الأحد، 29 مايو 2022

مسجد بنات الحسن أو مسجد بيت شهيدو في سوق الصياغ بالموصل

                                                                                محراب مقام بنات الحسن في الموصل 
 


مسجد بنات الحسن أو مسجد بيت شهيدو في سوق الصياغ بالموصل

ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
امس نشرتُ صورة هذا المحراب النفيس ، وقلت ان من صوره هو المرحوم محمد رفيع الزمان ، وهو مصور فوتوغرافي باكستاني كان يعمل في مطبعة جامعة الموصل ، وكانت تسمى في السبعينات (دار الكتب للطباعة والنشر ) واليوم عند كتابة هذه السطور 29-5-2022 تسمى (دار ابن الاثير للطباعة والنشر) .
صورة المحراب النفيس الذي نشرته وترون صورته الى جانب هذه السطور كان موجودا في مشهد او مقام يسمى (مقام ومسجد بنات الحسن في سوق الصياغ ) وعمره شخص كريم من بيت شهيدو ، فسمي ايضا مسجد بيت شهيدو ، وذكره مؤرخون وكتابا في حينه منهم المؤرخ الموصلي الكبير محمد امين العمري ( 1738- 1788 ) في كتابه (منهل الاولياء ومشرب الاصفياء في سادات الموصل الحدباء) .
وقد استفسر الاخ الاستاذ يحيى قاسم الملاح Yahya Qassim Almallah عن موقعه واجبته بالتالي :" مشهد بنات الحسن حبيبي سيد العارفين يقع في سوق الصياغ وهو نفسه يسمى اولاد الامام الحسن وفيه بئر وفيه مشهد لبنات الحسن وفي سردابه محراب نفيس من المرمر المطعم فيه كتابات جميلة ، نقل المحراب سنة 1956 الى متحف الموصل.........بالمناسبة يسمى ايضا مسجد بيت شهيدو" .
وازيد واقول هنا ان المؤرخ احمد بن الخياط الموصلي توفي سنة 1780 ميلادية في كتابه (ترجمة الاولياء في الموصل الحدباء ) قال ان عن مسجد بنات الحسن انه مشهد قديم في سوق الصياغ او الصاغة وفيه بئر يقال :" ان بعض اولاد وبنات الامام الحسن بن الامام علي بن ابي طالب عليهم السلام ورضوان الله تعالى عنهم اجمعين لحقهم عدو ، فدخلوا في هذا المكان وطرحوا انفسهم في البئر الذي فيه وبقيت قبورهم والله اعلم " .
ويضيف ان (الناس يزورونه اي المقام ويرون بركة من فيه ) ، ويعلق المؤرخ محمد امين العمري وهو من مؤرخي الموصل 1738-1788 ميلادية انه لم يقف على نسبتهم ولا على احوالهم واسمائهم وعلى كل تقدير فلهم النسبة الشريفة والاتصال الطاهر بالشجرة المنيفة ، ويستشهد بابيات الشعر هذه :
مطهرون نقيات ثيابهم ***تجري الصلاة عليهم كلما ذُكروا
اولئك القوم كل القوم عندهم *** علم الكتاب وما جاءت به السور
من لم يكن علويا حين تنسبه ***فما له من قديم الدهر مفتخر
الله لما يرى خلقا واتقنه *** صفاكم واصطفاكم ايها الغرر
لااضحك الله سن الدهر ان ضحكت *** وآل احمد مقهورون قد أُسروا
مشردون نفوا عن عقر دارهم *** كأنهم قد جنوا ما ليس يُغتفر ُ
ويعلق محقق الكتاب وناشره سنة 1966 شيخنا الاستاذ سعيد الديوه جي فيقول في الهامش :"لايصح هذا كما ذكر العمري في منهله وان المشهد يسمى ايضا (مشهد بنات الحسن) وذكر صاحب كتاب (منهل الاولياء) ان في المشهد قبر او مشهد رقية او ام كلثوم من بنات الحسن والمشهد عبارة عن سرداب فيه بئر يزعمون انهم القوا بأنفسهم فيه ، وفي السرداب محراب نفيس من المرمر المطعم فيه كتابات جميلة نقل الى متحف الموصل .
وقد اشار نيقولا سيوفي القنصل الفرنسي في الموصل وله وله بالآثار الاسلامية ،عمل في الموصل بين 1878 -1893 ميلادية في كتابه ( مجموع الكتابات المحررة في ابنية الموصل) في الصفحات 56 و192 و193 الى (مشهد بنات الحسن) وهو مسجد بيت شهيدو في سوق الصياغ بالجانب الايمن مدينة الموصل القديمة وقال ان على قوس محراب المسجد الآية الكريمة وهي الآية (37) من سورة آل عمران بسم الله الرحمن الرحيم : ( كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) .
سعى في عمارة هذا المسجد لوجه الله تعالى ( السيد احمد شهيدو ) رحمة الله عليه وجزاه خيرا على ماقدم سنة 1236 هجرية- 1820 ميلادية وفوق باب حجرة المدرس اذ كان فيه مدرسة دينية بيت من الشعر هو :
رياضُ علومٍ كالجنانِ تزخرفت ***** ومنشؤها للاجر خيرا ارادها
وبحساب الجُّمل ، فإن تاريخ التعمير الثاني هو سنة 1270 هجرية أي1853 ميلادية .
ومهما يكن من امر فإن (مسجد بنات الحسن ) أو مسجد بيت شهيدو في سوق الصياغ بمدينة الموصل بجانبها الايمن اي في المدينة العتيقة هو مسجد صغير كان فيه مدرسة . فضلا عن المصلى وكان فيه سرداب في غربي المصلى ، ولايزال قائما والحمد لله .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...