الجمعة، 20 مايو 2022

أمينة السعيد الكاتبة والصحفية المصرية الكبيرة في ذكرى ميلادها ال ( 112)


أمينة السعيد الكاتبة والصحفية المصرية الكبيرة في ذكرى ميلادها ال ( 112)

- ابراهيم العلاف
في مثل هذا اليوم 20 من مايس -ايار - مايو سنة 1910 ، ولدت الكاتبة والصحفية المصرية الكبيرة 1910 - 1995 ..والاستاذة أمينة السعيد كانت صاحبة قلم ، وصاحبة فكر ، لها عدد كبير من المقالات والمؤلفات كما انها تولت مسؤوليات تحرير عدد من المجلات من ابرزها انها كانت رئيسة تحرير مجلة ( المصور) ورئيسة تحرير مجلة (حواء) ورئاسة مجلس إدارة ( دار الهلال) المصرية سنة 1976.
اختيرت لتكون عضوة في مجلس الشورى، وانتخبت أكثر من مرة عضوة بمجلس نقابة الصحفيين، ثم وكيلة للنقابة والسكرتيرة العامة للاتحاد النسائي في مصر .
منذ الستينات تتلمذنا على كتاباتها الرائعة ، وقد كتبتُ عنها مرة في صفحتي هذه وقلت وانا اتحدث عن زاوية كانت تكتبها بعنوان :" اسألوني) : " أمينة السعيد 1910-1995 كاتبة مصرية مشهورة ، كان لها في مجلة المصور (القاهرية ) باب عنوانه :"إسألوني " ..كما تولت رئاسة تحرير مجلة "حواء " للمرأة عند صدورها سنة 1954 وهي من اوائل الكاتبات المصريات المهتمات بشؤون المرأة .من المناسب ان اقول ان مجلة حواء عندما تسلمتها امينة السعيد كانت تطبع اسبوعيا ربع مليون نسخة ، وقد ظلت تكتب صفحتها منذ 1935 حتى وفاتها سنة 1995 أي على مدى 60 عاما " .
كان للاستاذة امينة السعيد ككاتبة ، وصحفية رسالة تنويرية تقوم بها ، وتنهض بأعبائها ، فكانت تدعو الى المساواة بين الرجل والمرأة ، وتدعو المرأة لان تكون مثقفة ، وقوية تبذل ما في وسعها للنهوض بأسرتها وبلدها جنبا الى جنب مع أخيها الرجل ، ويقينا ان هذا اكسبها شعبية واسعة واصبح لها قراء كثيرون في مصر وفي كل الوطن العربي ولازلت اتذكر كيف كنا نتلقف مجلة ( حواء ) ومجلة ( المصور) لنتعلم منها ما يساعدنا على فهم الحياة .
كانت امينة السعيد مع هدى شعراوي من رموز الحركة النسائية في مصر والوطن العربي ، وقد اقمن الاتحاد النسائي العربي في مصر وكان له دوره الفاعل في تنشيط حركة النهوض المعاصر .. وامينة السعيد من خريجات جامعة فؤاد الاول (القاهرة فيما بعد ) ، ومن اولى المتخرجات في مطلع الثلاثينات من القرن الماضي وهي من اسيوط وكانت مدينة اسيوط مجتمعا محافظا .
دخلت الاستاذة أمينة السعيد معترك الصحافة كاتبة ومحررة في مجلة ( المصور ) القاهرية سنة 1935 ، واستمرت بالكتابة دون كلل وملل منذ سنة 1935 حتى وفاتها رحمة الله عليها وطيب ثراها وجزاها خيرا على ماقدمت سنة 1995 .
وكما قلت فان باب أو زاوية (اسألوني ) جعلها على تواصل دائم مع المرأة المصرية والمرأة العربية . وقفت عند مشاكل المرأة وطموحاتها والالامها وآمالها وبذلت اقصى الجهود لتقديم الحلول المناسبة ونجحت في كثير من الاحيان ، وكانت في كتاباتها جريئة وصريحة وشجاعة وملتزمة وهذا ما جعلها تكتسب عددا كبيرا من القارئات والقراء وقد كرمت مرات عديدة لمواقفها الشجاعة ولكتاباتها النقدية في المجال الاسري والاجتماعي . وبعد طغيان المد التكفيري اصيبت بالاحباط واعلنت عن اسفها لما آل اليه الوضع وقد توفيت سنة 1995 ولسان حالها كما هو لسان حالنا جميعا ان كل الامم تتقدم في فكرها وسياساتها الا نحن نعود الى الوراء للاسف الشديد واملنا كبير في ان يعاد النهوض ثانية الى امتنا ومجتمعاتنا العربية بعد موجة التطرف التي تميزت بها الحياة العربية منذ السبعينات من القرن الماضي .
نعم البوادر اليوم ، تشير الى قرب انحسار حقبة التراجع والتخلف والتطرف ويمكننا ملاحظة ذلك من خلال ملاحظة حركة صعود الشباب العربي ، وعودة الصحوة اليه واقصد الصحوة التنويرية التقدمية وهذا يتطلب منا دعم هذا النهوض لكي تواصل مجتمعاتنا طريق التقدم .
احتاج الى صفحات كثيرة لكي اتحدث عن الاستاذة أمينة السعيد لكن اود في نهاية المقال ان اذكر بأن لها مؤلفاتها المنشورة التي تذكرنا بها . ومن كتبها ( حواء ذات الوجوه الثلاثة ) ، وكتاب (ابناؤنا المنحرفون ) ، وكتاب(بايرون ) ، وكتاب (وحي العزلة ) ، وكتاب (دينز الطفل الذي فقد نفسه ) ، وكتاب ( مشاهدات في الهند ) وكتاب (آخر الطريق ) ونلمح في كتاباتها طغيان الجوانب الاجتماعية والاخلاقية ، وسعيها لتقديم ما هو افضل للقراء وبما يساعدهم على تجاوز الامراض الاجتماعية والنفسية والسلوكيات الخاطئة والمنحرفة ومما يفرح ان كل نتاجها متاح على شبكة المعلومات العالمية - الانترنت .


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...