الأربعاء، 15 يناير 2020

رؤيتي للانتفاضة ...إنتفاضة تشرين في العراق ا.د. ابراهيم خليل العلاف



رؤيتي للانتفاضة ...إنتفاضة تشرين في العراق

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث والمعاصر المتمرس - جامعة الموصل


واستجابة لما دعا اليه الاعلامي والكاتب الكبير الاستاذ الدكتور كاظم المقدادي وانا اجله واحترمه واقدره اقول انه على حق واضيف اين هم المفكرون والمثقفون مما يجري قسم منها زار ساحات التحرير في بغداد والمدن المنتفضة وبعضهم يكتب في صفحته وهو منحاز اليهم وبعضهم اصدر صحفا تنقل ما يجري وبعضهم هو في قلبه مع الثورة ولكن آثر الصمت وبعضهم يخاف على نفسه من الاستهداف وهو على حق .
نعم في كل الثورات والانتفاضات يقف المثقفون عموما مع الانتفاضة بحكم انني لااتصور مثقفا الا مع الحرية والا مع الشباب لهذا اقول ان ما يجري في العراق وحتى في لبنان هو (ثورة الجيل الجديد ضد الجيل القديم ) الذي جثم على صدر العراقيين منذ 16 سنة اي منذ الاحتلال الاميركي للعراق سنة 2003 وهو ايضا ضد الطبقة السياسية التي تحكمت وتتحكم بمقدرات العراق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وهم اي الثوار ضد الفساد السياسي وضد التبعية للاجنبي والغريب ايا كان ولااستثني احدا .
الشباب اعلنوا منذ بدء النتفاضة تشرين في الاول من تشرين 2019 انهم مع الوطن هم يريدون وطنا قويا موحدا مهابا يحق لنا ان نفتخر به يريدون جيشا موحدا يريدون ثورة في البناء ثورة في الاعمار يحاربون الفساد والفاسدبن يريدون تعليما قويا ويريدون ان تكون لهم مستشفيات ويريدون ان تكون لبلدهم سياسة مستقلة وحيادية واذا بهم يواجهون بالعنف ويفقدون قرابة 600 شهيدا و20 الف جريح ومعوق ..هل هذا يجوز ؟في كل المقاييس لايجوز .
وهم يريدون سياسة خارجية مستقلة وقد اعلنوا انهم لاينحازون لا الى امريكا ولا الى ايران ولا الى تركيا ولا الى السعودية .
المنتفضون ليسوا ضد ايران هم يريدون ان تكون بين العراق وايران علاقات اقتصادية متكافئة وهم يريدون ان تكون بينهم وبين ايران علاقات سياسية متكافئة وهم كذلك مع امريكا ومع السعودية ومع الجميع .
هم يريدون ان يعيشوا مثل بقية الناس في كل بلدان العالم المتقدمة ويرفضون ان يظلوا في حالة الفقر والبؤس والفساد ينخر جسد بلدهم .
وهم اتبعوا السياقات الدستورية هم يطلبون من رئيس الجمهورية ان يختار رئيسا للوزراء مستقل وشجاع ونزيه وهم يطلبون من مجلس النواب كذلك .
المتظاهرون من الطلبة ومن الشباب ومن الاكاديميين ومن الحرفيين هم من كل فئات المجتمع هم يقولون قولتهم وهو انهم يريدون رئيسا للوزراء وضعوا هم مواصفاته لكنهم لايريدون ان يفرضوا اسما .
فقط اقول لمن هم في الطبقة السياسية العراقيون جميعا مع المنتفضين يؤيدونهم اقصد كل العراقيين في كل المحافظات العراقية لان العراقيين يستشعرون التفكك والفساد والخيبة والضياع وهذا مما لايرضونه لوطنهم واقول ان المرجعية الدينية معهم وهي من قالت لهم لاتعودوا الى بيوتكم الا ومعكم النصر ووضع الوطن على السكة الصحيحة .
الجمود الذي تحدث عنه الدكتور كاظم المقدادي يجب ان يتبدد وببساطة على الشباب ان يصبروا ويضغطوا وان لاييأسوا فالمستقبل لهم وعلى القوى السياسية ان تعرف سنة التاريخ وسنة الحياة وان تتفهم ما يطالب به الشباب والساحة سوف لاتغلق على احد وهم ان كانت لهم جماهير سيسهمون في عملية البناء والتقدم والحرية بعيدا عن المحاصصة والتوافق والفساد .
اكتفي بهذا وقد اعود الى الموضوع والله من وراء القصد عاش العراق عاش العراق عاش العراق قويا موحدا مهابا .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...