الاثنين، 27 يناير 2020

العرب في حرب اكتوبر 1973




العرب في حرب اكتوبر 1973
بقلم عبد الله عيسى
رئيس تحرير موقع (دنيا الوطن ) 

تابعت باهتمام كبير مذكرات الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان الجيش المصري السابق، في حرب أكتوبر- تشرين الاول 1973 ، مع الإعلامي احمد منصور في قناة الجزيرة، رغم أهمية مذكراته ولكن لفت انتباهي انه لم يأت على ذكر التضامن العربي مع مصر وسوريا خلال حرب أكتوبر، فتجاهل تماما دور الجيش الجزائري في الحرب والعراقي والأردني والسعودي، ومن هنا سآتي على ذكر دور الجزائر والأردن والعراق في حرب أكتوبر، فقد أعلن الرئيس الجزائري السابق هواري بو مدين في خطابة الذي القاه امام الشعب الجزائري والجيش الجزائري خلال حرب أكتوبر، فقال: كنا خلال حرب التحرير الجزائرية عندما يذهب الثوار الى الحرب ضد الاستعمار الفرنسي فإما ان يعود الثائر متصرا او شهيدا، وأطالب الجيش الجزائري أن يعود منتصرا، أو شهيدا، وفعلا ارسل الرئيس الجزائري الاف الجنود الجزائرين بمعداتهم ودباباتهم وسلاحهم، ومشوا في الصحراء عدة أيام حتى وصلوا مصر، وهناك دخولا الى المزرعة الصينية في سيناء، وعندما شهدوا الجنرال الإسرائيلي شارون سخر منهم وقال ما هذا السلاح القديم الذي يحمله الجزائريون، واختفى الجزائريون فجأة كما كانوا يفعلون خلال الاحتلال الفرنسي، وبثت إسرائيل فيديو عن دور شارون في حرب أكتوبر بعنوان الجزائر عقدة شارون".

وأنصح القراء بمشاهدة هذا الفيديو، حيث يقول المراسل العسكري لجيش الاحتلال: "خرج الجزائريون من مخابئهم وفتحوا نار جهنم على الجيش الإسرائيلي، ويتحدث الفيديو عن شارون وهو يقول للجيش الإسرائيلي عبر اللاسلكي، اقتلوا الجزائريين كالفئران، عندما سيشاهدون سلاحنا المطور سيفرون هربا"، ويضيف المراسل العسكري الإسرائيلي: "بعد ساعات من اطلاق الجزائريين النار مثل نار جهنم، قتل 900 من خيرة الضباط والجنود الإسرائيليين".

وركب شارون الدبابات الإسرائيلية ولاذ بالفرار من الجبهة، وبعد ذلك توجه الرئيس الجزائري الى موسكو وفي اجتماع مع الرئيس السوفييتي، وقال له كلاما صعبا، لم يسمعه الرئيس السوفييتي طوال حياته من زعيم عربي، حيث قال: "إنكم تزودون العرب بأسوأ الأسلحة، بينما تزودون إسرائيل بأعتى أنواع الأسلحة"، فرد عليه الرئيس السوفييتي، قائلا: "ادفعوا ثمن السلاح وخذوا ما تشاءون"، فقال الرئيس بومدين: "عليكم ان تزودوا مصر وسوريا بكل أنواع السلاح الذي يطلبونه"، وتناول بو مدين شيكاً وقدمه للرئيس السوفييتي، وقال هذا شيك على بياض اكتب عليه ما تشاء من ثمن السلاح، وفعلا زود الاتحاد السوفييتي مصر وسوريا بكافة أنواع الأسلحة.

وقبل حرب أكتوبر بشهور، توجه وفداً سوريا عسكريا، رفيع المستوى، إلى بغداد وطلبوا من مصر ان يذهب معهم وفد عسكري مصري رفيع المستوى، الى بغداد، نظرا الى أن العلاقات العراقية السورية كانت سيئة، وقال السوريون: نريد منكم أيها المصريون أن تذهبوا معنا الى بغداد لكي تلطفوا الجو، وفعلا توجه الوفدان الى بغداد وتحدث عن نية البلدين مصر وسوريا بشأن الحرب على إسرائيل، فقال الرئيس العراقي آنذاك أحمد حسن بكر: "إننا نعلم أنكم تستعدون لشن حرب على إسرائيل، ونعلم أنكم ستهزمون وأتمنى لكم التوفيق".

وعاد الوفد المصري والسوري الى بلادهم، وبعد ذلك اندلعت الحرب وعلم العراق باندلاع الحرب من الإذاعات، وكان الرئيس الراحل صدام حسين، نائبا للرئيس البكر آنذاك، فأعطى تعليماته للجيش العراقي بأن يعلن حالة الاستنفار القصوى وأن يوفر لسوريا كل ما يلزم من دبابات وطائرات، وقدم لمصر أسرابا من الطائرات هليكوبتر المتطورة التي شاركت لاحقا في حرب أكتوبر، وربط الجيش العراقي على حدود سوريا مع الجولان، إضافة الى الجيش الأردني الذي أرسل لواء الـ40 المدرعات ورابط مع الجيش العراقي، وتصدى الجيشان العراقي والأردني لإسرائيل في الحرب، ومنع الجيش الاسرائيل من التقدم نحو دمشق.

وقد لاحظت ان الفريق سعد الدين الشاذلي تجاهل كل هذه الحقائق، وبعد حرب 67 اجتمع جمال عبد الناصر مع الرئيس الراحل أبو عمار، وسأله السؤال التالي: "هل تستطيع الثورة الفلسطينية ان تشارك للواء في الجيش الإسرائيلي"، فقال أبو عمار: "نعم بكل تأكيد"، وفعلا وخلال حرب الكرامة عام 68 في أغوار الأردن، قام الجيش الأردني وقوات الثورة الفلسطينية، بهزيمة الجيش الإسرائيلي شر هزيمة، ثم قامت قوات الثورة الفلسطينية في بيروت عام 82 بالتصدي بمفردها لنصف الجيش الإسرائيلي، الذي كان يقوده شارون، وخلال حرب أكتوبر، شاركت الثورة الفلسطينية، وخاصة جيش التحرير الفلسطيني مع الجبهة المصرية بقوة.

وقام الملك فيصل بن عبد العزيز ملك السعودية باتخاذ قرار حظر النفط عن أمريكا والدول الأوروبية التي تساند إسرائيل.

وقام الفريق سعد الدين الشاذلي بتجاهل الضغوط الامريكية الشديدة على السادات خلال حرب أكتوبر عند الحديث عن ثغرة الدفسوار، قامت السيدة جيهان السادات، بالحديث لقناة الجزيرة أيضا عن حديث دار بين السادات وكسنجر وزير الخارجية الأمريكي، حيث قال السادات إن الجيش الإسرائيلي الذي دخل الى ثغرة الدفسوار أستطيع أن ابيده خلال ساعات، فقال له كسنجر لن تسمح لك أمريكا بفعل هذا وان يظهر السلاح الأمريكي مدمرا للعالم كله.

وكنت أتمنى على الفريق سعد الدين الشاذلي رحمه الله، أن يتحدث بالتفصيل عن التضامن العربي خلال حرب أكتوبر، وأتمنى كذلك ان يتحدث أي جنرال في الجيش المصري عن التضامن العربي خلال حرب أكتوبر حتى تبقى روح التضامن العربي حية في كل الظروف، صحيح ان الحرب انتهت مع إسرائيل ولكن هناك استهداف للدول العربية مثل مصر وسوريا وغيرها.


المزيد على دنيا الوطن ..
https://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2019/12/06/1297580.html#ixzz6CF0euOuF
Follow us:
@alwatanvoice on Twitter|alwatanvoice on Facebook

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...