"التحديث بالنعمة من حياة الشيخ الكبير الاستاذ عبد الله محمد جرجيس النعمة " كتاب للاستاذ محمود عبدالله يونس الملاح ..

"التحديث بالنعمة من حياة الشيخ الكبير الاستاذ عبد الله محمد جرجيس النعمة " كتاب للاستاذ محمود عبدالله يونس الملاح ..
صدر عن شركة مطبعة الاديب البغدادية المحدودة 1405-1985 ..كتاب جميل .. بل هو كراس من القطع الصغير بصفحات لم تتجاوزال93 صفحة .. بيع وقتها ب500 فلس . وهو بالاصل مجموعة من المقالات التي كتبها الاستاذ الملاح عن حياة شيخه واستاذه الشيخ عبد الله النعمة في "جريدة السجل " يشيد فيها بماثر استاذه الراحل فقيد العلم والدين الشيخ النعمة المتوفى يوم 3-11-1369 هجرية الموافق لليوم 17-8-1950 .وقد اشار الحاج محمد طه الفياض العاني (توفي يوم 30-10-1964 ) الصحفي المشهور صاحب جريدة السجل في مقدمة الكتاب الى ان ما كتبه الاستاذ الملاح يجلو " صفحات خفية من تاريخ الحدباء المحمية "بأذن الله .ويشير المشرف على الكتاب الشيخ عمر النعمة ان الكتاب لايضم كل المقالات التي كتبها عمه وهي 15 مقالة وكل ما تم العثور عليه خمسة مقالات فقط ،  مما يتطلب البحث عن بقية المقالات .الشيخ عبد الله النعمة تلميذ الحاج محمد الرضواني والعلامة سليمان بك بن  مراد بك الجليلي ..كان عالما جهبذا وانسانا متواضعا ..يقول عنه الملاح انه كان عظيما في كل شيء فالشيخ النعمة عبد الله كان نسخة من استاذه الرضواني في النزاهة والاستقامة والمحافظة على اداب الشريعة الاسلامية الغراء ومراقبة الله في السر والعلن والحركة والسكون والخصوص والعموم ..كان عالما متنورا مصلحا ..أسس المدرسة الاسلامية في الموصل وكان له تلامذة كثر منحهم الاجازة العلمية ..... وكان مجاهدا ضد المحتلين الانكليز بالكلمة والموقف .كان ينظم الشعر ، ويقرأه على سبيل التفكه حتى المدة الاخيرة من حياته وقيل انه كان ملما باللغة الفارسية ومن شعره :
أسفي على فضل يضيع ببلدة
الفضل فيها والفضول سواء
قلدتها الدر النظيم فقيل لي
بالدر كيف تقلد الحدباء
وكانت له صداقة بالاستاذ محمود شكري الالوسي الذي جاء الموصل منفيا من قبل السلطة وكان كما قال عنه النعمة " ملتم الى مذهب الحنابلة " ولم يقل الوهابية كما هو شائع لان هذا اللفظ كان من القاب التنابز .ومما يذكر ان علماء الموصل ومنهم سليمان بك الجليلي ويوسف الرمضاني توسطوا لدى السلطات العثمانية ليعيدوا الالوسي الى بغداد حيث لم تسمح انفسهم بأن يروا عالما من علماء المسلمين ينفى عن بلده . ومن تلاميذ الشيخ النعمة الشاعر الكبير داؤود الملاح ال زيادة الملقب ب"بلبل الحدباء " ومما يذكر ان الاستاذ غانم سعيد الصميدعي نظم قصيدة في رثاء الشيخ النعمة القاها في اربعينيته قال فيها :
قالوا ابو واصل قضى
سبعين عاما في الجهاد
بين المساجد والمدارس
سالكا طرق الرشاد
يحيي ماثر قومه
بين الحواجز والبوادي
يصف الدواء لذي السقام
ويرتجي نيل المراد
حتى غدت اثاره
مشهودة في كل نادي
فبعلمه حاز العلا
وبخلقه بين العباد
نشر الفضيلة بينهم
وسعى الى بث الرشاد
فلمثله تبكى الرجال
وكذاك تبكيه النوادي
كما رثاه اخوه الاستاذ الشاعر نعمة الله النعمة قائلا :
هو الموت من أسرار ذا الكون خافيا
وما وزر مما قضى الله واقيا
وليس عجيبا ان يموت اخو نهى
اذا كان فيها ذكره الدهر باقيا
واني ارى ان لااشيد بفضله
واخلاقه فالبدر في الافق ساميا
عليك سلامي يا اخي ومرشدي
لقد كنت معوانا وخلا مواتيا
كما رثاه تلميذه البار محمود الملاح في اربعينته وقال :
نزل القضاء ومن يرد قضاء
فا ستقبلن بصدرك الارزاء
استقبلن صرف الزمان بجلمد
جلد يدح صرف الزمان هباء
اذا قام عبد الله يدعو للهدى
والناس تخبط في دجى عشواء
الى ان قال في اخرها :
هذي دموعي صغتهن مؤبنا
شيخي فكن قصيدة عصماء
لولم تؤبنه لالي ادمعي
ماكنت ارضى في تأبينه الجوزاء
رحم الله الشيخ عبد الله النعمة فلقد قدم لوطنه ودينه وامته ما يفيد .ا.د.ابراهيم خليل العلاف