الثلاثاء، 26 أغسطس 2014

نحن وتركيا :كتاب للدكتور ابراهيم خليل العلاف عرض: فارس تركي محمود *

نحن وتركيا :كتاب للدكتور ابراهيم خليل العلاف
عرض: فارس تركي محمود *
مركز الدراسات الاقليمية -جامعة الموصل
كتاب (نحن وتركيا :دراسات وبحوث ) كتاب أصدره مركز الدراسات الإقليمية (2008 ) وطبع في دار ابن الأثير للطباعة والنشر التابعة لجامعة الموصل وكما يذكر المؤلف عبارة عن بحوث ودراسات كتبها خلال أكثر من ربع قرن حول تركيا وعلاقاتها مع العراق. والكتاب من الحجم الكبير ويقع في (576) صفحة ويضم بين دفتيه أكثر من عشرين بحثا يتناول المؤلف من خلالها العلاقات بين العراق وتركيا، يسلط الضوء على بعض الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية داخل تركيا. وابتداء يحاول المؤلف تسليط الضوء بشكل مكثف على مواقف تركيا من الإحداث والتطورات التي واجهها العراق خلال العقود الثلاثة الأخيرة.
وقد أفرد ستة فصول من الكتاب لمناقشة هذا الموضوع. فمن الفصل الأول وحتى الفصل السادس يحاول المؤلف أن يناقش ويدرس ويحلل المواقف التركية من الإحداث والتطورات الخطيرة التي مر بها العراق ابتداء من الحرب العراقية-الإيرانية عام 1980 وانتهاء بالاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003. ففي الفصل الأول: (تركيا والحرب العراقية- الإيرانية) يسلط المؤلف الضوء على موقف تركيا من الحرب العراقية-الإيرانية التي اندلعت عام 1980، والأسباب والعوامل التي ترسم وتحدد شكل وطبيعة ذلك الموقف، والكيفية التي استفادة بها تركيا اقتصاديا من تلك الحرب، والدور السياسي الذي حاولت القيام به. أما الفصل الثاني (تركيا وحرب الخليج الثانية) فأنه يتناول الموقف التركي من تلك الحرب وأسباب ومبررات ذلك الموقف، ومحاولات تركيا للاستفادة منه، وكيفية تعامل النخبة السياسية التركية مع الموضوع برمته. أما فيما يخص سياسة تركيا تجاه العراق بعد حرب الخليج الثانية. وكيفية تعاملها مع القضايا والموضوعات الحاسة التي بدأت تثار في تلك الفترة مثل: ادعاء حماية التركمان في العراق، وموضوع الموصل- كركوك، والنشاط التركي في كردستان العراق، والدعوة إلى إقامة منطقة أمنية عازلة، واستخدام مسألة المياه للضغط على العراق وسوريا وغير ذلك من القضايا المهمة فأن المؤلف يتناولها في الفصل الثالث (السلوك السياسي الخارجي التركي تجاه العراق بعد حرب الخليج الثانية).
إما الفصل الرابع والذي يحمل عنوان(الموقف التركي من مشروع العقوبات الأمريكية- البريطانية على العراق 2001) فأنه يتطرق إلى طبيعة وأهداف تلك العقوبات وموقف الحكومة التركية منها، ومحاولات الجانب الأمريكي للتأثير على الموقف التركي وما ترتب عليه من نتائج، وفي الفصل الخامس ( فكرة المنطقة الأمنية العازلة على الحدود العراقية- التركية ومخاطرها على الأمن الوطني العراقي) يسلط المؤلف الضوء على موضوع غاية في الأهمية والمتمثل في المشروع الذي طرحته الحكومة التركية في عام 1996 من اجل إقامة منطقة أمنية عازلة على الحدود العراقية –التركية، حيث يناقش المؤلف أسباب وأهداف هذا المشروع، والمقاومة التي واجهها على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي مما أدى في النهاية إلى فشله، وما ترتب على ذلك كله من نتائج وتداعيات. إما الفصل السادس (السلوك السياسي الخارجي التركي تجاه العراق بعد 9 نيسان 2003) فأنه محاولة لتتبع ودراسة وتحليل سياسة تركيا تجاه العراق بعد وقوعه تحت الاحتلال الأمريكي، كذلك دراسة الموقف التركي إثناء عملية الغزو الأمريكي للعراق من حيث أسبابه ودوافعه ونتائجه.
بعد الفصل السادس ينعطف المؤلف نحو موضوع غاية في الأهمية لطالما أثر في العلاقات العربية-التركية وهو موضوع العلاقات بين تركيا و (إسرائيل). فالعرب كانوا ولازالوا يراقبون عن كثب تطور العلاقات التركية-الاسرائلية نظرا لما قد يفرزه ذلك من نتائج خطيرة تمس الأمن القومي العربي. وقد حاول الأستاذ العلاف دراسة ومناقشة هذا الموضوع من خلال الفصلين السابع والثامن من هذا الكتاب حيث يحمل الفصل السابع عنوان (الاتفاق العسكري التركي-الإسرائيلي:جذوره ،طبيعته، مخاطرة على الآمن القومي العربي)
أما الفصل الثامن فقد جاء بعنوان نصف قرن من تاريخ العلاقات التركية-الاسرائلية). وكما هو واضح من عنوان الفصلين فأن الباحث يحاول ان يسلط الضوء على العلاقات التركية- الصهيونية من خلال دراسة مراحل تطورها، وابرز المحطات التي مرت بها، والأسباب والعوامل التي تقف وراءها، وما يمكن أن تنتج عنها من نتائج وتداعيات قد تكون خطيرة ومضرة بالآمن القومي العربي.فضلاً عن دراسة وتحليل الموقف العربي من هذه العلاقات.
لقد حرص المؤلف عن تسليط على بعض نواحي الحياة الفكرية في تركيا من خلال استعراض ومناقشة بعض الأفكار والمبادئ والتوجهات العلمانية والإسلامية التي ساهمت بشكل او بأخر في رسم صورة تركيا الحديثة. فابتداءً من الفصل التاسع وحتى الفصل الثالث عشر يقدم لنا الباحث عدد من البحوث التي تدرس وتحلل التطور الفكري لتركيا، ويتضح ذلك من خلال عناوين الفصول الخمس:الفصل التاسع (الجذور التاريخية للعلمانية في تركيا المعاصرة)، الفصل العاشر (القومية كبديل للخلافة: تغيير مفهوم الأمة في تركيا)، الفصل الحادي عشر (دور الماسونية في الحياة الاجتماعية والسياسية التركية المعاصرة)، الفصل الثاني عشر (الحركة النورسية في تركيا المعاصرة)، الفصل الثالث عشر (خارطة الحركات الإسلامية في تركيا المعاصرة ومستقبلها).
ان هذه الفصول الخمس تتناول أبرز وأهم التوجهات الفكرية التي شهدتها تركيا الحديثة، وتقدم لنا استعراضاً عن كيفية نشوتها وتطورها وجذورها التاريخية، وتأثيرها في جميع مناحي الحياة في تركيا سواء على المستوى الاجتماعي أو المستوى السياسي، وما ترتب عليها من نتائج، وما أفرزته من أوضاع اجتماعية وسياسية. هذا فضلا عن محاولة دراسة وتحليل الحركات الإسلامية في تركيا المعاصرة، وارتباطها وتأثيرها وتأثرها بالسياسة وما أصابها من نجاح او فشل ، ومحاولة استشراق المستقبل الذي ينتظرها في ضوء ظروف الحاضر وافرازاته. أما الفصل الرابع عشر والذي يحمل عنوان (صراع النفوذ التركي- الإيراني في جمهوريات قفقاسيا واسيا الوسطى) فانه يتناول واحداً من المواضيع المهمة. والتي تعاني من قله المصادر أو البحوث التي سلطت الضوء عليها وهي قضية التنافس بين إيران وتركيا على تركه الاتحاد السوفيتي في مناطق أسيا الوسطى والقفقاس. حيث يتطرق هذا الفصل إلى محاولات كل من تركيا وإيران من اجل مد نفوذها وزيادة نشاطها داخل جمهوريات تلك المنطقة، ويستعرض أهداف كلا الطرفين والآليات التي استخدمها من اجل تحقيق أهدافه، وفرض النجاح المتوافرة لكل منهما والعوامل والظروف التي تساعد على ذلك. وفي الفصل الخامس عشر يتطرق المؤلف إلى موقف تركيا من الحرب الأمريكية على أفغانستان، ويحاول إن يبين ويوضح للقراء موقف تركيا الرسمي والشعبي من تلك الحرب. يتناول الكتاب بعد ذلك موضوع في غاية الأهمية وعلى مستوى عال من الحساسية وهو موضوع المياه، ففي الفصلين: السادس عشر (مشروع مياه السلام التركي):أهدافه وآثاره على مستقبل المصادر المائية في الوطن العربي)، والسابع عشر(سد ايليسو التركي وتأثيره على المحيط والإنسان في العراق وتركيا) يسعى الباحث نحو تقديم صورة متكاملة وتفصيلية عن المياه وأهميتها وتأثيرها على العراق والوطن العربي برمته، وتأثير المشاريع المائية التي تقيمها تركيا على نهري دجلة والفرات، الأهداف الحقيقية التي تقف وراء مثل هذه المشاريع، وما تمخض عنها من نتائج وتداعيات على مختلف الأصعدة وموقف العراق وغيره من الدول العربية تجاه مثل هذه المشاريع وكيفية التعامل معها او التصدي لها. يعرج المؤلف بعد ذلك لكي يحدثنا في الفصل الثامن عشر من كتابه عن (مصادر صنع القرار السياسي في تركيا) حيث يقدم لنا أبرز المؤسسات والجهات التي تساهم مساهمة فعلية في عملية صنع القرار. والحقوق والصلاحيات التي تتمتع بها كل مؤسسات الدولة الرئيسية.
أما الفصل التاسع عشر فقد جاء بعنوان:( تنامي القدرات العسكرية التركية وتأثير ذلك على الأمن الوطني العراقي) وتحت هذا العنوان المثير يقدم لنا المؤلف صورة واضحة عن الجيش التركي من حيث تأسيسه، والمهام المنوطة به، وأبرز المراحل التي مر بها، والتقسيمات والتشكيلات التي يتألف منها، وعدد أفراد القوات المسلحة في ذلك الجيش وابرز الأسلحة التي يعتمد عليها. كما يتطرق المؤلف في هذا الفصل الى التعاون العسكري بين تركيا وعدد من دول العالم مثل: الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، فرنسا، إسرائيل، ألمانيا، بلجيكا، وهولندا-الصين وروسيا وغيرها من الدول. وفي نهاية البحث يتناول المؤلف الآثار والنتائج التي قد يفرزها تنامي القدرات العسكرية التركية على الأمن الوطني العراقي،والدور الذي لعبته او حاولت ان تلعبه تركيا خلال ألازمان والحروب التي واجهها العراق في العقود الثلاثة الأخيرة.وفي الفصل العشرين:( مؤشرات عامة عن الاقتصاد التركي في ظل المصادر على العراق) يناقش الكتاب: قضية التأثير السلبي الذي تركه حصار العراق على الاقتصاد التركي منذ فرض ذلك الحصار وحتى عام 1995، والخسائر الفادحة التي منيت به تركيا من جراءة ،وكيف بدأت بعض الأصوات التركية تدعو إلى رفع الحصار أو التقليل من حدته، أما الفصل الأخير من الكتاب والذي جاء بعنوان:( تركيا والأمن الإقليمي) فقد أفرده المؤلف لمناقشة عدد من النقاط والقضايا المهمة. والتي تهم الكثير من الدول العربية وبشكل خاص الدول المجاورة لتركيا ومنها العراق وسوريا.حيث يتتبع لمؤلف ويناقش ويحلل مواقف تركيا من بعض القضايا التي تخص العراق ومنها موقفها من حرب الخليج الثانية عام 1991، وموقفها مما يسمى بمنطقة الموصل-كركوك، وادعاء حماية التركمان في العراق، والاجتياح التركي المستمر في شمالي العراق، والدعوة إلى أقامة منطقة أمنيه عازلة على الحدود العراقية –التركية. هذا فضلاً عن استخدام مسألة المياه من أجل الضغط على سوريا والعراق، وتوقيع تركيا على اتفاق عسكري أمني مع (إسرائيل) وما ينطوي علية ذلك من مخاطر وتهديدات للأمن الإقليمي.
وفي النهاية لابد من القول ان الكتاب يتمتع بميزة مهمة تتمثل فيما يحتويه من بحوث متعددة تغطي جوانب كثيرة من تأريخ تركيا وعلاقاتها وتجارباتها مع دول الجوار وبخاصة الدول العربية وهو بذلك يمكن أن يكون مرجعاً مهماً للباحثين في الشأن التركي والعلاقات بين تركيا وجيرانها العرب-هذا فضلاً عن أن الدكتور أبراهيم خليل العلاف يعد من الباحثين المهتمين بالشؤون التركية منذ أكثر من عشرين عاماً وقد جمع بين دفتي هذا الكتاب خلاصة ذلك الاهتمام- وقدمه للقارئ بطريقة مبسطة وواضحة.
*http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=175623

صورة: ‏نحن وتركيا :كتاب للدكتور ابراهيم خليل العلاف
عرض: فارس تركي محمود * 
مركز الدراسات الاقليمية -جامعة الموصل
كتاب (نحن وتركيا :دراسات وبحوث ) كتاب أصدره مركز الدراسات الإقليمية (2008 ) وطبع في دار ابن الأثير للطباعة والنشر التابعة لجامعة الموصل وكما يذكر المؤلف عبارة عن بحوث ودراسات كتبها خلال أكثر من ربع قرن حول تركيا وعلاقاتها مع العراق. والكتاب من الحجم الكبير ويقع في (576) صفحة ويضم بين دفتيه أكثر من عشرين بحثا يتناول المؤلف من خلالها العلاقات بين العراق وتركيا، يسلط الضوء على بعض الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية داخل تركيا. وابتداء يحاول المؤلف تسليط الضوء بشكل مكثف على مواقف تركيا من الإحداث والتطورات التي واجهها العراق خلال العقود الثلاثة الأخيرة.
وقد أفرد ستة فصول من الكتاب لمناقشة هذا الموضوع. فمن الفصل الأول وحتى الفصل السادس يحاول المؤلف أن يناقش ويدرس ويحلل المواقف التركية من الإحداث والتطورات الخطيرة التي مر بها العراق ابتداء من الحرب العراقية-الإيرانية عام 1980 وانتهاء بالاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003. ففي الفصل الأول: (تركيا والحرب العراقية- الإيرانية) يسلط المؤلف الضوء على موقف تركيا من الحرب العراقية-الإيرانية التي اندلعت عام 1980، والأسباب والعوامل التي ترسم وتحدد شكل وطبيعة ذلك الموقف، والكيفية التي استفادة بها تركيا اقتصاديا من تلك الحرب، والدور السياسي الذي حاولت القيام به. أما الفصل الثاني (تركيا وحرب الخليج الثانية) فأنه يتناول الموقف التركي من تلك الحرب وأسباب ومبررات ذلك الموقف، ومحاولات تركيا للاستفادة منه، وكيفية تعامل النخبة السياسية التركية مع الموضوع برمته. أما فيما يخص سياسة تركيا تجاه العراق بعد حرب الخليج الثانية. وكيفية تعاملها مع القضايا والموضوعات الحاسة التي بدأت تثار في تلك الفترة مثل: ادعاء حماية التركمان في العراق، وموضوع الموصل- كركوك، والنشاط التركي في كردستان العراق، والدعوة إلى إقامة منطقة أمنية عازلة، واستخدام مسألة المياه للضغط على العراق وسوريا وغير ذلك من القضايا المهمة فأن المؤلف يتناولها في الفصل الثالث (السلوك السياسي الخارجي التركي تجاه العراق بعد حرب الخليج الثانية). 
إما الفصل الرابع والذي يحمل عنوان(الموقف التركي من مشروع العقوبات الأمريكية- البريطانية على العراق 2001) فأنه يتطرق إلى طبيعة وأهداف تلك العقوبات وموقف الحكومة التركية منها، ومحاولات الجانب الأمريكي للتأثير على الموقف التركي وما ترتب عليه من نتائج، وفي الفصل الخامس ( فكرة المنطقة الأمنية العازلة على الحدود العراقية- التركية ومخاطرها على الأمن الوطني العراقي) يسلط المؤلف الضوء على موضوع غاية في الأهمية والمتمثل في المشروع الذي طرحته الحكومة التركية في عام 1996 من اجل إقامة منطقة أمنية عازلة على الحدود العراقية –التركية، حيث يناقش المؤلف أسباب وأهداف هذا المشروع، والمقاومة التي واجهها على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي مما أدى في النهاية إلى فشله، وما ترتب على ذلك كله من نتائج وتداعيات. إما الفصل السادس (السلوك السياسي الخارجي التركي تجاه العراق بعد 9 نيسان 2003) فأنه محاولة لتتبع ودراسة وتحليل سياسة تركيا تجاه العراق بعد وقوعه تحت الاحتلال الأمريكي، كذلك دراسة الموقف التركي إثناء عملية الغزو الأمريكي للعراق من حيث أسبابه ودوافعه ونتائجه. 
بعد الفصل السادس ينعطف المؤلف نحو موضوع غاية في الأهمية لطالما أثر في العلاقات العربية-التركية وهو موضوع العلاقات بين تركيا و (إسرائيل). فالعرب كانوا ولازالوا يراقبون عن كثب تطور العلاقات التركية-الاسرائلية نظرا لما قد يفرزه ذلك من نتائج خطيرة تمس الأمن القومي العربي. وقد حاول الأستاذ العلاف دراسة ومناقشة هذا الموضوع من خلال الفصلين السابع والثامن من هذا الكتاب حيث يحمل الفصل السابع عنوان (الاتفاق العسكري التركي-الإسرائيلي:جذوره ،طبيعته، مخاطرة على الآمن القومي العربي) 
أما الفصل الثامن فقد جاء بعنوان  نصف قرن من تاريخ العلاقات التركية-الاسرائلية). وكما هو واضح من عنوان الفصلين فأن الباحث يحاول ان يسلط الضوء على العلاقات التركية- الصهيونية من خلال دراسة مراحل تطورها، وابرز المحطات التي مرت بها، والأسباب والعوامل التي تقف وراءها، وما يمكن أن تنتج عنها من نتائج وتداعيات قد تكون خطيرة ومضرة بالآمن القومي العربي.فضلاً عن دراسة وتحليل الموقف العربي من هذه العلاقات.
لقد حرص المؤلف عن تسليط على بعض نواحي الحياة الفكرية في تركيا من خلال استعراض ومناقشة بعض الأفكار والمبادئ والتوجهات العلمانية والإسلامية التي ساهمت بشكل او بأخر في رسم صورة تركيا الحديثة. فابتداءً من الفصل التاسع وحتى الفصل الثالث عشر يقدم لنا الباحث عدد من البحوث التي تدرس وتحلل التطور الفكري لتركيا، ويتضح ذلك من خلال عناوين الفصول الخمس:الفصل التاسع (الجذور التاريخية للعلمانية في تركيا المعاصرة)، الفصل العاشر (القومية كبديل للخلافة: تغيير مفهوم الأمة في تركيا)، الفصل الحادي عشر (دور الماسونية في الحياة الاجتماعية والسياسية التركية المعاصرة)، الفصل الثاني عشر (الحركة النورسية في تركيا المعاصرة)، الفصل الثالث عشر (خارطة الحركات الإسلامية في تركيا المعاصرة ومستقبلها).
ان هذه الفصول الخمس تتناول أبرز وأهم التوجهات الفكرية التي شهدتها تركيا الحديثة، وتقدم لنا استعراضاً عن كيفية نشوتها وتطورها وجذورها التاريخية، وتأثيرها في جميع مناحي الحياة في تركيا سواء على المستوى الاجتماعي أو المستوى السياسي، وما ترتب عليها من نتائج، وما أفرزته من أوضاع اجتماعية وسياسية. هذا فضلا عن محاولة دراسة وتحليل الحركات الإسلامية في تركيا المعاصرة، وارتباطها وتأثيرها وتأثرها بالسياسة وما أصابها من نجاح او فشل ، ومحاولة استشراق المستقبل الذي ينتظرها في ضوء ظروف الحاضر وافرازاته. أما الفصل الرابع عشر والذي يحمل عنوان (صراع النفوذ التركي- الإيراني في جمهوريات قفقاسيا واسيا الوسطى) فانه يتناول واحداً من المواضيع المهمة. والتي تعاني من قله المصادر أو البحوث التي سلطت الضوء عليها وهي قضية التنافس بين إيران وتركيا على تركه الاتحاد السوفيتي في مناطق أسيا الوسطى والقفقاس. حيث يتطرق هذا الفصل إلى محاولات كل من تركيا وإيران من اجل مد نفوذها وزيادة نشاطها داخل جمهوريات تلك المنطقة، ويستعرض أهداف كلا الطرفين والآليات التي استخدمها من اجل تحقيق أهدافه، وفرض النجاح المتوافرة لكل منهما والعوامل والظروف التي تساعد على ذلك. وفي الفصل الخامس عشر يتطرق المؤلف إلى موقف تركيا من الحرب الأمريكية على أفغانستان، ويحاول إن يبين ويوضح للقراء موقف تركيا الرسمي والشعبي من تلك الحرب. يتناول الكتاب بعد ذلك موضوع في غاية الأهمية وعلى مستوى عال من الحساسية وهو موضوع المياه، ففي الفصلين: السادس عشر (مشروع مياه السلام التركي):أهدافه وآثاره على مستقبل المصادر المائية في الوطن العربي)، والسابع عشر(سد ايليسو التركي وتأثيره على المحيط والإنسان في العراق وتركيا) يسعى الباحث نحو تقديم صورة متكاملة وتفصيلية عن المياه وأهميتها وتأثيرها على العراق والوطن العربي برمته، وتأثير المشاريع المائية التي تقيمها تركيا على نهري دجلة والفرات، الأهداف الحقيقية التي تقف وراء مثل هذه المشاريع، وما تمخض عنها من نتائج وتداعيات على مختلف الأصعدة وموقف العراق وغيره من الدول العربية تجاه مثل هذه المشاريع وكيفية التعامل معها او التصدي لها. يعرج المؤلف بعد ذلك لكي يحدثنا في الفصل الثامن عشر من كتابه عن (مصادر صنع القرار السياسي في تركيا) حيث يقدم لنا أبرز المؤسسات والجهات التي تساهم مساهمة فعلية في عملية صنع القرار. والحقوق والصلاحيات التي تتمتع بها كل مؤسسات الدولة الرئيسية. 
أما الفصل التاسع عشر فقد جاء بعنوان:( تنامي القدرات العسكرية التركية وتأثير ذلك على الأمن الوطني العراقي) وتحت هذا العنوان المثير يقدم لنا المؤلف صورة واضحة عن الجيش التركي من حيث تأسيسه، والمهام المنوطة به، وأبرز المراحل التي مر بها، والتقسيمات والتشكيلات التي يتألف منها، وعدد أفراد القوات المسلحة في ذلك الجيش وابرز الأسلحة التي يعتمد عليها. كما يتطرق المؤلف في هذا الفصل الى التعاون العسكري بين تركيا وعدد من دول العالم مثل: الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، فرنسا، إسرائيل، ألمانيا، بلجيكا، وهولندا-الصين وروسيا وغيرها من الدول. وفي نهاية البحث يتناول المؤلف الآثار والنتائج التي قد يفرزها تنامي القدرات العسكرية التركية على الأمن الوطني العراقي،والدور الذي لعبته او حاولت ان تلعبه تركيا خلال ألازمان والحروب التي واجهها العراق في العقود الثلاثة الأخيرة.وفي الفصل العشرين:( مؤشرات عامة عن الاقتصاد التركي في ظل المصادر على العراق) يناقش الكتاب: قضية التأثير السلبي الذي تركه حصار العراق على الاقتصاد التركي منذ فرض ذلك الحصار وحتى عام 1995، والخسائر الفادحة التي منيت به تركيا من جراءة ،وكيف بدأت بعض الأصوات التركية تدعو إلى رفع الحصار أو التقليل من حدته، أما الفصل الأخير من الكتاب والذي جاء بعنوان:( تركيا والأمن الإقليمي) فقد أفرده المؤلف لمناقشة عدد من النقاط والقضايا المهمة. والتي تهم الكثير من الدول العربية وبشكل خاص الدول المجاورة لتركيا ومنها العراق وسوريا.حيث يتتبع لمؤلف ويناقش ويحلل مواقف تركيا من بعض القضايا التي تخص العراق ومنها موقفها من حرب الخليج الثانية عام 1991، وموقفها مما يسمى بمنطقة الموصل-كركوك، وادعاء حماية التركمان في العراق، والاجتياح التركي المستمر في شمالي العراق، والدعوة إلى أقامة منطقة أمنيه عازلة على الحدود العراقية –التركية. هذا فضلاً عن استخدام مسألة المياه من أجل الضغط على سوريا والعراق، وتوقيع تركيا على اتفاق عسكري أمني مع (إسرائيل) وما ينطوي علية ذلك من مخاطر وتهديدات للأمن الإقليمي. 
وفي النهاية لابد من القول ان الكتاب يتمتع بميزة مهمة تتمثل فيما يحتويه من بحوث متعددة تغطي جوانب كثيرة من تأريخ تركيا وعلاقاتها وتجارباتها مع دول الجوار وبخاصة الدول العربية وهو بذلك يمكن أن يكون مرجعاً مهماً للباحثين في الشأن التركي والعلاقات بين تركيا وجيرانها العرب-هذا فضلاً عن أن الدكتور أبراهيم خليل العلاف يعد من الباحثين المهتمين بالشؤون التركية منذ أكثر من عشرين عاماً وقد جمع بين دفتي هذا الكتاب خلاصة ذلك الاهتمام- وقدمه للقارئ بطريقة مبسطة وواضحة. 
*http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=175623‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 ...............أ.د إبراهيم خليل العلاف

                                                            الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 أ....