ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
سألني عنه احد الاخوان قبل يومين ، وكان يكتب عن دوره في المسرح الشعري العراقي ، وقلت مع نفسي انه احد الشعراء المعروفين في العراق ، واعماله الكاملة طبعت في بيروت سنة 2011 كما ترون الى جانب هذه السطور ، وانني قرأت له وقرأت عنه الكثير ، ومما قرأت عنه حوار جميل ومهم وممتع كتبه الصحفي والكاتب الاستاذ هاتف الثلج في مجلة (الاقلام) العراقية عدد1 كانون الثاني - يناير 2008 ، وقال عنه انه هو من قال انه رائد شعر الملاحم في الوطن العربي ، وانه من رواد القصيدة الحديثة في العراق ، ومن رواد كتابة شعر الاناشيد وكان يتمتع بحس وطني خالص ، وانه من مواليد سنة 1921 ، وانه شقيق الشاعر بلند الحيدري وبلند اصغر منه ؛ فبلند من مواليد سنة 1921 ، وان خالهما هو داؤد باشا الحيدري وزير العدل في العهد الملكي وان والدهما كان ضابطا وكان ملاكا للاراضي وثريا لكنه بدد امواله . وصفاء اكرم الحيدري ثقف نفسه بنفسه ، وكان موظفا في مديرية الزراعة عمل في الصحافة واصبح عضوا في (جمعية الكتاب والمؤلفين العراقيين ) .
دخل عالم الصحافة منذ زمن مبكر من حياته ، فأصدر مجلة (الأقباس) الادبية 1945 وجريدة (الأصداء) ثم جريدة (كل شيء) ثم جريدة (صدى العراق) السياسية، التي ألغى امتيازها مع غيرها من الصحف سنة 1954بموجب مراسيم نوري السعيد رئيس الوزراء آنذاك القمعية .تولى منصب مدير التوجيه والنشر في وزارة الإصلاح الزراعي سنة 1963.
توفي سنة 1992 عن عمر يناهز ال ( 71) سنة وقد اصدر ثمانية مجاميع شعرية تضمها اعماله الكاملة وهو من اسرة كردية وكثير من النقاد اشاروا الى انه شاعر رومانسي وكان يتميز بنفس طويل لذلك ركزعلى القصائد الطويلة والملحمية والرجل لم يتزوج لكن كثيرا من قصائده كانت تشي بأنه كان يحب فتاة لكنهما لم يتزوجا ولم نعرف الاسباب
من اعماله وملاحمه الشعرية :
أوكار الليل 1947
عبث 1949
بابلون 1954
قصائد وبرامج وطنية، مطبعة البرهان، بغداد، 1962
قنوط ، مطبعة التمدن، بغداد، 1963
زقاق، المؤسسة التجارية للطباعة والنشر، بيروت، 1971
المجموعة الشعرية الكاملة مؤسسة إيف للطباعة، بيروت، 1978
قصائد للوطن ، مؤسسة إيف للطباعة، بيروت، 1980
الملاحم الشعرية الأربع ، 1982
ونشرت له الدار العربية للموسوعات :
قافلة الحريم 1998
من قصصه: الأربعون مذكرات يومية ، شذوذ ، يوميات مراهق
كتب عنه الدكتور كامل سلمان الجبوري في (معجم الادباء) .كما كتب عنه الاستاذ حميد المطبعي في (موسوعة اعلام العراق في القرن العشرين ) ومن قبلهما كتب عنه كوركيس عواد في ( معجم المؤلفين العراقيين في القرنين التاسع عشر والعشرين) وكتب عنه مصطفى السحرتي وهلال ناجي في كتابهما الموسوم ( شعراء معاصرون ) ، وجاء ذكره في (موسوعة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية ) .
لم يكن الاستاذ صفاء الحيدري شاعرا فحسب بل كان صحفيا متميزا صاحب قلم وصاحب فكر وكان لفقدانه والدته وشقيقه بلند وشقيقته اثر كبير في غزارة انتاجه لهذا قال ان قصائده كانت تحمل بذور التمرد والثورة وقال للاستاذ هاتف الثلج ان ماينشر اليوم ليس شعرا فما يكتب تافه وغامض وسهل وصوره متنافرة لايمت الى تراثنا بصلة .واضاف وهو يقلل من قيمة ما كتبه الشعر بدرشاكر السياب وبلند الحيدري وعبد الوهاب البياتي وحسين مردان وقال ان هناك خلافات مع اخيه بلند لكن بلند الحيدري في ديوانه ( خفقة طين ) تفوق على الشاعر بدر شاكر السياب.
وقال انه اصدر سنة 1947 اول ملحمة شعرية بعنوان (اوكار الليل) قالت عنها الشاعرة نازك الملائكة عندما قرأتها :" هذا هو الشعر وليس غيره !!" . وله ملحمة شعرية اخرى بعنوان (عبث) وهاتان الملحمتان احدثتا تأثيرا في المشهد الشعري العراقي المعاصر .
وله نشيد بعنوان (العلم) كان يردد عاليا والنشيد يقول :
عانق الشمس وناجي القمرا *** علم الامة يا اغلى علم
انت نور في مآقينا سرى *** طالما تاقت له دنيا الورى
فإمضِ واخفق عاليا فوق القمم *** علم الامة يا اغلى علم
ونشيده (الوطن الاكبر) ظل يردد لعقود ويذاع من محطات الاذاعة العربية .
وقال ان من اصدقاءه الشاعر شاذل طاقة والشاعر عدنان الراوي وانه عندما عين سنة 1960 مديرا للتوجيه والنشر في وزارة الاصلاح الزراعي ناصبه الشيوعيين العداء فعمل على التخلص منهم ومنهم فرات الجواهري وشمران الياسري وجعفر الاديب وزكية خليفة والمنلوجست فاضل رشيد لهذا اتهموه بتهم انه بعثي وتوجهه كماقال لم يكن كذلك وهولم يكن وجوديا لكنه لم يكن يخالط الناس وعاش نصف قرن وهو يحتسي الخمر وبعيدا عن الناس والشهرة وعاب على الادباء والشعراء العراقيين منافساتهم ومشاجراتهم بعكس الشعراء والادباء في الغرب فكان يحب بعضهم بعضا وما يهدفون اليه هو تحسين ذائقة الناس .
رحم الله صفاء الحيدري وطيب ثراه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق