الصورة الرائعة بعدسة الفنان الفوتوغرافي الكبير سعد هادي
بيت نعمان جلبي الدباغ في السرجخانة
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
أمس 28-5-2021 نشرت صورة قلت عنها انها في بيت نعمان جلبي الدباغ احد وجوه وتجار الموصل 1974 وقد ذكر الاستاذ عماد غانم الربيعي في كتابه ( بيوتات موصلية ) طبعة سنة 2013 " ان السيد نعمان داؤد الدباغ كان انسانا ورعا تقيا متمسكا بأهداب الدين وكان من كبار تجار الموصل ومن ابرز مصدري الصوف والجلود والعفص " ، وكان لديه بيت تراثي سبق ان تحدثت عنه وهو بيت جميل فكرت محافظة نينوى وبلدية الموصل سنة 1974 باستملاكه وجعله بيتا تراثيا وقد تشكلت بأمر من محافظ نينوى الاستاذ فليح حسن الجاسم لجنة لهذا الغرض سنة 1974 من عدد من الاثاريين والمؤرخين والفنانين وكما ترون في هذه الصورة المنشورة في الموقع التالي ورابطه
يظهر من اليمين الفنان التشكيلي الاستاذ ضرار القدو والفنان التشكيلي الاستاذ يونس الحمطاني والاستاذ امجد الطالب رئيس البلدية والفنان التشكيلي الاستاذ نجيب يونس والفنان التشكيلي الاستاذ راكان دبدوب والاستاذ حازم النجفي مدير اثار وتراث الموصل" .. وسبق ان نشرت صورة للبيت من الداخل وقلت تعقيبا على احد الاخوان :" ان بيوت ال الدباغ ومنهم الحاج نعمان الدباغ والد رئيس المهندسين الاستاذ محمد رضا الذي كان رئيس بلدية كان قي شارع نينوى وعندما قرر سليمان نظيف فتح شارع نينوى امر بإستملاك البيوت ومنها بيوت ال الدباغ وقامت الحرب العظمى 1914 وشارع نينوى كان في بداية تأسيسه فذهب عدد من وجهاء البلدية الى الكولونيل ليجمن الحاكم السياسي البريطاني للموصل وقالوا له انهم لايحتاجون الى فتح شارع واستملاك البيوت فغضب عليهم ومع هذا وافق على ان يحرف الشارع بعيدا عن بيوت الدباغ وهذه القصة سمعتها من المرحوم الاستاذ احمد الصوفي والذي دونها فيما بعد في كتابه عن بلدية الموصل " .وقد علق الاستاذ أيمن الدباغ على ما كتبته فقال :" المرحوم الحاج نعمان الدباغ من عمومة والدي عبد الوهاب الدباغ ..وله ولد واحد هو المهندس الاستاذ محمد رضا وهو حاليا خارج العراق وهذه الصورة تعود للبيت القديم في محلة عمو البقال وان هذه الصورة اغلب الظن اخذت في منتصف السبعينات من القرن الماضي في زمن محافظ نينولى الاستاذ فليح حسن الجاسم [تسلم ادارة المحافظة يوم 21-5-1974] ، الذي امر بأستملاك الدار لغرض تحويله الى متحف موصلي .واما تعقيبك على الاخ الاستاذ صديق بشير السلمان بشأن حرف الشارع فهو حقيقة ما حصل حيث ان شارع نينوى ضيق بعض الشيء عن مساره الاصلي ...علما ان دور آل الدباغ كانت تبدأ من محلات سنجر لمكائن الخياطة في شارع نينوى ثم محل جواريب النايلون وعيادة الدكتور عيسى سرسم دخولا الى..(العوجي.) .امتدادا لمحلة عمو البقال ثم يمينا الى مقابل..عوجة.بيت سيد بكر.. وكانت هذه البيوت مفتوحة من الداخل على بعضها بأعتبارها بيت واحد.. والمرحوم الفنان التشكيلي الكبير الاستاذ نجيب يونس كان يتردد على هذه البيوت وقام برسم عدة لوحات اظهر فيها فن البناء الموصلي المتميز و كذلك الريازة والنقوش على جدران الاواوين .. وكذلك المحجلات الموصلية الحديدية وكانت هذه اللوحات تعرض في المعارض الفنية لجامعة الموصل ومهرجانات الربيع..وعندما شاهد المحافظ الاستاذ فليح حسن الجاسم تلك اللوحات اعجب بها وطلب ان يشاهد الدار بنفسه وفعلا تم له ذلك وكنت انا شخصيا حاضرا في البيت حينها تم وضع اليد على البيت لغرض اكمال معاملة استملاكه وامر بعدم اخراج اي شيئ من البيت...هذا للايضاح بعض الشيئ " .
اما الاستاذ عبدالوهاب الملا عبدالله المختار فعقب قائلا :" بيت الحج نعمان الدباغ ابو رئيس المهندسين الاستاذ محمد رضا ابو حلا فهو في السرجخانة تصعد الدرج مال الدكتورة سيرانوش الريحاني ومجاور صعودك الدرج محل لبيع منتجات معمل جواريب النايلون بالموصل للمرحوم حميد حديد الى جهة اليسار " ..بيت تراثي تاريخي ريازته متميزة اواوينه ومحجلاته وسردابه وكوشكاته كلها تنبئ عن ارث وتاريخ يحق لنا ان نفخر به ونباهي وللاسف الدار تعرض للضرر ولاادري بوضعه الان فهل من يعيده الى وضعه كمعلم من معالم مدينتنا التاريخية العظيمة :الموصل أُم الربيعين علما بأن الاستاذ مصعب محمد جاسم ممثل مفتشية آثار نينوى يقول ان البيت مصنف لدى دائرته من الصنف (أ) لما له من اهمية اثارية وتراثية كبيرة جدا وان تاريخ انشاءه يعود الى مطلع القرن 19 وان مساحته تصل الى قرابة 500 متر مربع وانه يضم كل تفاصيل العمارة الموصلية ومنها واجهة البيت والاقواس والاواوين والغرف الجانبية والسرداب والزخارف الموجهة على المرمر الازرق والبيت مهجور منذ مدة ووعد بان دائرته ستعمل على ترميمه مع انه موثق لديهم توثيقا دقيقا ويبدو ان البيت غير مستملك رسميا من قبل الدولة ولايزال بيد الورثة لذلك ادعو الى تسييجه ومنع اي شخص من الدخول اليه بأسرع ما يمكن منها للتجاوز وسرقة بعض مافيه من اجزاء ........................ابراهيم العلاف 29-5-2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق