السبت، 23 مايو 2015

إعادة إصدار جريدة فتى العراق2003-2010 ابراهيم العلاف وفواز الشيخ أحمد

إعادة إصدار جريدة فتى العراق2003-2010
ابراهيم العلاف وفواز الشيخ أحمد
صدرت جريدة فتى العراق لأول مرة سنة 1930 ، وألغي امتيازها في 26 كانون الأول 1968 ، إذ صدر آخر عدد من الجريدة في 6 كانون الثاني 1969 . وبعد توقف طويل دام قرابة ثلاث عقود ونصف ، أعاد الأستاذ أحمد سامي الجلبي إصدارها مجدداً بعد الاحتلال الأمريكي للعراق سنة 2003 . وقد حرص على أن تواصل الجريدة مسيرتها الصحفية وبالثوابت والمنطلقات الوطنية نفسها التي تؤكد على وحدة الشعب العراقي بكافة أطيافه وقومياته . وقد عرفت الجريدة منذ صدورها بكونها صوتاً وطنياً مخلصاً جسد روح الإيمان بحق العراق وشعبه في الحرية والاستقلال ، والسبب في ذلك أنها جريدة مستقلة لم تخضع لحزب أو لتوجه سياسي معين . كما حرصت الجريدة في كتاباتها على أن تعكس حالة الشأن المحلي الموصلي مما أعطاها نكهة خاصة تعبر عن خصوصية مدينة الموصل الحضارية التي عرفت بها عبر عصور سحيقة . هذا فضلا عن توجهات الجريدة الوطنية العراقية والعروبية والإسلامية .
لم تكن جريدة فتى العراق جريدة أسبوعية فحسب بل كانت منتدى للأدباء والمفكرين الذين يرتادونها أسبوعيا وفي غرفها تدور بينهم حوارات ونقاشات ثقافية . فضلا عن متابعتها للنتاجات الأدبية والفكرية المتميزة العربية والعالمية . وكثيرا ما اهتمت الجريدة بإقامة الندوات السنوية الفكرية والنقدية التي كانت تتناول فيها موضوعات تتصل بالراهن الثقافي العراقي عامة والموصلي خاصة . وإلى شيء من هذا القبيل يشير الأستاذ أحمد سامي الجلبي عند إصداره جريدة فتى العراق في سنة 2003 فيقول : (( وعدت إلى الصحافة في سنة 2003 ، بعد طول انقطاع ، حين راودتني فكرة إصدار (فتى العراق) التي نشأت فيها ، وترعرعت معها ، وأسهمت بتولي سكرتارية تحريرها في شبابي .. وأصبحت الفكرة حقيقة واقعة حين أصدرت فتى العراق ... لأدخل من جديد (معركة الصحافة) مع أكثر من مائة جريدة ومجلة صدرت في مدينة الموصل بعد الاحتلال ... لقد كانت الخطوة بالنسبة لي جريئة في عودتي لوسط شعرت فيه بالغربة لأول مرة في مسيرة جديدة لم أجد فيها زملاء الأمس الذين اعتادوا العمل معي بالوسيلة نفسها ويحملون الهدف نفسه ، لهذا لم تكن البداية هيِّنة علي أول الأمر ... )) .
صدر العدد الأول من جريدة فتى العراق في 8 تموز 2003 ، وتـولى أحمـد سامـي الجلبي رئاسة مجلس إدارة الجريدة ورئاسة تحريرها ، وعمل معه شقيقه الدكتور أديـب إبـراهيم الجلبي وولده صميـم أحمـد سامـي الجلبي وولـدي شقيقـه حارث أديب
، وإبراهيم أديب . فضلا عن صديقه موفق أحمد السبعاوي وقد شكل هؤلاء مجلس إدارة الجريـدة . فالـدكتور أديب الجلبي أصبح ( مديراً للتحرير ) ، وصميم الجلبي (مديراً للإدارة) ، والمحـامي حـارث أديـب ( مستشـاراً قانونياً ) ، ومـوفق أحمد السبعـاوي مديـرا للعلاقـات . أمـا أسـرة تحريـر الجـريدة فضمـت : الـدكتور أيـاد محمـد عبـد الله
، وإبراهيـم أديـب ، وسـامر إلياس سعيد ، ومحمود عبد المنعم، وعبد الكريم حازم ، وفارس تركي محمود ، والسيدة عزة نصر الله. ثم أصبح المهندس يسار الدرزي ( سكرتيرا للتحرير ) ، والأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أبرز أعضاء أسرة التحرير ، ثم أصبح ( مستشاراً للتحرير ) . وبعد مدة اختفت من أعضاء هيئة التحرير ومجلس الإدارة أسماء كل من محمود عبد المنعم ، وعبد الكريم حازم، وسامر إلياس سعيد ، وإبراهيم أديب الجلبي ، والمحامي حارث أديب، والدكتور أديب الجلبي.
جاء في ترويسة الجريدة بعد عودتها أنها : (( جريدة يومية سياسية مستقلة )) ، تصدر مرة واحدة في الأسبوع بثمان صفحات ، وبمقياس (30 ×40 سم ) من حجم النصف ، وبلونين أزرق وأسود، ثم أصبحت ملونة . وقد وضعت في صدر الترويسة سورة العصر ، وحكمة الأسبوع ( أو حكمة العدد في أعداد أخرى من الجريدة ) ، وإشارة إلى أن ثمن النسخة الواحدة هو (250) دينار . أما بدل الاشتراك داخل مدينة الموصل بلغ (25) ألف دينار سنويا . وطبعت أعداد الجريدة الأولى في شركة مطبعة الزهراء الحديثة ، وبعد مدة قصيرة طبعت أعداد الجريدة في مطبعة الانتصار. وقد جاء ذلك لقرب هذه المطبعة من مقر الجريدة في منطقة المجموعة الثقافية وتقليصا للنفقات والجهد . وكانت كلفة طبع كل عدد أسبوعي من الجريدة أول صدورها قد وصل (150) دولار بمعدل (500) نسخة . كما أصبح للجريدة بريداً الكترونياً خاصاً هو Fatalirag@Yahoo.com .
أما أماكن توزيع أعداد الجريدة فقد كان في مكتبة زهرة نينوى في منطقة الدواسة لصاحبيها خليل إسماعيل خليل ومهند داود سليمان ، وفي مكتبة الضحى بالدواسة لصاحبها مهند داود سليمان، ومكتبة الحكمة ومكتبة الزهراء والمكتبة الوطنية في شارع النجيفي ، وكذلك في مكتبة الجزيرة في حي الزهور قرب دورة جامع المحروق ، ومكتب المربد مجاور مديرية تربية نينوى، كما قامت إدارة الجريدة بإرسال أعداد منها إلى المؤسسات الحكومية منها جامعة الموصل . كما وزعت أعداد من الجريدة في العاصمة بغداد عن طريق مكتب الجريدة في بغداد بإدارة أسامة الجلبي. وكان يأتي إلى الموصل كل أسبوع ليأخذ العدد الأسبوعي من الجريدة ، وكان عمله هذا ، شأنه شأن معظم العاملين في الجريدة ، تطوعي لدعمها دون مقابل. أما عن كيفية إيصال الجريدة إلى المشتركين ، فكان يتم بثلاث طرائق هي : البريد ، والسيد خزعل أبو ضياء ( سائق دراجة هوائية ) ، والأصدقاء الذين يرتادون الجريدة . وكان تمويل الجريدة يعتمد على واردات الإعلانات والاشتراكات السنوية . وقد جرت العادة إن كثيراً من الدوائر الحكومية صارت تعتمد في نشر إعلاناتها على جريدة فتى العراق لكونها ملتزمة ومستمرة بالصدور بشكل دوري مع دقة نشر الإعلانات دون أخطاء مطبعية ، وهذه الإعلانات نوعان الأولى إعلانات المحكمة وتكون ذات أسعار مقطوعة ومحددة ، لأن صيغ كتابتها تكون ثابتة تقريبا وذات مساحات متقاربة وإن اختلف المضمون قليلا ، والثانية إعلانات الدوائر الحكومية فيحسب سعرها حسب المساحة . وكان كل سنتمتر مربع واحد منها يساوي (400) دينار . ثم أصبح (500) دينار فيما بعد ، أما سعر إعلان صفحة داخلية كاملة من الجريدة فكان يساوي (500) ألف دينار ، والصفحة الأخيرة بلونين يساوي (600) ألف دينار . واعتمدت الجريدة استخدام شبكة المعلومات الدولية (الانترنيت) للحصول على بعض الأخبار المحلية والخارجية والثقافية بشكل مستمر.
تضمنت أبواب الجريدة وقتها ، ( المقال الافتتاحي ) ، و( حديث المجالس ) ، و(شكاوى المواطنين ) ، و( أخبار المجتمع ) ، و( مدارات) ، و( أسبوعيات رئيس التحرير)، و(أوراق في التاريخ والسياسة) ، و (من الأرشيف) ، و ( بدون زعل ) ، و( رجال في ذاكرتي )، و( مكتبتنا ) ، و( جذاذتان ) ، و ( سير وتراجم ) ، و ( ضيف الأسبوع ) ، و (معالجات عامة) ، و ( كلمة طيبة ) ، و ( الرواق الموصلي ) ، والعديد من الأبواب التي استحدثتها الجريدة فيما بعد.
ووضحت جريدة فتى العراق خطتها في مقال افتتاحي بعنوان : ( عهد .. ورسالة ) بقلم رئيس التحرير جاء فيه : (( على الرغم من علمنا مسبقا ، من إن العمل الصحفي في مثل هذه المرحلة الخطرة والدقيقة ليس سهلا وميسورا ، إنما هو رحلة شاقة ومجهولة العواقب في خضم بحر واسع ومتلاطم في يوم غائم عاصف... فقد أقدمنا على إصدار (فتى العراق) لا من أجل أن نصل أو نتسابق ، ولا من أجل أن نحقق مصلحة ذاتية معينة ، بل هو إصرار منا على ديمومة العمل ومواصلة الطريق في خدمة صحيفة نظيفة بعد استراحة إجبارية دامت 35 سنة إيمانا منا بضرورة هذه الديمومة وأهميتها لهذا البلد الصابر . . . إنه إطار (الفتى) السابق سنؤطر به (فتانا) اللاحق ، الاندفاع نفسه ، الأسلوب نفسه ، القواعد نفسها التي أرستها التجربة السابقة ، التوجه الديني والحس الوطني أنفسهما مع مواكبة ما تقتضيه ظروف التطور الحضاري والتجديد . . . ستكون اللسان المعبر عن كل أبناء الموصل إن شاء الله تحمل همومهم وتعكس آرائهم وتنقل أفراحهم ، تفتح صفحاتها لكل التيارات والاتجاهات بما ينسجم مع خطها الملتزم وابتعادها عن كل فكر وافد أو مستورد أو ما يحمل نفساً مفرقاً للشعب وممزقاً لوحدة الوطن . . . مع سعيها للحفاظ على أصالة الموصل مدينة عربية مسلمة . . . كما تفتح (الفتى) صفحاتها لكل الأقلام (النظيفة) والأصوات الداعية للتماسك ولوحدة الهدف والمصير وتبنيها لكل الأفكار الخيِّرة والآراء النيِّرة )) .
__________________________________
*من رسالة ماجستير للسيد فواز الشيخ احمد اشرف عليها الدكتور ابراهيم العلاف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ومساؤكم خير وعز

  ومساؤكم خير وعز والصورة في الشارع المؤدي الى دورة البكر وجامع محمد طاهر زيناوة-الجانب الايسر من مدينة الموصل التقطتها لكم ظهر اليوم الاثن...