الجمعة، 5 أبريل 2013

فؤاد عباس1913-1976 :الكاتب والشاعر والناقد العراقي

فؤاد عباس1913-1976 :الكاتب والشاعر والناقد العراقي
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث -العراق

نعته " مجلة افاق عربية" البغدادية في عددها العاشر الصادر في حزيران 1976 .. وقالت انه كان اديبا من طراز خاص يتمتع بخلفية تراثية ثرة ضم الى اضاءاتها المتسعة الوانا عديدة من معطيات الحداثة ..كان يمتلك طاقة ساخرة من النقد وكان ينعم بروح عالية من الادب الجم والخلق الرفيع لم يعرف التجريح ورحيله ترك فراغا في نفوس الجيل الادبي في العراق ...الاستاذ فؤاد عباس محمد حسن الكروي القيسي - الشهير بـ(حبابه) وهذا هو اسمه الكامل .من مواليد مدينة الخالص بمحافظة ديالى ..كتب عنه صديقنا الاستاذ حميد المطبعي في "موسوعة اعلام وعلماء العراق .كان الاستاذ فؤاد عباس يحمل شهادة البكالوريوس -اداب من الجامعة الاميركية في بيروت سنة 1939 . وقد قيل ان الشاعر باقر الشبيبي وكان مشرفا تربويا (مفتشا ) زار مدرسته واعجب بطريقة تدريس الاستاذ فؤاد عباس فرشحه للبعثة خارج العراق . .عمل مدرسًا ومديرًا ومحاضرًا في عدد من الدورات بدار المعلمين ودار المعلمات، كما عمل مفتشًا اختصاصيًا للغة العربية وآدابها منذ عام 1960 حتى عام 1973، حيث أحيل إلى التقاعد...صوب في اللغة وكانت له محاضرات في الاذاعة والتلفزيون كما كتب مقالات ادبية كثيرة وكان متحثا لبقا نوه بدوره الاستاذ عبد الرزاق الهلالي في كتابه "ادباء المؤتمر " .كانت للاستاذ فؤاد عباس -رحمه الله-قدرة عجيبة على دعم رأيه بالحجة المنهجية القوية وقد اكتسب لذلك محبة زملائه ومحبيه وقرائه وقد تركت شخصيته المتميزة تأثيرا كبيرا في الحقول التربوية والادبية .أهديت مكتبته الى المجمع العلمي العراقي وكان على علاقة جيدة مع الشاعر معروف عبد الغني الرصافي .جاء في معجم البابطين ان كتب - «أجنحة العبير»، و«مجالس بغداد»، و«هكذا عرفتهم» أوردت له نماذج من شعره .وهو شاعر وجداني، فما أتيح من شعره يدور حول الحب معنى مجردًا إلى جانب شعر له في الغزل يمزج فيه بين العفة والمصارحة. وله في المدح الذي يعبر من خلاله عن بعض السجايا الحميدة فيمن يمدحهم، كما كتب المعارضات الشعرية، واستحدث ما يمكن أن يطلق عليه شعر المقارنات، وله طرائف شعرية يغلفها مزاج تهكمي ساخر. لغته طيعة وخياله قريب..من قصائده قصيدة بعنوان :" الى وردة " قال فيها :
إلى وردة

هـو الـحـبُّ نـارٌ و«الفؤاد» وقـــــــــودُ ___________________________________


يذوب غرامًا والـدمـوعُ شهــــــــــــــودُ ___________________________________

يـقـولـون شبِّهْهـا بـوردٍ أجـبتُهـــــــــم ___________________________________


هـنـالك بـونٌ شـاسعٌ وبعـيــــــــــــــد ___________________________________

هـنـالك شـوكٌ فـي الـورود، تضـاحكـــــوا ___________________________________


وقـالـوا: دَعِيٌّ فـي الجـدال عـنـيـــــــد ___________________________________

هـو الـوردُ سلطـانٌ وذا الشـــــــوك جُندُهُ ___________________________________


ومـا خـيرُ مُلْكٍ لـم تصُنْه جنــــــــــــود ___________________________________

تعـالـي وخلِّيـهـم بـلـــــــــــيل ضلالةٍ ___________________________________


أرى العـمـر صـبحًا أنـتِ فـيـه عـمـــــود ___________________________________

لئن قـيل شـوكُ الـورد درعٌ يصـــــــــونُه ___________________________________


فحـولَك مـن ذاك العفـــــــــــــاف بُرود ___________________________________

وهل صدَّ شـوكُ الـورد أحقـرَ نحـــــــــلةٍ؟ ___________________________________


وكـم صُرعتْ مـن نـاظرَيْكِ أســـــــــــــود ___________________________________

وإن قـيل حُسن الـوردِ أحـمـرُ لــــــــونه ___________________________________


أمَا سـرقتْ ســــــــــــــرَّ الخدود ورود؟ ___________________________________

ولا الـوردةُ الـحـمـراء طـوَّقَهــــا الندى ___________________________________


كثغرِكِ يحـوي الـدرَّ وهـو نضـيـــــــــــد ___________________________________

ألا إن عـمـرَ الـورد يـومٌ ولـــــــــيلةٌ ___________________________________


ويذوي فلا تبقى هـنــــــــــــــاك ورود ___________________________________

وأنـت عـلى الأيـام حُسنُكِ خـالــــــــــدٌ ___________________________________


تـمـرُّ بـه الأحداثُ وهـو جـديـــــــــــد ___________________________________

فـيـا «وردةً» مـا خدَّشَ الشـوكُ طهـرَهـــــا ___________________________________


لكِ الزهـرُ مـولًى والـورودُ عبـيـــــــــد ___________________________________

نعـمـنـا بـلقـيـاكُم وشطَّ مزارُكـــــــــم ___________________________________


فـيـا لـيـت أيـامَ اللقـاء تعـــــــــود ____________
رحم الله الاستاذ فؤاد عباس وجزاه خيرا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...