الثلاثاء، 16 أبريل 2013

تجربتي مع القراءة المؤرخ الدكتور إبراهيم العلاف يحكي عن رحلته القرائية لقاء : أسماء محمد مصطفى

تجربتي مع القراءة
المؤرخ الدكتور إبراهيم العلاف يحكي عن رحلته القرائية
لقاء : أسماء محمد مصطفى

(خاص بالموروث)
القراءة حياة ليست كأي حياة . إنها ملأى بالثراء الفكري والروحي لمن يود مرافقتها في رحلاتها الى عوالم لانهائية من المعرفة والجمال والرؤى والأفكار ، حتى إن من يختار الكتب رفيقة لها يلمس أن افقه وحيز تفكيره إتسعا عما كان عليه قبل تلك الرفقة .
من هذا المنطلق ، جاءت زاوية ( الموروث ) تجربتي مع القراءة لنستضيف فيها نخبة من المثقفين .
وقد قع اختيارنا على المؤرخ  الأستاذ الدكتور إبراهيم العلاف  ـ الموصل ، ليكون ضيف زاويتنا في هذا العدد ، ودار بيننا وبينه هذا اللقاء :
·         كيف تصف القراءة ؟
ـ القراءة غذاء الروح والنفس ، والإنسان الذي يقرأ لايخرف ..لأن دماغه يظل حتى وإن بلغ الـ90 من العمر يقظاً متفتحا على الجديد .
·         متى بدأت ِ القراءة الخارجية ؟
ـ  بدأت القراءة منذ الصف الخامس الابتدائي أي في مطلع الخمسينيات من القرن الفائت .
·          ماهو اول كتاب قرأته ؟
ـ  اول كتاب قرأته كتاب " العبرات " للكاتب المصري الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي .
·          هل كان في بيتكم في مرحلة طفولتك وصباك مكتبة ؟ وهل كان لدى الاهل إهتمام بالمطالعة ؟
ـ  نعم كان في بيتنا مكتبة عامرة تعود الى والدي وكان أعمامي وأخوالي يقرأون الكتب والصحف والمجلات . وكنت أسمعهم يتجادلون ويتناقشون فيما يقرأون .واحتفظ الآن في مكتبتي بعدد كبير من الكتب التي كانت تضمها مكتبة والدي .
·         ماالذي دفعك للقراءة وحفزك عليها؟
ـ  الذي دفعني الى القراءة إنني وجدت أن من يقرأ يحسن الحديث مع الآخرين .. وله القدرة على الإقناع.. وأن من كان يقرأ يتمتع باحترام الناس وتقديرهم ، ولكي أكون متميزاً بدأت القراءة وكتابة ملخص لما أكتب ، وهذه العادة لاتزال قائمة عندي . ولدي اليوم عشرات الدفاتر التي أدون فيها كل ما أقرأه او ما يعني لي من أفكار او ما يعجبني من أقوال او أبيات شعر او مفاهيم ومصطلحات احتاج اليها في كتاباتي . ومما شجعني على القراءة كذلك أن والدي كان قارئاً نهماً وكانت لديه مكتبة عامرة .
كما شجعني والدي ووالدتي على القراءة وكنت الابن البكر وقد حظيت بالإهتمام والتشجيع عبر مراحل حياتي من أطراف كثيرة منهم أمي وعمتي وزوجتي الاولى رحمها الله وكانت معلمة .. والآن زوجتي الثانية الدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي وهي مؤرخة متخصصة بتأريخ الثغور الإسلامية .
وأيضاً حفزني على القراءة معلمي في مدرسة أبي تمام الابتدائية للبنين في الموصل الأستاذ محمد اسماعيل والذي أخذ يكلفني باستنساخ بعض المقالات التي يحتاجها عن الأدباء والشعراء والفلاسفة والمفكرين والفنانين العراقيين والعرب والأجانب .
·         ماأبرز قراءاتك خلال الطفولة ؟
ـ  أبرز قراءاتي في الطفولة كتاب " القراءة " المقررعلينا حينذاك وحجمه في حدود 350 صفحة وكان مقرراً في الصف الخامس ومثله في الصف السادس الابتدائيين ..كان فيهما قصص وقصائد وحكم وحكايات ومواعظ وعبر ....اتذكر أنني كنت أقرأ قصصاً بعنوان : "واحدة بواحدة " و"مرضعة الرسول " و" القائد المغلوب والنملة " و"الحلاق الثرثار " وقصيدة المدارس للشاعر معروف عبد الغني الرصافي .
كما كنت معجباً بكتاب منهجي مقرر في الابتدائية وهو كتاب "الواجبات المدنية والاجتماعية " فيه كل مايجعل التلميذ يحب الوطن ، وفيه مباحث عن السلطات الثلاث والأنظمة السياسية والحقوق والواجبات .
·          وماأبرز قراءاتك خلال مرحلة المراهقة ؟
ـ  في فترة المراهقة كنت اقرأ مجلة طبيبك للدكتور صبري القباني وكتب الثقافة الجنسية للقباني نفسه وكتاب : كيف تتزوج ؟ وكتاب ثقافتنا الجنسية .. وكنت أقرأ مجلات الكواكب والمصور وآخر ساعة ، وأيضا أقرأ للشعراء الرصافي والزهاوي والجواهري والسياب . لم تكن ثمة قيود على قراءاتي قط  .
 ·          وماأبرز قراءاتك في مابعد ؟
ـ  في ما بعد أخذت اقرأ الكتب الوجودية ومنها كتب كامو وسارتر وسيمون دي بوفوار وكتب كولن ولسون وأبرزها كتابه "اللامنتمي " وكتب البرتو مورافيا ومنها كتابه " السأم " ، فأصبحتٌ وجوديا ثم انقلبتُ على الوجودية وصرت أقرأ لمكسيم غوركي وليو تولستوي وليرمانتوف ومن كتبه "بطل من هذا الزمان" وكتب لينين وكتب ماركس . وفي الكلية - كلية التربية - جامعة بغداد 1964 ـ 1968  قرأت لفرويد وماركس ، ودرسّنا الدكتور حاتم الكعبي ماركس وفرويد سنة كاملة وحيندما سألته عن السبب في تركيزه على ماركس وفرويد قال إن الجنس والاقتصاد هما ما يسيطر على عالم اليوم .
·           الآن ، ما الذي تختلف قراءاتك عنها في الماضي ؟
ـ  تنوعت قراءاتي في ما بعد وانهمكت في قراءة كتب فلسفة التأريخ ، فقرأت لتوينبي وشبنغلر وكولنجوود وهيردر و ادوارد كار وايمري نف وسيلي وحسن عثمان وعبد العزيز الدوري وقسطنطين زريق وأسد رستم وكل ذلك جرى بتأثير تخصصي في التأريخ وتعلمي على يد أساتذة أفذاذ كانوا يقرأون وينتجون منهم الدكتور جواد علي والدكتور حاتم الكعبي والدكتور زكي صالح والدكتور عبد العزيز نوار والدكتور جعفر خصباك والدكتور فيصل السامر والدكتور عبد القادر أحمد اليوسف والدكتور محمد جواد رضا والدكتور حامد شاكر حلمي رحمهم الله جميعاً وجزاهم خيراً .
·           وهل تقرأ كثيراً الآن ؟
ـ  قراءاتي الآن اصبحت واسعة ، فأنا أقرأ كتاباً لأكتب عنه ، وقد أصبحت لدي خبرة في الكتب ، فأي كتاب لا يأخذ مني وقتاً طويلاً ، إذ بمجرد أن أقلب صفحاته وأقرأ مقدمته وعنوانه وأرى مصادره وأطلع على خلاصاته استطيع أن أحكم على قيمته والآن في اليوم الواحد أقرأ أكثر من كتاب وأكتب عن أكثر من كتاب سواء في مدونتي او موقعي الشخصي او في صفحتي على الفيسبوك او في المواقع التي اعتدت أن أكتب فيها .
·            ماهي المجالات المعرفية التي قرأت فيها ؟
ـ  قرأت في مجالات التأريخ ، والسياسة ، والفكر السياسي، وفلسفة التأريخ وعلم الاجتماع والاقتصاد ، كما قرأت الرواية والقصة والشعر والدراسات النقدية حول الفن التشكيلي . والآن أقرأ كثيراً في مجالات الثقافة والفن ، وأنا منهمك في التأريخ العراقي الثقافي وأصدرت كتاباً بعنوان : "تأريخ العراق الثقافي " .
هذا الى جانب إهتمامي بالتأريخ المحلي وتأريخ الموصل . وقد أصدرت أكثر من كتاب في هذا المجال .
كما إنني مهتم منذ سنة 2001 بالثقافة الرقمية وكان لدي خط انترنت قبل الاحتلال ويعمل على الهاتف ومن خلال المودم وأنا الآن رئيس إتحاد كتاب الأنترنت العراقيين الذي يضم نحو 110 أعضاء ، وقد أطلق عليُ أحد الاخوة في جريدة الزمان "شيخ الفيسبوك العراقي " كما يسموني أيضاً "شيخ المدونين " ، فلدي مدونة يدخلها يومياً أكثر من 900 زائر ولي صداقة وثيقة مع عدد كبير من المدونين العراقيين وقد عقدنا قبل سنتين في
السليمانية المؤتمر الاول للمدونين العراقيين .
·           بماذا تنصح شبابنا بصدد المطالعة؟
ـ  أنصح الشباب بالمواظبة على القراءة لتتسع مداركهم ، وينمو احساسهم ، ويصبح لديهم موقف من الحياة والمجتمع والكون . وأقول لهم اقرأوا كتب الفلسفة فإن من يقرأ الفلسفة يرى الغابة أما الذي لايقرأ الفلسفة فلا يرى إلاّ الشجرة ، وشتان بين من يرى الغابة كلها ومن يرى الشجرة لوحدها .
وأنصحهم بأن يقرأوا القصة والشعر ليتهذب ذوقهم وتصبح لديهم ملكة الحديث وملكة الكتابة وأطلب منهم قراءة القرآن الكريم وتدبر آياته والإهتمام باللغة العربية وبعلامات الترقيم ..
وأنصحهم أن يتعلموا الكتابة على الحاسوب مباشرة ، وأن ينشروا ما يكتبون وأن تكون لديهم مدونات وصفحات على الفيسبوك ، والذي يريد أن يكون متميزاً ومحترماً في المجتمع لابد أن يقرأ .. وفي البدء كانت الكلمة... واقرأ ..... والقراءة كفيلة بأن تٌحدث التغيير ، والتغيير مهم ومن تساوى يوماه فهو مغبون والذي لايتغير يتعفن .
*http://www.iraqnla-iq.com/fp/journal62/38.htm
 
© جميع حقوق النشر محفوظة لدار الكتب والوثائق 2006
رقم الايداع في دار الكتب والوثائق ببغداد 1014 لسنة 2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 ...............أ.د إبراهيم خليل العلاف

                                                            الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 أ....