جوابا على سؤال من طالبة الدراسات العليا الاخت (جلنار ) حول حياة فهد في موسكو :
************************************************************
السؤال عن يوسف سلمان يوسف (فهد ) مؤسس الحزب الشيوعي العراقي وسفره الى موسكو للدراسة سنة 1934 أقول جوابا على سؤال طالبة الدراسات العليا وموضوعها عن "فهد " :"أن زوجة فهد الروسية الاصل ( ارينا جيورجيفنا ) كشفت عن ذلك سنة 1970 بقولها :"كان ذلك في أحد أيام سنة 1935 .. كنت في بيتنا وفي الخارج يتساقط مطر صيفي غزير .فجأة سمعتُ على الباب دقات متسارعة ..فتحته فوجدت أمامي صديقتي المترجمة وخلفها رجل شرقي الملامح ،متوسط الطول في الثلاثينات من عمره وكانا مبتلين من المطر .قدمته لي على أنه ضيف أفغاني يدعى (فرانك فردريك ) وانها مترجمته الخاصة .وقالت انهما كانا يتنزهان في حديقة غوركي حين داهمهما المطر فوجدا بيتي قريبا منهما ،ومكثا في بيتنا فترة ،تحدثنا فيها عن مواضيع عديدة ..كان هذا اللقاء كافيا لكي يجعلنا نرتبط بصداقة وثيقة :أنا وفرانك " ....كان فهد قد وصل موسكو انذاك للدراسة محملا بهموم بلاده واخبار الحزب الوليد الذي وضع لبناته الاولى ..وكان عليه ان يحيط نفسه وكل همومه بكتمان شديد ". تزوج فهد أرينا وانجب منها ابنته سوزان وهي الان جده ولها احفاد .كان فهد معجبا بتجربة الاتحاد السوفيتي وقد التحق بمدرسة الاعداد الحزبي في موسكو ، وكان يكتب مقالاته في جريدة المدرسة قالت زوجته :" كنت لااراه الا وهو يدرس أو يكتب ..حتى في الليل كنت استيقظ فأجده منكبا على كتاب او جريدة او دفتر ملاحظاته ...كان يعلمني اللغة الانكليزية وقد تعلمت منه كلمة عربية هي "حلوة " كان وقت الراحة الوحيد لدينا هو مساء الاحد وكنا نستغل هذه الساعات القليلة في مشاهدة كل ماهو جميل ونافع نرتاد السينما والمسارح ونستمع الى الاغاني الشعبية وكان مولعا بالتجوال يحادث الناس بلغة روسية طليقة ويداعب الاطفال أينما يصادفهم .. وكانت تستهويه الافلام الثورية والفنون الشعبية ..اما الموسيقى الكلاسيكية فكان حماسه لها ضعيفا ..وهو يجدف في زورق يحملنا معا في نهر موسكو . ورغم انه كان يستمتع بزيارة المتاحف ومشاهدة اللوحات الكلاسيكية ،إلا انه كان ضعيفا في الرسم ..ثم اضافت زوجته :" انني كنت اريد ان اعرف عنه كل شيئ وعن بلاده الا انه كان يتهرب من ذلك ..ويتهرب من رغبتي في التقط له صورا تذكارية ..كنت اخمن ان ظروف عمله تتطلب ذلك .. وقد اخفى عني حتى خبر سفره فقد غاب فجأة ولم اعرف عنه الا عندما وصلتني منه رسالة بالانكليزية والروسية من باريس تقول :
عزيزتي إيرا
ارجو ان تكوني في أفضل حالات الصحة والسعادة ..ويؤسفني أنني لم أستطع الكتابة إليك في وقت اسبق ..اهنئك بعيد ميلادك ..اشتريتُ لك هدية بهذه المناسبة ..ارجو ان تتقبلي هذه الهدية المتواضعة ..انا واثق من انك ستغفرين لي ياعزيزتي " .
كانت هذه الرسالة هي كل ماتبقى منه بعد ان اتلفت الحرب كل شئ .في شتاء سنة 1942 وفي شهر كانون الثاني عاد الى موسكو في زيارة سريعة ..كان الغزو النازي قد اجتاح الاتحاد السوفيتي والتقينا واظهرت تبرمي من الحرب فقال لي واثقا :" ستنتهي الحرب قريبا ونعاود التجوال في شوارع موسكو حتى الصباح لكنه سافر قبل ان تنتهي الحرب وقبل ان يرى ابنته التي كانت موجودة في حضانة خارج موسكو وطال غيابه سنوات وسنوات وذات يوم استلمتُ رسالة من المدرسة الحزبية التي كان يدرس فيها تخبرني بحقيقة زوجي وتخبرني بأنه أعدم في بلده 1949 لانه رفض ان يتخلى عن ايمانه بالشيوعية " .........................ابراهيم العلاف
*صورة ارينا جيور جيفنا زوجة فهد وابنتها سوزان وحفيدهما سنة 1970
************************************************************
السؤال عن يوسف سلمان يوسف (فهد ) مؤسس الحزب الشيوعي العراقي وسفره الى موسكو للدراسة سنة 1934 أقول جوابا على سؤال طالبة الدراسات العليا وموضوعها عن "فهد " :"أن زوجة فهد الروسية الاصل ( ارينا جيورجيفنا ) كشفت عن ذلك سنة 1970 بقولها :"كان ذلك في أحد أيام سنة 1935 .. كنت في بيتنا وفي الخارج يتساقط مطر صيفي غزير .فجأة سمعتُ على الباب دقات متسارعة ..فتحته فوجدت أمامي صديقتي المترجمة وخلفها رجل شرقي الملامح ،متوسط الطول في الثلاثينات من عمره وكانا مبتلين من المطر .قدمته لي على أنه ضيف أفغاني يدعى (فرانك فردريك ) وانها مترجمته الخاصة .وقالت انهما كانا يتنزهان في حديقة غوركي حين داهمهما المطر فوجدا بيتي قريبا منهما ،ومكثا في بيتنا فترة ،تحدثنا فيها عن مواضيع عديدة ..كان هذا اللقاء كافيا لكي يجعلنا نرتبط بصداقة وثيقة :أنا وفرانك " ....كان فهد قد وصل موسكو انذاك للدراسة محملا بهموم بلاده واخبار الحزب الوليد الذي وضع لبناته الاولى ..وكان عليه ان يحيط نفسه وكل همومه بكتمان شديد ". تزوج فهد أرينا وانجب منها ابنته سوزان وهي الان جده ولها احفاد .كان فهد معجبا بتجربة الاتحاد السوفيتي وقد التحق بمدرسة الاعداد الحزبي في موسكو ، وكان يكتب مقالاته في جريدة المدرسة قالت زوجته :" كنت لااراه الا وهو يدرس أو يكتب ..حتى في الليل كنت استيقظ فأجده منكبا على كتاب او جريدة او دفتر ملاحظاته ...كان يعلمني اللغة الانكليزية وقد تعلمت منه كلمة عربية هي "حلوة " كان وقت الراحة الوحيد لدينا هو مساء الاحد وكنا نستغل هذه الساعات القليلة في مشاهدة كل ماهو جميل ونافع نرتاد السينما والمسارح ونستمع الى الاغاني الشعبية وكان مولعا بالتجوال يحادث الناس بلغة روسية طليقة ويداعب الاطفال أينما يصادفهم .. وكانت تستهويه الافلام الثورية والفنون الشعبية ..اما الموسيقى الكلاسيكية فكان حماسه لها ضعيفا ..وهو يجدف في زورق يحملنا معا في نهر موسكو . ورغم انه كان يستمتع بزيارة المتاحف ومشاهدة اللوحات الكلاسيكية ،إلا انه كان ضعيفا في الرسم ..ثم اضافت زوجته :" انني كنت اريد ان اعرف عنه كل شيئ وعن بلاده الا انه كان يتهرب من ذلك ..ويتهرب من رغبتي في التقط له صورا تذكارية ..كنت اخمن ان ظروف عمله تتطلب ذلك .. وقد اخفى عني حتى خبر سفره فقد غاب فجأة ولم اعرف عنه الا عندما وصلتني منه رسالة بالانكليزية والروسية من باريس تقول :
عزيزتي إيرا
ارجو ان تكوني في أفضل حالات الصحة والسعادة ..ويؤسفني أنني لم أستطع الكتابة إليك في وقت اسبق ..اهنئك بعيد ميلادك ..اشتريتُ لك هدية بهذه المناسبة ..ارجو ان تتقبلي هذه الهدية المتواضعة ..انا واثق من انك ستغفرين لي ياعزيزتي " .
كانت هذه الرسالة هي كل ماتبقى منه بعد ان اتلفت الحرب كل شئ .في شتاء سنة 1942 وفي شهر كانون الثاني عاد الى موسكو في زيارة سريعة ..كان الغزو النازي قد اجتاح الاتحاد السوفيتي والتقينا واظهرت تبرمي من الحرب فقال لي واثقا :" ستنتهي الحرب قريبا ونعاود التجوال في شوارع موسكو حتى الصباح لكنه سافر قبل ان تنتهي الحرب وقبل ان يرى ابنته التي كانت موجودة في حضانة خارج موسكو وطال غيابه سنوات وسنوات وذات يوم استلمتُ رسالة من المدرسة الحزبية التي كان يدرس فيها تخبرني بحقيقة زوجي وتخبرني بأنه أعدم في بلده 1949 لانه رفض ان يتخلى عن ايمانه بالشيوعية " .........................ابراهيم العلاف
*صورة ارينا جيور جيفنا زوجة فهد وابنتها سوزان وحفيدهما سنة 1970
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق