السبت، 25 أكتوبر 2014

الدكتور كامل جاسم المراياتي في الملتقى الدولي "الهوية والدين والمجتمع المدني "والذي عقد بكليةالعلوم الانسانية والاجتماعية - جامعة تبسة بالجزائر 21-22 تشرين الاول -كتوبر 2014 ا.د.ابراهيم خليل العلاف

الدكتور كامل جاسم المراياتي في الملتقى الدولي "الهوية والدين والمجتمع المدني "والذي عقد  بكليةالعلوم الانسانية والاجتماعية   -  جامعة تبسة بالجزائر 21-22 تشرين الاول -كتوبر 2014
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل
كان الاستاذ الدكتور كامل جاسم المراياتي أستاذ الانثروبولوجيا الحضرية وعلم الاجتماع
رئيس قسم الدراسات الاجتماعية / بيت الحكمة في بغداد أحد اعضاء اللجنة العلمية للملتقى الدولي الذي نظمته كلية العلوم الانسانية والاجتماعية بجامعة تبسة بالجزائر بين 21 و22 تشرين الاول -كتوبر 2014 وقد ارسل للملتقى ورقة بحثية لكن ألاجل كان له بالمرصاد فأخترمه الموت يوم 5-9 ايلول -سبتمبر 2014 بعد معاناة طويلة مع المرض وقبل ان يحضر الملتقى رحمه الله .. فما كان من الملتقى الا ان يفتتح أعماله بورقة الاستاذ الدكتور المراياتي تخليدا لذكراه وعرفانا بإسهامه في اللجنة العلمية للملتقى .. وقد تفضلت اختنا العزيزة الدكتورة الدكتورة وسيلة بروقي رئيسة المؤتمر بإرسال ورقة الاستاذ الدكتور المراياتي مع بعض صور الملتقى ويسعدني نشر ذلك للفائدة ولاستذكار صديقنا العزيز ونص ورقة الدكتور المراياتي معنونة ب :" خطاب الهوية والدين والمجتمع المدني وقال فيها :
" لاريب ان انتقال المجتمع من نمط تنظيمي الى نمط تنظيمي اخر وما يترتب على ذلك الانتقال من تغيرات اجتماعية وسلوكية ونفسية ، يعتمد في سلامة الانتقال على مدى كفاءة وفاعلية أدوات الربط الاجتماعية وسلامة عملية الربط بين أجزاء النسيج المجتمعي
وهكذا فإننا نرى ان تمتين اواصر الربط بين عناصر البناءات التحتية والفوقية او الوقوف على أسرار تخلخل تلك البناءات إنما يعتمد بدرجة أساسية على فهم سليم ودقيق لأدوات الوصل الاجتماعي
تنطلق فكرة البحث من افتراض محوري يرتكز على نظرية (ماكس فيبر) المعروفة بالنموذج المثالي، ذلك النموذج الذي تستند أفكاره على وجود نموذج افتراضي يمكن من خلاله التعرف على مديات الانحراف في النماذج او في النظام الاجتماعي بشكل عام . وفي عودة ضرورية لأفكار ابن خلدون نستطيع استقراء أزمة تكوين العمران البشري وفهم السر في ديمومة واستمرار البناء الاجتماعي تكمن في عملية التناقض
وهكذا فان نموذجنا البحثي يفترض وجود نموذج افتراضي يتحكم بالصلة بين الحاكم والمحكوم او بين السلطة والمجتمع ممثلا بنموذج افتراضي ندعوه ب(المنطقة الوسطى) التي تهيمن عليها أحيانا فكرة التفويض الإلهي او سلطة رجال الدين والمعابد ، وتتمثل في فترات تاريخية أخرى بدور مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الطوعية التي ينشط دورها بعد التحولات الأيديولوجية والفكرية في العصور اللاحقة .
لقد كانت العلاقة بين السلطة والمجتمع وما ينتج عنها من تحديد لهوية الفرد تستمد شرعيتها من الفكر الديني في فترات تاريخية معينة , (فالكون مملكة تحكمها الآلهة وتسيطر على آليات صيرورتها الأساطير ) . وكانت القبيلة او التنظيم القبلي ممثلاً للبعد المجتمعي . بيد انها وفي العصور الحديثة وبعد ان ضعف دور الانتماءات القبلية باتت تستمد شرعيتها من مؤسسات المجتمع ومن تنامي تيارات الفكر الفردي الحر والتوجهات الأيديولوجية التي ترى في إفراد المجتمع مواطنون وليسوا مجرد رعايا يحكمهم حاكم اله او نصف اله .
ولاشك إن عنصر القوة يعد واحداً من أهم وسائل الضبط الاجتماعي الأساسية التي تتحكم في كل التصرفات الإنسانية والتي يقف عليها وعلى طبيعة وكيفيات استخداماتها انتظام النظام الاجتماعي وتوازن عناصر البناء الاجتماعي .
وكما ان للقوة منطق يتحكم بصيرورة الحياة الاجتماعية ، فان القوة ببعديها المادي والمعنوي تشكل الوسط الناقل الذي يربط بين الكيانين الفوقي والتحتي وتتحكم بسلوكيات الأفراد وأنماط تفكيرهم وصلاتهم بالمؤسسة الحاكمة ، وحينها يكون للقوة دورا فاعلا في تشكيل هوية الفرد وأزمات الذات وفي رسم أنماط التفكير والسلوك الاجتماعي والتي يمكن بالرجوع اليها لتفسير حالات الانفلات الأمني والسلوك العدواني كسلوك لا اجتماعي كامن في الذات الاجتماعية حين تضعف سلطة المؤسسات الحاكمة
ودون شك فان للقوة طرقا وأساليب وإجراءات عملية وإدراكية وسبلا عقلانية وأخرى منطقية لتحقيق أغراضها ، ومن تلك الأساليب والإجراءات منطق التسلط الجبر والإكراه والخضوع او منطق الإقناع والترغيب والقبول .
وهكذا وتساوقا مع نموذج ماكس فيبر فان بحثنا يبحث عن الاختلالات الاجتماعية التي تصاحب عمليات الانتقال من نمط تنظيمي إلى آخر ويبحث عن الصلة بين المجتمع والدولة من خلال تفكيك الأواصر الرابطة مفترضاً وجود صيغة لنموذج افتراضي نسميه (منطقة وسطى افتراضية ) تتحكم بالصلة بين الدولة والمجتمع ومستهدفين تحليل الصلة بين الحاكم والمحكوم التعرف على أنماط الوعي الاجتماعي والهويات الفردية من خلال النموذج الافتراضي الذي يتوسط الصلة بين الفرد والسلطة محاولين تفكيك روابط تلك الصلة او ذلك النموذج للتعرف على ما يتحكم بتلك الصلة من آليات تستمد شرعيتها بدون شك من منطق القوة ببعديها المادي والأخلاقي حسب طبيعة الظروف المحيطة
ولاشك أن رسم هويات الإفراد وتنميط حراكياتها ورسم الخطوط العريضة للسلوكيات الاجتماعية إنما يستند في كثير من الأحيان على منطق القوة الذي يعد الآلية التي تدار بها منطقة الوسط الافتراضية . بيد أننا يجب ان لا نتجاوز المعنى الحقيقي لمنطق القوة الذي يرتكز أحيانا على أخلاقيات منطق التسلط والإكراه في فترة من الفترات وعلى تعميم منطق وثقافة القبول والإقناع في فترات أخرى .
أرسلت بتاريخ 28/حوان/2014"
رحم الله فقيدنا الكبير ، وجزاه خيرا على ماقدم لوطنه وأمته وشكرا للاخوة في الجزائر على وفاءهم .. وشكرا للاخت الاستاذة الدكتورة وسيلة بروقي رئيسة المؤتمر وبارك الله بها وبجهودها الكبيرة خدمة للبحث العلمي في عالمنا العربي .

هناك تعليق واحد:

  1. بارك الله فيكم أساتذتنا الأفاضل وهذا المعروف الذي أديتموه إلينا لن ننساه أبداً , وجزاكم الله الف الخير والجزاء لإنكم لم تنسون أستاذنا المرحوم كامل جاسم المراياتي ,الذي هو بحد ذاته كان مدرسةً للانثروبولوجيا الحضرية ,ونحن مدينيين لهذا الأستاذ المرحوم الذي كان يدرسنا بكل طاقته وبكل حيوية لكي يوصل لنا المادة كما هي أي كما كان هو هاضمها ,الر حمة والسلوان أليه , والشكر الجزيل اليكم أساتذتنا الأفاضل وأخواننا في الجزائر الشقيقة.

    ردحذف

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...