لتصطدم بأهداف محددة نجحت في ذلك ثلاث منها هي برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون). وقد سقط نتيجة لهذه الأحداث 2973 ضحية 24 مفقودا، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين .
اذا الغزو السوفيتي لافغانستان ، والثورة الاسلامية الايرانية ، والحرب العراقية -الايرانية ، واحداث الحادي عشر من ايلول كلها ادخلت المنطقة - واقصد منطقة الشرق الاوسط وفيها وطننا العربي - في أتون إصطدامات أخذت في كثير منها طابعا طائفيا مذهبيا ، وساعدت الدول الاقليمية ، والدول الكبرى في تأجيج تلك الصراعات التي لانزال نكتوى بنارها ، والتي ازدادت وتوسعت بعد الاحتلال الاميركي للعراق في 9 نيسان -ابريل 2003 وكان من ثمارها ان كل الاطراف الاقليمية دخلت لعبة تأجيج الطائفية ، والمذهبية وكانت حصيلتها الاف من القتلى ، وملايين من المشردين وعدد هائل من الارامل والايتام .. وقد كانت ميادين تلك الصراعات العراق وسوريا وليبيا واليمن .
كل القوى الاقليمية والدول الكبرى قد استفاد من هذه الصراعات الدموية ولايزال .ولعل من آثار هذه الصراعات ظهور تنظيمات ، ومن كل الاطراف المذهبية تنظيمات من قبيل القاعدة والحوثيين وحزب الله وتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش ) والميليشيات الاخرى فعلت ولاتزال فعلها في تدمير المنطقة واعاقة تقدمها وارجاعها الى نقاط الصفر بدعاوى وحجج وذرائع ما انزل الله بها من سلطان .
الولايات المتحدة الاميركية وروسيا وتركيا وايران والسعودية وقطر ليست بعيدة عن ما جرى ويجري ،وريبرأ احد نفسه . والشيء الملفت للنظر ان (القمقم ) خرج من (الجرة ) ولااحد يستطيع ان يسيطر عليه و(النار ) بدأت تقترب من الدول التي لم تصلها النيران فمن يحرق بيت جاره فالنيران سوف تصله لهذا وبعد انتعاش اقتصادات الكثير من الدول والظن بأنها ابتعدت عن النيران وبعد ان شعر الجميع ان المركب سيغرق بالجميع تداعوا واجتمعوا لايجاد حل وهنا وفي القمة العربية الاسلامية الاميركية كان يجب ان تحضر كل الاطراف ومنها ايران فهي طرف فاعل في ما حصل في المنطقة من احتلالات ، وحروب ومصائب ومآسي .
كان يجب ان يتواجه الجميع وحتى روسيا اللاعب الرئيس اليوم في سوريا كان يجب ان يتواجه الجميع والاهم ان يسألوا انفسهم ما الذي جنوه خلال 38 سنة اي منذ 1979 -2017 ؟ .أنا اقول - كمؤرخ - لاشيء غير الدمار والتخريب والتشريد والتطرف وسيادة العنف وتفكك الدول والجيوش والادارات وعودة المنطقة 100 سنة الى الوراء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق