ا.د.ابراهيم خليل العلاف
أهداني الصديق الدكتور حيدر حميد رشيد التدريسي في قسم التاريخ بكلية التربية للبنات -جامعة بغداد -مشكورا -نسخة من كتابه القيم والفريد : " معتقلات الفاو والعمارة ونقرة السلمان وسجن ابي غريب :دراسة تاريخية في احوال معتقلي حركة مايس 1941-1945 " والمودع في دار الكتب والوثائق ببغداد برقم 1448 لسنة 2009 .قدم للكتاب الزميل العزيز الاستاذ الدكتور جعفر عباس حميدي والذي استعرض ماحواه دستور 1925 وماتلاه من دساتير من مواد كفلت الحريات لكن انظمة الحكم ومنذ العهد الملكي ضربت بتلك المواد عرض الحائط .قدم المؤلف معلومات وثائقية عن المأسي التي تعرض لها المعتقلون في معتقلات الفاو والعمارة ونقرة السلمان وسجن ابي غريب .ونشر قائمة بأسماء المعتقلين الذين سبق ان شاركوا في حركة مايس 1941 وعددهم 222 معتقلا كلهم من الوطنيين والقوميين .
مما احزنني - حقا - أن الوصي عبد الاله كان يشرف بنفسه على اعدام قادة مايس وكان يتشفى بهم وبناء على ماورد في الكتاب ان الشهيد فهمي سعيد اعدم مرتين اذ وجد بعد انزاله من لوح المشنقة انه لم يمت فرفعوه من جديد وشنقوه ثانية . كما ان جثمان الشهيد يونس السبعاوي كانت ضخمة لم تدخل التابوت "فصار السجانون يدوسونها بأقدامهم واحذيتهم لادخالها التابوت " .
عٌلق قادة حركة مايس على باب وزارة الدفاع فٌعلق الوصي يوم 14 تموز 1958 على باب وزارة الدفاع .معتقل الفاو السيء الصيت اعد للقوميين من انصار حركة مايس الا ان السلطة الملكية زجت فيه ايضا عناصر من الشيوعيين ..ومعتقل العمارة كان موبوءا وعفنا وكان مرتعا للحشرات والقوارض والديدان .ومعتقل نقرة السلمان وما ادراك ما معتقل نقرة السلمان كان في قلب صحراء السمارة وقد وثق لاحواله الشاعر مظفر النواب ..كان مليئا بالعقارب والافاعي ..كتاب وثائقي رائع ما أن تقرأه حتى تصاب بالخيبة وتحزن على ان العراقيين أناس مظلومون لم يأت أحد لاسعادهم بل كل من جاء ..جاء لاذلالهم ولكن لابد من القول ان العنف لايولد الا العنف والدم لايولد الا الدم ولابد من ان نراجع تاريخنا ونقف لنعرف لماذا تحرص السلطات الحاكمة في العراق على عدم احترام الانسان وحقوقه وحرياته الشخصية والعامة ؟..
كتاب مهم انصح بقراءته واهنيء المؤلف على ما قدمه من سجل جدير بالاهتمام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق