الخميس، 21 نوفمبر 2024

شيخي واستاذي الدكتور عمر محمد الطالب ................... محاضرة الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف


 


شيخي واستاذي عمر الطالب ............محاضرة الدكتور ابراهيم العلاف
في افتتاح الندوة (62) الموسومة :عمر الطالب بين الاكاديمية والنقد والابداع ) الي عقدها مركز دراسات الموصل في المنتدى العلمي والادبي اليوم الخميس 21من كانون الاول - ديسمبر الجاري 2023 والتي حضرها جمع كبير من الادباء والمثقفين والمهتمين .واليكم - احبتي - نص المحاضرة :
شيخي واستاذي عمر الطالب
ا.د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
أولا ، لابد لي ان اشكر إدارة مركز دراسات الموصل على دعوتها الكريمة لي لإلقاء محاضرة افتتاحية ضمن هذه الندوة العلمية المباركة المكرسة للاحتفاء بأحد رموز جامعة الموصل وهو الأستاذ الدكتور عمر الطالب .
ومنذ ان كلفني الأخ الدكتور علي احمد العبيدي مدير المركز بهذه المهمة، قلت له انني سأتحدث عن شيخي واستاذي الأستاذ الدكتور عمر محمد مصطفى الطالب. وهو من البو علي من عشيرة العبيد المعروفة سكنوا محلة عبدو خوب بالجانب الأيمن من مدينة الموصل واشتهروا بتجارة الخيول وتربيتها وجدهم محمد بيوض كان حصّانا .
وأقول شيخي لأنني تتلمذت على يديه عندما كنت تلميذا في الثانوية الشرقية بمدينة الموصل درسني مادة بعيدة عن تخصصه ، وهو اللغة العربية ، لكنه كان بارزا في تدريسها ، أقصد مادة الاقتصاد السياسي وكانت تدرس في الصف الخامس الثانوي ، وكان الأستاذ عمر الطالب هو من يدرسها . وكان أفضل من يدرسها في الموصل ، وكان هذا الامر شائعا ومعروفا بدليل ان تلاميذه كانوا يحوزون على الدرجات العالية في الامتحانات الوزارية .
كانت لديه طريقة خاصة في التدريس ، وهو انه يدخل الصف ، ويبتدئ بتقديم عناصر الموضوع ، ويرافق هذا التقديم كتابة ما كان يسميه (الملخص السبوري) . وبعد ان يكتمل الموضوع وليكن مثلا عن عناصر الموضوع ، يعيد شرح الدرس مرة أخرى اعتمادا على رؤوس النقاط التي سجلها على السبورة . طبعا هذا يتم وسط مشاركة واسعة من الطلبة في الصف .
كان يقول انه يعتمد على كتاب ( الاقتصاد السياسي) الذي الفه الدكتور جابر جاد عبد الرحمن وهو احد ابرز أساتذة الاقتصاد المصريين ، وكان هذا يدرس في كلية الحقوق بجامعة بغداد ، وكان الأستاذ عمر الطالب طالبا في قسم اللغة العربية بدار المعلمين العالية ، وطالب في كلية الحقوق – المسائي بجامعة بغداد وهذه حالة نادرة جدا لأنها تحتاج الى جهد . فهو يداوم في كليتين ويحتاج الامر منه ان يوفق بين الدراستين .قرأت أيضا في ترجمته التي كتبها بنفسه انه داوم أيضا في كلية التجارة وتخرج فيها .
كان خطي جميلا ، فكلفني ، وكنت ازوره في داره بمحلة الغزلاني ، ان استنسخ له بعض ما يكتب قبل ان يرسلها للطبع والنشر ، ومما استنسخته له مجموعته (خمسينات اضاعها ضباب الأيام) وصدرت سنة 1971 ، وأثارت الكثير من الجدل بسبب بعض ما ورد فيها من فقرات قيل انها تدخل ضمن ما كان يقال عنه (الادب المكشوف)
انا ، والاف الطلبة الذين درسهم في متوسطة المثنى وفي الثانوية الشرقية (الإعدادية الشرقية حاليا) ، احبوا مادة علم الاقتصاد السياسي بفضل استاذنا وشيخنا الدكتور عمر الطالب .كما احبوا الادب وخاصة القصة والرواية بفضله . ونحن طلاب في الثانوية الشرقية كنا نعلم انه ذهب الى مصر ودخل جامعة عين شمس وحصل على الدكتوراه في الادب العربي الحديث وكان عنوان رسالته للماجستير 1965 (القصة القصيرة في العراق بعد الحرب العالمية الثانية) .اما اطروحته للدكتوراه فكان عنوانها (الفن القصصي في العراق ) قدمها للجامعة ذاتها سنة 1967 .
كانت دراسته للماجستير والدكتوراه لا تفترض به ان يتفرغ بل كان يتمتع بالإجازات ويسافر الى القاهرة ويعود ، وبعد ان انهى الدكتوراه قدم طلبا لنقل خدماته الى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وكان يعمل في وزارة التربية فتمت الموافقة ونقلت خدماته الى جامعة بغداد - فرع الموصل 1965 ودرّس المحاسبة في (معهد المحاسبة المسائي) ، وبعد ذلك أي بعد ان حصل على الدكتوراه ، انتقل الى قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة الموصل وكانت تسمى ( هيئة الانسانيات ) ، وقد فتحت حديثا فتحت سنة 1966 وكان عميدها الدكتور عبد المنعم رشاد رحمه الله .
بين سنتي 1968-1974 ، تولى منصب رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب – جامعة الموصل واثيرت ضده قضية تتعلق بالتداخل بين اطروحته واطروحة الدكتور عبد الاله احمد في الادب القصصي ، وبعدها سويت بعد ان وصلت الى صفحات الصحف والمجلات .
تولى مناصب مهمة منها انه صار رئيسا لفرع الفنون 1977-1980 ، ومسؤولا عن مجلة (الجامعة) سكرتيرا للتحرير عندما توقفت 1982 لأسباب مالية
وتولى منصب رئيس قسم اللغة العربية في كلية الآداب 1980-1984 ، واوفد للتدريس في جامعة الحسن الثاني –الدار البيضاء 1984-1989 ، وتولى منصب رئيس قسم اللغة العربية – التربية 1998 ، ودرس في قسم المسرح بكلية الفنون الجميلة – جامعة الموصل .اشرف على اكثر من 100 رسالة ماجستير ودكتوراه وكُرم مرات عديدة .منح لقب الأستاذ الأول في جامعة الموصل وحاز على امتيازات رعاية الملاكات العلمية للسنوات 1978-1997-2001 واستاذ عالم 1998 واستاذ متميز في الوطن العربي –اليونسكو 1995 وله مئات الدراسات والبحوث .
كان يحب السينما ، وكتب الكثير من المقالات حول السينما في الموصل .كما كان يحب المسرح وله الكثير من المقالات عن المسرح وكان يتولى تحرير صفحة (دراسات ) في جريدة (الحدباء) وعلى مدى 23 سنة 1975-2003 .
اسهم في تحرير ( موسوعة الموصل الحضارية ) .. وكتب عنه الأستاذ حميد المطبعي في موسوعة (اعلام وعلماء العراق) ، وكتب عنه الأستاذ الدكتور صباح نوري المرزوك في (معجم الكتاب والمؤلفين العراقيين 1970-2000) .
كان ناقدا متميزا ، ومتابعا دؤوبا لما يصدر من كتب حديثة في حقل تخصصه واهتماماته .. يكتب المقال تلو المقال عن ما يصدر من مجاميع قصصية او كتب عن المسرح والصحافة . كانت لديه في بيته مكتبة ضخمة تحتل الجدران الأربعة من الأسفل الى السقف ؛ سقف الغرفة ويضطر هو الى استخدام السلالم .كما كان لديه منتدى او مجلس في بيته يرتاده عدد من الادباء والشعراء والأساتذة والشباب ممن يريد توجيهه وينتظر نصيحته بشأن ما يكتب .
كان من اصدقاءه ابن عمه استاذي الأستاذ هاشم سليم الطالب مدرسنا مدرس الاجتماعيات في الثانوية الشرقية رحمه الله ورحم الدكتور عمر .كانا يلعبان النرد (الطاولي ) وكان من عادة الدكتور عمر الطالب ، المشي ولساعات من داره في حي الطيران الى الدواسة وبالعكس وكان لا يحب ركوب السيارة ولا يُحسن السياقة .. كان قد تبنى احد طلابه وهو المرحوم بكر وهو من ال سيد توحي المعروف واسكنه واسرته في داره وتعهده بالعناية والرعاية وزوجه مرتين ، وعندما كنت ازوره في الستينات كانت والدته حية وكان يرعاها رعاية خاصة ، وخصص لها امرأة مسنة لترعاها .
اما لماذا لم يتزوج فأقول ان شيخي كان قد عشق القراءة والكتابة واعتقد انه أراد ان يتزوج احدى قريباته وهي من دورتي في جامعة بغداد 1964-1968 ، لكنها لم توافق فعزف عن الزواج ومرة سألوه لماذا لم تتزوج قال انني اريد امرأة تقبلني بمحاسني ومسائي ولكني لم اجد هذه المرأة فعزفتُ عن الزواج . كان الأستاذ الدكتور عمر الطالب انسانا رقيقا حساسا عاطفيا يساعد الناس ويعطف عليهم .. ومع انه لم يكن متدينا التدين التقليدي لكنه كان انسانا مؤمنا عاملا ينفع الناس وخير الناس من نفع الناس .
أقول ان احد طلبته في ادأب الموصل ، وهو من اهل مدينة النجف الاشرف اسمه الأستاذ توفيق حسين بنى له موقعا بعنوان (موقع الدكتور عمر الطالب) في الانترنت ،وقال لي انني اعد نفسي ولده وتلميذه . وقد ساعدته كثيرا في تجميع مواد هذا الموقع بما في ذلك تنزيل موسوعته ( موسوعة اعلام الموصل في القرن العشرين ) الكترونيا وهي اليوم متاحة على النت ورابطها التالي : https://www.dr-omaraltaleb.com/
فيما يتعلق بما قدم من مؤلفات وقصص وروايات ودراسات نقدية يسعدني ان اذكر لكم القائمة التالية بأعماله وحبذا لو يضطلع مركز دراسات الموصل بجمع ونشر اعماله الكاملة . فمن كتبه المنشورة :
1- الرواية العربية في العراق 1971 العراق.
2- المسرحية العربية في العراق 1971 العراق.
3- الاتجاه الواقعي في الرواية العراقية 1971 بيروت.
4- القصة القصيرة الحديثة في العراق 1979 العراق.
5- قراءة ثانية في البارودي 1981 العراق.
6- اثر البيئة العراقية في الحكاية الشعبية 1981 العراق.
7- القصة في الخليج العربية (جزءان)1983 الكويت.
8- الحرب في القصة العراقية 1983 العراق.
9- ملامح المسرحية العربية الاسلامية 1987 المغرب.
10- مدخل الى مناهج الدراسة الادبية 1988 المغرب.
11- مناهج الدراسة الادبية الحديثة 1988 المغرب.
12- مناهج الدراسة الادبية المعاصرة 1988 المغرب.
13- القلق والاغتراب في الشعر الجاهلي 1989 المغرب.
14- امرؤ القيس بين الاغتراب الكوني والاغتراب الاجتماعي 1989 المغرب.
15- ظلال فوق الخشبة 1989 المغرب.
16- نظرات في فنون الادب قديمها وحديثها 1987 المغرب.
17- أدب الاطفال في العراق 1990 العراق.
18- المذاهب النقدية 1993 العراق.
19- دراسات في الرواية العراقية 2000 العراق.
20- عزف على وتر النص الشعري 2000 سوريا.
21- السينما في الموصل 2000 العراق.
22- ام كلثوم بين المسلسل والحقيقة 2000 العراق.
23- المسرح العراقي القديم 2000 العراق.
24- المسرح العراقي الحديث 2000 العراق.
25- السيرة الذاتية في التجربة الشعرية 2002 سوريا.
26- عزف على وتر النص النثري 2003 المانيا.
27- الرواية العربية 2003 العراق.
28- الرؤية في الادب العربي 2004 المانيا.
29- المروي له داخل النص 2004 سوريا.
30- السينما في الوطن العربي 1986 المغرب.
31- مختصر اعلام الموصل في العصر الحديث 2000 العراق.
32- خصوصيات التعامل النقدي (المغرب 1993).
33- ادب صدر الاسلام والعصر الاموي بيروت 1999.
34- قرارة الحياة/ دراسات في الفكر والادب 2001.
35- الحرية والسيادة/ بيروت2004.
36- المؤلفون والكتاب في الموصل في القرن العشرين الجزء الاول 2005.
37- موسوعة الموصل الثقافية 2006.
38- البحث عن محطات للرؤية/ دراسة في الرواية المغربية1993
39.-إنعكاسات الموجة (مفقود)
40 -ما لم تقله الموجة (مفقود)
كما انه له قصص وروايات منشورة أبرزها:
1- خمسينات اضاعها ضباب الايام 1971 العراق.
2- الاحداق المجروحة 1976 العراق.
3- انسان الزمن الجديد 1981 العراق.
4- من الذي يأتي 1981 العراق.
5- صراع على مشارف قلب 1987 المغرب.
6- البحر الحزين 1989 المغرب.
7- المدى والقرب 1989 المغرب.
8- القمر وصيادو السمك 1990 المغرب.
9- الجدو والفرس المختصر 2002 سورية.
10- نقطة ضعف 2000 العراق.
11- الطريق الى عدن 1994 بيروت.
12- الرقص مع الخيول 1996 الأردن
رحم الله شيخي واستاذي واخي وصديقي وزميلي الأستاذ الدكتور عمر الطالب وطيب ثراه وجزاه خيرا على ما قدم .
شكرا لإصغائكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية بقلم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

  فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل أجا...