الأحد، 24 أغسطس 2014

محمد حسين هيكل: رائد كريم بقلم : الاستاذ الدكتور سعيد عدنان*

محمد حسين هيكل: رائد كريم

بقلم : الاستاذ الدكتور سعيد عدنان*

كان الجيل الأدبيّ، الذي طلع في مصر مع طلوع القرن العشرين جيلاً كريماً رائداً؛ أُتيح له من المزايا شيء كثير، وقُدّر له من الآثار الحميدة ما لا يمحوه الزمن؛ فلقد امتلك ناصية التراث العربيّ الإسلاميّ، وتضلّع من آداب أوربّا وفكرها، وأخذ الأشياء من معدنها، وكان وثيق العلاقة بما كان قبله في مصر من فكر وأدب، وكان، من قبل ذلك كلّه، على ذكاء وتوقّد؛ يعي ما يحيط به؛ فلا غرو أن يكون جيلاً أصيلاً في ما يأخذ وما يدع. شرع هذا الجيل الأدبيّ يضع خطواته الأولى على الطريق منذ العقد الأوّل من القرن العشرين، وكان مسعاه بعين من أحمد لطفيّ السّيّد، ورعاية من صحيفته (الجريدة)؛ بل إنّ أحمد لطفيّ السّيّد كان يوجّه، ويقوّم، ويقود الخطى نحو مبادئ الحريّة والعقلانيّة، ويُشيع، في ما يكتب ويتحدّث، الفكرَ الحرّ. وقد كان في طليعة ذلك الجيل الناشئ: طه حسين، ومحمّد حسين هيكل، وأحمد حسن الزّيّات، وآخرون كانوا يردون الموردين، ويتزوّدون من الزادين: العربيّ الإسلاميّ القديم، والأوربيّ في قديمه وجديده.

ولد محمّد حسين هيكل في سنة 1888، في قرية من قرى المنصورة فنشأ مع الأرض وفلاحتها، ورأى الناس تشقى في زراعتها، وأسرتُه من كبار ملّاكي الأرض، لكنّه كان يشعر ببؤس الفلّاحين وشقائهم، ويصغي إلى حكاياتهم وهم يروون فيها تاريخ عنائهم، وتنفذ إلى مستقر ضميره لتكون، من بعد، مما ينسج منه روايته التي سوف يكتبها.

عرف ريف مصر وما يضطرب فيه فأحبّ الأرض والناس لتتّسع المحبّة عنده ويستقيم فكره عليها. كان قد درس في كتّاب قريته ما يدرسه لداته؛ من قراءة وكتابة، وحَفِظَ القرآنَ الكريمَ، وامتلك لغته العربيّة بنحو ما، ثمّ اتّجه إلى القاهرة يدرس الحقوق، ويتشرّب أجواء المدينة فما أسرع ما استقامت له، وما أسرع ما نفذ إلى صميمها، وأدرك ما تنطوي عليه من أفكار. وما أن نال شهادة مدرسة الحقوق في سنة 1909، حتّى عبر البحر إلى فرنسا فنال الدكتوراه من السوربون، في القانون، سنة 1912. على أنّه حين كان في فرنسا يدرس القانون، كان إلى جوار ذلك يقرأ الفكر والأدب الفرنسيين قراءة الدارس المتأمّل الذي يريد أن يرجع إلى بلده بما ينفعه ويرتقي به. ولعلّه كان، وهو يدرس، يجعل كتاب الأدب إلى جوار كتاب القانون لكي يأخذ فيهما معاً حتّى لا ينأى عنه أحدهما. وكان قد رأى منزلة الرواية في فرنسا، وعرف مجد فلوبير وبلزاك وستندال وأراد أن يكون في العربيّة شيء من ذلك، وكانت صور القرية والفلّاحين حيّة في نفسه؛ تغدو وتروح معه فطفق يدوّن تلك الصور ويُجري فيها الحياة ويجعلها في قالب الرواية ويجعل عنوانها اسم بطلتها (زينب) لكنّه يدسّها بين أوراقه ويُبقيها بعيدة عن الأعين وكأنّه يتّقي أمراً ما، ويخشى أن يخرج إلى الناس برواية تتناول حياة القرية ومجتمعها! وكيف يخرج إليهم بها وليس لها عندهم من منزلة؛ وإنّما الأدب الشعر! لكنّ الرواية في الأدب الفرنسيّ بمنزلة رفيعة؛ فلِمَ لا يكون لها في العربيّة شيء من ذلك؟! ويهتدي إلى أمر بين أمرين؛ أن ينشرها ولا يضع عليها اسمه، ويرقب ما يكون لها من صدى، ونشرها تحت عنوان: زينب؛ مناظر وأخلاق ريفيّة بقلم مصري فلاح. ولم يضف إليها اسمه إلّا في طبعة لاحقة. وعُدّ بكتابتها رائداً عبّد درب الرواية إلى الأدب العربيّ الحديث.

عاد من باريس بذخيرة موفورة من مواد القانون والاقتصاد، ومواد الفكر والأدب، وقد انسجمت كلّها على نحو رفيع وهبه رؤية صحيحة متكاملة العناصر ينزل فيها الفكر والعمل منزلهما الذي لا يقتات فيه أيٌّ منهما على الآخر. فزاول المحاماة، ومارس السياسة من خلال حزب الأحرار الدستوريين، وعمل بالصحافة، وزادت علاقته بأحمد لطفيّ السّيّد وثاقة، وتيسّرت المقالة على قلمه. ولقد كان جيله كلّه وثيق الصلة بالصحافة؛ يكتب فيها، ويتخذها منبراً يعرب من فوقه عن أفكاره الجديدة في المجتمع والأدب والسياسة، وكانت أداتهم في بيان ما يريدون بيانه: المقالة؛ كانوا جميعاً يكتبونها على تفاوت في ما بينهم؛ إذ كان منهم من يحتفل بالصياغة احتفالاً كبيراً كمثل الزّيّات، وطه حسين، ومنهم من لم يكن يعوّل عليها إذا استقام له المعنى كمثل محمّد حسين هيكل، وأحمد أمين.

ولك أن تقول إنّ هيكل كاتب يقدّم المعنى على اللفظ؛ غير أنّ مقالته فصيحة، محكمة اللغة، حسنة البناء، مطّردة، تُبين عمّا تريد إبانة واضحة. وقد ضمّ كتابه (أوقات الفراغ) طائفة حسنة من مقالاته ممّا يمتع ويفيد. بيد أنّ كتابته التي أرخى فيها من أزمّة نفسه، واستراح إلى ضرب من البوح؛ هي ما جاء في كتابه (ولدي) إذ فجع بابنه فأخذ يبثّ حزنه في كلماته. وقد عمل في صحيفة (السّياسة) ثمّ صار رئيس تحريرها، وقد بلغت (السّياسة) معه مكانة مرموقة في ميدان الأدب، كان منها أن نشر طه حسين (حديث الأربعاء) على صفحاتها، بل إنّها كانت ملتقى أقلام صفوة ذلك الجيل. وكتب النقد الأدبيّ على نمط من الرّصانة والتماسك ووضوح الرؤية، فلقد نأى بقلمه عن القدح، والانتقاص، والمساءة؛ ممّا كان شائعاً على أقلام الأدباء يومئذٍ، واتّجه يتحدث عن الفن وعناصره، وما ينطوي عليه الشعر من معنى قد لا يتبادر إلى الذهن عند القراءة الأولى؛ كالذي كتبه مقدّمة للشوقيّات، وكالذي جاء في كتابه (ثورة الأدب) وغير ذلك ممّا وقف فيه عند نص أدبيّ، أو عند ظاهرة من ظواهر الأدب، فقد تحلّى في كلّ ذلك ببصيرة نافذة، وذوق صادق لا يخطئ مواضع الجمال، وقلم رشيق البيان. وقد كان، مع عنايته بالأدب العربيّ، من أوائل الذين كتبوا عن جان جاك روسّو، وبسطوا أفكاره بنحو واضح لتكون الأمّة على بيّنة من عقدها الاجتماعي، ومن نشأة حكومتها. وهو إذ يكتب عن روسّو فإنّما يريد أن يزيد في زيت مصباح العقل حتّى يتقلّص سلطان الظلام، وينطلق شيء من النور. ومن أجل أن يتّصل تاريخ الأمّة مبنيّاً على الحقّ الواضح، رجع يكتب معالم منه فكتب (حياة محمّد) و(منزل الوحي) و(الصّدّيق أبو بكر) متوخّياً أن يقيم، كأبناء جيله، صورة متماسكة لنشأة الإسلام وقيام دولته.

كان هيكل رجل سياسة كما كان رجل أدب وفكر؛ فقد عمل في حزب (الأحرار الدستوريين) حتّى بلغ رئاسته، وولي وزارة المعارف ثلاث مرّات، وولي وزارة الشؤون الاجتماعيّة، وصار رئيس مجلس الشيوخ، ورأَسَ وفد مصر إلى الأمم المتحدة؛ ورائده في كلّ ما زاول الصدق والإخلاص ومصلحة بلده؛ حتّى إذا ذهبت هذه المناصب كلّها عنه في سنة 1952 بقي عزيز الجانب قوي الحجة. يروي توفيق الحكيم عنه في كتابه (عودة الوعي) أنّ رجال العهد الملكي البائد لمّا نصبت لهم ثورة 1952 محكمة تحاكمهم بدا عليهم الضعف والخور، وصار كلّ منهم يلقي بالتبعة على الآخر لينجو بنفسه إلّا محمّد حسين هيكل فقد كان ثبت الجنان؛ قيل له: لِمَ لم تردع الملك عن فساده وأنت رئيس حزب؟ قال: إنّ الملك كان يُخيفنا بكم، ألستم ضبّاط جيش؟! لقد كان من قلّة تُحسن الفكر كما تُحسن العمل، وتنزل الأشياء منازلها فإذا طويت صفحة حياته في سنة 1956 فقد بقيت مآثر جمّة يُهتدى بها!
* منشورة في : جريدة العالم الالكترونية والرابط :http://www.alaalem.com/
صورة: ‏محمد حسين هيكل: رائد كريم

 بقلم : الاستاذ الدكتور سعيد عدنان*

كان الجيل الأدبيّ، الذي طلع في مصر مع طلوع القرن العشرين جيلاً كريماً رائداً؛ أُتيح له من المزايا شيء كثير، وقُدّر له من الآثار الحميدة ما لا يمحوه الزمن؛ فلقد امتلك ناصية التراث العربيّ الإسلاميّ، وتضلّع من آداب أوربّا وفكرها، وأخذ الأشياء من معدنها، وكان وثيق العلاقة بما كان قبله في مصر من فكر وأدب، وكان، من قبل ذلك كلّه، على ذكاء وتوقّد؛ يعي ما يحيط به؛ فلا غرو أن يكون جيلاً أصيلاً في ما يأخذ وما يدع. شرع هذا الجيل الأدبيّ يضع خطواته الأولى على الطريق منذ العقد الأوّل من القرن العشرين، وكان مسعاه بعين من أحمد لطفيّ السّيّد، ورعاية من صحيفته (الجريدة)؛ بل إنّ أحمد لطفيّ السّيّد كان يوجّه، ويقوّم، ويقود الخطى نحو مبادئ الحريّة والعقلانيّة، ويُشيع، في ما يكتب ويتحدّث، الفكرَ الحرّ. وقد كان في طليعة ذلك الجيل الناشئ: طه حسين، ومحمّد حسين هيكل، وأحمد حسن الزّيّات، وآخرون كانوا يردون الموردين، ويتزوّدون من الزادين: العربيّ الإسلاميّ القديم، والأوربيّ في قديمه وجديده.

ولد محمّد حسين هيكل في سنة 1888، في قرية من قرى المنصورة فنشأ مع الأرض وفلاحتها، ورأى الناس تشقى في زراعتها، وأسرتُه من كبار ملّاكي الأرض، لكنّه كان يشعر ببؤس الفلّاحين وشقائهم، ويصغي إلى حكاياتهم وهم يروون فيها تاريخ عنائهم، وتنفذ إلى مستقر ضميره لتكون، من بعد، مما ينسج منه روايته التي سوف يكتبها.

عرف ريف مصر وما يضطرب فيه فأحبّ الأرض والناس لتتّسع المحبّة عنده ويستقيم فكره عليها. كان قد درس في كتّاب قريته ما يدرسه لداته؛ من قراءة وكتابة، وحَفِظَ القرآنَ الكريمَ، وامتلك لغته العربيّة بنحو ما، ثمّ اتّجه إلى القاهرة يدرس الحقوق، ويتشرّب أجواء المدينة فما أسرع ما استقامت له، وما أسرع ما نفذ إلى صميمها، وأدرك ما تنطوي عليه من أفكار. وما أن نال شهادة مدرسة الحقوق في سنة 1909، حتّى عبر البحر إلى فرنسا فنال الدكتوراه من السوربون، في القانون، سنة 1912. على أنّه حين كان في فرنسا يدرس القانون، كان إلى جوار ذلك يقرأ الفكر والأدب الفرنسيين قراءة الدارس المتأمّل الذي يريد أن يرجع إلى بلده بما ينفعه ويرتقي به. ولعلّه كان، وهو يدرس، يجعل كتاب الأدب إلى جوار كتاب القانون لكي يأخذ فيهما معاً حتّى لا ينأى عنه أحدهما. وكان قد رأى منزلة الرواية في فرنسا، وعرف مجد فلوبير وبلزاك وستندال وأراد أن يكون في العربيّة شيء من ذلك، وكانت صور القرية والفلّاحين حيّة في نفسه؛ تغدو وتروح معه فطفق يدوّن تلك الصور ويُجري فيها الحياة ويجعلها في قالب الرواية ويجعل عنوانها اسم بطلتها (زينب) لكنّه يدسّها بين أوراقه ويُبقيها بعيدة عن الأعين وكأنّه يتّقي أمراً ما، ويخشى أن يخرج إلى الناس برواية تتناول حياة القرية ومجتمعها! وكيف يخرج إليهم بها وليس لها عندهم من منزلة؛ وإنّما الأدب الشعر! لكنّ الرواية في الأدب الفرنسيّ بمنزلة رفيعة؛ فلِمَ لا يكون لها في العربيّة شيء من ذلك؟! ويهتدي إلى أمر بين أمرين؛ أن ينشرها ولا يضع عليها اسمه، ويرقب ما يكون لها من صدى، ونشرها تحت عنوان: زينب؛ مناظر وأخلاق ريفيّة بقلم مصري فلاح. ولم يضف إليها اسمه إلّا في طبعة لاحقة. وعُدّ بكتابتها رائداً عبّد درب الرواية إلى الأدب العربيّ الحديث.

عاد من باريس بذخيرة موفورة من مواد القانون والاقتصاد، ومواد الفكر والأدب، وقد انسجمت كلّها على نحو رفيع وهبه رؤية صحيحة متكاملة العناصر ينزل فيها الفكر والعمل منزلهما الذي لا يقتات فيه أيٌّ منهما على الآخر. فزاول المحاماة، ومارس السياسة من خلال حزب الأحرار الدستوريين، وعمل بالصحافة، وزادت علاقته بأحمد لطفيّ السّيّد وثاقة، وتيسّرت المقالة على قلمه. ولقد كان جيله كلّه وثيق الصلة بالصحافة؛ يكتب فيها، ويتخذها منبراً يعرب من فوقه عن أفكاره الجديدة في المجتمع والأدب والسياسة، وكانت أداتهم في بيان ما يريدون بيانه: المقالة؛ كانوا جميعاً يكتبونها على تفاوت في ما بينهم؛ إذ كان منهم من يحتفل بالصياغة احتفالاً كبيراً كمثل الزّيّات، وطه حسين، ومنهم من لم يكن يعوّل عليها إذا استقام له المعنى كمثل محمّد حسين هيكل، وأحمد أمين.

ولك أن تقول إنّ هيكل كاتب يقدّم المعنى على اللفظ؛ غير أنّ مقالته فصيحة، محكمة اللغة، حسنة البناء، مطّردة، تُبين عمّا تريد إبانة واضحة. وقد ضمّ كتابه (أوقات الفراغ) طائفة حسنة من مقالاته ممّا يمتع ويفيد. بيد أنّ كتابته التي أرخى فيها من أزمّة نفسه، واستراح إلى ضرب من البوح؛ هي ما جاء في كتابه (ولدي) إذ فجع بابنه فأخذ يبثّ حزنه في كلماته. وقد عمل في صحيفة (السّياسة) ثمّ صار رئيس تحريرها، وقد بلغت (السّياسة) معه مكانة مرموقة في ميدان الأدب، كان منها أن نشر طه حسين (حديث الأربعاء) على صفحاتها، بل إنّها كانت ملتقى أقلام صفوة ذلك الجيل. وكتب النقد الأدبيّ على نمط من الرّصانة والتماسك ووضوح الرؤية، فلقد نأى بقلمه عن القدح، والانتقاص، والمساءة؛ ممّا كان شائعاً على أقلام الأدباء يومئذٍ، واتّجه يتحدث عن الفن وعناصره، وما ينطوي عليه الشعر من معنى قد لا يتبادر إلى الذهن عند القراءة الأولى؛ كالذي كتبه مقدّمة للشوقيّات، وكالذي جاء في كتابه (ثورة الأدب) وغير ذلك ممّا وقف فيه عند نص أدبيّ، أو عند ظاهرة من ظواهر الأدب، فقد تحلّى في كلّ ذلك ببصيرة نافذة، وذوق صادق لا يخطئ مواضع الجمال، وقلم رشيق البيان. وقد كان، مع عنايته بالأدب العربيّ، من أوائل الذين كتبوا عن جان جاك روسّو، وبسطوا أفكاره بنحو واضح لتكون الأمّة على بيّنة من عقدها الاجتماعي، ومن نشأة حكومتها. وهو إذ يكتب عن روسّو فإنّما يريد أن يزيد في زيت مصباح العقل حتّى يتقلّص سلطان الظلام، وينطلق شيء من النور. ومن أجل أن يتّصل تاريخ الأمّة مبنيّاً على الحقّ الواضح، رجع يكتب معالم منه فكتب (حياة محمّد) و(منزل الوحي) و(الصّدّيق أبو بكر) متوخّياً أن يقيم، كأبناء جيله، صورة متماسكة لنشأة الإسلام وقيام دولته.

كان هيكل رجل سياسة كما كان رجل أدب وفكر؛ فقد عمل في حزب (الأحرار الدستوريين) حتّى بلغ رئاسته، وولي وزارة المعارف ثلاث مرّات، وولي وزارة الشؤون الاجتماعيّة، وصار رئيس مجلس الشيوخ، ورأَسَ وفد مصر إلى الأمم المتحدة؛ ورائده في كلّ ما زاول الصدق والإخلاص ومصلحة بلده؛ حتّى إذا ذهبت هذه المناصب كلّها عنه في سنة 1952 بقي عزيز الجانب قوي الحجة. يروي توفيق الحكيم عنه في كتابه (عودة الوعي) أنّ رجال العهد الملكي البائد لمّا نصبت لهم ثورة 1952 محكمة تحاكمهم بدا عليهم الضعف والخور، وصار كلّ منهم يلقي بالتبعة على الآخر لينجو بنفسه إلّا محمّد حسين هيكل فقد كان ثبت الجنان؛ قيل له: لِمَ لم تردع الملك عن فساده وأنت رئيس حزب؟ قال: إنّ الملك كان يُخيفنا بكم، ألستم ضبّاط جيش؟! لقد كان من قلّة تُحسن الفكر كما تُحسن العمل، وتنزل الأشياء منازلها فإذا طويت صفحة حياته في سنة 1956 فقد بقيت مآثر جمّة يُهتدى بها!
* منشورة في : جريدة العالم الالكترونية والرابط :http://www.alaalem.com‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ...............ابراهيم العلاف

  هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ومما اعتز به هويتي هذه الهوية التي منحت لي قبل (45) سنة أي في سنة 1979 ، وانا ارتاد مكتبة المتحف الب...