السبت، 27 أبريل 2013

الدكتور ذاكر محيي الدين العراقي مؤرخا




 الدكتور ذاكر محيي الدين العراقي  مؤرخا
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث -العراق

     من طلابي الذين أعتز بهم وأتباهى لسببين اولهما :  اخلاقه العالية ، وثانيهما علميته الجيدة . واكاد أراه أقرب تلاميذي الي مع انني لم أٌشرف على رسالته للماجستير واطروحته للدكتوراه لكنني درسُته وناقشته وارتبطت به  بعلاقة وصداقة طيبة وثيقة فهو ما انفك يزورني ويسأل عني وفاء منه وانا شاكر لذلك .
    الدكتور ذاكر محيي الدين عبد الله شاهين  العراقي الربيعي  وهذا اسمه الكامل من ال العراقي وهم اسرة موصلية عريقة لي مع بعضهم صداقات وزمالات طيلة السنوات ال50 الماضية . وهم ناس معروفون،  وطيبون وسمعتهم سبقت افعالهم ولهم مكانة متميزة في سجل الخارطة الاسرية لاسر وعوائل مدينة الموصل .هذا فضلا عن انهم من عشيرة الزوريين الربيعية المعروفة .
    ولد في 30 أيار سنة 1963  ولقب عراقي جاء نسبة  الى محلة باب العراق  ، وهي احدى المحلات القديمة في مدينة الموصل. في  30 أيار 2013  سوف يتم الخمسين من  العمر . وكان محل ولادته  في منزل جده عبد الله في محلة باب المسجد ، وهي من المحلات القديمة في الموصل،  وقد سكنها آل حساوي وآل العالم وآل السنجري وغيرهم من العوائل الموصلية القديمة . وهي تقع بالقرب من مسجد العراقي وحمام الزوية و حمام المنقوشة في المنطقة الغربية من منارة الحدباء في شارع الفاروق الجديد.
    نشأ في بيت والده الحاج محيي الدين  في محلة حي العروبة (الصناعة القديمة ) في المنطقة الواقعة اليوم بين حي الثورة وحي الموصل الجديدة ، وهي من أوئل الأحياء الموصلية التي نشأت  في الموصل بعد الانتشار والتوسع السكاني الذي شهدته المدينة بعد ثورة 14 تموز 1958، ودرس في المدرسة الابتدائية في مدرسة القدس الابتدائية في منطقة الواقعة خلف جامع اليقظة الاسلامية وكانت المنطقة تحفل بعوائل موصلية أصيلة منها :الاغوات الاحيالية والنجماويين والبكات والعبايجي وال الجلبي وال القزاز العبادة وال بركات  ،مع حشد كبير من عشائر الموصل العربية كالرواشد والعبادة والبجارية والجبور والبومتيوت والحديدين والبو بدران والنعيم والاحيالين وطي وربيعة وشمروالبو حمد وتفريعاتهم المختلفة المتداخلة ، ممن نزحوا من خارج المدينة وسكنوا في مناطق مختلفة حول المنطقة في موصل الجديدة ، وشكلوا أحيائها الحالية :  (الرسالة وتل الرمان ونابلس والمطاحن والصحة والشهداء وحي زيادة واليرموك ،وحتى احياء 17 -30 تموز وما حولها )، وكان من زملائه  في الدراسة الأستاذ المساعد الدكتور سلطان جبر سلطان رئيس قسم التاريخ بكلية الاداب –جامعة الموصل الحالي  ومجموعة كبيرة ممن شغل مناصب عسكرية و إدارية وسياسية وطبية واأعمال حرة مهمة في الدولة .
     في مرحلة  الدراسة المتوسطة درس في " متوسطة الجمهورية"  الواقعة قرب مقبرة الموصل الجديدة، ومن ثم انتقل لاكمال دراسته في متوسطة الوثبة في منطقة الطوافة القديمة في الموصل، وكان مديرها آنذاك المرحوم الاستاذ  فيصل العراقي، وومن درسه فيها الأساتذة هاشم الدباغ وباسم وهشام الشماع ، وممن كان معه فيها الأستاذ المساعد الدكتور احمد حامد أستاذ الجغرافية السياسية في كلية التربية جامعة الموصل ، والفنان الموصلي  الاستاذ محمد الحلو والفنان الاستاذ  بيات محمد حسين مرعي ، والضابط العراقي عبد الوهاب علي الشمالي والضابط العراقي سعد علي الديري وغيرهم ،
      انتقل لاكمال الدراسة  الاعدادية في " الاعدادية الغربية" ، وكان ممن أثروا فيه أساتذة أجلاء أمثال الشيخ الجليل  الاستاذ محمد علي الياس العدواني مدرس اللغة العربية والاستاذ حكمت والاستاذ احمد مدرسي اللغة الانكليزية فيها ، وغيرهم ممن تركوا بصماتهم  عليه .
   في السنة الدراسية  1980- 1981 قبٌل للدراسة في كلية الآداب قسم التاريخ، وكانت دورتهم تعد من أفضل الدورات الدراسية التي شهدتها الكلية ،اذ ضمت نحو 56 طالبا جلهم من العراقيين وقسم منهم من الاخوة العرب (اردنيين وفلسطينيين وتوانسة وجزائريين وغيرهم ) ممن تفتقر لهم اليوم جامعات العراق وللاسف الشديد. تخرج سنة  1986 وكان ترتيبه الخامس على قسم التاريخ ،الذي شهد تنافسا شديدا بين الطلبة ، وغدا الفارق بين الأول ومن بعده، أعشار الدرجة ،أو درجة وودرجتين، دلالة على شدة المنافسة .
     ومن المناسب القول أن هذه الدورة التي أكملت دراستها في السنة الدراسية  1985-1986، قد أكمل منها أكثر من ثلاثة عشر طالبا دراستهم العليا ومنهم في جامعة أربيل الدكتورة نشتمان والدكتورة فائزة  في جامعة دهوك ،أما من أكمل معه الدراسة، فكانوا الدكتور سلطان جبر سلطان والدكتوره لمى عبد العزيز والدكتورة سهيلة مجيد الراوه جي والدكتور عكاب والدكتور حسين ظاهر، وأخرهم ممن يكمل دراسة الدكتوراه ومن دورته في الدراسة الأولية زوجته طالبة الدكتوراه في التاريخ الاسلامي السيدة   سالمة محمود محمد.
   وممن درسه وأثر فيه الاستاذ الدكتور عامر سليمان والاستاذ الدكتور هاشم الملاح والاستاذ عبد التواب احمد سعيد والاستاذ الدكتور سالم احمد محل والاستاذ الدكتور عبد المنعم رشاد والاستاذ الدكتور راغب حامد والاستاذ الدكتور عماد احمد  الجواهري والاستاذ الدكتور محمد علي داهش والاستاذ الدكتور عبد الرحيم الحديثي والاستاذ الدكتور علي شاكر والاستاذ الدكتور المرحوم عادل نجم عبو وغيرهم ، ممن تركوا بصماتهم الواضحة علميا وفكريا وسلوكيا وأثروا فيه وفي أقرانه ، وفيمن لحقوا من طلبة قسم التاريخ كلية الآداب جامعة الموصل .
    في سنة  1992 أكمل دراسته للماجستير في قسم التاريخ في كلية الآداب، وكانت رسالته بعنوان : ((محمد يونس السبعاوي ودوره في الحياة السياسية في العراق )) وبإشراف الأستاذ الدكتور غانم  محمد الحفو، وكان ممن درسه فضلا عمن سبق ،الأستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف والأستاذ الدكتور خليل علي مراد والأستاذ الدكتور سيار كوكب الجميل .
     حاول التعين في جامعة الموصل سنة  1992 ولكن لم يتحقق ذلك  . فأتجه للعمل الحر في ظروف الحصار القاسي المفروض آنذاك على العراق ، وكان خير معين له ومساند زميل دراسته في الكلية وصديق طفولته وصباه رضوان عبد الواحد مصطفى الجلبي الذي فتح له محله في منطقة الموصل الجديدة وعمل معه"  بزازا " حتى حزيران سنة  1999 ، حيث ترك العمل لاسباب خاصة، واتجه الى أعمال أخرى غيرها ليعيل أسرته المكونة من ستة اشخاص آنذاك.
   في 7 أيلول  سنة 1999 صدر أمر تعينه مدرسا مساعدا في قسم التاريخ كلية الآداب جامعة الموصل ، والذي كان الفضل فيه للاستاذ الدكتور راغب حامد رئيس القسم انذاك  والاستاذ الدكتور صلاح الدين امين عميد الكلية ، وشاءت الأقدار أن يٌقبل لدراسة الدكتوراه في العام نفسه ،ليكملها في تموز 2003  وكانت أطروحته  للدكتوراه بعنوان : " الانقلابات العسكرية في السودان : دراسة تاريخية 1958-1971" ، وبإشراف الأستاذ الدكتور غانم  محمد الحفو ، وبذلك يٌعد أول من تخصص في تاريخ السودان الحديث  في جامعة الموصل .
   في سنة  2007 حصل على مرتبة الأستاذ المساعد ، ناقش وقيم علميا  وأشرف على  العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في قسم التاريخ في كلية الآداب وفي قسم التاريخ في كلية التربية جامعة الموصل، فضلا عن غيرها في جامعة تكريت، وممن أحيلت له من الوزارة ،كما قيم العديد من البحوث ومعاملات الترقية العلمية ، وله حاليا أكثر من خمسة عشر بحثا، المنشور منها ثمانية بحوث، والباقي مقبول للنشر، وهو يستعد لتقديمها للترقية العلمية لمرتبة الأستاذية .شارك في العديد من المؤتمرات والندوات التي أقيمت في كلية الآداب  ومركز الدراسات الاقليمية ومركز دراسات الموصل وكلية التربية الأساسية .
     له كتابان أحدهما نشر بعنوان : " الحكومة الالكترونية  وأبرز تطبيقاتها في الوطن العربي" ، الصادر عن مركز الدراسات الاقليمية في جامعة الموصل ، وكتاب أخر صادر عن المركز نفسه  بعنوان: "  دراسات في تاريخ السودان المعاصر" .متزوج وله خمسة أولاد (ولدين وثلاث بنات) وبإنتظار حفيد .
    كأي منتم للمدرسة التاريخية العراقية المعاصرة ، فهو ملتزم بحرفية هذه المدرسة ومنهجيتها المرتكزة على العودة الى النصوص والوثائق والمصادر الاصلية .كما انه لايلتزم برؤية واحدة او تفسير احادي وانما هو –شأن الكثيرين من اقرانه المؤرخين العراقيين المعاصرين – يأخذ بتعددية التفسيرات .وهو مهتم ومنهمك بتاريخ السودان الحديث والمعاصر لذلك فقد اصبح يمتلك خلفية ممتازة في الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية السودانية تؤهله لان يكون احد الخبراء المتخصصين بقضايا السودان وهمومه


هناك تعليقان (2):

  1. انا افخر بابي جدا ربي يدمه النا ويحفظه ويطول بعمره

    ابنته امنة العراقي

    ردحذف
  2. بارك الله بك ابنتنا آمنة ذاكر العراقي وحفظك وحفظ تلميذي الدكتور ذاكر العراقي

    ردحذف

عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة

  عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة -ابراهيم العلاف ولا اكتمكم سرا ، في أنني احب القاص والروائي العراقي الراحل عبدالستار ناصر 1947-2013 ، واقرأ ...