بيت الحاج مصطفى التوتونجي في
محلة القطانين في الموصل
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
من المعالم الاثارية
والعمرانية الجميلة التي يفخر بها
الموصليون حتى أنه شغلهم منذ زمن بعيد، واتذكر اهتمام المؤرخين الموصليين المعاصرين
به منذ اكثر من ( 50 ) سنة ومن هؤلاء الاساتذة احمد الصوفي وسعيد
الديوه جي ويوسف ذنون ، الامر الذي دفع المسؤولين في " دائرة اثار وتراث
الموصل" الى استملاكه وقد نٌشرت
بعض الصور والملاحظات حول هذا البيت .
وعندما نشر الصديق الاستاذ رائد ابراهيم
الطائي عددا من الصور الجميلة للبيت في "ملتقى ابناء الموصل " قال
ان تاريخ تشييد هذا البيت مثبت على احد الجدران وهو 1232 هجرية الموافق للعام
1817 ميلادية وقد ادلى بعض الاخوة
بدلوهم .
وممن ادلى بدلوه الاخ الاستاذ
زياد الدباغ ومما قاله في تعليقه على الصور مايلي :" انه في صباح يوم من الايام
وانا ارافق والدي الكبير في السن دلفنا
من قنطرة محلة القطانين... الحقيقة
والدي يحب بأستمرار ان يتذكر ايام طفولته التي تعود الى
الاربعينيات من القرن الماضي في بيت مصطفى اغا التوتونجي (بيت حامد مصطفى
التوتونجي الذي هو جد ابي من جهة الام ) ، حيث كانت غرفته فوق القنطرة بالضبط ....
وهي للاسف الان ازيلت مع غرفتين اخرتين بجانبها ! ، وتحدث لي عن اشياء جميلة
في ايام طفولته حيث كان احد موظفي دائرة الاثار هناك .
وسأل والدي عن الدار لان معلومات
دائرة الاثار - كما قال الموظف- متوفرة الى حد سنة 1903 بينما في الحقيقة ان
مصطفى اغا التوتونجي كان قد اشتراه من الوالي العثماني للموصل ، واعتقد ان سنة
انشاءة تعود الى 1809 أو 1810
ميلادي ، وان مصطفى اغا التوتنجي اشتراه من الوالي العثماني بتاريخ قريب من
انشاءه لان جدتي (والدة ابي ) ولدت في بيت جدها مصطفى وهي من مواليد 1880 م ، وهي
الاصغر بين اخوتها عبدالله ، وعبد الوهاب ، وعبد الرحمن التوتونجي ، اعتقد انه
اشتراه في العشرينيات او الثلاثينيات من القرن الثامن عشر لا اعلم بالتحديد ..
وكان الدار واسعأ واكبر من ذي الان
حيث بجواره بالضبط ( بيت الصوفي) .
وهو ايضا حسب ماذكر لي والدي ، كان يعود للبيت نفسه لـ (مصطفى اغا التوتونجي )
إلا ان بعد رحيله ورحيل ابنه حامد ومجيئ الورثة (اخوال والدي ) عبدالله حامد، وعبد الرحمن حامد ، وعبد الوهاب حامد مصطفى
اغا التوتونجي ، قد باعوا جزء من الدار الى بيت الصوفي.
كانت
ثمة ثلاث غرف فوق القنطرة (في الاصل
هذه الغرف كانت للخدم والحشم اوالضيوف ) حيث كان الشارع المؤدي الى القنطرة من
(القطينين) أي (القطانين ) الى السوق الصغير هو الشارع الوحيد والاقدم
في السرجخانة قبل شارع نينوى .
ثم تحدث عن روعة الدار وخارطته
وقال ان الدار اكثر من رائعة ... دخلنا
الرهرة (السرداب) تحدث لي ابي عن (النافورة) وعن الممرات تحت الدار وعن
الايوان الموصلي وعن العليي (المضافة او القوناغ) الموجودة في غرفة خاله عبد الله
حامد مصطفى التوتونجي وهي مرتفعة عن أرضية الغرفة وعن ( الخزنة) في
الجدران ذات الابواب الخشبية ، وعن غرفة ( الخطاغ أي غرفة الخطار أو الضيوف ) وغرفة الموني(المؤونة ) والحمام..... وعن التحف ....والنقوش
الموجودة فيه . وعن شجرة التوت في وسط الحوش، وللأسف ازيلت الحديقة من وسط الحوش والى
اخره من الذكريات الجميلة .
كان الى جوار بيت مصطفى اغا التوتنجي بيت القنصل البريطاني ومما ذكره ايضا ان
مصطفى اغا التوتونجي كان له صديق وهو تاجر
كبير للتتن(التبغ ) وهو عثماني تركي ،
يأتي من اسطنبول ويزور برفقة زوجته التركية ، الموصل وكانوا ينزلون في ضيافة دار مصطفى
اغا التوتنجي " .
ومهما يكن من امر، فأن هذا
البيت الذي انشأ في اواخر القرن
الثامن عشر والسنوات الاولى من القرن
التاسع عشر قد تعرض للتخريب ايضا اثنائ الاحتلال الظلامي 2014-2017 وهو اليوم
بحاجة الى رعاية وصيانة مستمرين
لما يمثله من أهمية في معرفة الطرز المعمارية الموصلية في القرنين
الثامن عشر والتاسع عشر وخاصة من حيث التكوين الداخلي للبيت، والتصميم الخارجي ، ومرفقات البيت ، ووظائف
استخداماتها .
|
فني سيراميك ومعلم سيراميك باكستاني لتركيب كافة أنواع السيراميك والبورسلين للأرضيات والحوائط بسعر وجو مقاول سراميك باكستاني
ردحذف