كتاب جديد لدار ضفاف
(دراســات في تاريـخ ســـوريا المعاصـر) للدكتور نزار الربيعي
صدر عن دار ضفاف للطباعة والنشر والتوزيع كتاب جديد بعنوان (دراســات في تاريـخ ســـوريا المعاصـر) للدكتور نزار كريم جواد الربيعي، والكتاب يقع في ستة مباحث هي : سيرة حياة شخصيات سورية، سـوريا خلال فترة الحرب العالمية الأولى، الثورة السورية عام 1925 وتطور الحركة الوطنية السورية، سورية أبان الحرب العالمية الثانية، الحزب الوطني السوري وموقفه من الانقلابات، الموقف السوري من حلف بغداد 1955
وقد تناول الباحث، وهو استاذ جامعي عراقي في الجامعة المستنصرية ببغداد، في مبحثه الأول سيرة
حياة شخصيات سورية، عددا من الشخصيات المؤثرة في الحياة السياسية السورية،
فدرس كل من شكري القوتلي، ولطفي الحفار، وسعد الجابري، وجميل مردموابراهيم
هنانو، ومحمد العابد، وهاشم الأتاسي، وقد درس تلك الشخصيات من حيث
انتماؤها الأسري، وتوجهاتها الفكرية والسياسية ودورها في الحياة السياسية
السورية. يقول الدكتور الربيعي عن شكري القوتلي " آمن شكري القوتلي بالوحدة
العربية وعمل في سبيلها منذ نعومة أظفاره ومنذ عهد الدراسة في اسطنبول مع
زملائه من الأقطار العربية، إلا إن الوحدة العربية لا يمكن ان تتحقق طالما
إن الأقطار العربية كانت مقسمة مجزأة ترزح تحت سلطة الأجانب سواء
العثمانيين أولا، أو الفرنسيين و الإنكليز الذين حلو محلهم فيما بعد، فكان
لابد، والحالة هذه، من النضال في سبيل تحرير البلاد العربية أولا ثم السعي
إلى توحيدها . "
بينما تناول في المبحث الثاني (سـوريا خلال فترة الحرب العالمية الأولى) يقول الباخث " ففي
الوقت الذي انتشرت فيه جيوش الثورة العربية في المدن السورية بعد دمشق،
علمت فرنسا بمساعي الالمان نحو انهاء الحرب وعقد هدنة للسلام، حيث شعرت
فرنسا بزوال الخطر عن بلادها، لذلك اسرعت إلى اظهار اطماعها بشدة، واحتجت
لدى الانكليز على تغلغل الجيوش العربية في البلاد السورية، وطالبت باحتلال
حصتها من الاراضي المذكورة، وقد نزلت القيادة العليا البريطانية في مصر عند
رغبة فرنسا هذه، وأمرت الامير فيصل قائد الجيوش الشمالية، بترك السواحل
إلى الجيوش الفرنسية فكانت هذه أول الضربات الاليمة التي منيت بها الثورة
العربية بوجه عام، والقضية السورية بوجه خاص."
وفي المبحث الثالث (الثورة السورية عام 1925 وتطور الحركة الوطنية السورية ) يتحدث الباحث عن تداعيات لواء الاسكندرونة فيقول " يمكن
القول كانت كانت نهاية قضية الاسكندرونة بالشكل الذي انتهت اليه نموذجا
سيئا في تاريخ العلاقات الدولية وفي تاريخ فرنسا وتركيا على حد سواء او في
تاريخ الانتدابات، وهكذا تشتري فرنسا وبريطانيا المهددتان بالتحالف
الالماني الايطالي صداقة دولة جديدة على حساب سورية وعلى حساب العرب فتكون
الاسكندرونة اول هدية لسياسة الدول الديمقراطية."
وفي المبحث الرابع (سورية أبان الحرب العالمية الثانية) يتحدث الباحث عن الحرب العالمية الثانية وما رافقها من اتفاقيات فيقول " بادرت
بريطانيا بالاتفاق مع فرنسا في اذاعة بيان باسم الجنرال كاترو في الثامن
من حزيران عام 1941 أعلن فيه وضع حد لنظام الانتداب في سورية، وان السوريين
احرار ومستقلين، ولهم الخيار في ان يؤسسوا دول مستقلة او ان ينتظموا في
دولة واحدة مستقلة، واعلن البيان ان هناك معاهدة ستوضح طبيعة العلاقات
المتبادلة بين سورية وفرنسا."
وأوقف الباحث المبحث الخامس على موضوع (الحزب الوطني السوري وموقفه من الانقلابات) فتحدث عن أبرز قادة الحزب الوطني في سوريا، و انقلاب حسني الزعيم عام 1949، وموقف الحزب الوطني من انقلاب حسني الزعيم ، وعن اِنقلاب سامي الحناوي ، وكذلك عن الدور السياسي للحزب الوطني فـي عهد سـامي الحناوي.
ولما
كان حلف بغداد 1955 له تأثير في مجريات الأمور في ذلك الوقت فقد خصص له
الباحث مبحثا مستقلا كان المبحث السادس في الكتاب حمل عنوان (الموقف السوري
من حلف بغداد) يقول الدكتور نزار الربيعي " وبين
السادس والحادي عشر من آذار 1955 اجتمع في القاهرة الرئيس جمال عبد الناصر
بالرئيس السوري شكري القوتلي والملك سعود بن عبد العزيز لوضع أسس حلف بين
أقطارهم. وقد تمخضت المباحثات عن وضع مسودة حلف ثلاثي في 19 آذار 1955 لكن
لم يتوصل الاطراف إلى اتفاق نهائي. ولتحصين الموقف
السياسي السوري داخلياً ساهم العقيد عدنان المالكي بتطهير الجيش من العناصر
الموالية للنهج الغربي، وهم الذين اظهروا تعاطفاً مع حلف بغداد، وكان من
بينهم عناصر الحزب القومي السوري مثل غسان جديد مما خلّف حقداً أدى إلى
اغتياله بتاريخ 22 نيسان 1955 على مدرج ملعب دمشق."
لقد
بذل الباحث الدكتور نزار الربيعي جهدا واضحا في جمع الوثائق لكتابه هذا
الذي يؤشر لمرحلة مهمة من مراحل تكون الدولة السورية الحديثة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق