الاثنين، 4 أغسطس 2014

الباحث الموسوعي عبد الحميد العلوجي

الباحث الموسوعي عبد الحميد العلوجي.. باع مكتبته ليسد رمق عائلته*

تاريخ النشر       11/07/2014 07:18 PM
هو العلوجي عبد الحميد .. الباحث الموسوعي ، المولود في كرخ بغداد ـ منطقة الجعيفر سنة 1924 . تخرج في كلية الحقوق ، ولم يعمل في حقل اختصاصه الأكاديمي . من مؤسسي مجلتي المورد والتراث الشعبي . بلغت مؤلفاته 41 كتاباً ، وشغل مناصب عدة كان آخرها مديرا عاما للمكتبة الوطنية في ثمانينيات القرن الفائت ومن ثم مديرا عاما لدار الكتب والوثائق بعد دمج المكتبة الوطنية والمركز الوطني للوثائق معا ، حتى تقاعده في سنة 1993 . أثر عليه الحصار الاقتصادي في التسعينيات سلبا كما أثر على سواه من العراقيين ، فاضطر الى بيع مكتبته الشخصية التي احتوت على أكثر من 17 ألف كتاب ومجلد من خيرة المراجع ، ليسد بثمنها قوته وقوت عائلته . مكتبته تلك احتوت كتبا نفيسة..
لقبه العلوجي جاء من عمله في علوة والده عشر سنوات، فقلبها الى مكتبة، إذ كان يتسوق الكتب بدلاً عن الحنطة والشعير والدهن، وأدى ذلك الى خسارة والده رأس المال.
وذات مرة حين كان العامل يزن الحنطة في العلوة، انشغل العلوجي بقضية إعرابية.
قال إنه من دعاة إلغاء الإعراب مفضلا الاستغناء عنه ببعض القواعد الأساسية. من آرائه : إنّ العلاقة بين التأريخ والاسطورة مثل علاقة التوابل بالأطعمة، التأريخ اسطورة كبيرة لكنها تدعو الى الثقة والإيمان .
ومن آرائه أيضا : إنّ الحكايات الشعبية انعكاس لطقوس وخوف من الغيبيات والماورائيات، وإن الحكايات الشعبية ظلمت المرأة . امتلك روح النكتة، وهوى الزراعة وصيد السمك، وربى القطط، وصادق عنكبوتا وكان يطعمه ذبابا يصطاده له .  رحل عن عالمنا سنة1995، لكنه ترك في ذمة الذاكرة الثقافية سيرته ومؤلفاته التي نعرضها هنا من خلال ماأطلعنا عليه وماقاله وكتبه الآخرون بحقه .
العلوجي في موسوعة أعلام العراق
( باحث موسوعي بغدادي ، مارس التعليم  وبلغت مؤلفاته 41 كتابا، خاض معارك جدلية مع الدكتور محسن جمال الدين حول الاستشراق الروسي  ومعركة مع فؤاد جميل حول كتاب (في بلاد الرافدين) ومعركة مع المجمع العلمي العراقي حول الطب العراقي  كتب عنه حسين نصار والمستشرق البريطاني بيرسون، حصل على وسام المؤرخ العربي وشارة جمال الدين الأفغاني وشارة الفارابي وشارة بغداد والكندي ).  
المؤرخ الدكتور إبراهيم العلاف، الأستاذ المتمرس في جامعة الموصل، عمل مع العلوجي ضمن مشاريع متخصصة في التأريخ والحضارة ، قال
ـ الأستاذ عبد الحميد العلوجي باحث متميز وإداري ناجح وإنسان متواضع . لم أعرف باحثا دؤوبا مدققا محققا مثله .. ولم أرَ كاتبا متنوع الاهتمامات مثله ولم أر إنسانا متواضعا بسيطا مثله .. أنا شخصيا كنت استغرب منه وهو المدير العام للمكتبة الوطنية ودار الكتب أن يكون بهذه البساطة وهذا الاسترسال مع الناس ومع طلبة الدراسات العليا ...شكا لي مرة بأن ورثة الأستاذ الدكتور محمد صديق الجليلي تبرعوا بمكتبته الغنية الى ديوان الرئاسة التي أمرت بإيداعها المكتبة الوطنية فقال إنها من حق الموصل ومن حق مكتباتها ولكن ما العمل ؟
عملت معه ومع عدد من الأساتذة ضمن مشاريع وزارة الثقافة والإعلام في مشاريعها " العراق في التأريخ " وموسوعة "حضارة العراق " 13 مجلدا و" العراق في مواجهة التحديات " ثلاثة مجلدات وكان هو منسق كل هذه الكتب ومحررها . كنا نكتب الفصول ونعطيها للأستاذ العلوجي لنراها تظهر وكأنها بقلم مؤلف واحد . كان يعمل بلا كلل ولا ملل . كان وطنيا عراقيا أصيلا، والوطنية عنده هو العمل الجاد الدؤوب المخلص الذي يمكث في الأرض .
أمر واحد كنت استغربه فيه هو كثرة التدخين، ومرة قلت له أن يخفف التدخين فقال "بعد ما يفيد " ..
ومرة قال : إنني علوجي وأنت علاف والعلوجي والعلاف كلاهما يطلقان على من يبيع الحنطة والشعير ....لكن في بغداد يُعرف بالعلوجي أي صاحب العلوة وفي الموصل علاف . رحمك الله صديقي الغالي الأستاذ العلوجي .
العلاف في شهادة سابقة
العلوجي عالم جليل وباحث متميز وإنسان فاضل يعترف بجهود الآخرين
وسبق للعلاف أن كتب عن العلوجي شهادة ساردا فيها حدثاً قصد من وراء ذكره التوقف عند أخلاق العلماء والمبدعين ،يقول :
" ارتبطت مع الباحث التراثي الموسوعي الأستاذ عبد الحميد العلوجي ( 1924ـ 1995) بعلاقة صداقة إمتدت الى أكثر من ربع قرن .. وكان رحمه الله يعبر باستمرار عن إعجابه بكتابتي وقد أعرب مرة عن أسفه لانتقال مكتبة الأستاذ الدكتور محمد صديق الجليلي رحمه الله إلى بغداد بعد تبرع ابنه بها وقال لي بالحرف الواحد (إن الموصل هي المكان الطبيعي لهذه المكتبة).
 اما السيد جمال عبد المجيد العلوجي فقد قدم  محطات في حياة خاله عبد الحميد العلوجي . حيث قال ان العلوجي   ولد في بغداد في الأول من كانون الثاني سنة 1924، انضم الى صفوف الحزب الشيوعي أواخر سنة 1950 حينما كان معلما في إحدى مدارس بغداد . دخل السجن لاشتراكه بنقاشات حادة ومشاجرات مع آخرين لدفاعه عن أفكار الحزب ومفاهيمه . وبعد خروجه من السجن واصل دراسته فتخرج في كلية الحقوق سنة 1962 .
بلغت مؤلفاته أكثر من أربعين كتابا كان أبرزها رائد الموسيقى العربية 1964، وتأريخ الطب العراقي1967، والمد الصهيوني بين الهجرة والهجرة المضادة1970، والأصول التأريخية للنفط العراقي1973 .
وهو عضو إتحاد المؤرخين العرب وإتحاد الحقوقيين العرب ، حضر مؤتمر الموسيقى العربية 1964 والمؤتمر الانثولوجي 1967 ومهرجان جمال الدين الأفغاني في كابل 1977.
مؤسس ورئيس تحرير مجلة المورد التراثية . خاض معارك جدلية مع الدكتور محسن جمال الدين حول الاستشراق الروسي، ومعركة مع فؤاد جميل حول كتاب (في بلاد الرافدين)  ومعركة مع المجمع العلمي العراقي حول الطب العراقي . كتب عنه الدكتور حسين نصار والمستشرق البريطاني بيرسون .. حاصل على وسام المؤرخ العربي، وعلى شارة جمال الدين الأفغاني وشارة الفارابي وشارة بغداد والكندي .
اشترك مع آخرين بتأليف العديد من الكتب والمصادر التراثية، أبرزها المعجم المساعد للأب انستاس الكرملي، وجمهرة المراجع البغدادية، وآثار حنين بن اسحق، والمدخل الى الفلكلور العراقي، والشيخ ضاري قاتل الكولونيل لجمن، وله أكثر من 300 مقالة في الصحافة العراقية والعربية . عين مديرالمتحف الأزياء ثم مدير التأليف والترجمة والنشر في وزارة الإعلام ورئيس قسم الدراسات الشعبية في المركز الفلكلوري، واخيرا مديرا عاما لدار الكتب والوثائق حتى تقاعده في العام 1993 لبلوغه السن القانونية .
كان أحد الرواد الذي واكبوا الحركة الفكرية منذ الخمسينيات وله من العطاء الكثير بالرغم من المرض ومتاعب السنين التي شغلته، فقد ترك اثرا كبيرا كان أمله الذي عاش معه مذ كان معلما إلا أن وفاته حالت دون تحقيق ذلك الأمل ، وهو الشروع في نشر سفر عظيم أسماه (الخزانة القرآنية) يتناول فيه تفسيرا معاصرا للآيات القرآنية، ولا يزال محفوظا على شكل قصاصات ورقية في مسكنه. وقبل وفاته في 25 من كانون الاول 1995 بدأ ببيع أهم ركن في حياته كان قد أنشأه منذ صباه وهو مكتبته الشخصية ليواجه بثمنها معاناته الاقتصادية والحياتية في ظل الحصار الاقتصادي .. وهكذا رحل علم من أعلام العراق كان قد أسهم في إغناء المكتبة العربية بمؤلفاته في الادب والتراث والتأريخ، فكان خير كاتب وخير باحث.
*http://www.almashriqnews.com/inp/view.asp?ID=69922
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ...............ابراهيم العلاف

  هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ومما اعتز به هويتي هذه الهوية التي منحت لي قبل (45) سنة أي في سنة 1979 ، وانا ارتاد مكتبة المتحف الب...