الثلاثاء، 6 مايو 2014

وردة للسفر ...المجموعةالشعرية للاستاذ معد الجبوري قراءة :ا.د.ابراهيم العلاف

وردة للسفر ...المجموعةالشعرية للاستاذ معد الجبوري
قراءة :ا.د.ابراهيم العلاف
وردة للسفر ....مجموعة شعرية صدرت عن دار الرشيد للنشر بوزارة الثقافة والاعلام العراقية سنة 1981 لشاعر الموصل الكبير الاستاذ معد الجبوري ضمن سلسلة ديوان الشعر العربي الحديث رقم 157 وتضم قصائد عديدة وزعها الشاعر على عشرة محاور او تقسيمات هي مراجعات خاصة ، واحكي عن الساحرة الاولى، ومكابدات افريقية ، وموسم اخر لطائر الغابة ، وشبيلي ، وهواجس ليلية ، وتلك الشجرة البعيدة ، وفضاء للرغبة ، والسيد ، واخيرا مراجعات اخرى ...من قصائد المجموعة : وقفة للصيف، ووقفة لصديقي عبد الوهاب اسماعيل ، ووقفة لامرأة ، وبحار ، وملك الغاب، وايات الجوع ، والخروج من بطن الحوت ، وحلم واستهاء سندباد ، وهاجس ، واختيار ، وأرى ثم ادعو .
في قصيدته :" خذوا الحكمة من الغابة " يقول :
في ارض تدعى :جوهر
حدثني شيخ افريقي
-كنتُ قرأت بعينيه
بريق الازمان الحية
قال :
انظر كيف تحل اللعنة
في يوم ما
-يوم يشبه هذي الايام -
صحا الناس على شيء يسري مثل وباء
في الغابة
فالثعلب يخطر في فروة ذئب
والنم برأس حمار
والنسر بحنجرة العصفور
الاسد
الثعبان
القرد
جميع الحيوانات بأشكال اخرى
وأتى يوم
ايضا يشبه هذي الايام
فيها صحا الناس
على لهب يتصاعد في تلك الغابة
قال الشيخ الافرليقي :
ومن ذاك اليوم
الى الان
اقول لهذا الانسان
الموغل في الغابات البشرية
لاتأخذ
الا دورك
في المجموعة وقفات رومانسية لكنها حقيقية عن الانسان المتطلع ابدا الى الغد ..الى الجديد لكن ثمة عيون زائغة وبطون تسعى نحو الحزن ونحو الموت فالايام مثقلة حبلى بالجروح والجوع يفترس الناس بدون رحمة وثمة موت مفزع.. وفي كل حين يتراءى للانسان انه يركض والامل امامه يتناءى ...اجنحة تخفق وبلاد لم تبدأ بعد ...كيف يفيض النهر ؟ .. اذا هذه ارضي وتلك منازل اهلي ...انه النهر ولكن من ماذا؟ انه نهر من احلام غامضة. ويمضي بنا الشاعر ربما ليصلنا بساحل قد يجيء وقد لايجيء لكنه الافق الذي يجمع البشر .. وفي الذاكرة يتسع الافق، ويترجل ليفتح الابواب السرية واية ابواب سرية انها تلك التي تخفي سحب الحرب ...هاهي الحرب الملعونة تأتي .. هاهي طبول الحرب تدق ..قل جاء الطوفان ...يقول الشاعر في اخر قصيدة من هذه المجموعة وعنوانها :"أرى ..ثم ادعو " مستشرفا المستقبل :" لاأحلم ُ..لكني أبصر " ..وصدق استشراف الشاعر ...بل لنقل ان الشاعر صدق في استشرافه فطبول الحرب دقت والاشجار العطشى لصرير الدم باتت واضحة للعيان ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدينة طرسوس ودورها في التاريخ العربي الإسلامي (172-354 هـ -788-965 م كتاب للدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي

  مدينة طرسوس ودورها في التاريخ العربي الإسلامي (172-354 هـ -788-965 م كتاب للدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي عرض ومراجعة : الدكتور زياد ع...