عبد القادر النجدي
محلة الميدان في الموصل
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
محلة الميدان محلة موصلية قديمة وعريقة وعزيزة علينا .. وكل مجايللي وعدد كبير من شبابنا يعرفون محلة الميدان ، مع ان كلمة الميدان كانت تطلق على الارض المقابلة لباب سنجار حتى ان تمثال الشاعر الموصلي الكبير الحبيب بن اوس الطائي والذي نفذه الفنان الكبير نصب اولا في باب سنجار ثم نقل الى شارع الكورنيش مقابل الجامع المجاهدي جامع الخضر عليه السلام .
على أية حال اليوم أنا اتحدث لكم عن محلة الميدان ، والتي كانت واحدة من اكثر من ثلاثين محلة تقع داخل السور ، وفي الجنوب الشرقي من مدينة الموصل على ضفة نهر دجلة الغربية ، والقريبة من باب الجسر الجسر العتيق جسر نينوى .
ومحلة الميدان تتداخل مع محلات عديدة منها محلة رأس الكور ومحلة حوش الخان من الغرب ومحلة الشهوان وقليعات من الشمال وسوق السراي وباب الجسر من الجنوب .
ومن خصائص هذه المحلة محلة الميدان أن بيوتها وازقتها ودرابينها تطل على نهر دجلة . وميزتها الاخرى انها مدينة تمتلك تاريخا ثرا شهدت الكثير من الاحداث التي مرت بها الموصل وتضم معالم ورموز موصلية واسواق ومساجد ومراقد وكنائس وقلاع وخانات وفيها واحد من ابواب الموصل المهمة وهو (باب القلعة ) والقلعة المقصودة هي القلعة العثمانية المعروفة ب( ايج قلعة ) أي القلعة الداخلية ، وهي التي كانت محاطة بخندق يلف حول سور المدينة من الجنوب وقد هدم السور ، وهدمت القلعة وردم الخندق .
ولعل ابرز ميزة لمحلة الميدان فضلا عن الميزات الاخرى انها تضم المسلمين والمسيحيين يتداخلون ويتجاورون في السكن فالمسيحي يسمع صوت الاذان والمسلم يسمع قرع النواقيس .
وكم كنت سعيدا ان يُقدم الصديق الاستاذ محمد سامي احمد جقماقجي على تأليف كتاب جميل ترون صورة غلافه الى جانب هذا الكلام وهو بعنوان ( حكاية محلة الميدان ) ومبعث فرحي وسعادتي بهذا الكتاب انني ومنذ ثلاثة ارباع القرن أعرف محلة الميدان وأعرف الكثير من تاريخها وأعرف العدد الكبير من رموزها وشخصياتها .
من معالم محلة الميدان، والتي تمتد من رأس الجسر القديم وقنطرة الجومرد الى مقبرة عيسى دده عند حديقة الطوالب قرب الشهوان ؛ القلعة الداخلية ايج قلعة عند باب الجسر وقد هدمت وجامع حمو القدو (ترون صورته الى جانب هذا الكلام ) وسوق الميدان ومدرسة حمو القدو ومدرسة سعد الدين قرب شط الجومة المطلة على نهر دجلة والتي انشأها الطغرائي صاحب لامية العجم والسكلات وسوق الخشابين ، ومقهى البلدية وبناية بلدية الموصل القديمة التي هدمت .
كان (محسن محمود الشيخ ذنون العيشة ) مختارا لمحلة الميدان في الخمسينات وحتى وفاته سنة 1957 ، ثم تولى مختاركية الميدان اسماعيل الحاج خليل المختار (وترون صورته الى جانب هذا الكلام ) وكان له محل في بداية سوق الميدان لبيع التتن أي التبغ وبعده المختار لازم خليل عسكرو وهشام دمدمة ابو يقظان .. وفي التسعينات كان المختار هو اسماعيل عبد الواحد ذنون الطويل ابو حقي .
سوق الميدان كان من أبرز معالم محلة الميدان . وكان له مدخلان الاول هو المدخل الذي يقع قبالة سوق العطارين والمدخل الاخر الى يمينه وهو الذي كان مجاورا لسوق الخشابين وسكلاتهم وأُلغي بعد ذلك واضيف الى الساحة المجاورة في بداية السبعينات من القرن الماضي .
ومما كنا نلحظه ان المدخل الثاني لسوق الميدان ، كان سوقا للبزازين في مطلع القرن الماضي ، وكان فيه محل محمد علي الكبابجي ومحل داؤد الصاغرجي صانع جلود للمذاري من المذراة التي تستخدم عند حصاد الحنطة والشعير ومحل بشير ابو موفق لبيع المؤونة والزبيب وهكذا بقية المحلات .وهناك زقاق الشيخ عبار والفرع المؤدي الى محلة الزنكنة وبيت الدركزلي والزقاق المؤدي الى سوق النجارين ، وهناك الممر الذي يؤدي الى باب القلعة وهو من ابواب الموصل ومحلة الجديدي اي الجديدة وبيوت ال النجديوحمام القلعة وصاحبها الحاج حميد البكري وماكنة الطحين وكان يعمل فيها حسين ابو الشاعر محسن عقراوي ومقابل الحمام كشك الشاي لصاحبة سليمان بن مصطو الجايجي .
وعند الرجوع الى المفرق الرئيسي قبل الدخول الى باب القلعة ، كان هناك محل كامل الحلاق ومحل حميد الشواي ومحل يوسف بن محسن البقال بائع الجبن واللبن والقيمر ، وفوق هذه المحلات كانت هناك مقهى .
من الاسر التي سكنت محلة الميدان بيت الحاج يونس مصطفى الحمودي الخشاب وبيت محمد قاسم رحاوي وبيت بشير حبابة وبيت حازم السماك (ترون صورة السيد حازم السماك ) وبيت رؤوف حمدي ابو خلوق وواثق ومشرق ومشتاق وبيت محمد طاهر دلال باشي وبيت سيد علي سيد احمد الغنام صاحب مكتبة الامين في شارع النجفي وبيت غانم خورشيد وبيت الحاج محمد خضر مصطفى صاحب محل لبيع الجرزات مقابل سوق الحدادين وهو والد الاستاذ الدكتور محمد زكي محمد خضر .
ومن معالم محلة الميدان (حوش البيعة ) ، وفيه بيوت وديع البنا وبيت جنان مطلوب وبيت ابراهيم النجدي وبيت الخوري اسحاق وبيت جرجيس سليم مشموس وبيت بطرس الاطرش وبيت القس افرام وبيت اتى الباجه جي وبيت عزيز هندي وبيت القس الياس وكان بيتا اثريا فريد الطراز .
وفي حوش الخان كنيسة الطاهرة العتيقة للسريان الارثودكس وكنيسة الطاهرة الداخلية للسريان الارثودكس ومطرانية السريان الكاثوليك وكنيسة الارمن الارثودكس وكنيسة الطاهرة للسريان الكاثوليك.
وحول منطقة شط الجومة ، هناك بيت الحاج عبد كرموش ( عبد الله كرموش الخشاب) وبيت جميل دهوكي وبيت سيد حامد الفحام ابو حسين وبيت حسن ساقي والذي سكنه فيما بعد الاخوان عبد الجبار وعبد الستار داؤد وكانا خياطين في شارع غازي .
في مدخل محلة الجديدي هناك بيت نجيب فندقلي وبيت جرجيس الباجه جي وهناك درج يؤدي الصعود اليه الى جامع المصفي وبجانبه فرع الى اليمين سقاق الطويل اي الزقاق الطويل وجامع المصفي في رأس الكور اول مسجد جامع بناه العرب المسلمون عند دخولهم الموصل سنة 16 هجرية 637 ميلادية وكان يسمى المسجد الجامع وبعدها الجامع الاموي.
وبالقرب من شط الجومة هناك فرع يسمونه ( الدحدغوني ) بسبب انحداره وفي بدايته بيت جميل عبودي وبيت ميخا السناطي وبيت نجيب فندقلي وعند الرجوع من زقاق الدحدغوني والتقدم الى الامام هناك بيت ياسين الردعجي وبيت فرج مطلوب وبيت ابراهيم الطويل العبيدي وبيت عبد الباقي الكبابجي.
وهنام مسجد شط الجومة حيث مرقد الشيخ ابراهيم النقشبندي في سرداب المسجد وكان امام المسجد الملا فتحي الذي ترون صورته الى جانب هذا الكلام وتولى الامامة في هذا المسجد من سنة 1934 الى 1971 ويقابل المسجد بيت احمد الملاح ابو ذنون القوطجي .
ومن معالم محلة الميدان ( مدرسة الاخلاص الابتدائية للبنين ) ، وتحتل بيت اسكندر مراد وهو من البيوت التراثية الرائعة .. ومن مدراء هذه المدرسة في سنة 1962 ابراهيم الجادر .
ليس من السهولة ذكر كل ما يتعلق بمحلة الميدان لكني اذهب لأقول مع الاخ اللواء الركن المتقاعد ازهر العبيدي في كتابه (موسوعة الاسر الموصلية ) ان محلة الميدان انجبت شخصيات متميزة كان لها دورها في تاريخ العراق الحديث والمعاصر منها اللواء الركن حازم مصباح الامين والخطاط المربي الاستاذ طالب احمد بكر العزاوي ولواء الشرطة قاسم عثمان العزاوي والمؤرخ الاستاذ بهنام حبابة والدكتور غانم خليل قاسم العلاف والاستاذ الدكتور محمد ازهر السماك عالم الجغرافية المعروف والمربي والمؤرخ عبد الرحمن صالح والوجيه كاظم الجولو والدكتور بشار نديم الباجه جي والدكتور محمد زكي خضر الاستاذ في جامعة الموصل واول من ادخل الحاسبة الالكترونية الى الموصل . ومن اسر محلة الميدان ال الخياط وال كرموش وال السراج وال الحديدي وال الشيخ عبار وال الحاصود وال العلاف وال شيخ خضر وال الحسيني وال الخشاب وال رسول وال الطيار وال الصائغ وال الصافي وال لؤلؤة وال الملاح وال اليوزبكي وال الفحام وال درويش وال الشكرجي وال عسكرو وال الكلاك وال ملا شكري وال الوزان وال جرجيس النعلبند وال جقماقجي وال حموكة وال الخناس وال مرعي وال مصباح الامين وال ملك وال العزاوي وال علو وال عيشة وال الخياط وال الصابونجي وال النجدي وال عجاج وال الشماع وال الدركزلي وال سليمان وال عبودي العلاف وال السماك وال سليمان وال الشكرجي وال النعيمي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق