ماسينيون 1883-1962 وفلسطين
- ابراهيم العلاف
لويس ماسينيون Louis Massignon 1883-1962 مستشرق فرنسي كبير . له عدد من الدراسات والبحوث والكتب المنشورة ، وكان له دوره في اكتشاف (قصر الاخيضر) في كربلاء .. غدا 31 من تشرين الاول - اكتوبر تمر الذكرى ال (62) لوفاته .توفي يوم 31 -10-1962 . ولي عنه اكثر من مقال .اليوم نحتفي به وانا شخصيا سأعيد نشر بعض ما كتبته عنه خلال السنوات السابقة .
ومما كتبته عنه مرة مقال صغير بعنوان (ماسينيون وفلسطين ) قلت فيه :"
ينقل الاستاذ خالد محمد خالد الكاتب المصري الكبير في مقال له بمجلة (الدوحة ) القطرية عدد ايلول -سبتمبر 1982 عن المستشرق الفرنسي البارز والمعروف بدراساته عن الاسلام لويس ماسينيون 1883-1962 قوله سنة 1948 فيما يتعلق بموقفه مما جرى في فلسطين واغتصاب الصهاينة لها :" ان فلسطين اليوم خاتمة التجارب وآخر المطاف في هذا الاستغلال الاستعماري الدولي الذي مايزال منذ قرون يزرع في قلوب المضطهدين من الاحقاد ...وهذا الاستغلال الظلوم ليس ثمرة مادية عمياء فحسب بل هو إفساد محسوب لما في الانسانية من قوى روحية اصيلة ..وان الخلاف الظاهر بين الانكليز والامريكيين ليس الا مهزلة كاذبة ...اما تضامنهم العميق ،ذلك الذي يزعمونه صد خطر العدوان السوفيتي عن الديموقراطيات والاديان فهو سوء نية متزايد الخطر يعجل بدفع الحضارة الاوربية الى الانتحار الخلقي " .
مما يؤكده كثير من الكتاب والنقاد ان لويس ماسينيون شكك في تصريحات فرنسا وبريطانيا اللتين لم تفيا بوعودهما للعرب بالاستقلال، فبدأ يجهر بموقفه من الاستعمار ، ودافع عن المظلومين والمضطهدين ، وناضل من اجل السلام والحرية ودعا الى منح المستعمرات الاستقلال واكد على الجزائر بحكم اهتماماته بالعالم العربي والاسلامي ومما يعرف عنه عودته إلى القدس بعد الحرب العالمية الثانية 1939-1945 متصدياً للحركة الصهيونية واسرائيل ، ولنصرة اللاجئين الفلسطينيين وتعاون مع عدد من الاساتذة اليهود المتعاطفين مع حركة الحرية والاستقلال ومنهم مارتن بوبر Martin Buber واكد على ضرورة سيادة قيم انسانية تنصف العرب وتدعو الى التعاون بين الجميع من اجل حماية المقدسات في فلسطين .
لماسينيون الكثير من النتاج المعرفي وله صلة بالعراق زاره ومما وضعه خارطة لمدينة الكوفة خلال القرنين الاول والثاني الهجريين -السابع والثامن الميلاديين ..الخارطة منشورة في كتاب الاستاذ الشيخ حسين احمد البراقي في كتابه (تاريخ الكوفة) واعاد نشرها الاخ الاستاذ عبد الزهرة الفتلاوي
مؤلف كتاب (تاريخ المشخاب ) .
من مكارم حضوري حضور كاتب هذه السطور معرض تونس الدولي للكتاب والذي ابتدأ في 28 افريل - نيسان -ابريل 2023 حصولي على كتاب جميل صدر عن دار المأمون للترجمة والنشر في بغداد .والكتاب بعنوان (المدرسة الاستشراقية في فرنسا :دراسة في اسلوبها ومنهجها ) للاستاذ وليد كاظم الخشن وقد قدم له الاستاذ الدكتور علاء ابو الحسن اسماعيل العلاّق . والكتاب فريد في موضوعه ويقع في اربعة فصول ومقدمة وخاتمة .والفصول بالتتابع الاستشراق الفرنسي -الموقف الاستشراقي الفرنسي من مصادر التشريع الاسلامي - منهج الهجوم والانصاف في كتابات المستشرقين الفرنسيين - تأثر المدرسة الاستشراقية الفرنسية بالادب والفلسفة الاسلامية وبالتصوف وبالطرز المعمارية والفنون والزخرفة الكوفية ودور الارساليات التبشيرية الفرنسية في الشرق ووقفة عند دورهم في العراق .
شيء جميل ان الكتاب يوضح الدور الريادي الذي اداه الاسلام في خدمة الانسانية وقد عزز المؤلف اطروحته هذه بمقتطفات مما كتبه المستشرقين الفرنسيين المنصفين ويقينا الكتاب يلبي احتياجات القراء العراقيين والعرب الى هكذا موضوع مهم فموضوع الاستشراق لايزال يعد من اهم المواضيع واكثرها اثارة للجدل .الكتاب كما ارى اطروحة جامعية .وثمة ملاحق مهمة منها نصوص رسائل متبادلة بين لويس ماسنيون وعباس العزاوي والاب انستاس ماري الكرملي .
والكتاب يتابع الاستشراق الفرنسي في النشأة والتطور والانجازات فيقف عند سلفستر دي ساسي ولويس ماسينيون ودوبا سكويه وادوار مونتيه وبلاشير ولويس غادريه وآتيين دينيه ومكسيم رودنسون وغوستاف لوبون واندريه ميكل وجاك بيرك ومارسيل بوزار وجوتيه Gautier ودي كاستري وكليمان هوار وهنري ماسيه وغيرهم .
رحم الله لويس ماسينيون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق