الدكتور صباح نوري المرزوك في عيون الاستاذ جواد عبد الكاظم محسن
***************************************************
عرفتُ الدكتور صباح نوري المرزوك أول ما عرفت باحثاً في التراث الشعبي ، نشر بحوثه ودراساته في مجلة (التراث الشعبي) ، ومفهرساً نشر استدراكاته وفهارسه في مجلة (المورد) ، وكان ذلك قبل أن أحظى برؤيته وأسعى إليها ، ولم يتحقق لي أول لقاء معه إلا بعد سنوات ليست بالقليلة على قرب الدار ، وكان سبيل معرفتي إليه صديقنا المشترك السيد سلمان هادي آل طعمة الذي اصطحبني معه ذات يوم في منتصف عقد التسعينيات إلى كلية التربية في جامعة بابل للقائه حاملاً معه رزمتين من الكتب تعاونا على حملهما وفيهما مجموعة من مؤلفاته الخاصة ؛ وقد خصص الرزمة الأولى هدية لمكتبة الجامعة ، والثانية هدية لصديقه المرزوك الذي تعرضت مكتبته آنذاك لحادث مؤسف أتى على ما فيها من محتويات قيمة .
سررت بذلك اللقاء الحميم بعد أن قرأت الطيبة على صفحة وجهه المتهلل بالبشر ، ولمست صدق مودته ، ولين عريكته ، فضلاً عن صلته الوثيقة بمدينة سدة الهندية القريبة مني مكانياً حيث مازال يسكنها أخواله ، وهم عائلة كريمة برز منها أدباء وشعراء معروفون أمثال الحاج كاظم التميمي والحاج هادي التميمي تغمدهما الله برحمته الواسعة ، ومازال أخوهما الشاعر طه التميمي من أبرز الشعراء الشعبيين في مدينته سدة الهندية ، ومن البارزين أيضاً في هذا الحقل الأدبي بين الفحول من شعراء محافظة بابل بل العراق .
يحتل الدكتور صباح نوري المرزوك مكانة مرموقة في عالم الفهرسة في يومنا الحاضر بعد أن قدم جهوداً ملحوظة ومؤلفات قيمة بهذا الاختصاص ، وهو الآن شيخ المفهرسين العراقيين بلا منازع ، وخير خليفة للببليوغرافي الراحل كوركيس عواد الذي تعرف إليه المرزوك في بداية حياته ، وتبادلا الإعجاب ، فاقتفى خطاه ، وقد حدثني عما كتبه مستدركاً على كتاب عواد الشهير (معجم المؤلفين العراقيين) الصادر سنة 1969م ، وكيف سعى للقائه حينها ، وعرض عليه ما دونه بهذا الخصوص ، وكيف أعجب بذلك ، واصطحبه إلى داره ليضيّفه فيها بما يستحق من الضيافة والاحترام .
لقد فهرس الدكتور المرزوك لعدد من كبار أعلام الأدب والتراث في العراق المعاصر ، بدأهم – على ما أعرف – بالدكتور صالح جواد الطعمة ، وأضاف له نازك الملائكة وإبراهيم السامرائي وبدر شاكر السياب وهلال ناجي وأنستاس ماري الكرملي وغيرهم ، ثم رجع إلى السياب والملائكة فخصّ كل واحد منهما بكتاب أعيد طبعه أكثر من مرة ، وقد توج جهوده الببليوغرافية الكثيرة بصدور موسوعته النفيسة (معجم المؤلفين والكتاب العراقيين 1970 – 2000م) المطبوعة في بيت الحكمة ببغداد سنة 2002م ، وتقع في ثمانية أجزاء ، وقد بذل فيها جهداً كبيراً ، وكانت حصيلة متابعة متواصلة لسنوات طوال ، ولا يعرف قيمة هذه الموسوعة إلا أصحاب الاختصاص ، ومن جرب سلوك هذا الطريق وكابد مصاعبه الجمة .
بعد مرور أكثر من عقد على صدور هذه الموسوعة الفريدة أتمنى لو أعاد الدكتور المرزوك النظر فيها ، وقام بمراجعتها ، وربما كان - بل أغلب الظن - راجعها سابقاً وثبّت ملاحظاته عليها ، أقول لو عاد مصححاً لما وقع فيها من أخطاء طباعية كثيرة ألقت بظلالها على الموسوعة ، وشوهت قليلاً من صورتها الجميلة البهية ، وهي بالتأكيد لم تقلل كثيراً من علو منزلتها وعظيم فائدتها ، وجرّب طبعها ثانية ، وهي مصدر مهم ولا يستغنى عنه لمعظم الباحثين ، بل وأتمنى لو ألحق المؤلف بطبعتها الجديدة والمأمولة ما قام بتدوينه - وهو من المثابرين في هذا الباب - خلال العقد الأخير من إصدارات عراقية حديثة ، وهي ليست بالقليل لتكون موسوعة شاملة ، ويقيناً ستفوق بحجم بمادتها على حجم ما دوّن من قبل في المعجمين السابقين ، وأعني معجمه ومعجم كوركيس عواد ؛ ولعل السبب هو توفر مساحة واسعة من حرية النشر حالياً ولم تكن متوفرة من قبل خشية من الرقيب السياسي ، فضلاً عن انتشار دور الطبع في مختلف المدن العراقية ناهيك عن العاصمة بغداد ، كذلك سهولة السفر إلى الخارج والوصول إلى المؤسسات الثقافية هناك والتعاقد معها .
ولكي نكمل الصورة الببليوغرافية للدكتور المرزوك لابد من ذكر مؤلفاته الأخرى فيها ، وهي : (المطبوع من ديوان الشعر العربي) في ثلاثة أجزاء ، و(فهرست المخطوطات العربية في تركيا) ، و(مخطوطات الحليين) ، وبحوث ومستدركات ببليوغرافية مختلفة نشرت في مجموعة من الصحف والدوريات العراقية على مدى العقود الماضية .
أنشأ الدكتور المرزوك علاقات طيبة بالأدباء والمؤلفين والأكاديميين من شمال الوطن إلى جنوبه ، إذ أينما تطرق اسمه في الجامعات العراقية أو المحافل الأدبية تجد من يعرفه ويثني عليه ويديم صلته به ، ويحملك تحياته له .. وهذا الأمر- برأيي - نعمة كبيرة لا يبلغها إلا من أحبّه الله ووفقه لها ، وبالتأكيد هي لم تأت من فراغ ، وإنما جاءت مبنية على أسس متينة وطباع حميدة وصداقة نزيهة وتواصل معرفي بينه وبين الآخرين .. وتميزت علاقاته مع البعض ، منهم أستاذه العلامة الدكتور حسين علي محفوظ رحمه الله الذي تشرفت بزيارته مع الدكتور المرزوك والباحث عبد الرضا عوض في داره بمدينة الكاظمية المقدسة سنة 2003م ، وشاهدت احتفاءه بالدكتور المرزوك وفرحته بتلك الزيارة ، ولعل كتابه (هؤلاء في حياتي) يغني عما نريد قوله بهذا الخصوص .
للدكتور صباح المرزوك اهتمامات متنوعة في التأليف وإن غلب عليه الطابع الببليوغرافي ، فهناك اهتمام واضح بمدينته الحلة الفيحاء ، فأصدر عنها (تكملة شعراء الحلة) في ثلاثة أجزاء ، و(النهضة الفكرية في الحلة) ، و(مطبوعات الحليين) ، و(معجم الأمثال الحلية) ، و (معجم التعابير والكنايات والأقوال الحلية) ، و(ما قاله الشعراء في الحلة الفيحاء) ، وحقق وأخرج كتاب (أدب الحلة) الذي ألفه الدكتور الراحل جواد أحمد علوش قبل عقود ، وأصدر أيضاً سلسلة عنوانها (أعلام حليون) ، وشارك مع آخرين في كتب أخرى خاصة بمدينة الحلة ، وما زال في جعبته الحلية مؤلفات خفية أخرى لم تر النور بعد .
أما في حقل اهتماماته الأدبية العامة ؛ فله كتاب عن ( جميل بن معمر رائد الشعر العذري عند العرب) ، وكتاب (منهج البحث الأدبي وتحقيق النصوص) ، وغيرهما مما له علاقة بعمله الأكاديمي .
لقد ورد للدكتور المرزوك ذكر حسن في كتب التراجم والأعلام ، وهي كتب اعتمد جلّ مؤلفيها على فهارسه ، كما أورد سيرته حميد المطبعي في الجزء الثالث من (موسوعة أعلام العراق) ، وكتب عنه تلميذه البار الدكتور سعد الحداد في الجزء الأول من (موسوعة أعلام الحلة) ، والدكتور كامل سلمان الجبوري في المجلد الثالث من كتابه (معجم الأدباء) ، والباحث عبد الرضا عوض في الجزء الثالث من كتابه (أدباء وكتاب بابل المعاصرون) ، والتقاه صاحب هذه السطور لقاءً موسعاً للحديث عن سيرته وذكرياته في جريدة (عروس الفرات) العدد 24 السنة الأولى في 16/5/2006م ، وكذلك التقاه الإعلامي عبد عون النصراوي في جريدة (أنوار كربلاء) سنة 2011م ، ويبقى المرزوك يذكر حيثما ذكرت الفهارس أو المؤلفين فيها أو المشهد الثقافي في مدينة الحلة الفيحاء أو من أراد الحديث عنها .
لقد آن الأوان للانتباه إلى جهود هذا الببليوغرافي الموسوعي المتميز والأكاديمي الدؤوب من قبل الجهات المعنية والمؤسسات الثقافية لتكريمة بما يستحق ، ولعل أهم ما في هذا التكريم قيامها بطبع مؤلفاته المخطوطة ، وإعادة طباعة القديم منها ، وإصدار كتاب تكريمي شامل عنه ؛ لأن في ذلك تكريم للثقافة العراقية الأصيلة ممثلة به وتعزيز لدورها في الحياة ، ورعاية لرموزها الكبار الذين لم ينالوا استحقاقهم العادل بعد ، وفيه أيضا – أي التكريم - زراعة ناجحة لبذرة الوفاء التي نريد لها أن تنبت في بلدنا ، وتزهر حقولاً من رياحين العطاء لدى الأجيال القادمة
***************************************************
عرفتُ الدكتور صباح نوري المرزوك أول ما عرفت باحثاً في التراث الشعبي ، نشر بحوثه ودراساته في مجلة (التراث الشعبي) ، ومفهرساً نشر استدراكاته وفهارسه في مجلة (المورد) ، وكان ذلك قبل أن أحظى برؤيته وأسعى إليها ، ولم يتحقق لي أول لقاء معه إلا بعد سنوات ليست بالقليلة على قرب الدار ، وكان سبيل معرفتي إليه صديقنا المشترك السيد سلمان هادي آل طعمة الذي اصطحبني معه ذات يوم في منتصف عقد التسعينيات إلى كلية التربية في جامعة بابل للقائه حاملاً معه رزمتين من الكتب تعاونا على حملهما وفيهما مجموعة من مؤلفاته الخاصة ؛ وقد خصص الرزمة الأولى هدية لمكتبة الجامعة ، والثانية هدية لصديقه المرزوك الذي تعرضت مكتبته آنذاك لحادث مؤسف أتى على ما فيها من محتويات قيمة .
سررت بذلك اللقاء الحميم بعد أن قرأت الطيبة على صفحة وجهه المتهلل بالبشر ، ولمست صدق مودته ، ولين عريكته ، فضلاً عن صلته الوثيقة بمدينة سدة الهندية القريبة مني مكانياً حيث مازال يسكنها أخواله ، وهم عائلة كريمة برز منها أدباء وشعراء معروفون أمثال الحاج كاظم التميمي والحاج هادي التميمي تغمدهما الله برحمته الواسعة ، ومازال أخوهما الشاعر طه التميمي من أبرز الشعراء الشعبيين في مدينته سدة الهندية ، ومن البارزين أيضاً في هذا الحقل الأدبي بين الفحول من شعراء محافظة بابل بل العراق .
يحتل الدكتور صباح نوري المرزوك مكانة مرموقة في عالم الفهرسة في يومنا الحاضر بعد أن قدم جهوداً ملحوظة ومؤلفات قيمة بهذا الاختصاص ، وهو الآن شيخ المفهرسين العراقيين بلا منازع ، وخير خليفة للببليوغرافي الراحل كوركيس عواد الذي تعرف إليه المرزوك في بداية حياته ، وتبادلا الإعجاب ، فاقتفى خطاه ، وقد حدثني عما كتبه مستدركاً على كتاب عواد الشهير (معجم المؤلفين العراقيين) الصادر سنة 1969م ، وكيف سعى للقائه حينها ، وعرض عليه ما دونه بهذا الخصوص ، وكيف أعجب بذلك ، واصطحبه إلى داره ليضيّفه فيها بما يستحق من الضيافة والاحترام .
لقد فهرس الدكتور المرزوك لعدد من كبار أعلام الأدب والتراث في العراق المعاصر ، بدأهم – على ما أعرف – بالدكتور صالح جواد الطعمة ، وأضاف له نازك الملائكة وإبراهيم السامرائي وبدر شاكر السياب وهلال ناجي وأنستاس ماري الكرملي وغيرهم ، ثم رجع إلى السياب والملائكة فخصّ كل واحد منهما بكتاب أعيد طبعه أكثر من مرة ، وقد توج جهوده الببليوغرافية الكثيرة بصدور موسوعته النفيسة (معجم المؤلفين والكتاب العراقيين 1970 – 2000م) المطبوعة في بيت الحكمة ببغداد سنة 2002م ، وتقع في ثمانية أجزاء ، وقد بذل فيها جهداً كبيراً ، وكانت حصيلة متابعة متواصلة لسنوات طوال ، ولا يعرف قيمة هذه الموسوعة إلا أصحاب الاختصاص ، ومن جرب سلوك هذا الطريق وكابد مصاعبه الجمة .
بعد مرور أكثر من عقد على صدور هذه الموسوعة الفريدة أتمنى لو أعاد الدكتور المرزوك النظر فيها ، وقام بمراجعتها ، وربما كان - بل أغلب الظن - راجعها سابقاً وثبّت ملاحظاته عليها ، أقول لو عاد مصححاً لما وقع فيها من أخطاء طباعية كثيرة ألقت بظلالها على الموسوعة ، وشوهت قليلاً من صورتها الجميلة البهية ، وهي بالتأكيد لم تقلل كثيراً من علو منزلتها وعظيم فائدتها ، وجرّب طبعها ثانية ، وهي مصدر مهم ولا يستغنى عنه لمعظم الباحثين ، بل وأتمنى لو ألحق المؤلف بطبعتها الجديدة والمأمولة ما قام بتدوينه - وهو من المثابرين في هذا الباب - خلال العقد الأخير من إصدارات عراقية حديثة ، وهي ليست بالقليل لتكون موسوعة شاملة ، ويقيناً ستفوق بحجم بمادتها على حجم ما دوّن من قبل في المعجمين السابقين ، وأعني معجمه ومعجم كوركيس عواد ؛ ولعل السبب هو توفر مساحة واسعة من حرية النشر حالياً ولم تكن متوفرة من قبل خشية من الرقيب السياسي ، فضلاً عن انتشار دور الطبع في مختلف المدن العراقية ناهيك عن العاصمة بغداد ، كذلك سهولة السفر إلى الخارج والوصول إلى المؤسسات الثقافية هناك والتعاقد معها .
ولكي نكمل الصورة الببليوغرافية للدكتور المرزوك لابد من ذكر مؤلفاته الأخرى فيها ، وهي : (المطبوع من ديوان الشعر العربي) في ثلاثة أجزاء ، و(فهرست المخطوطات العربية في تركيا) ، و(مخطوطات الحليين) ، وبحوث ومستدركات ببليوغرافية مختلفة نشرت في مجموعة من الصحف والدوريات العراقية على مدى العقود الماضية .
أنشأ الدكتور المرزوك علاقات طيبة بالأدباء والمؤلفين والأكاديميين من شمال الوطن إلى جنوبه ، إذ أينما تطرق اسمه في الجامعات العراقية أو المحافل الأدبية تجد من يعرفه ويثني عليه ويديم صلته به ، ويحملك تحياته له .. وهذا الأمر- برأيي - نعمة كبيرة لا يبلغها إلا من أحبّه الله ووفقه لها ، وبالتأكيد هي لم تأت من فراغ ، وإنما جاءت مبنية على أسس متينة وطباع حميدة وصداقة نزيهة وتواصل معرفي بينه وبين الآخرين .. وتميزت علاقاته مع البعض ، منهم أستاذه العلامة الدكتور حسين علي محفوظ رحمه الله الذي تشرفت بزيارته مع الدكتور المرزوك والباحث عبد الرضا عوض في داره بمدينة الكاظمية المقدسة سنة 2003م ، وشاهدت احتفاءه بالدكتور المرزوك وفرحته بتلك الزيارة ، ولعل كتابه (هؤلاء في حياتي) يغني عما نريد قوله بهذا الخصوص .
للدكتور صباح المرزوك اهتمامات متنوعة في التأليف وإن غلب عليه الطابع الببليوغرافي ، فهناك اهتمام واضح بمدينته الحلة الفيحاء ، فأصدر عنها (تكملة شعراء الحلة) في ثلاثة أجزاء ، و(النهضة الفكرية في الحلة) ، و(مطبوعات الحليين) ، و(معجم الأمثال الحلية) ، و (معجم التعابير والكنايات والأقوال الحلية) ، و(ما قاله الشعراء في الحلة الفيحاء) ، وحقق وأخرج كتاب (أدب الحلة) الذي ألفه الدكتور الراحل جواد أحمد علوش قبل عقود ، وأصدر أيضاً سلسلة عنوانها (أعلام حليون) ، وشارك مع آخرين في كتب أخرى خاصة بمدينة الحلة ، وما زال في جعبته الحلية مؤلفات خفية أخرى لم تر النور بعد .
أما في حقل اهتماماته الأدبية العامة ؛ فله كتاب عن ( جميل بن معمر رائد الشعر العذري عند العرب) ، وكتاب (منهج البحث الأدبي وتحقيق النصوص) ، وغيرهما مما له علاقة بعمله الأكاديمي .
لقد ورد للدكتور المرزوك ذكر حسن في كتب التراجم والأعلام ، وهي كتب اعتمد جلّ مؤلفيها على فهارسه ، كما أورد سيرته حميد المطبعي في الجزء الثالث من (موسوعة أعلام العراق) ، وكتب عنه تلميذه البار الدكتور سعد الحداد في الجزء الأول من (موسوعة أعلام الحلة) ، والدكتور كامل سلمان الجبوري في المجلد الثالث من كتابه (معجم الأدباء) ، والباحث عبد الرضا عوض في الجزء الثالث من كتابه (أدباء وكتاب بابل المعاصرون) ، والتقاه صاحب هذه السطور لقاءً موسعاً للحديث عن سيرته وذكرياته في جريدة (عروس الفرات) العدد 24 السنة الأولى في 16/5/2006م ، وكذلك التقاه الإعلامي عبد عون النصراوي في جريدة (أنوار كربلاء) سنة 2011م ، ويبقى المرزوك يذكر حيثما ذكرت الفهارس أو المؤلفين فيها أو المشهد الثقافي في مدينة الحلة الفيحاء أو من أراد الحديث عنها .
لقد آن الأوان للانتباه إلى جهود هذا الببليوغرافي الموسوعي المتميز والأكاديمي الدؤوب من قبل الجهات المعنية والمؤسسات الثقافية لتكريمة بما يستحق ، ولعل أهم ما في هذا التكريم قيامها بطبع مؤلفاته المخطوطة ، وإعادة طباعة القديم منها ، وإصدار كتاب تكريمي شامل عنه ؛ لأن في ذلك تكريم للثقافة العراقية الأصيلة ممثلة به وتعزيز لدورها في الحياة ، ورعاية لرموزها الكبار الذين لم ينالوا استحقاقهم العادل بعد ، وفيه أيضا – أي التكريم - زراعة ناجحة لبذرة الوفاء التي نريد لها أن تنبت في بلدنا ، وتزهر حقولاً من رياحين العطاء لدى الأجيال القادمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق