ابراهيم طوقان ( 1905-1941 ) صاحب نشيد موطني في بغداد 1940 -1941
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
في مثل هذا اليوم ، وقبل (83) عاما توفي الشاعر الفلسطيني الكبير ابراهيم طوقان توفي في يوم 2-10-1941 .وقد سبق ان كتبت ُ عنه مقالا ومما قلته انني في كتابي (تطور التعليم الوطني في العراق 1869-1932 ) وهو بالأصل اطروحتي للدكتوراه الموسومة (تطور السياسة التعليمية في العراق خلال عهدي الاحتلال والانتداب البريطانيين 1914-1932) تحدثت عن ان وزارة المعارف – التربية في عهد التكوين الاول وابتداء تأسيس الدولة العراقية الحديثة استعانت بمعلمين ومدرسين ومعلمات ومدرسات من سوريا ولبنان ومصر وفلسطين فضلا عن المعلمين والمدرسين الانكليز .
وممن استعانت بهم وزارة المعارف الشاعر والمناضل الفلسطيني المرحوم ابراهيم طوقان 1905- 1941 وهو شقيق المرحومة الشاعرة الفلسطينية الكبيرة السيدة فدوى طوقان 1917-2013 . وقد وجدت ان المرحوم الاستاذ طالب مشتاق 1900-1977 المربي والكاتب والدبلوماسي العراقي ومدير الثانوية المركزية السابق في العراق تحدث عن قصة إستقدام الشاعر والمربي الفلسطيني الكبير الاستاذ ابراهيم طوقان في مذكراته الموسومة (أوراق ايامي 1900-1958) وكان يعمل قنصلا للعراق في القدس (19-3-1940-2-7-1941 )
قال الاستاذ طالب مشتاق في الصفحة (379) من أوراق أيامه :" راجعني يوما وانا في القدس ، الصديق جلال زريق وكان يشغل آنذاك موظفا في القسم العربي من السكرتارية العامة في حكومة فلسطين وقال :اتعرف ابراهيم طوقان قلت وكيف لا اعرفه ؟ انه شاعر مجيد ، وعربي اصيل ، ومناضل عنيد . قال انهم فصلوه من عمله في دار الاذاعة ...وأريد أن تسعى لإيجاد عمل له في بغداد ، فاتصلت على الفور بالاستاذ صادق البصام وزير المعارف آنذاك وطلبت اليه بإصرار ان يتم تعيين ابراهيم طوقان استاذا للغة العربية في احدى المدارس الثانوية ، ووافق الوزير وسافر الشاعر واشتغل مدرسا في دار المعلمين العالية (كلية التربية ابن رشد حاليا) معززا مكرما لكن اقامته في بغداد لم تطل اذ مرض بالقرحة بعد اشهر طويلة وعاد الى فلسطين وتوفي رحمه الله عن عمر لم يزد عن (36) سنة .
اخته الشاعرة فدوى طوقان رثته بديوان عنوانه ( اخي ابراهيم )، واهدت الاستاذ طالب مشتاق نسخة من الديوان عندما كان مديرا لفرع البنك العربي في بغداد يوم 22-10-1946 .
ولحسن الحظ ، انه ارسل رسالة جميلة اليها شكرها على هديتها وذكر ما كان يتميز به الشاعر ابراهيم طوقان وكيف "تقّست فلسطين عليه ، فوددت ان يسفر لها في العراق ، وكل املي ان يطول مكثه في بغداد ليلقن طلابها الادب العالي ويغرس في نفوس الناشئة افانين العلم والمعرفة وينشئهم على مكارم الاخلاق ...ولم يكن يدور في خلدي ان تشتد العلة عليه في بغداد ، ولا يقوى على البقاء ويعود اليكم ثم لا تمضي الا اسابيع حتى يستحث الله خطاه اليه ويمضي الى ربه راضيا مرضيا ..." .
رحم الله الاستاذ طالب مشتاق كم كان عروبيا اصيلا ، ورحم الله الشاعر ابراهيم طوقان كم أحب العراق وأحب فلسطين وأحب الامة العربية ، وناضل من اجلها ، ورحم الله الشاعرة فدوى طوقان .
تلك صفحة من تاريخنا القريب ارجو من الشابات والشباب ان يطلعوا عليها ليعرفوا ما الذي نقصده حين نتكلم عن عهود الخير والمحبة والسلام .
اريد ان اقول ان لإبراهيم طوقان إرثا عميقا في العراق ؛ فالنشيد الوطني العراقي (موطني ) هو من كتبه .كما ان له قصائد منشورة عن كربلاء المقدسة ورجالاتها الكرام ، وموقعها في الشعر العربي .
بقي ان اقول ان اعماله الشعرية الكاملة صدرت وكما ترون صورة غلافها الى جانب هذه السطور .كما ان هناك عدد ممن كتب عنه .
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين يسعدني أنا (الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف )أن ارحب بكم في مدونتي الثانية مدونة الدكتور ابراهيم خليل العلاف ..واود القول بانني سأخصص هذه المدونة لكتاباتي التاريخية والثقافية العراقية والعربية عملا بالقول المأثور : " من نشر علما كلله الله بأكاليل الغار ومن كتم علما ألجمه الله بلجام من نار " .
الأربعاء، 2 أكتوبر 2024
ابراهيم طوقان ( 1905-1941 ) صاحب نشيد موطني في بغداد 1940 -1941
الشاعر ابراهيم طوقان واعماله الشعرية الكاملة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
رائد العمران الثقافي والفني السوري الدكتور عفيف بهنسي 1928-2017 في ذكراه السابعة
رائد العمران الثقافي والفني السوري الدكتور عفيف بهنسي 1928-2017 في ذكراه السابعة ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس -...
-
(السسي) من جرزات الموصل المشهورة - ابراهيم العلاف * وعندما تحدثت عن جرزات او كرزات الموصل وقفت عند السسي ويبدو ان هناك من يحب السسي وسأل...
-
أهلا بنابتة البلاد ومرحبا جددتم العهد الذي قد أخلقا لاتيأسوا أن تستردوا مجدكم فلرب مغلوب هوى ثم إرتقى مدتْ له الامال من أفلاكها ...
-
وردحاق صاق ناصي ..............ورد الحق وصاغ النصيب ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل حين قدمتُ حلقة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق