السبت، 2 ديسمبر 2017

مع الرحلة ومذكرات السياسي والدبلوماسي العراقي الكبير الاستاذ علي حيدر سليمان

مع الرحلة ومذكرات السياسي والدبلوماسي العراقي الكبير الاستاذ علي حيدر سليمان
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل 
الرحلة ..مذكرات السياسي العراقي الكبير المرحوم الاستاذ علي حيدر سليمان ، 
وصلتني نسخة منها اهدتني اياها - مشكورة - حفيدته الاستاذة الدكتور هجيرعدنان زكي . في العام 1991 ودعنا علي حيدر سليمان، وترك لنا مذكراته وها هو الجزء الاول يصدر منها .كتبها في اواخر السبعينات من القرن الماضي او لنقل شرع بكتابتها انذاك ، بعد ان استقر به المقام ببغداد عقب ما يقرب من عشرين عاما قضاها متنقلا بين عواصم العالم سفيرا ، وممثلا للعراق في دول ومحافل عدة .
كان إسمه مرادفا للمهنية الرفيعة في تاريخ الدبلوماسية العراقية .بدأ حياته العملية ، منذ ان نال البكالوريوس في العلوم السياسية والتاريخ بمرتبة الشرف الاولى من الجامعة الاميركية ببيروت سنة 1930 .صار استاذا في دار المعلمين العالية ببغداد هذه الكلية الرفيعة المستوى والتي يعود تأسيسها الى عام 1923 .كان يدرس مادة التاريخ الحديث ، والف وهو يعمل استاذا فيها كتابا رائعا بعنوان : ( تاريخ الحضارة الاوربية ) في وقت لم يكن هناك كتب كثيرة في هكذا موضوع ، وباللغة العربية فأصبح الكتاب منذئذ مرجعا للباحثين وطلبة التاريخ والعلوم السياسية .
منذ ان كان في ثانوية الموصل في العشرينات ، كان الرجلا انسانا فاعلا وفي الجامعة الاميركية كان فاعلا مع نخبة من صحبه الكرام :محمد حديد وحسين جميل وعبد الفتاح ابراهيم ودرويش الحيدري وعبد الله بكر .
وفي بغداد وعندما عاد اصطف مع التقدميين الدمقراطيين المتنورين اقصد بهم جماعة الاهالي اي جماعة جريدة الاهالي :كامل الجادرجي وعبد القادر اسماعيل وحسين جميل وواجه ما واجه واعتقل بعد فشل ثورة مايس 1941وخرج من المعتقل سنة 1944 والتحق بالعمل الدبلوماسي منذ سنة 1938 وكان نائبا عن بلدته راوندوز 1948 وكان وزيرا للشؤون الاجتماعية ثم للمواصلات والاشغال وللاقتصاد ووكيلا لوزارة الاعمار وسفيرا في المانيا عندما قامت ثورة 14 تمز 1958 وسفيرا للعراق في واشنطن الى 1964 ثم في ايطاليا حتى احالته على التقاعد سنة 1968 لبلوغه السن القانونية .
كانت حياته حافلة بالاحداث ..عرف سياسيين كثر في العالم ، وعاش احداثا عظيمة واخيرا استقر ببغداد في داره في المنصور وكان كرديا لكنه قبل ذلك كان عراقيا قحا وطنيا مخلصا .حتى في مذكراته تحدث بضمير الغائب حكى عنه لي كثيرا صديقه وزميله المرحوم سعيد الديوه جي عندما كانا يدرسان في الموصل وعندما اسسا جمعية النهضة المدرسية التي زارها الرصافي وارخ للقاء شعرا .ابتدأ من راوندوز جده البيكباشي محمد وصفي او الافندي كما كانت تدعوه زوجته الموصلية العربية عمل جده في الموصل وسكن في محلة السرجخانة وتنقل بحكم عمله العسكري في مدن عراقية كثيرة .
تزوج الحفيد ايضا امرأة موصلية وانتقل الحفيد الى بغداد ودخل الكتاب ثم الى المكتب اي المدرسة وهي مدرسة الاتحاد والترقي ثم الى المدرسة السلطانية في بغداد وعاد الجد والحفيد الى الموصل ودخل المدرسة الاعدادية (الاعدادي مكتبي )وكان من زملاءه سالم نامق ومحي الدين يوسف وحدثت الحرب العظمى ، ووقعت المجاعة في الموصل 1917 والمذكرات تستمر ، وتنتهي الحرب وعلي حيدر سليمان شاهد على كل ما حدث .. يروي الاحداث ساعة بساعة ، وبإسلوب أخاذ ، وممتع .
ويقف الجزء الاول عند ثورة 1920 ، وبدياتها في تلعفر في 4 حزيران 1920 وتظهر نتائج الصف المنتهي من الدراسة الثانوية ويجد صاحب المذكرات نفسه الثالث على الدفعة بعد جاك يحيى، ومحمد حديد .
انتظر - بشغف شديد - الجزء الثاني من هذه المذكرات الرائعة ، وادعو الاخت الاستاذة الدكتور هجير عدنان زكي ان تسرع ، فتدفع الجزء الثاني ولعلها ارسلته للطبع او انه طبع وانا لاادري .

هناك تعليق واحد:

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...