الأربعاء، 9 أكتوبر 2024

تاريخ ملعب الشعب الدولي ببغداد

ملعب الشعب الدولي في بغداد 2023   








 



تاريخ ملعب الشعب الدولي ببغداد
- ابراهيم العلاف
وقبل قليل ، سألني أحد الاخوان في رسالة له في الماسنجر عن (ملعب الشعب الدولي ) ، فأجبته وقلت انني سأكتب مقالة موجزة عنه واقول ان الصورة التي ترونها الى جانب هذه السطور ، هي صورة ملعب الشعب بعد تحديثه وتطويره سنة 2023 . واقول ايضا بوركت جهود ( وزارة الرياضة والشباب) على هذه الجهد المبارك ؛ فالتطوير ، والتحديث شمل كل تفاصيل الملعب وارضياته وكراسيه ومنظومته الكهربائية ومرفقاته .
قصة ملعب الشعب الدولي ، ابتدأت عندما وضع الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة 1958-1963 في خططه الاهتمام بالرياضة والحركة الرياضية من خلال انشاء ملاعب (استادات جمع استاد ) رياضية ، تليق بالعراق وتوفرت له الفرصة عندما زاره وفد من مؤسسة كالوست كولبنكيان (مستر 5% إذ كان يملك 5% من اسهم شركة نفط العراق وكان مهندسا ارمنيا عثمانيا له دوره في منح امتيازات النفط واكتشافه في العراق ) في أوائل الستينيات من القرن الماضي مهنئا الزعيم لمناسبة ترقيتة الى رتبة لواء . وقد قدم الوفد للزعيم هدية تقديرية ومبلغًا من المال ، فالتفت الزعيم الى وزير التخطيط مستفسرًا عن كلفة بناء ملعب رياضي فقدرها بمليوني دينار فطلب عبد الكريم قاسم بتحويل الهدية وتخصيصها لبناء ملعب الشعب الدولي. وبعد اربع سنوات انجز الملعب .
وخلال خطاب الزعيم عبد الكريم قاسم الذي ألقاه في ملعب الكشافة بتاريخ الحادي والعشرون من نيسان- أبريل من سنة 1960 وأمام أكثر من 15 ألف مواطن أعلن فيه انشاء صرح رياضي كبير في العراق اسمه (ملعب الشعب) . وقد افتتح الملعب رسميا في السادس من تشرين الثاني- نوفمبر من سنة 1966 من قبل الرئيس العراقي السابق الفريق عبد الرحمن محمد عارف.. علما" أن الزعيم عبد الكريم قاسم كان هو قد وضع حجره الاساس كصرح عراقي كبير ولدينا صورته وهو يضع حجر الاساس لملعب الشعب ..في ( صفحة زعيم الفقراء ) الفيسبوكية 2021 توجد بعض التفاصيل عن انشاء ملعب الشعب والرابط هو :
https://www.facebook.com/ ، وفيها ان كلفة البناء (مليون دينار عراقي) والمساحة الاجمالية 200 ألف متر مربع و السعة الاجمالية 45 ألف متفرج . كما ان مضمار لالعاب القوى مغطى ب(التارتان ) ، والملعب يحتوي على (18) بوابة دخول موزعة على الجهتين .وفي الملعب أبراج إنارة ترتفع عن الأرض بمسافة 55 مترا على وفق المواصفات العالمية. وثمة مساحة خارجية لوقوف السيارات تبلغ 40 الف متر مربع تسع لوقوف ( 4) الاف سيارة.
في حوار اذاعي أجرته (اذاعة العراق الحر) من براغ بتاريخ 19/11/2009 قال اللاعب العراقي ألبرت خوشابا ما نصه: حضر الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم المباراة النهائية لدوري الجيش بين فريقي القوة الجوية والفرقة الثالثة. وبعد إنتهاء المباراة إجتمع بنا الزعيم، وطلب منا أن نعرض عليه إحتياجاتنا، وكل مشاكلنا، فطلب بعض اللاعبين دوُراً سكنية، والبعض الآخر طالب بتحسين ظروفه المعيشية، وحين وصل الدور لي قلت له: " نريد ملعباً دولياً يا سيادة الزعيم، فملعب الكشافة ملعب صغير، وبائس (وكله طسَّات وعٍكَّر)، " فضحك الزعيم، وقال: إتدللوا ، راح نبنيلكم ملعب كبير. فكان ملعب الشعب بعد ان أتفق الزعيم مع شركة كولبينكان .
وعن قصة افتتاح الملعب جاء بالنص :"كانت شركة كالوست كولبنكيان قد فاتحت (نادي بنفيكا) البرتغالي والذي كان قد احرز آنذاك لقب الوصيف لنادي مانشستر يونايتد في دوري ابطال اوروبا (كأس الاندية الاوروبية) آنذاك في اعقاب خسارته (2-4) في الوقت الاضافي للحضور الى بغداد وافتتاح ملعبها الرئيس مقابل مبلغ خيالي طلبه من الشركة لقاء مشاركة جميع لاعبي منتخب البرتغال والذين يلعبون مع بنفيكا وفي مقدمتهم هداف كأس العالم 1966 وجوهرة موزمبيق اوزيبيو. وافق نادي بنفكيا على العرض لزيارة العراق بجميع لاعبيه باستثناء الكابتن كولونا والذي اصاب بيليه في ركبته في السنة ذاتها عندما خسرت البرازيل امام البرتغال في مونديال انكلترا (1-3).
كان أفتتاح الملعب بتاريخ 6/11/1966 في مباراة جمعت منتخب بغداد الاهلي بنادي بنفيكا البرتغالي .. تشكيلة منتخب بغداد الاهلي كانت تضم كلا من: حامد فوزي لحراسة المرمى – حسن بله ، جبار رشك ، حسين هاشم ، صاحب خزعل لخط الدفاع – شدراك يوسف ، باسل مهدي لخط الوسط كوركيس إسماعيل ، قيس حميد ، ألبرت خوشابا ، قاسم محمود لخط الهجوم .
تشكيلة بنفيكا البرتغالي:كوستا براير لحراسة المرمى وكوفن والبيرتو وجانيو وانجيلو وكروش وسانتانا وولسن واغستو واوزيبيو وسيماش
قاد المباراة الحكم الدولي فهمي القيماقجي بمساعدة كل من صبحي اديب وسعدي عبد الكريم .نتيجة المباراة كانت فوز نادي بنفيكا البرتغالي بنتيجة 2 – 1 وقد سجل هدف منتخب بغداد الاهلي اللاعب قاسم محمود الشهير بـ"قاسم زوية" .
رحم الله الزعيم عبد الكريم قاسم وطيب ثراه ورحم كل من كان وراء انشاء هذا الملعب التاريخي العتيد الذي له في ذاكرة العراقيين وخاصة من محبي الرياضة الكثير من الذكريات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية بقلم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

  فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل أجا...