سوسيولوجيا تاريخ العراق المعاصر
ابراهيم العلاف
تيسرت لي اليوم 28-5-2015 الفرصة لزيارة شارع النجفي في الموصل وهو شارع المكتبات فوقعت عيني على عدد كبير من الكتب ، ومنها هذا الكتاب الذي اقتنيته في الحال والموسوم :" سوسيولوجيا تاريخ العراق المعاصر " للاستاذة ثناء محمد صالح عبد الرحيم .
والكتاب -بحق -دراسة تحليلة رائعة لتاريخ العراق من وجهة نظر او من رؤية علم الاجتماع - والكتاب ضخم يقع في 304 صفحة صدر عن دار ميزوبوتاميا للطباعة والنشر والتوزيع وهي دار أخذت تفرض نفسها على سوق الكتب العراقية والعربية بقوة بفضل مديرها الشاب الصديق الاستاذ مازن لطيف .
الكتاب -كما اعتقد -رسالة ماجستير مع انني لم أجد - للاسف - إشارة لذلك في الكتاب ، ولااعرف السبب مع ان الاشارة الى انها رسالة تدعم الكتاب وتعطيه صفة الجدية والرصانة .كما أنني استغرب هذا التصرف من الباحثين واهمالهم اسم المشرف على الرسالة الذي لابد وان يكون قد بذل جهودا كبيرة من اجل تكوين الباحث العلمي ووصوله الى مرتبة الكتابة الاكاديمية ، وارجو من الناشر مستقبلا ان لايقبل بذلك كما أرجو من ابنائنا الباحثين أن يكونوا اوفياء مع اساتذتهم وأن لايتوانوا عن ذكر اسمائهم وجهودهم حيث يقتضي الامر . فقط اقول انني عرفت -ومن خلال قراءتي للكتاب -الرسالة ان بصمات صديقي عالم الاجتماع العراقي الكبير الاستاذ الدكتور متعب مناف السامرائي واضحة وقد أكون على خطأ .
ماعلينا .. نعود الى الكتاب الذي يدحض الرأي القائل بأن كيان العراق مصطنع ...العراق موغل في القدم وتاريخه يرجع الى اكثر من 10 الاف سنة .والذي اعجبني والباحثة تحلل سسيولوجيا تاريخ العراق المعاصر - وانا متخصص به - انها وضعت لنفسها عدة محطات تنطلق منها وهذه المحطات ارتبطت بفترات التاريخ القديم والاسلامي والعثناني والحديث والمعاصر فإقنصت من المؤرخ (هاري ساكز ) وقفته عند عظمة بابل والتاريخ القديم للعراق ومن المؤرخ (عبد العزيز الدوري ) وقفته عند تاريخ العراق الاقتصادي في العهود الاسلامي ومن( ستيفن همسلي لونكريك ) وقفته عند القرون التي اعقبت الغزو المغولي وحتى الفتح العثماني ومن عالم الاجتماع (الدكتور علي الوردي ) لمحاته وتحليلاته لطبيعة المجتمع العراقي ومن (الدكتور مجيد خدوري ) رؤيته لتاريخ العراق المعاصر ثم قامت بوضع خريطة تنظيرية فككت عبرها اشكالية البحث في تلكم الدراسات -المحطات وخرجت بخلاصات واستنتاجات غاية في الاهمية .لااريد ان احرم القارئ من متعة التعرف عليها بنفسه من خلال قراءته للكتاب ..حقا كتاب دسم ، وكتاب قيم ، وكتاب أضاف الكثير لما نعرفه عن المجتمع العراقي .وفق الله الباحثة وجزاها خيرا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق