الأربعاء، 16 مايو 2012

علي باش حانبه والحركة الوطنية في تونس


                            علي باش حانبه
                     والحركة الوطنية في تونس
ا.د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل


      صدر حديثا بتونس عن المعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية كتاب بعنوان : "علي باش حانبه 1918-1876" للباحث الهادي جلاب  يحكي فيه المؤلف قصة حياة أحد  رموز المقاومة التونسية للاحتلال الفرنسي وهو علي باش حانبه.
     ويعد علي باش حانبه واحدا من أهم الشخصيات المناضلة في التاريخ التونسي وقد ولد بمدينة تونس عام 1876 وهو ينتمي إلى عائلة تركية ثرية ,نال شهادة الدكتوراه في الحقوق الشئ الذي جعله  يصبح محاميا .ويسرد المؤلف تفاصيل الجو الفكري والسياسي الذي نشأ فيه المناضل علي باش حانبه  وخاصة من حيث ظهور حركة إصلاحية داخل الجامعة الزيتونية بزعامة الشيخ سالم بوحاجب ,وداخل المدرسة الصادقية بزعامة الطاهر صفر.وقد اتحد الزيتونيون والصادقيون لإنشاء الجمعية الخلدونية وذلك عام 1896 وبذلك  قوي عمل هذه الجمعية بتأسيس جمعية قدماء تلاميذ المعهد ألصادقي وذلك سنة 1905,وقد ربطت رموز الحركة الإصلاحية التونسية المناهضة للاستعمار الفرنسي صلات وثيقة بزعماء الإصلاح في المشرق العربي وذلك من خلال مناظرات فكرية الهدف منها تنوير العقول ,والعمل على إيقاظ العالم العربي-الإسلامي من سباته العميق .
    ويشير المؤلف  إلى أن علي باش حانبه تأثر بكل هذا ,وتشبع مبكرا بالأفكار العلمانية والإصلاحية في بيئة كانت تتجاذبها رياح الغرب ورياح الشرق ؛لذا لم يلبث أن أصبح شخصية محورية في المشهد السياسي التونسي ,حيث أسس " حركة الشباب التونسي"  التي أثبتت بفضل زعامته أن الحركة الوطنية لم تكن مجرد رد فعل عاطفي أو مجرد تعبير عن حالة غضب أو رفض بل إنها كانت دائمة تسعى إلى التأسيس والتواصل :تأسيس وعي جديد والتواصل مع الأجيال السابقة من المصلحين .ومن إسهاماته أيضا تأسيسه للنادي التونسي الذي أصبح منبرا للنخبة التونسية المتطلعة للرقي والتقدم ,والرافضة للهيمنة الاستعمارية ولم يغفل  علي باش حانبه أهمية ودور الصحافة لذلك قام بتأسيس جريدة التونسي  " Tunisian Le " متخذا منها منبرا سياسيا للتعبير عن أرائه ونقد الاستعمار وإلهاب روح المواطنين لمكافحته .
   وفي سنة 1907 أسس حانبه أول حركة وطنية سياسية ومنظمة بقيادته هو والشيخ عبد العزيز الثعالبي ,وكان عنوان هذه المنظمة هو " تونس الفتاة " حيث تأثر مؤسسوها بحزب تركيا الفتاة الذي كان وراء العديد من المتغيرات التي حصلت في تركيا في بداية القرن العشرين .وفي سنة 1911 وعندما غزت ايطاليا ليبيا,تحركت منظمة تونس الفتاة من منطلق دعم النضال الليبي ,وأخذت تمد المجاهدين الليبيين بالأموال والمتطوعين .ولم تتوقف جهود حانبه في النضال والدفاع عن البلاد حتى بعد أن نفي خارج البلاد إلى أن مات يوم 29 تشرين الثاني 1918 اثر إصابته بالحمى.  رحم الله علي باش حانبة فقد كان وطنيا قوميا مسلما خدم وطنه بأخلاص وصدق .    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...