الخميس، 23 يناير 2020

ثامر معيوف ...القاص والروائي والكاتب والصحفي والانسان بقلم : ا.د.ابراهيم خليل العلاف













ثامر معيوف ...القاص والروائي والكاتب والصحفي والانسان
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل
الاخ والصديق العزيز الاستاذ ثامر معيوف واحد من رموز الموصل في تاريخها المعاصر حضوره ومنذ نصف قرن على الساحتين الثقافيتين الموصلية والعراقية طاغ ..عرفته منذ سنين واتابعه وهو في بغداد يكتب للصحف والمجلات وعرفته وهو مدير العلاقات الثقافية في جامعة الموصل وعرفته   مفتتحا لكثير من الندوات والمؤتمرات والمحاضرات العلمية وعرفته وهو النائب الاول لاتحاد الصحفيين العراقيين فرع نينوى وعرفته قاصا وروائيا اتابع انتاجه وعرفته صاحب قلم سيال وعرفته انسانا صريحا شجاعا نبيلا لايخاف ان يقول كلمة الحق حين  ينبغي ان تقال وعرفته ابا حنونا وعرفته رجلا دؤوبا لايكل ولايمل من العمل الجاد المفيد .

الاستاذ ثامر معيوف قاص وروائي وكاتب مع انه خريج كلية الزراعة وتلك ظاهرة معروفة في الادب فكم نعرف من الادباء والشعراء من هو طبيب ومهندس وكيمياوي  .

كتب عنه كثيرون ووضع اعماله عدد من النقاط تحت مشرحتهم وممن كتب عنه استاذنا المرحوم الاستاذ الدكتور عمر الطالب في موسوعته ( موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين )  وقد وجدت انه انصفه عندما ركز على اسلوبه الجميل في التعبير فأسلوبه من السهل الممتنع ومما قاله عنه – وهو محق – ان ثامر معيوف الذي ولد في  محلة عبدو خوب في الموصل سنة 1953 ودخل كلية الزراعة والغابات في جامعة الموصل  وتخرج فيها مهندسا زراعيا يكاد يحتل مكان التقديم في كل مناسبة من مناسبات جامعة الموصل في ندواتها ومؤتمراتها وهو من احب الادب وقرأ للعديد من الادباء العرب والعالميين .

عندما كنت اعمل مدرسا في قسم التاريخ بكلية  الاداب – جامعة الموصل في مطلع السبعينات من القرن الماضي انتبهت الى ثامر معيوف وقرأت له في مجلة ( الجامعة ) التي كانت تصدرها جامعة الموصل وهي مجلة ثقافية رائدة ومنذ ذلك الوقت وهو يغذ السير ويحث الخطى  مع نخبة من زملاءه من الشعراء والكتاب والادباء الموصليين الذين احتضنتهم جامعة الموصل في عهد رئيسها المرحوم الاستاذ الدكتور محمد صادق المشاط والذي فتح ابواب الجامعة والمركز الثقافي والاجتماعي لهم واستفاد منهم في تحرير مجلة الجامعة واعتبرهم بين السنوات التي قضاها  رئيسا للجامعة والممتدة من سنة 1970 -1977 جزءا من الجامعة وقسم منهم اكمل دراسته العليا وحصل على الدكتوراه والقسم الاخر فضل البقاء على شهادته الجامعية الاولية وكان ثامر معيوف من بين من احتضنتهم الجامعة هو وعدد من الادباء والشعراء وكتاب القصة ومنهم الدكتورة بشرى البستاني والدكتور ذنون الاطرقجي والاستاذ امجد محمد سعيد والدكتور نجمان ياسين والمرحوم الدكتور مزاحم علاوي وغيرهم .

الاستاذ ثامر معيوف يعد اليوم في العراق من كتاب القصة البارزين كما يعد من الروائيين المعروفين حتى ان  اثنتين من روايتاه فازتا سنة 1985 بجائزة روايات الحرب وهما رواية ( الرجل الذي هو انا اكثر مني ) ورواية ( الجهة الخامسة ) ومما تتميز به هاتان الروايتان انهما  نقلا واقع الحرب العراقية – الايرانية 1980-1988 وما رافقها من مآس انسانية وصور ومشاهد وجزئيات وقد استفاد في كتابة  الروايتين من الموروث الشعبي والاسلوب الشعري في خلق لغة محببة يفهما اي قارئ حتى انه كان لايمتنع عن استخدام كلمات عامية اثناء الحوار بين  شخوص الروايتين وتلك ميزة انفرد بإستخدامها الروائي ثامر معيوف .

في سنة 1985 وهي سنة مميزة في حياة ثامر معيوف وحيث كان يعمل محررا في جريدة ( القادسية ) البغدادية التي كانت تصدرها وزارة الدفاع وفيها كان يكتب مقالاته اصدر مجموعته القصصية الموسومة ( تحولات النهر ) وضمت تسع قصص وكل تلك القصص دارت حول اوضاع الحرب والقتال ومن خلال هذه الاوضاع كان القاص ثامر معيوف يأخذ بتلابيب القارئ ليعود به الى اجواء الطفولة والبراءة ويستحضر مع قارئه صورة الانسان الذي يميل للحب والسلام اكثر مما يميل للحرب والعدوان .

كان يريد ان يؤكد الذات العراقية ذات الماضي العريق وهي تبني الحضارات وتقيم العمران لكنه كانت تقاتل حيثما اقتضت ظروف الوطن وضروريات الدفاع عن الارض والعرض .

وفي سنة 2001 يفاجئنا ثامر معيوف بروايته الثالثة  وكانت بعنوان : ( أفياء في النار ) وتلك بحق قصته مع الحياة فيها تحدث عن نفسه منذ ان تخرج في كلية الزراعة والتحق بالخدمة العسكرية وعمل في سلك المخابرة في (قادر كرم ) وعاش الحرب الضارية التي خلقت افياء من هول مشاهدها التي حجبت نور الشمس .
الاستاذ ثامر معيوف وهو اليوم كما قلت نائب رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين – فرع نينوى ورئيس تحرير الجريدة الناطقة بلسان الاتحاد في الموصل واسمها ( نبض المدينة ) أقرأ له المقال الافتتاحي كما اتابع طريقة واسلوب تحريره للجريدة ارى انه صحفي من الطراز الاول يعرف كل فنون الصحافة من الافتتاحية الى التحقيق الصحفي  وكما عملت معه محررا في  جريدتي ( فتى العراق ) و( الحدباء ) اقول انه كاتب يحمل رسالة ورسالته تنويرية له اسلوب محبب في مخاطبة القارئ وبشكل يعمل على رفع مستوى ذائقة من يقرأ له وتلك – لعمري – خصيصة مهمة لابد ان يحرص عليها كل من يكتب في الصحافة .
وثامر معيوف هو ايضا من كان وراء اصدار مجلة ( مناهل جامعية ) وهي المجلة الثقافية الثانية التي اصدرتها جامعة الموصل في عهد رئيسها السابق الاستاذ الدكتور أُبي سعيد الديوه جي .كما كان وراء اصدار عدد من النشرات والصحف الجامعية الموصلية منها جريدة ( ومضات جامعية ) ..ايضا هو وراء خطط برامج اتحاد الصحفيين العراقيين والتي تنفذ كل يوم سبت من قبيل برنامج ( نصف الدنيا ) عن المرأة الموصلية وبرنامج ( مسؤول امام الجمهور ) . وغير ذلك .
وثامر معيوف اليوم وقد تقاعد من جامعة الموصل لم يجلس في البيت وانما اختط له حياة ثانية فها هو مسؤول اعلام ( كلية النور الجامعة ) هذه الكلية العتيدة التي استطاعت ان ترسخ اقدامها في الحياة الجامعة الموصلية بسرعة واقتدار وتميز . ويقينا ان لمجهودات ثامر معيوف في ابراز دور هذه الجامعة وتأكيد دورها في خدمة المجتمع اثر كبير في علو كعب هذه الجامعة وقد يكون من المناسب انه سعى ان يربط كلية النور بالمجتمع الموصلي من خلال اقامة حفلات تكريم رموز الموصل من الاكاديميين وغير الاكاديميين ويشرفني انني كنت واحدا ممن كرمته كلية النور الجامعة .
قد لااستطيع في هكذا عجالة مدتها عشر دقائق ان اعطيكم كل ما يمكن ان اعطيه عن هذا الرجل – الانسان  النبيل المتسامح ، لكن اقول تحياتي وتقديري واعتزازي بالاخ الاستاذ ثامر معيوف فهو وجه من وجوه نينوى وهو رمز من رموز الموصل واي وجه واي رمز انه رمز الكلمة الحرة المقدسة .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...