السبت، 16 ديسمبر 2017

عصام عبد الرحمن الفنان والمخرج المسرحي الموصلي الكبير ا.د. ابراهيم خليل العلاف























                                                                                       الاستاذ عصام عبد الرحمن 


 عصام عبد الرحمن الفنان والمخرج المسرحي الموصلي الكبير
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
لاأعرف فنانا دؤوبا مخلصا لفنه متفانٍ من أجله ، مثل الفنان الموصلي الكبير الاستاذ عصام عبد الرحمن . أعرفه منذ عقود .. منذ كان في فرقة مسرح الرواد ومنذ كان في فرقة مسرح الجامعة ومنذ كان مربيا ومخرجا رائعا لكثير من الاعمال المسرحية التي كتبتُ عنها في سلسلة مقالاتي التي زادت عن ال (50 ) حلقة وبعنوان ( أوراق مسرحية موصلية ) وكلها متوفرة على النت . نتهاتف دوما ، ونتبادل الاراء يشأن المسرح الموصلي ماضيا ، وحاضرا ، ومستقبلا . الرجل يحب المسرح ويعشقه وقد كتب عنه استاذنا الدكتور عمر الطالب في (موسوعة اعلام الموصل في القرن العشرين ) . كما كتب عنه الاستاذ موفق الطائي في كتابه ( سيرة مسرح ) واتفق كل من كتب عنه على ان الاستاذ عصام عبد الرحمن من الفنانين الذي تركوا بصمات واضحة في مسيرة المسرح العراقي والمسرح الموصلي سواء على صعيد التمثيل أو الاخراج او الكتابة او اعداد البرامج التلفزيونية الى جانب دوره كمرب .
وكما هو معروف ، فإن الاستاذ عصام عبد الرحمن وهو من مواليد الموصل سنة 1943 تخرج في اكاديمية الفنون الجميلة ببغداد سنة 1967 وعمل مشرفا فنيا في مديرية النشاط المدرسي منذ سنة 1968 وحتى انتقاله للعمل في عمادة شؤون الطلبة - جامعة الموصل سنة 1974 .وبعد فتح كلية الفنون الجميلة في جامعة الموصل قام بالقاء المحاضرات وتدريب الطلبة فيها .
حضور الاستاذ عصام عبد الرحمن في التمثيل ، والاخراج كان طاغيا . وشخصيته مبهرة ، وتأثيره على من يعملون معه قويا ؛ فهو يتقن عمله ممتلكا لإدواته والجميع يذكر ادواره في الكثير من المسرحيات التي وصل عددها الى قرابة (50 ) مسرحية تمثيلا واخراجا وتأليفا منها ( ثمن الحرية ) تأليف عمانوئيل ردبلس و(حرامي الحب ) و(طبيب رغما عنه ) لمولييروايضا (البخيل ) لموليير اخراج باسم العبود و(مسألة شرف ) تأليف الدكتور عبد الجبار ولي و( كنز الحمراء ) و( حلاق اشبيلية ) و(السيف ) و( لرلؤة الصحراء ) و(لاسيرة ولاصورة ) و(الزير سالم ) و(اميرة الحب ) و( المغول ) و(حرامي الصندوق ) و(عريس انتيكا ) و(نبوخذنصر ) و(ليلة موصلية ) .
الفن عنده رسالة ، ورسالة تنويرية .اخرج الكثير من الاعمال المسرحية وكانت لديه فلسفة في الاخراج تعتمد على الالتزام ، والانضباط والجدية وقد كان مسؤولا لفترة عن المسرح الجامعي في الموصل وحتى سنة 1998 . ومن المسرحيات التي اخرجها مسرحية ( الثوغ ياملك الزمان ) سنة 1971 لفرقة مسرح الرواد وكان هو من الاباء الاوائل المؤسسين لفرقة مسرح الرواد في 9 ايلول سنة 1969 وقد اخرج مسرحية (كيف تصعد دون ان تقع ) سنة 1974 ومسرحية (في انتظار غودو ) لصموئيل بيكت وقد عرقها المرحوم الاستاذ صديق بكر توفيق اغوان ومسرحية (اضرار التبغ ) ومسرحية (اصدقاء ) 1981 لفرقة مسرح الجامعة .
أسهم في  العديد من التمثيليات والمسلسلات التلفزيونية منها : مسلسل (حرب البسوس )اخراج عمانوئيل رسام ، ومسلسل (النعمان الاخير ) اخراج موفق صلاح ، ومسلسلات عراقية وعربية اخرى .. هذا فضلا عن اسهاماته في تقديم عدد من البرامج الفنية والتربوية منها برنامج (مواهب ) و(الركن المدرسي ) وكثيرا ما حدثني شقيقي الاستاذ عبد الله خليل العلاف - وقد عمل معه في المسرح الجامعي - وكان يقول انه كان يرعى الشباب والشابات ويحرص على تدريبهم على اداء الادوار بكل دقة وحرفية وكما هو معروف فإن الاستاذ عصام عبد الرحمن قدم واخرج العديد من المسرحيات الطلابية لفرقة مسرح الجامعة ومنها تلك المسرحيات التي كانوا يشاركون بها في مهرجانات الجامعات العربية المسرحية في الكويت سنة 1984 . وقال الاستاذ موفق الطائي انه تعلم الكثير من الاستاذ عصام عبد الرحمن وكان بحق استاذا وصديقا لمن يعمل معه .
قال للاستاذ عمر الطالب وهو يسأله عن تجربته المسرحية انه كان يريد دوما ان يكون حاضرا ، وجديدا وكان يعمل من اجل ان يخلق المسرح المتميز وان يثير عند المشاهد اكثر ردود الفعل قوة وعنفا لتحقيق التوعية والامتاع معا .
كان يرى في المسرح مكانا تتلاقح عنده الثقافات ، وتلتحم لتلد الانسان النقي النظيف الطيب بعيدا عن الزيف .كان يؤكد على ان المسرح وثيقة سياسية واجتماعية وثيقة تستهدف إعادة صياغة الانسان لفهم الحياة كما يجب ان تكون .
لم يلتزم بمدرسة فنية واحدة ، بل كان يقدم كل ما هو معروف في مجال المسرح الواقعي والطليعي ، ويميل دوما الى ان يكون العرض كرنفاليا انبهاريا كما في مسرحية (طبيب رغما عنه ) ، ومسرحية (شايف خير ) ومسرحية (حلاق اشبيلية ) .
لم يكن عصام عبد الرحمن يميل الى الميكانيكية المتوارثة عند الممثل ، والنمطية في التعبير .. وانما يؤكد على الفعل الظاهر وتجسيد المشاعر الانسانية بالحركة وهو في كل هذا يراعي العنصر البصري المتمثل بالديكور ، والملابس، والانارة .
كان بارعا في اداءه الادوار التمثيلية ومنها الادوار الكوميدية . لذلك كثيرا ما كان يحصد الجوائز الاولى كما حصل في مهرجان الشباب الاول لجامعات العراق الذي اقيم في جامعة الموصل عن مسرحيته ( كيف تصعد دون ان تقع ) سنة 1974 والجائزة الاولى في المهرجان المسرحي الذي اقيم في جامعة البصرة عن مسرحيته (في انتظار غودو ) .وكانت المسرحيات التي يخرجها تلاقي اقبالا جماهيرا كبيرا .
لقد استطاع عصام عبد الرحمن - بحق - في كثير من المسرحيات التي اخرجها ان يكسر الحدود بين الدراما والرقص والغناء والتمثيل الصامت واللوحات التعبيرية وظهر ذلك واضحا في الاوبريتات ومن ذلك اوبريت ( الثورة والبناء في السبعينات ) تلحين الفنان زكي ابراهيم والمسرحيات الغنائية ومنها مسرحية (ابي تمام في ذمة الخلود ) وهي من تأليف الكاتب والشاعر الاستاذ ذو النون الشهاب والتي عرضت في مهرجان ابي تمام 1973 لمناسبة مرور الف عام على وفاة الشاعر الحبيب بن اوس الطائي المكنى ابي تمام وقد عرضت المسرحية امام حشد كبير من الشعراء والادباء والكتاب العراقيين والعرب فنالت اعجابهم وكانت مثار فخر للمسرح الموصلي ، كما عرضت المسرحية في تلفزيون جمهورية العراق .
كما شارك الاستاذ عصام عبد الرحمن في اعمال مسرحية وتلفزيونية مع عدد من الفنانين والفنانات العرب منهم رشوان توفيق وهالة صدقي واسامة المشيني واشرف عبد الغفور .
ومثل في مسلسلات عراقية مهمة منها مسلسل (نادية ) تأليف معاذ يوسف واخراج صلاح كرم وكذلك مثل مع كاظم الساهر في مسلسل (المسافر ) تأليف صباح عطوان واخراج فلاح زكي .وفي مسلسل (الشك القاتل ) تأليف هادي القيسي واخراج غازي فيصل ومسلسل (صدى الاعماق ) وعمل مخرجا في تلفزيون الموصل واخرج العديد من البرامج الفنية وسجل عشرات الاغاني ومثل دور (تراجان ) ملك الروم في احتفالية (لؤلؤة الصحراء ) في مهرجان الحضر الدولي تأليف الشاعر معد الجبوري واخراج محسن العزاوي فضلا عن مشاركاته الكثيرة في مهرجانات الربيع بالموصل منذ سنة 1969 حتى 2003 .
واخيرا كان عصام عبد الرحمن من اوائل المخرجين العراقيين الذين قدموا عروضهم في الهواء الطلق وفي الاماكن العامة ؛ فقد عرض مثلا مسرحية (الثوغ ياملك الزمان ) في حديقة الشهداء بالموصل وفي فناء مدرسة الفتوة النموذجية وفي بعض القرى، وكان يتفنن في العرض ، ويحاول ان يخلق دوما حركة دؤوبة وحية ، ويتناغم بين الرؤيا والتفكير وهذا مما جعل عصام عبد الرحمن مدرسة متميزة في التمثيل والاخراج لازلنا ولازال الجمهور يتذكرها ويتحدث عنها بكل محبة وصدق .
أطال الله بعمر صديقنا العزيز الفنان الكبير الاستاذ عصام عبد الرحمن ومتعه بالعافية والتألق الدائم خدمة للحركة المسرحية العراقية المعاصرة في الموصل .
________________________________-
* توفي الاستاذ عصام عبد الرحمن عن عمر ناهز ال (77) سنة يوم 14 تشرين الثاني 2022 رحمه الله وطيب ثراه وجزاه خيرا على ماقدم وقد كتبت عنه في كتابي (اوراق مسرحية موصلية) وصدر عن دار ماشكي للطباعة والنشر في الموصل وقدم للكتاب الاستاذ بيات مرعي 

هناك تعليقان (2):

  1. في مهرجان الشباب الاول لجامعات القطر الذي اقيم في جامعة الموصل نهاية الشهر الثلث كما اذكروكنت مشاركا في مسرحية كيف تصعد دون ان تقع التي فزنا بالجائزة الولى مناصفة مع جامعة السليماتيه وكان العرض بالنسبه لنا متاخرا بدانا بالعرض تقريبا الساعه العاشره ليلا وكان المفروض ان نعرض الساعه الثالثه مساء وكانت لجنة التحكيم كل من الاستاذ المرحوم جعفر السعدي والاستاذ المرحوم قاسم محمد من ضمن لجان التحكيم وكان الدكتور فاضل خليل وباسم علي عمران ..وقد عرضت فرقة اكاديمية الفنون الجميله مسرحية غاليلو غاليله التي اخرجها اللدكتور الراحل عوني كر مي وكان قادما من المانيا الديمقراطيه بعد حصوله على شهادة الدكتورا في حينها ومثل دور غاليلوا الفنان الكبير ريكاردوس يوسف الذي كان طالبا في الصف الرابع قسم المسرح ...

    ردحذف

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...