أم المندائيين :الاستاذة ناجية مراني
******************************************
كاتبة ومربية ، ومترجمة ،واديبة مندائية لها مؤلفات مهمة ..استغربت كثيرا لان الاستاذ الموسوعي حميد المطبعي لم يكتب عنها في "موسوعة اعلام العراق في القرن العشرين "ولا في "موسوعة اعلام وعلماء العراق " وحزنت كثيرا مع انها كانت باحثة جادة ولها نتاج نفخر به جميعا ومما زاد في حزني انها توفيت في الاول من تموز سنة 2011 ووجدنا بأنها قد اعدت قصيدة ترثي فيه نفسها قبل وفاتها وكانت -حقا - قصيدة رائعة وقد اوصت بأن تدفن تحت نخلة عراقية من نخيل الجنوب .ومما جاء في وصيتها :
في غــدٍ يا أهــلُ إن حُــمَّ الرحيلْ وانثنــى خِـــلٌ لتوديـــع الخليــــلْ
واستقــرتْ خفقـــة في جانحـــي واهتدت روحي إلى النبع الأصيل
اذكروني وابسمــوا لاتحجــمـوا إنمّــا الذكـرى عــن اللقيا بديــــل
واحفظـــوا الــودَّ الــذي خـلـَفتـه في كتــابٍ عندكم حفـــظ الجميل
في غــدِ يا أهــلُ إن عــزّ اللقــاء اذكـــروني مـــعْ تراتيـــل المساء
في ثنايا الروض إن طاب الشذى في التجلـــي واستجابــات السمـاء
اذكروا حبـــاً كينـــبـوع الصّفـــا لـم يهــُنْ يومــاً ولم يســـأل جزاء
اذكروني وابسمـــوا لاتجزعـوا فأنـــا أرجـــو ابتسامــاً لارثـــاء
سامحــوني واحجبــواعني البكا أنا تـــؤذينـــي دمـــوعُ الأبريـــاء
وغـــدا يا أهـــلُ إن شطّ المزار اذكـــروني مع تبـــاشير النهــــار
عنــدما تصحو أزاهيــرالرُّبــى حينمـــا تعلـــو أغــاريدالهـــزار
في التـــرجي وابتســامات المنى عندمـــا تحلــو أهازيج الصغـــار
إسألــوا عنـــي فـــي أسمـــاركم لا تنـــاجـوني في بُـــكمْ الحجـــار
أنــــا أحيـــا كلـمــــةً شاعــــرةَ وإبتهـــالاً طيبـــاً فــــي كــل دار
في غـــدٍ يا أهــلُ إن حُمَّ الرحيل وانثنـــى خـلٌّ لـتـــوديع الخليــــل
انثروا حـولي زهـــورَالياسمين واجعلوا قبــــري في ظلّ النخيــل
وقد سُعدت حقا بما كتبه عنها الاستاذ ماجد الزهيري في شبكة اخبار الناصرية والرابط هو :http://nasiriyah.org/ara//post/2774/ في هذه المقالة الموسومة :"مرثية الشاعرة العراقية الكبيرة ناجية مراني يقول :"عملت الفقيدة معلمة ومديرة في مدارس العمارة لسبعة وعشرين سنة قضتها في خدمة الأجيال ورغم أنها كانت مستقلة وحرة الفكر والتوجه إلا أنها كانت ذات تأثير واسع على مجمل الناشطين في العمل الوطني خلال الفترة 1958-1963 حين أحيلت على التقاعد وبدلا من ان تجلس في البيت وهي قد بلغت سن التقاعد الا انها اصرت على اكمال دراستها والتحقت بجامعة الحكمة سنة 1964 وحصلت على بكالوريوس في الأدب الإنكليزي سنة 1969 بدرجة جيد جداً ثم إلتحقت بالجامعة الامريكية في بيروت سنة 1970 وحصلت على شهادة الماجستير في الادب الانكليزي المقارن بدرجة جيد جداً وسجلت للدراسة في الجامعة نفسها في قسم اللغة العربية والدراسات الشرقية للحصول على الدكتوراه في الأدب العربي المقارن وأنجزت شوطاً جيداً لم يكتمل بسبب قيام الحرب الأهلية اللبنانية حيث قطعت دراستها وعادت الى الوطن.
إنصرفت للبحث والترجمة والتأليف ونشرت عدة مؤلفات منها:
*بين العربية والإنكليزية كلمات متناظرة 1978
*الحب بين تراثين 1980
*آثار عربية في حكايات كانتربري 1981
*هنا بدأ التأريخ 1980
*مفاهيم صابئية مندائية 1982
*كلمات عربية إنكليزية دخيلة 1990
*مسودة ديوان شعر بعنوان (أغاني الخريف)
ونشرت الكثير من البحوث والدراسات والأشعار في العديد من الصحف والمجلات مثل (المورد)و(التراث الشعبي)و(الثقافة الأجنبية)و(الآداب اللبنانية)و(العربي الكويتية).
يعد كتاب( مفاهيم صابئية مندائية ) عملاً متميزاً على كل المستويات حيث أصبح ولازال المرجع العربي الأساس في الدين المندائي وتأريخة ووضعت فيه لأول مرة أسس المعجم العربي المندائي وحللت وبشكل رائع العلاقة الكبيرة بين المندائية والعربية كونهما من جذر واحد وترجمت بعض المقطوعات المندائية الى العربية وخصوصاً مقدمة كتاب (الكنز الكبير) وعلى أساس مقارن بين الكلمات المندائية وشبيهاتها العربيات بعد أن ردتها الى جذورها التي تأثرت بالإعلال والإبدال والنطق المختلف . تعد الفقيدة وبحق (أم المندائيين) وهم يعدونها كذلك لسعة تأثيرها وعمقه وتبحرها بالكتب المندائية وتحليلاتها المتوازنة والعميقة للمعرفية المندائية وبشكل منفتح وعلمي رصين ،رغم أنها أحبت كل الناس وصادقت كل العراقيين الذين عرفوها إنسانة ذات وجوه عديدة متميزة لكن يبقى لها الوجه الإنساني المندائي الأبيض الذي يحب بلا حدود ويعطي بلا ردود
إنها ناجية المراني
1
فراشة وقطرة ندى وأفكار طاهرة
تجمعتْ على ورقة نارنج في حديقة دارْ
يملكها الجميعْ
2
حلمٌ في ليلة صيفْ
وهلالٌ يفر من الخوفْ
إذا عابث الحلمْ
رفيف الخفافيشْ
3
ناسٌ في جيوبها كتبْ
وعلى ضهورها زهورْ
وفي عقولها دفاتر وأقلام ولعب أطفالْ
تكسب بالحلالْ ،تحاول المحالْ
كي تنقذَ الخيال
من براثن المجهولْ
4
بلبلٌ على ضفة الفرات
يغني على ما فاتْ
حتى إذا ماتْ
غنى النهر
نشيد الإحتفال بالخلودْ
5
بضفة الكحلاء
إمرأة نبيلة
تلتف بالماءْ
وتصلي للمعرفة وتتعمد بالنورْ
حملت على كتفيها بهجة العلمْ
بلا جعجعة
وعرفت مرقى العارفْ
وجلال الطريق إليه
6
طيرُ بَرٍ يحوم على غابة القصبْ
قد هدّه التعبْ
فأطلق الصياد طلقته الأخيرة
ونفدت من جيبه الذخيرة
والطير عاد يحمله ضميرهْ
لحزمة القصبْ
فطوبى لها كانسانة ... وطوبى لها كعراقية .. وطوبى لها مؤمنة ومبدعة ومعطائة .. عكازها أعمالها يوم الحساب سترافقها الى عالم المطهارات ومساكن النور .. ولاهلها ومحبيها الصبر والسلوان..والحي مزكي الاعمال...
شكرا للاستاذ ماجد الزهيري على هذه المقالة الجميلة التي وثقت لكاتبة ومربية وناشطة خدمت العراق وقدمت للمندائيين الكثير فأستحقت الذكر الحسن والذكر الحسن حياة ثانية للانسان .........ا.د.ابراهيم خليل العلاف
******************************************
كاتبة ومربية ، ومترجمة ،واديبة مندائية لها مؤلفات مهمة ..استغربت كثيرا لان الاستاذ الموسوعي حميد المطبعي لم يكتب عنها في "موسوعة اعلام العراق في القرن العشرين "ولا في "موسوعة اعلام وعلماء العراق " وحزنت كثيرا مع انها كانت باحثة جادة ولها نتاج نفخر به جميعا ومما زاد في حزني انها توفيت في الاول من تموز سنة 2011 ووجدنا بأنها قد اعدت قصيدة ترثي فيه نفسها قبل وفاتها وكانت -حقا - قصيدة رائعة وقد اوصت بأن تدفن تحت نخلة عراقية من نخيل الجنوب .ومما جاء في وصيتها :
في غــدٍ يا أهــلُ إن حُــمَّ الرحيلْ وانثنــى خِـــلٌ لتوديـــع الخليــــلْ
واستقــرتْ خفقـــة في جانحـــي واهتدت روحي إلى النبع الأصيل
اذكروني وابسمــوا لاتحجــمـوا إنمّــا الذكـرى عــن اللقيا بديــــل
واحفظـــوا الــودَّ الــذي خـلـَفتـه في كتــابٍ عندكم حفـــظ الجميل
في غــدِ يا أهــلُ إن عــزّ اللقــاء اذكـــروني مـــعْ تراتيـــل المساء
في ثنايا الروض إن طاب الشذى في التجلـــي واستجابــات السمـاء
اذكروا حبـــاً كينـــبـوع الصّفـــا لـم يهــُنْ يومــاً ولم يســـأل جزاء
اذكروني وابسمـــوا لاتجزعـوا فأنـــا أرجـــو ابتسامــاً لارثـــاء
سامحــوني واحجبــواعني البكا أنا تـــؤذينـــي دمـــوعُ الأبريـــاء
وغـــدا يا أهـــلُ إن شطّ المزار اذكـــروني مع تبـــاشير النهــــار
عنــدما تصحو أزاهيــرالرُّبــى حينمـــا تعلـــو أغــاريدالهـــزار
في التـــرجي وابتســامات المنى عندمـــا تحلــو أهازيج الصغـــار
إسألــوا عنـــي فـــي أسمـــاركم لا تنـــاجـوني في بُـــكمْ الحجـــار
أنــــا أحيـــا كلـمــــةً شاعــــرةَ وإبتهـــالاً طيبـــاً فــــي كــل دار
في غـــدٍ يا أهــلُ إن حُمَّ الرحيل وانثنـــى خـلٌّ لـتـــوديع الخليــــل
انثروا حـولي زهـــورَالياسمين واجعلوا قبــــري في ظلّ النخيــل
وقد سُعدت حقا بما كتبه عنها الاستاذ ماجد الزهيري في شبكة اخبار الناصرية والرابط هو :http://nasiriyah.org/ara//post/2774/ في هذه المقالة الموسومة :"مرثية الشاعرة العراقية الكبيرة ناجية مراني يقول :"عملت الفقيدة معلمة ومديرة في مدارس العمارة لسبعة وعشرين سنة قضتها في خدمة الأجيال ورغم أنها كانت مستقلة وحرة الفكر والتوجه إلا أنها كانت ذات تأثير واسع على مجمل الناشطين في العمل الوطني خلال الفترة 1958-1963 حين أحيلت على التقاعد وبدلا من ان تجلس في البيت وهي قد بلغت سن التقاعد الا انها اصرت على اكمال دراستها والتحقت بجامعة الحكمة سنة 1964 وحصلت على بكالوريوس في الأدب الإنكليزي سنة 1969 بدرجة جيد جداً ثم إلتحقت بالجامعة الامريكية في بيروت سنة 1970 وحصلت على شهادة الماجستير في الادب الانكليزي المقارن بدرجة جيد جداً وسجلت للدراسة في الجامعة نفسها في قسم اللغة العربية والدراسات الشرقية للحصول على الدكتوراه في الأدب العربي المقارن وأنجزت شوطاً جيداً لم يكتمل بسبب قيام الحرب الأهلية اللبنانية حيث قطعت دراستها وعادت الى الوطن.
إنصرفت للبحث والترجمة والتأليف ونشرت عدة مؤلفات منها:
*بين العربية والإنكليزية كلمات متناظرة 1978
*الحب بين تراثين 1980
*آثار عربية في حكايات كانتربري 1981
*هنا بدأ التأريخ 1980
*مفاهيم صابئية مندائية 1982
*كلمات عربية إنكليزية دخيلة 1990
*مسودة ديوان شعر بعنوان (أغاني الخريف)
ونشرت الكثير من البحوث والدراسات والأشعار في العديد من الصحف والمجلات مثل (المورد)و(التراث الشعبي)و(الثقافة الأجنبية)و(الآداب اللبنانية)و(العربي الكويتية).
يعد كتاب( مفاهيم صابئية مندائية ) عملاً متميزاً على كل المستويات حيث أصبح ولازال المرجع العربي الأساس في الدين المندائي وتأريخة ووضعت فيه لأول مرة أسس المعجم العربي المندائي وحللت وبشكل رائع العلاقة الكبيرة بين المندائية والعربية كونهما من جذر واحد وترجمت بعض المقطوعات المندائية الى العربية وخصوصاً مقدمة كتاب (الكنز الكبير) وعلى أساس مقارن بين الكلمات المندائية وشبيهاتها العربيات بعد أن ردتها الى جذورها التي تأثرت بالإعلال والإبدال والنطق المختلف . تعد الفقيدة وبحق (أم المندائيين) وهم يعدونها كذلك لسعة تأثيرها وعمقه وتبحرها بالكتب المندائية وتحليلاتها المتوازنة والعميقة للمعرفية المندائية وبشكل منفتح وعلمي رصين ،رغم أنها أحبت كل الناس وصادقت كل العراقيين الذين عرفوها إنسانة ذات وجوه عديدة متميزة لكن يبقى لها الوجه الإنساني المندائي الأبيض الذي يحب بلا حدود ويعطي بلا ردود
إنها ناجية المراني
1
فراشة وقطرة ندى وأفكار طاهرة
تجمعتْ على ورقة نارنج في حديقة دارْ
يملكها الجميعْ
2
حلمٌ في ليلة صيفْ
وهلالٌ يفر من الخوفْ
إذا عابث الحلمْ
رفيف الخفافيشْ
3
ناسٌ في جيوبها كتبْ
وعلى ضهورها زهورْ
وفي عقولها دفاتر وأقلام ولعب أطفالْ
تكسب بالحلالْ ،تحاول المحالْ
كي تنقذَ الخيال
من براثن المجهولْ
4
بلبلٌ على ضفة الفرات
يغني على ما فاتْ
حتى إذا ماتْ
غنى النهر
نشيد الإحتفال بالخلودْ
5
بضفة الكحلاء
إمرأة نبيلة
تلتف بالماءْ
وتصلي للمعرفة وتتعمد بالنورْ
حملت على كتفيها بهجة العلمْ
بلا جعجعة
وعرفت مرقى العارفْ
وجلال الطريق إليه
6
طيرُ بَرٍ يحوم على غابة القصبْ
قد هدّه التعبْ
فأطلق الصياد طلقته الأخيرة
ونفدت من جيبه الذخيرة
والطير عاد يحمله ضميرهْ
لحزمة القصبْ
فطوبى لها كانسانة ... وطوبى لها كعراقية .. وطوبى لها مؤمنة ومبدعة ومعطائة .. عكازها أعمالها يوم الحساب سترافقها الى عالم المطهارات ومساكن النور .. ولاهلها ومحبيها الصبر والسلوان..والحي مزكي الاعمال...
شكرا للاستاذ ماجد الزهيري على هذه المقالة الجميلة التي وثقت لكاتبة ومربية وناشطة خدمت العراق وقدمت للمندائيين الكثير فأستحقت الذكر الحسن والذكر الحسن حياة ثانية للانسان .........ا.د.ابراهيم خليل العلاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق