ياسين القطان :من رواد التربية والتعليم في العراق *
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل
قد لا أكون مخطئا ، اذا قلت بانني سمعت بأسم الاستاذ الفاضل ياسين القطان منذ قرابة نصف قرن ، ومصدر معرفتي به هو خالي المرحوم ( يونس حامد عبد الرحمن) وكان صديقا له .. وقد اعتادا منذ اواخر الخمسينات من القرن الماضي واوائل الستينات ، الجلوس عند خياط اسمه طه نجم وذلك في شارع النبي جرجيس بمدينة الموصل ، أيام الجمعة ، ولم يكن اللقاء ذاك سوى منتدى ادبي وسياسي يحضره نخبة من مثقفي المدينة انذاك ولعل من ابرز الذين كانوا يرتادون ذلك المنتدى الاستاذ الدكتور الشيخ احمد الكبيسي . وفي اواسط الخمسينات نفسها لمع اسم ياسين قطان باعتباره مديراً لأكبر صرح علمي في الموصل انذاك واقصد به ( المجموعة الثقافية) وكانت تضم ثانوية الزراعة وثانوية الصناعة ودار الملعمين الابتدائية ... ياسين حامد محمد القطان ، من مواليد مدينة الموصل سنة 1929، اكمل دراسته الاولية وبعدها سافر الى بغداد ليدخل دار المعلمين العالية ( كلية التربية فيما بعد ) .. وحصل على شهادة البكالوريوس في الكيمياء وتخرج في سنة 1952 وعين مدرسا في 16 ايلول 1952 . وفي 19 تشرين الثاني 1958 ، نقل من المدرسة الغربية المتوسطة الى معاونية المركزية المتوسطة ، وفي 7 كانون الاول 1959 نقل من اعدادية الموصل الى المجموعة الثقافية وظل مديرا للمجموعة الثقافية فترة طويلة .. وآخر ما شغل من مناصب ، هو ادارة اعدادية زراعة الموصل التطبيقية الانتاجية سنة 1974 . ثم اصبح في نهاية المطاف مديرا للتعليم المهني في الموصل.
تمتع الاستاذ ياسين القطان ، بالنشاط ، والحيوية ، والجدية ، ولدى تدقيق التقارير العديدة التي كان يرفعها عنه المفتشون (المشرفون التربويون) ولسنوات طويلة ، يتضح بانه حظي بتقديرهم جميعا ، بدون استثناء..
ومن المشرفين الذين قيموه ، وكتبوا عنه : عبد القادر جميل ، وعبد الوهاب الركابي ، وسالم الاحمدي ، وحسن موسى ، ونعمان بكر التكريتي ، وابراهيم حسيب المفتي ، ومحمد صبري القيسي ، واحمد الفخري ، وناجي الدوري ، وموسى عبد الصمد ، وسعيد الملاح ، وعبد العزيز توفيق وهشام الطالب وبرهان الدين المختار .. ولقد اكدوا في تقاريرهم على انه استاذ ومدير ((نشيط)) و((يشعر بالمسؤولية)) ،و ((مخلص في عمله )) , (( حازما اداريا )) , ((عادل )) ، ((مستقيم)) (علاقته بالمدرسين جيدة جدا )) ((حسن السمعة )) ، ((متعاون )) ، قوي الارادة )) ، ((كفوء)) ، ((فاضل الاخلاق)) ، ((يبذل جهودا كبيرة لرفع المستوى العلمي )) . ويسعدنا ان نقتبس جانبا من تقرير المشرف الاختصاصي الاستاذ أحمد قاسم الفخري (1926 ـ1971) رحمه الله عن الاستاذ ياسين القطان ، عافاه الله ومتعه بالصحة ، عندما كان مديرا للمجموعة الثقافية .. وتاريخ التفتيش هو 25 من كانون الاول سنة 1970 ، وبرقم (45) والصادر من مفتشية التربية العامة في وزارة التربية .. ومما جاء في التقرير ان الاستاذ ياسين القطان ((قوي الشخصية ، رزين ، متزن ، شديد الحيوية والنشاط ، عميق الشعور بالمسؤولية ، وثيق التعاون ، شديد الاهتمام برفع مستوى مدرسته ، ويراقب سير التدريس باهتمام )) .
وازاء كل تلك التقييمات ، فقد حصل الاستاذ ياسين قطان على المئات من كتب الشكر والتقدير ، ولعل من ابرز ما حصل عليه ، كتابي الشكر والتقدير اللذين وصلاه من الدكتور رشيد الرفاعي وزير الدولة لشؤون التعليم المهني (1969) والاستاذ جعفر الخياط مدير التعليم المهني العام.
الاستاذ ياسين القطان ، يعد واحدا من ابرز مؤسسي التعليم المهني والفني في الموصل , وقد وضع مع عدد من زملائه اسس هذا التعليم الذي نجده الان يتمثل في مجموعة من المعاهد الفنية والكليات التقنية المنتشرة في محافظات العراق المختلفة .. وكان يحرص على تحديث المؤسسة المهنية التعليمية التي يعمل فيها ، ويتابع الحركة الصناعية والزراعية وجلب المكائن والالات والمختبرات والورش وتدريب الطلبة عليها على احسن وجه .. وكان الاستاذ قطان محبوبا من طلبته وزملائه ، ويعتز هؤلاء الطلبة واولئك الاساتذة ، بانهم تتلمذوا على يده او زاملوه ، فلقد كان الرجل ، متعه الله بالصحة والعافية ، مربيا فاضلا ، وانسانا مستقيما ورائدا من رواد التربية والتعليم ليس في الموصل وحسب بل وفي العراق كله .
*ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
* نشر المقال في جريدة فتى العراق العدد(117) في12 حزيران2006م..كما نُشر في كتابي "شخصيات موصلية " .
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل
قد لا أكون مخطئا ، اذا قلت بانني سمعت بأسم الاستاذ الفاضل ياسين القطان منذ قرابة نصف قرن ، ومصدر معرفتي به هو خالي المرحوم ( يونس حامد عبد الرحمن) وكان صديقا له .. وقد اعتادا منذ اواخر الخمسينات من القرن الماضي واوائل الستينات ، الجلوس عند خياط اسمه طه نجم وذلك في شارع النبي جرجيس بمدينة الموصل ، أيام الجمعة ، ولم يكن اللقاء ذاك سوى منتدى ادبي وسياسي يحضره نخبة من مثقفي المدينة انذاك ولعل من ابرز الذين كانوا يرتادون ذلك المنتدى الاستاذ الدكتور الشيخ احمد الكبيسي . وفي اواسط الخمسينات نفسها لمع اسم ياسين قطان باعتباره مديراً لأكبر صرح علمي في الموصل انذاك واقصد به ( المجموعة الثقافية) وكانت تضم ثانوية الزراعة وثانوية الصناعة ودار الملعمين الابتدائية ... ياسين حامد محمد القطان ، من مواليد مدينة الموصل سنة 1929، اكمل دراسته الاولية وبعدها سافر الى بغداد ليدخل دار المعلمين العالية ( كلية التربية فيما بعد ) .. وحصل على شهادة البكالوريوس في الكيمياء وتخرج في سنة 1952 وعين مدرسا في 16 ايلول 1952 . وفي 19 تشرين الثاني 1958 ، نقل من المدرسة الغربية المتوسطة الى معاونية المركزية المتوسطة ، وفي 7 كانون الاول 1959 نقل من اعدادية الموصل الى المجموعة الثقافية وظل مديرا للمجموعة الثقافية فترة طويلة .. وآخر ما شغل من مناصب ، هو ادارة اعدادية زراعة الموصل التطبيقية الانتاجية سنة 1974 . ثم اصبح في نهاية المطاف مديرا للتعليم المهني في الموصل.
تمتع الاستاذ ياسين القطان ، بالنشاط ، والحيوية ، والجدية ، ولدى تدقيق التقارير العديدة التي كان يرفعها عنه المفتشون (المشرفون التربويون) ولسنوات طويلة ، يتضح بانه حظي بتقديرهم جميعا ، بدون استثناء..
ومن المشرفين الذين قيموه ، وكتبوا عنه : عبد القادر جميل ، وعبد الوهاب الركابي ، وسالم الاحمدي ، وحسن موسى ، ونعمان بكر التكريتي ، وابراهيم حسيب المفتي ، ومحمد صبري القيسي ، واحمد الفخري ، وناجي الدوري ، وموسى عبد الصمد ، وسعيد الملاح ، وعبد العزيز توفيق وهشام الطالب وبرهان الدين المختار .. ولقد اكدوا في تقاريرهم على انه استاذ ومدير ((نشيط)) و((يشعر بالمسؤولية)) ،و ((مخلص في عمله )) , (( حازما اداريا )) , ((عادل )) ، ((مستقيم)) (علاقته بالمدرسين جيدة جدا )) ((حسن السمعة )) ، ((متعاون )) ، قوي الارادة )) ، ((كفوء)) ، ((فاضل الاخلاق)) ، ((يبذل جهودا كبيرة لرفع المستوى العلمي )) . ويسعدنا ان نقتبس جانبا من تقرير المشرف الاختصاصي الاستاذ أحمد قاسم الفخري (1926 ـ1971) رحمه الله عن الاستاذ ياسين القطان ، عافاه الله ومتعه بالصحة ، عندما كان مديرا للمجموعة الثقافية .. وتاريخ التفتيش هو 25 من كانون الاول سنة 1970 ، وبرقم (45) والصادر من مفتشية التربية العامة في وزارة التربية .. ومما جاء في التقرير ان الاستاذ ياسين القطان ((قوي الشخصية ، رزين ، متزن ، شديد الحيوية والنشاط ، عميق الشعور بالمسؤولية ، وثيق التعاون ، شديد الاهتمام برفع مستوى مدرسته ، ويراقب سير التدريس باهتمام )) .
وازاء كل تلك التقييمات ، فقد حصل الاستاذ ياسين قطان على المئات من كتب الشكر والتقدير ، ولعل من ابرز ما حصل عليه ، كتابي الشكر والتقدير اللذين وصلاه من الدكتور رشيد الرفاعي وزير الدولة لشؤون التعليم المهني (1969) والاستاذ جعفر الخياط مدير التعليم المهني العام.
الاستاذ ياسين القطان ، يعد واحدا من ابرز مؤسسي التعليم المهني والفني في الموصل , وقد وضع مع عدد من زملائه اسس هذا التعليم الذي نجده الان يتمثل في مجموعة من المعاهد الفنية والكليات التقنية المنتشرة في محافظات العراق المختلفة .. وكان يحرص على تحديث المؤسسة المهنية التعليمية التي يعمل فيها ، ويتابع الحركة الصناعية والزراعية وجلب المكائن والالات والمختبرات والورش وتدريب الطلبة عليها على احسن وجه .. وكان الاستاذ قطان محبوبا من طلبته وزملائه ، ويعتز هؤلاء الطلبة واولئك الاساتذة ، بانهم تتلمذوا على يده او زاملوه ، فلقد كان الرجل ، متعه الله بالصحة والعافية ، مربيا فاضلا ، وانسانا مستقيما ورائدا من رواد التربية والتعليم ليس في الموصل وحسب بل وفي العراق كله .
*ـــــــــــــــــــــــــ
* نشر المقال في جريدة فتى العراق العدد(117) في12 حزيران2006م..كما نُشر في كتابي "شخصيات موصلية " .
الله يرحمهم جميعا
ردحذف