السبت، 7 أبريل 2012

شيخ المدونين ..الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف


 شيخ المدونين ..الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف ..أحفاده لايستخدمون الانترنت
تحقيق : خلود رمزي

يتحدث بحماس ملفت، ويصيب محاوريه بدهشة كبيرة تجعلهم يغضون البصر عن ذلك الشعر الأشيب الذي ملأ رأسه والنظارات السميكة التي يضعها على عينيه كلما أراد أن يدون نقطة ما.

الدكتور إبراهيم العلاف الذي يلقبه أقرانه بـ "شيخ الفايسبوك" هو أكبر المدونين سناً في العراق، يناهز عمره الخامسة والستين، لكنه يقضي أكثر من 16 ساعة يوميا على الأنترنت متصفحاً الفايسبوك وتويتر، ويرفد مدونته التي تحمل اسمه بمقالات ثقافية وتاريخية مختلفة شهريا.

المدونون الشباب الذين حضروا المؤتمر الأول للمدونين في العراق مطلع شباط (فبراير) الماضي لم يتوقعوا أن "شيخ المدونين" سيكون حاضرا في المؤتمر ذاته، في الوقت الذي اعتذر فيه مجموعة من المدونين الشباب بحجة صعوبات السفر.

العلاف الذي بدأ التدوين منذ عام 2007 حينما كانت مدينته الموصل ... تعيش ظروفا صعبة لازال يمارس عمله أستاذا في التاريخ ومديرا لمركز الدراسات الإقليمية في جامعة الموصل. ويشترط على طلابه الذين يشرف على بحوثهم الإلمام باستخدام الأنترنت أو "العالم الرقمي" كما يسميه.

ويقول الشيخ العنيد الذي يصر على الاحتفاظ بلقبه كأكبر المدونين العراقيين سنا لـ"نقاش" إن "الثقافة الرقمية باتت ميزة العصر ومن لايسايرها يصبح في مهب الريح". ويؤكد أن الكثيرين من أبناء جيله "يفضلون نشر مقالاتهم في الصحف الورقية ويبتعدون عن النشر الالكتروني لعدم إتقانهم لغة الانترنت".

والطريف أن أبناء العلاف الثلاثة وأحفاده الـ 11، لا يستخدمون الانترنت إلا ما ندر، وهم يستغربون من الشغف الذي يتمتع به ذلك العجوز في هذا المجال.

ويستثني العلاف من ذلك ابنته "هبة" المتوفية قبل فترة قصيرة عن ثلاثين عاما، "ففي البدايات كنت استشيرها حينما احتاج الى معلومة خاصة عن الانترنت أو أعجز عن ترجمة النص الموجود أمامي باللغة الانجليزية حتى تمكنت تدريجيا من إتقان كل شيء".

مدونة العلاف تحظى بـ 200 زائر يوميا على الأقل بحسب نظام العد الموجود في الموقع. وهو لا يكتفي بالتدوين على مدونته او موقعه الخاص او الفايسبوك فحسب، بل يرسل مقالاته الى عدد من المواقع  المهتمة بالثقافة والتاريخ مثل موقع "الحوار المتمدن" الواسع الانتشار و"مركز النور" و"منتدى ابناء الموصل".

الصحافة الورقية كانت العشق الأول للعلاف قبل ان ينتقل الى الصحافة الالكترونية والتدوين. فهو يكتب في صحف محلية وبغدادية منذ 40 عاما، ولم يدخل إلى عالم التدوين الرقمي إلا منذ سنوات.

ويقول "قبل عام 2003 كنت استخدم الأنترنت من خلال جهاز الهاتف وكان يكلفني مبالغ كبيرة شهريا حينها، وبعد التغيير لجأت الى المنظومات الحديثة وتطور شغفي بالعالم الرقمي حتى قررت التدوين".

حركة التدوين في العراق التي كان العلاف احد روادها تمكنت من فرز أكثر من 900 مدون بارز بحسب إحصائية أجرتها "الشبكة العراقية للإعلام المجتمعي" ((INSM.

ومن بين نحو 70 مدونا شابا نشطوا بشكل فاعل أثناء حركة المظاهرات التي انطلقت في بغداد منذ مطلع العام 2011 برز اسم الدكتور العلاف الذي يعتبر نفسه أكثر شبابا من أي ناشط آخر.

انطلاق تلك المظاهرات هيأ ارضية للتواصل المجتمعي بين المدونين، وتزامن مع ظهور أكثر من 23 موقعا اجتماعيا على الفايسبوك يعود الى منظمات مجتمع مدني تبنت الدفاع عن الحريات وطالبت بالإصلاحات السياسية، وكانوا يرسلون تعليمات العمل والتظاهر عبر الفايسبوك.

المؤتمر الذي اقامته "الشبكة العراقية للاعلام المجتمعي" في العراق وهي اول شبكة متخصصة في التدوين جرى تأسيسها في نيسان (ابريل) من العام الماضي حظي بحضور 52 مدونا عراقيا فوجئوا بدعم شيخ المدونين لهم.

الأخير رفض الترشح للهيئة الإدارية رغم كونه من أبرز المدونين ومن ذوي الشعبية في أـوساطهم تاركا للجيل الجديد مهمات الإدارة. فجرى انتخاب سبعة من بينهم فتاتين، أعمارهم تقل عن الثلاثين عاما

المؤتمر المنعقد في السليمانية كشف أيضا عن وجود مدونات ناشطات في مجال الحريات والمجتمع المدني والسياسة ومجالات أخرى، إذ شاركت فيه تسع مدونات من مدن عراقية مختلفة.

ويعلق "شيخ الفايسبوك" على هذا الأمر بأن "التدوين بات عالما يتسع للجميع فهو ليس مكان خاص بالرجال وحدهم، انما هو ملك للجميع بغض النظر عن الجنس والعمر، وهو يشجع بروز أصوات نسائية من العراق لطالما قمعت ومنعت من الظهور".

حركة المدونين في العراق نشطت كثيرا مع موجة "الربيع العربي" وخلع الرؤساء العرب على يد شعوبهم. وبرزت مدونات ساخرة وأخرى لنقد للأوضاع القائمة حملت تسميات ذات طابع سياسي من بينها "الثورة الزرقاء" و"بلا صمت" و"شوارع عراقية من أجل التغيير" وغيرها، لكن بعضها توقف بعد مدة نتيجة عدم تصاعد الحراك الشعبي.

مدونات اخرى افتتحها أصحابها منذ سنوات ركزت على مجال محدد مثل التاريخ أو الرياضة أو علم الاجتماع وغيرها من الأمور التي تستهوي المتخصصين في هذه الميادين.

ورغم ضلوع شيخ المدونين بالتدوين السياسي، إلا أنه يفضل مثل هذه المدونات. ويصفها بأنها منحت التدوين "طعما خاصا" ودفعت باتجاه شد انتباه الشباب إلى الكثير من القضايا المهمة "بعيدا عن هموم السياسة التي لا تنتهي".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...