الأربعاء، 17 يوليو 2013

عروض كتب نشرت في موقع الدكتور ابراهيم العلاف الالكتروني

English


عروض كتب نشرت في موقع الدكتور ابراهيم العلاف الالكتروني
_______________






دراسات في تاريخ الخليج العربي الحديث للاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف واخرون
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل
شركة دار الوراق للنشرالمحدودة في لندن قامت بأصدار كتاب بعنوان : " دراسات في تاريخ الخليج العربي الحديث " اسهم في كتابته نخبة من المؤرخين والباحثين وهم الاستاذ الدكتور طارق نافع الحمداني والاستاذ الدكتور ابراهيم خليل احمد العلاف والبروفيسور بي .جي.سلوت والبروفيسور الدكتور اوتس لوكهارت والدكتور حسين القهواتي والدكتور عبد الامير محمد امين والدكتور محمد عبد الله العزاوي والدكتور نوري عبد البخيت السامرائي والدكتور مصطفى عبد القادر النجار والدكتور صادق ياسين الحلو والدكتورة نجاة عبد القادر النجار .من مباحث الكتاب شركة الهند الشرقية والعلاقات بين افراسياب والدولة العثمانية والتهديد العماني ونتائجه ونشاط فرنسا السياسيفي الخليج العربي والسالنامات العثمانية مصدرا لتاريخ البصرة الحديث والصراع بين روسيا وبريطانيا حول الخليج العربي وجيش الاخوان وبريطانيا وتحديد السيادة على جزر الخليج والمصالح الاميركية في الخليج .كتاب مهم ومفيد .


__________________________________________________________________________________________________________________
تاريخ العراق الثقافي المعاصر:كتاب جديد للأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

الناشر:دار ابن الأثير للطباعة والنشر،(جامعة الموصل )
عدد صفحات الكتاب: 331 صفحة من القطع الكبير
عرض: السيد واثق محمد براك.
مركز الدراسات الإقليمية –جامعة الموصل

لعل أقدم تعريف للثقافة، هو الذي ذكره ادوارد تايلور في كتابه الموسوم:(الثقافة البدائية) والصادر عام 1871، وجاء فيه:"الثقافة هي الكل المعقد الذي يضم المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والقانون والتقاليد وكل الإمكانات الأخرى والعادات التي يكتسبها الإنسان بوصفه عضواً في المجتمع". أما التعريف الذي وضعته منظمة اليونسكو التابعة لهيئة الأمم المتحدة، في مؤتمرها المنعقد في عام 1982 في مكسيكو ستي، فجاء فيه:"الثقافة بمعناها الواسع يمكن أن ينظر إليها على أنها جميع السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية التي تميز مجتمعاً بعينه أو فئة اجتماعية بعينها، وهي تشمل الفنون والآداب وطرائق الحياة، كما تشمل الحقوق الأساسية للإنسان ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات". وغالباً ما يمثل الفكر مرحلة معينة من مراحل نمو الأمة في إطار حركتها التاريخية، والفكر يشكل أحد الروافد المكونة للثقافة، لكن الثقافة أطول عمراً من الفكر، فأن كثيراً من الأفكار قامت ثم تلاشت خلال عقود قليلة، أما الثقافة فهي الإطار العام المميز لحقبة تاريخية قد تطول إلى عدة قرون.

ومن منطلق أهمية التوثيق التاريخي المنهجي للمنجزات الثقافية، صدر لأستاذ التاريخ العربي الحديث والمعاصر الدكتور إبراهيم خليل العلاف، في آب 2009 كتاب بعنوان:(تاريخ العراق الثقافي المعاصر)، استعرضت صفحات الكتاب الـ(331) المشهد الثقافي العراقي للفترة من نهاية القرن التاسع عشر الميلادي وحتى يومنا هذا، بما يحويه هذا المشهد من جماعات وجمعيات وشخصيات ثقافية كان لها الأثر الواضح في رسم معالم الثقافة العراقية لتلك الفترة، وبخاصة أنه برغم وضوح التأثير الأوروبي على أشكال المدارس الفكرية والفنية العراقية المعاصرة، إلا أن محتوى الأدب والفكر والفن ظل وطنياً، وقومياًُ، وإنسانياُ.
وتشكل الكتاب من ثلاثة وأربعين موضوعاً، كل موضوع منها في الأصل دراسة أو مقالة كتبها المؤلف نتيجة لسعيه، ومنذ فترة طويلة للاهتمام، بتسجيل وتوثيق كل جوانب التاريخ الثقافي العراقي المعاصر، وقد جمع الكاتب تلك الموضوعات وصاغها بطريقة تمكن القارئ من ربطها ببعضها حتى يستخرج الصورة الحقيقية للحراك الثقافي العراقي أبان تلك الفترة.
من ميزات هذا الكتاب، قابلية تقسيم موضوعاته إلى محاور مختلفة، فمن الممكن النظر إليه على أنه أرتكز على ثلاثة محاور رئيسية وهي: التجمعات الثقافية؛ الشخصيات الثقافية؛ المجلات الثقافية، كما ذهب إلى ذلك السيد يسار محمد الدرزي في عرضه للكتاب المنشور في صحيفة (فتى العراق) الموصلية، العدد278، الصادرة في السادس من كانون الأول 2009. كما يمكن بناء تصور آخر لهيكلية الكتاب، وذلك طبقاً للمجالات الثقافية التي تناول المؤلف تأريخها المعاصر، كالأدب والفكر، والدراسات القرآنية واللغوية، والتحقيق التراثي، والصحافة، والترجمة، والكليات والمعاهد والمكتبات الرائدة، وبواكير الإبداع الفني.
فقد تضمن الكتاب عدة موضوعات في مجال تاريخ الأدب والفكر العراقي المعاصر، مثل (جماعة الصحيفة 1924- 1932 فصل من تأريخ حركة الفكر والثقافة العراقية المعاصرة)، الذي تناول نشأة هذه الجماعة، وميولها الفكرية، ونشاطاتها الأدبية، وتقييم الأدباء المعاصرين لهذا التجمع الثقافي. وموضوع: (جماعة مجلة المجلة ودورها في التكوين الثقافي العراقي المعاصر) الذي سلط الضوء على مجلة (المجلة) الأدبية الثقافية العامة، والتي أصدرها نادي الجزيرة الثقافي الرياضي في الموصل في تشرين الثاني 1938، وتطرق إلى ما قدمته هذه المجلة ومحرريها والمثقفين الذين التفوا حولها وأعطوها سمتها البارزة. وموضوع: (مجلة الثقافة الجديدة: فصل من تاريخ العراق الثقافي المعاصر) الذي تطرق إلى مراحل تأسيس هذه المجلة وتطورها والكتاب الذين تعاقبوا على الكتابة فيها، وطبيعة ماتنشره هذه المجلة من مقالات ودراسات وتقارير ونصوص إبداعية وبحوث فكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية وتربوية. وتناول موضوع (جماعة رواد الأدب والحياة في الموصل: فصل من تأريخ العراق الثقافي) ظاهرة التجمعات الأدبية في العراق، التي تنامت في الستينات والسبعينات في القرن الماضي، والتي تعود جذورها إلى العشرينات، وبين المؤلف فضل رواد هذه التجمعات بالاجتهاد، والتجريب، وانتهاج طريق غير مألوف في التعبير عن كوامن النفس العراقية التواقة للحرية والحق والصدق وهذا ما منح أعمال هذه الجماعة قيمة الوثيقة الأدبية المعتمدة في التأريخ لحياة العراق الثقافية المعاصرة. وركز موضوع (مجلة أقلام العراقية وتراث 45 عاماً من الفعل الثقافي) على أهمية هذه المجلة في دراسة الثقافة العراقية المعاصرة فهي تعد مرآة لما كان يدور على الساحة الأدبية والثقافية والفكرية العراقية منذ أواسط الستينات من القرن الماضي ولحد الآن.
وفي موضوع (فؤاد التكرلي وتاريخ العراق المعاصر)، أوضح الأستاذ الدكتور العلاف دور هذا الأديب الراحل في استخدام رواياته لتوثيق فترة يحاول العالم محوها من تاريخ العراق مع أنها من أقسى المراحل تلك هي مرحلة الحصار الظالم البشع، والذي لم يقتصر على الجوانب الاقتصادية، وحسب بل تعداها لتشمل الحصار العلمي والحصار النفسي. وفي السياق نفسه ، جاء موضوع (يوسف الصائغ والشعر الحر في العراق) ليسلط الضوء على أبرز رواد الحركة الثقافية المعاصرة، ذلك الأديب الذي تنوعت نتاجاته بمختلف الفنون الأدبية، وكيف أن قصائده اتسمت بالروح الوطنية والتوهج الثوري، بالإضافة إلى رصده التيارات السياسية التي توزعت عليها خارطة الشعر الحر في العراق مع ربط ذلك بمتابعة تاريخية لحركة التأليف والترجمة.
وفي سياق البحث التاريخي العلمي عن رواد الأدب والفكر العراقي المعاصر،نفسه ، الذي تضمنه الكتاب موضوع العرض، جاءت المواضيع: (موقع الدكتور جلال الخياط في حركة الثقافة العراقية المعاصرة)؛ (الشمس لاتتلاشى وإنما تحتجب: منذر الجبوري كاتباً وأديباً وصحفياً)؛ (مع القاص والناقد أنور عبد العزيز في مسيرته الإبداعية)؛ (محمد قاسم مصطفى 1938- 2006 كما عرفته)؛ (الدكتور أحمد عبد الستار الجواري 1934- 1988 وجهوده في خدمة اللغة العربية)؛ (نجيب فاضل الصيدلي1935- 1978 : الأديب الموصلي المنسي)؛ (محمد عطا الله 1945- 2007 والطواف حول مملكة الحلم)؛ (عبد الجبار داؤد البصري وريادة المقالة الأدبية في العراق)؛ (رسالة بدر شاكر السياب إلى شاذل طاقة..من وثائق التاريخ الثقافي العراقي المعاصر)؛ (محمود جنداري والقصة العراقية المعاصرة)؛ (جمعية المؤلفين والكتاب العراقيين : فصل من تاريخ العراق الثقافي المعاصر)؛ (قاسم محمد الرجب1917- 1974 ومكتبة المثنى ومجلة المكتبة)؛ (الدكتور عبد الإله أحمد والتأريخ لحركة الأدب القصصي في العراق)؛ (جماعة كركوك "الأدبية": فصل من تاريخ العراق الثقافي المعاصر)؛ (جماعة الوقت الضائع الأدبية1946: فصل من تاريخ العراق الثقافي)؛ (جماعة أصدقاء القصة في الموصل1969: فصل من تاريخ العراق الثقافي)؛ (الأستاذ الدكتور عادل محمد البكري..سيرة رائد ومبدع عراقي).
وضمن مجال التأريخ المعاصر للدراسات القرآنية واللغوية وأعلامها في العراق، استعرض الأستاذ العلاف في موضوع (الدكتور كاصد ياسر الزيدي و الدراسات القرآنية واللغوية في العراق) سيرة هذا الأكاديمي الراحل، ذلك المبدع الذي ترفع عن الصغائر والنزعات، ولم يكن همه سوى العراق، واحتوى الموضوع على ابرز محطات حياة الزيدي العلمية واهم بحوثه ومؤلفاته.
ويطالعنا الكتاب بالمعالجة التاريخية لميدان آخر من ميادين الثقافة العراقية المعاصرة، وهو تحقيق التراث العربي والإسلامي، سواء شخصيات ثقافية مهتمة بهذا المجال، أو جمعيات. فقد تناول موضوع( جمعية التراث العربي في الموصل 1973- 1984 فصل من تاريخ العراق الثقافي المعاصر) البدايات الأولى للجمعيات الثقافية في العراق، والرواد المؤسسون لهذه الجمعية، وتبيان أهداف تلك الجمعية، وأبرز الوسائل التي انتهجتها لتحقيق تلك الأهداف، ونشاطات تلك الجمعية، والفترة التي استمرت بها الجمعية بمزاولة نشاطاتها، وأسباب توقفها عن النشاط، وتاريخ توقفها بشكل نهائي. أما عن أعلام وفرسان هذا الميدان الثقافي، جاء موضوع(الدكتور حسين علي محفوظ وجهوده في تأصيل التراث العربي والإسلامي)، ليسلط الضوء على سيرة هذا العالم المعطاء الذي وصفه بعض الكتاب بسادن الروضة التراثية، والذي ابتنى كل دراساته وبحوثه على قواعد عقلية، ومنطقية موضوعية تقدمية. وبنفس النمط احتوى الكتاب على موضوع(الدكتور محمود عبد الله الجادر وحركة تحقيق التراثي في العراق) الذي استعرض سيرة هذا الأكاديمي ونتاجاته العلمية والأدبية، وإسهاماته في نشاطات مجتمعه العلمية والثقافية.
ولم يفت الأستاذ الدكتور العلاف التعريج على تأريخ الصحافة العراقية المعاصر بوصفها أحدى أعمدة الثقافة، وأداة مهمة من أدوات التأثير السياسي والاجتماعي. ففي موضوع(عبد الوهاب ألنعيمي أديباً وكاتباً وصحفياً) بين الكاتب مسيرة هذا الصحفي الراحل الذي استطاع أن يعطي للحرف قيمته، والكلمة قدسيتها ،وللمهنة(الصحافة) شرفها، والنعيمي ليس صحفياً هاوياً، بل محترفاً، درس الصحافة في المعهد القومي لاتحاد الصحفيين العرب في القاهرة سنة 1973، وقد قال عنه بعض الكتاب:" لقد تمرس النعيمي في ثكنة الثقافة وتحصن بقلاعها وتدبر مفاتيح العمل الصحفي". وبنفس السياق جاءت المواضيع(سليم حسون 1871- 1947 والصحافة العراقية المعاصرة)؛ (أحمد سامي الجلبي وريادته في الإعلام الرياضي)؛ (مع الدكتور إبراهيم الداقوقي في رحلته الأدبية والثقافية والاعلامية)؛ (الصحافة العراقية والتطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي 1869- 1958).
وافرد الأستاذ الدكتور العلاف أحد مواضيع كتابه لإظهار دور الترجمة في تطور الحركة الثقافية المعاصرة في العراق، حيث استعرض موضوع(الدكتور عبد الواحد لؤلؤة وحركة الترجمة العربية المعاصرة) جهود الدكتور لؤلؤة في رفد حركة الترجمة ورفد الساحة الثقافية بالعديد من النتاجات الأدبية والفكرية، وكيف أن رصيده من الكتب التي ألفها قد تجاوز الـ(45) كتاباً في النقد والأدب والترجمة، وقد كان الدكتور لؤلؤة يؤكد أن الترجمة أمانة ،وينبغي على المترجم أن يتسلح بأدوات عديدة منها معرفة الدقيقة بلغته أولاً وباللغة التي ينقل عنها.
كما تناول الكتاب الكليات والمعاهد الرائدة التي تعد من أكبر محفزات الإبداع الثقافي، ومهمازاً للحس الوطني والقومي في تلك الفترة من تأريخ العراق المعاصر، ففي موضوع (الثقافة والسياسة في العراق: دار المعلمين العالية ببغداد 1933- 1958) سلط الأستاذ الدكتور العلاف الأضواء على أهم المحطات التاريخية لهذه المؤسسة التعليمية العريقة، ابتداء من دواعي التأسيس، وأبرز من انتدبوا للتدريس فيه، وأعلام الفكر الذين تخرجوا منه، والمراحل الإدارية والتنظيمية المختلفة التي مر بها الدار، ومقتطفات من الأحداث البارزة في حياة الدار وطلابه، كما شمل الموضوع ذكر المداخلات بين الدار والسلطات القائمة وقتها وانعكاسات الأوضاع السياسية السائدة على الدار وطلابه. وفي موضوع (مئوية كلية الحقوق العراقية 1908- 2008) نجد أن المؤلف قد أوفى هذا الصرح العلمي مكانته التي يستحقها في البحث التاريخي العلمي، وبخاصة أن كلية الحقوق قد أسهمت خلال تاريخ العراق المعاصر في أعداد الكوادر القانونية والقضائية المتخصصة، كما قام طلبتها وأساتذتها ومنذ نشأتها بدور فاعل في حياة العراق السياسية والثقافية والاجتماعية.
وحتى تكتمل الصورة الحقيقية للمشهد الثقافي العراقي المعاصر، لابد من توثيق بواكير الإبداع الفني العراقي، والنماذج المتميزة في هذا المجال الثقافي، وهذا ماذهب إليه الكتاب موضوع العرض، فعلى مستوى التعريف بالجماعات الرائدة التي اهتمت بهذا الشأن الثقافي في تأريخ العراق المعاصر، تضمن الكتاب موضوعي (جماعة بغداد للفن الحديث...فصل من تأريخ العراق الثقافي المعاصر)؛ (جماعة أصدقاء الفن في كركوك: صفحة من التاريخ الثقافي العراقي المعاصر). أما عن الشخصيات التي تركت بصمات واضحة في هذا الميدان الثقافي، وسجل لها الريادة فيه، احتوى الكتاب على المواضيع (الأستاذ الدكتور عمر محمد الطالب وجهوده في خدمة حركة الثقافة العراقية المعاصرة)؛ (زها محمد حديد والفن المعماري العالمي)؛ (نجيب يونس 1930- 2007 والفن التشكيلي في العراق)؛ (نشأة التصوير الفوتوغرافي في العراق)؛ (طلال صفاوي وحركة النحت الحديث في العراق).
يأتي هذا الكتاب القيم، ليتجانس مع سابقاته من كتب ودراسات وبحوث ومقالات الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف العلمية، الفائقة الجودة والرصانة، تلك الأعمال التي تتنافس فيما بينها لتلبية احتياجات طلبة البحث العلمي التاريخي من المعلومات الضرورية والتوثيق الأمين، وتعد مؤلفات الأستاذ الدكتور العلاف،بحق ، خزانة ثمينة من خزائن الذاكرة العراقية، ذلك الجزء الحيوي من التاريخ العربي المعاصر.
____________________________________________________________________________________________________________________




الخليج العربي – دراسات في التاريخ والسياسة والتعليم ..كتاب للأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف
جهة النشر: جامعة الموصل – مركز الدراسات الإقليمية.
عرض : الدكتور هاشم محمد عبد الله العركوب
 أستاذ المالية العامة المساعد-كلية الإدارة والاقتصاد –جامعة الموصل  
       يقع الكتاب في (316صفحة) ، ويشتمل على دراسة تاريخية رصينة عن "الخليج العربي : دراسات في التاريخ والسياسة والتعليم" ، بقلم الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف – أستاذ في التاريخ الحديث  ومدير مركز الدراسات الاقليمية بجامعة الموصل ،والذي امتلك القدرة العلمية والإحاطة المنهجية الشاملة لتاريخ الخليج العربي في أصولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية منذ الحكم العثماني حتى النصف الثاني من القرن العشرين.
     ولعل أبرز معالم التميز العلمي في هذا الكتاب ،أنه تناول عبر دراسته التاريخية عن الخليج العربي بإبعاده الثلاث: التاريخ، والسياسة ،والتعليم. وهو بهذا قد جمع بين العمق في التحليل والوقوف عند الإحداث المهمة التي مر بها الخليج العربي وتحليلها أسبابا وظاهرةً وأثارا ونتائج ، فضلاً عن الأسلوب العلمي الأكاديمي الرصين المعتمد منهجاً وتطبيقاً والأسلوب مع دقة التوثيق لكل فصل من فصول هذا الكتاب، وكون الدراسة التاريخية لم يحد ذلك المؤلف من استشراف مستقبل بعض بلدان الخليج العربي،وقدرة المؤلف من خلال فصول الكتاب موضوع البحث  بفصوله الـ (11) فصلاً الإحاطة العلمية والمنهجية الشاملة لتاريخ الخليج العربي بكل مفرداته، من جانب أخر يضفي الكتاب شعور لاإرادياً ينتاب القارئ بقدرة الكتاب للإجابة على كل ما يمكن أن يجول بذهن القارئ من تساؤلات تقريباً.
     إن هذا الكتاب-  من وجهة نظر أكاديمية بحتة وبموضوعية متناهية وبعيداً عن الانطباعية - يعد بحق من المؤلفات الإستراتيجية التي يمكن الركون إليها عند الشروع في دراسة أي ظاهرة من الظواهر العامة في منطقة الخليج العربي بخاصة طلبة الدراسات العليا الذين يرومون ألكتابه عن هذه المنطقة. \r\n
      أن الجهود المضنية للسيد المؤلف الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف شيخ المؤرخين، ومفخرة مدينة الموصل، وجامعتها تبدو ظاهرة للعيان باختلاف مستوياتهم أو مؤهلاتهم العلمية.
    اشتمل الكتاب على (11فصلاً) ، تناول الفصل الأول بدايات التوجه العثماني نحو منطقة الخليج العربي، موضحاً عوامل وأسباب التوجه العثماني نحو الخليج العربي ، مستعرضاً الغزو البرتغالي للخليج العربي، فضلاً عن ظهور الدولة الصفوية في إيران. وتتبع المؤلف مسارات السيطرة العثمانية على مصر، وأثر ذلك في التوجه العثماني نحو الخليج العربي، ومن ثم حكم العراق بوصفهم أقرب محور نحو الخليج العربي .
     وتطرق الفصل الثاني إلى بدايات التحدي الاجتماعي والفكري الأجنبي في أقطار الخليج العربي، إذ صنف المؤلف التحديات وفق منهج تاريخي واضح الدلالة العلمية، وعرض التحديات السياسية والعسكرية ، موضحاً النظم السياسية والتركيب الاجتماعي، مشيراً إلى أسباب التباين الاجتماعي، وبروز ظاهرة الصراع مع الجماعات الوافدة، فضلاً عن اكتشاف النفط وتأثيره الايجابي من الناحية الاقتصادية، وظهور المشاكل السياسية تبعاً لذلك. أما على مستوى التحدي الفكري، فقد أوضح المؤلف تلك التأثيرات من خلال البعثات التبشيرية الرحالة الأجانب، فضلاً عن ادوار التعليم الحديث، وظهور الطباعة والنشر، وإنشاء المجالس والجمعيات والنوادي الاجتماعية والفكرية لتشكل بمجموعها ظاهرة تحول عامة في الخليج العربي على مختلف الأصعدة.
     وتضمن الفصل الثالث، موقع البحرين في محاولات محمد علي باشا لتأسيس دولة عربية موحدة. أما الفصل الرابع، فقد تناول دور الشيخ جاسم ال ثاني في الحفاظ على استقلال قطر ومواجهة التحديات المحلية والأجنبية في غضون الأعوام 1878- 1913. وإستعرض الفصل الخامس، السالنامات العثمانية بوصفها مصدراً لتاريخ البصرة الحديث موضحاً معانيها، وأنواعها، واللغة المعتمدة فيها ، فضلاً عن مضامينها.
    أما الفصل السادس، فقد تطرق إلى احتلال إيران للجزر العربية الثلاث، طنب الكبرى، وطنب الصغرى،وأبو موسى، وموقف جامعة الدول العربية منها. أما الفصل السابع، فقد ناقش المؤلف فيه، تطور التعليم النسوي في أقطار الخليج العربي.
   وتطرق الفصل الثامن إلى تطور التعليم الوطني في مملكة البحرين من خلال انتشار المدارس الحديثة، وتأسيس أول مجلس للمعارف في البحرين،كما تناول محو الأمية وتعليم الكبار، فضلاً عن مراحل التعليم الأخرى وأنواعها، الصناعي والتجاري، والديني، والنسوي، والتعليم العالي وجامعة البحرين، ثم جامعة الخليج العربي لتشكل بمجموعها الصورة التعليمية الشاملة.
  وتاول في الفصل التاسع   نشأة التعليم الحديث في سلطنة عمان، مستعرضاً بدايات دخول التعليم الحديث إلى عمان، وخصائص التعليم الحديث، والتعليم النسوي، والتعليم الفني والمهني، وبرامج محو الأمية، والتعليم العالي في سلطنة عمان.
    وتطرق الفصل العاشر إلى السفن والمراكب في الخليج العربي، موضحاً مراحلها التاريخية من خلال قصة السفن والمراكب في الخليج العربي، وعرض أسمائها وأنواعها واستخداماتها. في حين ركز المؤلف في الفصل الحادي عشر على العلاقات العراقية البحرينية حتى سنة 1971ومااتسمت به من سمات أحكمتها الظروف السياسية المحلية والدولية.
    يعد الكتاب بحد ذاته موسوعة علمية تاريخية مركزة عن الخليج العربي، إذ تتكامل فيها المواضيع بعضها ببعض لتشكل الصورة التاريخية المثلى لوقائع تاريخ الخليج العربي وفق منهجية علمية اعتمدها المؤلف ليظهر الكتاب بشكل علمي يعتمد عليه في الدراسات التاريخية الخليجية.
______________________________________________________________________________
 مشكلة المياه والموارد المائية في الشرق الأوسط كتاب جديد للدكتور إبراهيم خليل العلاف
عرض : الاستاذ فارس تركي محمود الجبوري
مركز الدراسات الإقليمية –جامعة الموصل

إن المتتبع للأحداث والتطورات في الشرق الأوسط يلاحظ تزايد الاهتمام في الآونة الأخيرة بمشكلة المياه والموارد المائية التي قد تواجها هذه المنطقة من العالم خلال السنوات القليلة القادمة ، خاصة وان العالم العربي يعاني من نقص كبير في المياه ، فضلا عن أن معظم مصادر مياهه تقع خارج حدوده وتتحكم بها دول أخرى مما قد يشكل تهديدا للدول العربية ، وأداة ضغط عليها يمكن أن تستغل من قبل دول أخرى خدمة لمصالحها وطموحاتها في المنطقة . ونظرا لهذه الأهمية التي يتمتع بها موضوع المياه في الشرق الأوسط فقد تناوله العديد من الكتاب والباحثين في محاولة منهم لتسليط الضوء عليه ولفت الأنظار إليه من خلال إصدار العديد من الكتب والبحوث والمقالات التي تتناول هذا الموضوع الحيوي . ومنها هذا الكتاب الذي يحمل عنوان ( مشكلة المياه والموارد المائية في الشرق الأوسط ) ، وهو من تأليف الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف .

يتألف الكتاب من مقدمة وعدد من المحاور ويقع في (71) صفحة ، والكتاب من إصدار مركز الدراسات الإقليمية في جامعة الموصل ، ومنشور ضمن سلسلة شؤون إقليمية التي يصدرها المركز، وقد تمت طباعته في دار ابن الأثير للطباعة والنشر/جامعة الموصل . يتحدث المؤلف في المقدمة عن الأهمية الكبيرة التي يكتسبها موضوع المياه والموارد المائية في العالم العربي ، وعن المخاطر والتحديات التي تواجه الدول العربية بسبب هذا الموضوع ، وأسباب ومصادر هذه التحديات . ينتقل بنا الباحث بعد ذلك إلى الحديث بشكل تفصيلي عن كل نقطة من هذه النقاط ، ويأخذنا في جولة نتعرف من خلالها على الأهمية الحيوية للمياه في العالم العربي ، وكيفية توزيع هذه الثروة بين أقطاره المختلفة ، والمشاكل والتحديات التي يثيرها مثل هذا الموضوع في ظل وجود دول عربية كثيرة تعاني من نقص خطير في الإمدادات المائية ، وفي ظل التحركات والأنشطة الإسرائيلية التي تهدد الأمن المائي العربي . كما يسلط الباحث الضوء على الاهتمامات الأمريكية بالمياه العربية، ويقدم لنا عرض تاريخي لهذه الاهتمامات واهم المراحل التي مرت بها ،ويشير أيضا إلى ابرز الدراسات والمشاريع الأمريكية المتعلقة بهذا الموضوع ، والأسباب والعوامل التي تقف وراء ذلك والتي يأتي في مقدمتها – كما يشير الباحث- الرغبة الأمريكية في مساعدة الحركة الصهيونية على اغتصاب فلسطين وانتزاعها من سكانها . يتناول الكتاب بعد ذلك عدد من القضايا الجوهرية والحساسة المرتبطة بشكل مباشر بموضوع المياه ومنها مشاكل العراق وسوريا مع تركيا ، وأسباب وجذور هذه المشاكل ، والجهود التي بذلت وتبذل من اجل حلها ، والإجراءات والخطوات الغير ودية التي اتخذتها الحكومات التركية المتعاقبة في هذا الصدد . كما يتطرق الباحث إلى السياسة الإسرائيلية حيال أزمة المياه ، وكيفية تعامل المسؤولين الإسرائيليين معها ، والنقص الكبير الذي تواجهه إسرائيل في إمدادات المياه الأمر الذي يدفعها إلى إتباع سياسة تهدف إلى السيطرة على اكبر قدر ممكن من موارد العرب المائية . ويتناول الكتاب أيضا المشروع التركي المسمى بمشروع جنوب شرق الأناضول ( ألكاب ) حيث يقدم لنا وصف لهذا المشروع ، وأسباب ودوافع إقامته ، وتأثيراته السلبية على سوريا والعراق ، وكيفية استغلال هذا المشروع العملاق من اجل الحصول على بعض المكاسب والتنازلات السياسية من هاتين الدولتين. كما يتم تسليط الضوء ما يعرف بمشروع مياه السلام التركي الذي عرضته الحكومة التركية في العام 1986 ، من حيث العوامل والأسباب التي تقف وراءه ، والمراحل التي مر بها ، وكيف تعاملت معه البلدان التي يمر بها ومنها سوريا والأردن والعراق والسعودية فضلا عن ( إسرائيل ) .
ينتقل الباحث بعد ذلك إلى الحديث عن موضوع غاية في الأهمية يتمثل في المحاولات الإسرائيلية المتكررة والهادفة إلى استغلال قضية المياه والموارد المائية من اجل تحقيق عدد من الأهداف يأتي في مقدمتها تحقيق أمن (إسرائيل) المائي ، واستغلال هذه القضية كورقة ضغط على الدول العربية المعادية لـ( إسرائيل ) . ويقوم الباحث بمعالجة هذا الموضوع من خلال ثلاثة محاور يتناول في الأول التعاون المائي بين تركيا و( إسرائيل ) وتاريخ وأسباب هذا التعاون ، ومخاطره وانعكاساته السلبية على الدول العربية . أما المحور الثاني فانه يتطرق إلى الأطماع الإسرائيلية في هضبة الجولان ، والأهمية الإستراتيجية لهذه الهضبة والتي دفعت الإسرائيليين للسيطرة عليها واحتلالها في حرب عام 1967، وما تمثله مصادر المياه الآتية من الجولان وينابيعه من أهمية كبرى بالنسبة لـ( إسرائيل ) . كما يولي المؤلف أهمية كبيرة للتعاون الأثيوبي – الإسرائيلي في مجال المياه، وطبيعة وأهداف هذا التعاون ، وابرز المشاريع والسدود التي أقيمت بموجبه ، وكيف يمكن أن يؤثر سلباً على الأمن القومي العربي وبشكل خاص على كلٍ من مصر والسودان المستفيدتين من نهر النيل. كذلك يتناول المؤلف مشكلة المياه بين العراق وإيران ، والتجاوزات الإيرانية على المياه العراقية ، حيث يشير إلى عدد الأنهار المشتركة بين البلدين ، وكيف أدى سوء الاستغلال الإيراني لموارد بعض تلك الأنهار إلى تدهور الزراعة في بعض المناطق الحدودية ، كما يتطرق الباحث إلى الاتفاقيات والمعاهدات المعقودة بين الطرفين والتي تنظم قضية الاستفادة من مياه الأنهار ، ويذكر أهم المشاريع والسدود التي أقامتها إيران على هذه الأنهار وكانت مظهرا واضحا للتجاوزات الإيرانية . وفي نهاية الكتاب يقدم لنا الأستاذ إبراهيم خليل العلاف رؤية مستقبلية لمسألة المياه والموارد المائية في العالم العربي تتضمن أهمية هذه المسألة وخطورتها على مستقبل الأمن القومي العربي ، ومحاولات بعض القوى الإقليمية والعالمية استغلالها من اجل الإضرار بالمصالح العربية ، ويشير الباحث إلى ضرورة بلورة موقف عربي مشترك من قضايا المياه وفي مقدمتها تنمية الوعي بأهمية المياه ، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتامين الحاجة إليها ، وترشيد استخدامها ، ووضع سياسة إدارية حديثة للموارد المائية المتاحة ، فضلا عن البحث عن موارد مائية جديدة ، والسعي مع الدول التي تتحكم بمنابع الأنهار لتعديل الحصص المائية المتاحة للأقطار العربية وبالشكل الذي يلبي احتياجاتها .
إن أهمية هذا الكتاب تتأتى بشكل أساسي من أهمية الموضوع الذي يتناوله من جهة ، ومن كونه من الكتب القليلة نسبياً التي تتصدى لموضوع المياه في الشرق الأوسط من جهة أخرى ، فضلاً عن تضمنه معلومات قيمة ذات فائدة كبيرة للقراء عامةً وللباحث الذي يهتم بمثل هذه المواضيع بشكل خاص .
المؤلف :الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف من مواليد الموصل 1945 أستاذ ومدير مركز الدراسات الإقليمية – جامعة الموصل – العراق ، اصدر كتباً عديدة منها: نشأة الصحافة العربية في الموصل ، تطور التعليم الوطني في العراق ، تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني ، تاريخ الوطن العربي الحديث والمعاصر ، تاريخ العراق المعاصر . له أكثر من (500) بحثاً ودراسة منشورة . تولى عدد من المناصب أبرزها :رئيس جمعية المؤرخين والاثاريين في الموصل ، رئيس قسم التاريخ في كلية التربية – جامعة الموصل 1980-1995،مدير مركز الدراسات التركية 1995-2003 ، أمين تحرير موسوعة العراق الحضارية. شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات داخل العراق وخارجه ،وقد حصل على أكثر من جائزة تكريمية وشهادة تقديرية لجهوده في النشر العلمي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...