الاستاذ حسن العلوي الكاتب الصحفي الكبير يكتب عن تلميذه الاستاذ زيد الحلي ويقول انه من مدرسة مصطفى أمين
جريدة المشرق http://www.almashriqnews.com/inp/view.asp?ID=100311
جريدة المشرق http://www.almashriqnews.com/inp/view.asp?ID=100311
التصقَ منذ يفاعته الصحفية، بأسلوبين يشكلان منهجه في الكتابة والحياة.. فهو يعنى بصغار الأشياء، فيتبناها ويرعاها حتى تربو وتصبح مادة صحفية لائقة.. وهكذا الصحفي يُمتحن بقدرته على التقاط الأحداث الصغيرة في اليوم الكبير... وعلى سبيل التطبيق العملي لهذه الفكرة، فعند "مانشيت" يوم الاحتفال بالعيد الوطني للدولة، لا يتوقف عنده الصحفي المتمرس.. يختلس السمع والبصر هنا وهناك، لالتقاط صورة، فإذا بها يقف عند مدعو يجلس في قاعة الاحتفال، فينكسر تحته الكرسي.. إن الكرسي المكسور، وليس اليوم الوطني هو الذي سيكون "المانشيت" الأكثر جاذبية..! وهذا ما يفعله دائما تلميذي (زيد عبيد عبود) الذي لقنته عام 1964، وهو في الرابعة عشر من عمره حب الكلام العربي، عندما كنتُ أقرأ على طلابي في متوسطة (الثورة) في كرخ بغداد مقابل المتحف الوطني حاليا، نصوصا اكتبها في الجريدة، فيتوقف عند ما فيها وكيفية نطق حروفها، ولا يفعل الأمر ذاته آخرون معه على ذات المقاعد قي المدرسة. اما طريقته الثانية أو منهجه في الحياة، فيقوم على مبدأ الابتعاد عن الصغائر.. وقد تكون من الصغائر معارك كبرى بين فريقين، يرى (زيد الحلي) ان الخوض في صراع كهذا هو اشتراك بفعل الانقسام الوطني وطعنة بالسلم الأهلي.. والحياة في صراع الأحزاب والمذاهب هو الوطنية الاجتماعية يعبر عنها كاتب هذه السطور.. من الصغائر عنده ان يظهر للصحفي ميل في سجال سياسي يتحول إلى نزاع.. ويتحول المتساجلون إلى خصوم أهل الدار! ومن هذا القبيل ان السخرية الصحفية، ربما تقلل من مهابة وجدية الحياة والأفضل عنده ان يكون الصحفي خفيف الظل، فله في ثقل التراجيديا، وله في خفة الكوميديا.. ولهذا ابتعد (زيد الحلي) عن الكتابات الساخرة، مثلما ابتعد عن الكتابات القاهرة. لا أدري إذا كنتُ مصيبا حيث أعزو هذا الأسلوب إلى مدرسة (مصطفى أمين) المعروفة في الصحافة المصرية..
وسواء صح قولي أو لم يصح فأن (زيد الحلي) اختار السباحة بين ماءين، فلا يعوم على السطح كما يعوم الآخرون على الروضة.. ولا يستقر عند قعر النهر كما تستقر الزوارق الغارقة. زيد الحلي كما تابعته، رجل سكة.. على غير ما يتصوره بعض زملائه.. وسكته عربية، ومن العربية ان لا ينقسم المجتمع العربي.. ألم اقل لكم انه أهل للوطنية الاجتماعية؟ لم يعرف هذا الصحفي حياتين: لا حياة الكدح والشظف، ولا حياة الدلال والترف.. انه لم يعش محتاجا، لكنه لم يعش غير محتاج.. وهذه الوسطية في المعاش، أعطته وسطية في المهنة.. كان المشترك السلمي في حروب الخصوم. زيد الحلي دار مع دورة الصحف، وبدأ حيث يبدأ المتدربون، وعلّم نفسه فنون الكتابة والإدارة الصحفية، واقتنص ما يصلح ورفض ما لا يصلح.. هو مدرسة ذاتها التي رائدها (سجاد الغازي).. هو الابن الصحفي لسجاد الغازي ومدرسة مصطفى أمين.. أكثر مما يكون ابناً لأية مدرسة صحفية أخرى.. لهذا لم يُحسب في عداد الصحفيين الحزبيين رغم انه في مقدمة العناوين في مؤسسات صحفية ذات توجهات حزبية.. إنه الآن في وادي المعاناة بين تهديد داء السكري المر وحفظ المعاش والمشي على جسر بين جبلين على حبل مشدود بأحكام، لكنه سيواصل السير لأنه تعلم ان لحظة السقوط ترتبط بلحظة الميل جنوبا أو شمالا... وهو صحفي متمرس يعرف خطه وسكته، ويفهم ما يعنيه قانون التوازن في السياسة والمعاش والعائلة والمهنة. زيد الحلي... مثال في الوفاء لأولئك الذين مروا عليه مر سحابة لم تمطر.. وهذه صفة ذات بعد أخلاقي لا سيما عندما تقاس بما يكتب أهل الحداثة الذين يتنكرون لأساتذتهم، فيظهر الصغير منهم وكأنه اكتسب وحده بالإلهام الطريق، فلا يذكر أستاذا أو زميلا.. على العكس من هؤلاء زيد الحلي يترنم طيلة حياته بذكر سلمان والرباب واسم العامرية. أني أخاف عليها من فم متكلم... والعامرية عنده هو كاتب هذه السطور. زيد الحلي سطر من سطور السلام الاجتماعي لهذا البلد.
وسواء صح قولي أو لم يصح فأن (زيد الحلي) اختار السباحة بين ماءين، فلا يعوم على السطح كما يعوم الآخرون على الروضة.. ولا يستقر عند قعر النهر كما تستقر الزوارق الغارقة. زيد الحلي كما تابعته، رجل سكة.. على غير ما يتصوره بعض زملائه.. وسكته عربية، ومن العربية ان لا ينقسم المجتمع العربي.. ألم اقل لكم انه أهل للوطنية الاجتماعية؟ لم يعرف هذا الصحفي حياتين: لا حياة الكدح والشظف، ولا حياة الدلال والترف.. انه لم يعش محتاجا، لكنه لم يعش غير محتاج.. وهذه الوسطية في المعاش، أعطته وسطية في المهنة.. كان المشترك السلمي في حروب الخصوم. زيد الحلي دار مع دورة الصحف، وبدأ حيث يبدأ المتدربون، وعلّم نفسه فنون الكتابة والإدارة الصحفية، واقتنص ما يصلح ورفض ما لا يصلح.. هو مدرسة ذاتها التي رائدها (سجاد الغازي).. هو الابن الصحفي لسجاد الغازي ومدرسة مصطفى أمين.. أكثر مما يكون ابناً لأية مدرسة صحفية أخرى.. لهذا لم يُحسب في عداد الصحفيين الحزبيين رغم انه في مقدمة العناوين في مؤسسات صحفية ذات توجهات حزبية.. إنه الآن في وادي المعاناة بين تهديد داء السكري المر وحفظ المعاش والمشي على جسر بين جبلين على حبل مشدود بأحكام، لكنه سيواصل السير لأنه تعلم ان لحظة السقوط ترتبط بلحظة الميل جنوبا أو شمالا... وهو صحفي متمرس يعرف خطه وسكته، ويفهم ما يعنيه قانون التوازن في السياسة والمعاش والعائلة والمهنة. زيد الحلي... مثال في الوفاء لأولئك الذين مروا عليه مر سحابة لم تمطر.. وهذه صفة ذات بعد أخلاقي لا سيما عندما تقاس بما يكتب أهل الحداثة الذين يتنكرون لأساتذتهم، فيظهر الصغير منهم وكأنه اكتسب وحده بالإلهام الطريق، فلا يذكر أستاذا أو زميلا.. على العكس من هؤلاء زيد الحلي يترنم طيلة حياته بذكر سلمان والرباب واسم العامرية. أني أخاف عليها من فم متكلم... والعامرية عنده هو كاتب هذه السطور. زيد الحلي سطر من سطور السلام الاجتماعي لهذا البلد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق