الهندام
- ابراهيم العلاف
اليوم ، وكنت اراجع دائرة رسمية ، وجدت ان من في باب الدائرة يمنع دخول بعض المواطنين فإستغربيت ، وسألت من في الباب عن السبب قال دكتور السبب هو (الهندام ) فقلت وما علاقة الهندام بدخول المراجعين ؟ أجاب ان لدينا معلومات تمنع دخول من يلبس التراكسوت أو الدشداشة او النعال او الملابس الغير نظامية الى الدائرة .
وحقيقة استحسنت الاجراء وعادت الذاكرة بي الى ايامنا .. الى الاربعينات والخمسينات حين كان الخروج بالدشداشة او البيجامة التي كنا نرتديها ليلا اثناء النوم وتتألف من قطعتين ، كان الخروج بمثل هذه الملابس واشباهها يُعد عيبا فالخروج بالبيجامة من غرفة النوم الى ما نسميه الهول أو الحوش (الفناء ) لايجوز وكان علينا ان نرتدي الروب وقد يستغرب البعض فأقول انا شخصيا كان لدي (روب دي شامبر ) أحد الارواب كان شتويا والاخر صيفا وكان يجب ان البسه عندما اخرج من غرفة النوم .. البسه فوق الدشداشة .
الان لا أحد يهتم بالهندام عندما يخرج . وثمة تنوع في الملابس لم يكن من قبل
. وترى حتى في الجامع الكثيرين يلبسون التراكسوتات والتيشيرتات وعليها الكتابات باللغات العربية والانكليزية والالمانية ولغات اخرى وكأن من يلبسها يكون حائطا للاعلانات لهذه الشركة أو لهذا الفريق الرياضي أو لهذا النادي اوغير ذلك .
وتعود بي الذاكرة ايام كنت رئيسا لقسم التاريخ منذ 1980-1995 وكيف ان العميد نبه طالبة كانت تلبس ( تيشيرتا ) يحرض الطلاب على ملاحقتها واخرجها من الكلية لتعود الى القسم الداخلي او البيت لتغير ملبسها ومن ثم اتذكر كيف تم فرض الزي الموحد على طلبة الجامعات .
احبتي لدينا مثل في الموصل يقول ( كُل ما يعجبك وإلبس ما يعجب الناس ) انت تخرج الى الشارع ..اذا يجب عليك ان تكون بكامل اناقتك .. وهندامك يجب ان يكون لائقا حتى الدشاديش التي لدينا ليست صالحة للخروج لانها ليست هي زينا الرسمي كما في دول الخليج ففي دول الخليج القماش يختلف والفصال مختلف .البستنا معروفة السترة او البنطلون او الشروال او الزبون وللبيت ملابس وللشارع ملابس وللحفلات ملابس ويجب ان لانخلط الامور بحيث تصبح حياتنا وملابسنا فوضى لاأول لها ولا آخر .
اهتموا بهندامكم .. ولاحظوا الصور التي ننشرها عن الشابات والشباب في الاربعينات والخمسينات انظروا الى القاعة التي كانت ام كلثوم تغني فيها بالله عليكم هل ترون احدا غير مهتم بهندامه ...ابدا الحارس على الباب يطلب من من يريد الدخول الى القاعة ان يذهب ليلتزم بالهندام وهذا هو احد عناصر الانضباط في حياتنا ..
طبعا هذا الكلام موجه ايضا لفتياتنا ونسائنا وطالباتنا اللواتي يجب ان يحرصن على هندامهن وان يكون لائقا ، ومحتشما ،ونظيفا وملائما للحال ومنسجما مع قيم وعادات مجتمعنا وتقاليدنا وخصوصياتنا ؛ فلنحرص على ان يكون ملبسنا نظيفا ونظاميا ومناسبا لكل حال ولكل مقام .
*صورتي قبل 50 سنة في شارع بكلية التربية - جامعة بغداد مع الاخ المرحوم غانم محمد علي الحسيني كنا ندرس ونتمشى ونتحدث بكل اناقة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق