الثلاثاء، 5 نوفمبر 2024

المؤرخ العراقي الدكتور صلاح الدين أمين طه ...........مؤرخ الحياة في ارمينيا


 


المؤرخ العراقي الدكتور صلاح الدين أمين طه ...........مؤرخ الحياة في ارمينيا
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
جين توفي رحمه الله كتبتُ في مدونتي مدونة الدكتور ابراهيم العلاف اقول :"انتقل الى رحمة الله تعالى يوم 4 من شباط الجاري 2014 المؤرخ العراقي الدكتور صلاح الدين أمين طه الاستاذ المساعد في كلية الاداب سابقا وعميدها لسنوات طويلة ....عمل لفترة قصيرة معاونا لعميد كلية التربية -جامعة الموصل ورئيسا لقسم العلوم الاجتماعية (التاريخ والجغرافية ) فيهاوقبل ان ينفصل قسم العلوم الاجتماعية الى قسمين احدهما للجغرافية والثاني للتاريخ تسلمتُ انا كاتب هذه السطور رئاسته لمدة 15 سنة من 1980-1995 . .
ولد في الموصل سنة 1943 ودرس في مدارسها ثم سافر الى بغداد ودخل كلية الاداب -جامعة بغداد وتخرج في سنة 1966 ومن ثم حصل على الماجستير 1970 والدكتوراه من الكلية والجامعة ذاتها 1980 .كانت رسالته للماجستير عن "فتح العرب ارمينية " واطروحته للدكتوراه عن "الحياة العامة في ارمينية :دراسة في اوضاعها الاجتماعية والاقتصادية والادارية من سنة 30 -247 هجرية " .
وهو من تلاميذ المؤرخ العراقي الكبير الاستاذ الدكتور صالح احمد العلي ...له بحوث ودراسات منشورة كما اسهم في تحرير بعض الموسوعات والكتب وترأس لسنوات رئاسة تحرير مجلة "اداب الرافدين " ...وتخصصه العام هو التاريخ الاسلامي أما تخصصه الدقيق فهو التاريخ الراشدي والاموي.
أشرف على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه وناقش الكثير منها ودرًس في الدراسات العليا ... لم يترق علميا حتى - احالته التقاعد- الى مرتبة الاستاذية بسبب تركيزه على العمل الاداري... وقد رافقته في عملي الجامعي سنوات طويلة ...رحمك الله يا ابا زيد وغفر لك واسكنك فسيح جناته وعظم أجر اولادك وبناتك وتلاميذك وانا لله وانا اليه راجعون .
*https://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/2014/02/blog-post_5960.html

الاثنين، 4 نوفمبر 2024

ومساؤكم خير وعز


 



ومساؤكم خير وعز
والصورة في الشارع المؤدي الى دورة البكر وجامع محمد طاهر زيناوة-الجانب الايسر من مدينة الموصل التقطتها لكم ظهر اليوم الاثنين 4-11-2024..................ابراهيم العلاف

الاستاذ ابراهيم سليمان نادر الكاتب والقاص والروائي الموصلي .....................مع أطيب التمنيات


 

الاستاذ ابراهيم سليمان نادر الكاتب والقاص والروائي الموصلي .....................مع أطيب التمنيات
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
ومنذ سنوات بعيدة ، وانا اتابع الاستاذ ابراهيم سليمان نادر الكاتب والقاص والروائي الموصلي فيما يكتب ، وفيما ينشر .في جريدة (فتى العراق ) الموصلية كثيرا ما كنا نلتقي بعد 2003 عند شيخ الصحفيين الموصليين الاستاذ احمد سامي الجلبي ابا صميم ، وكان لنا حديث لا بل احاديث وكنتُ أُكبر فيه روح المثابرة والاصرار في ان يقدم ما يستطيعه على صعيد القصة والرواية والكتابة الصحفية .
صديقي وأخي الاستاذ ابراهيم سليمان نادر ، قُدمتْ عن قصصه ، ورواياته رسائل ، واطروحات منها مثلا رسالة الطالب ابراهيم وليد عبد الله التي قدمها الى قسم اللغة العربية بكلية الاداب - الجامعة العراقية ببغداد 2022 بعنوان ( البناء الفني في القصة القصيرة عند ابراهيم سليمان نادر ) .
كاتب ، وكاتب قصة ، وروائي عراقي موصلي أرخ له شيخنا المرحوم الاستاذ الدكتور عمر الطالب في (موسوعة اعلام الموصل في القرن العشرين) وقال انه من مواليد الموصل وكان ينشر قصصه ومقالاته في معظم الصحف العراقية والعربية حتى ان قصته ( أصداء الوجه الاخر ) فازت سنة 1988 بالجائزة الثالثة لأدب الحرب في مجلة ( حراس الوطن) .
من اعماله :
*في الغسق عادت عروس البحر (بغداد ، 1988)
*قصص تحت لهيب النار (مشتركة) ، (بغداد 1990 )
*عيسى برواري : الفنان الانسان (بغداد 1993)
* الكلب هذا الكائن العجيب (الدوحة 1998)
*قصص من نينوى (قصص مشتركة) خمسة اجزاء 2000-2003
* امير الطيور (الدوحة 2001)
* عودة الرجل السابع ...مجموعة قصصية( بغداد 2002 )
*نصف نافذة تبكي ،مجموعة قصصية (بغداد 2003)
*الطحالب (مجموعة قصصية) ، دمشق 2004
*انثى من دخان ، رواية 2021
*لن تفر مني ، رواية2023
*اغصان متكسرة ، رواية2022
*هذا اليم من انسجتي ، رواية2014
* لا احد في الحي ،رواية2024
*مرفأ لايتسع للحب ،مجموعة قصصية2014
*فانجي ، مجموعة قصصية2022
طبعا اعماله هذه ، صدرت عن جهات عديدة منها دار الشؤون الثقافية العامة العراقية ، ودار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع في الدوحة بقطر والاتحاد العام للادباء والكتاب العرب بدمشق وجهات اخرى .
صدرت له مؤخرا رواية بعنوان (نهر الاباطرة ) 2019 ، وفازت روايته (عطش الحمائم ) بالمركز الثالث للهيئة العامة لقصور الثقافة في القاهرة - مصر . وله رواية بعنوان (الشهوان) .وقدمت عن روايته (ضباب انثى ) رسالة ماجستير في فرع اللغة العربية بكلية اللغات والثقافات الدولية - جامعة الاديان والمذاهب بعنوان ( بناء الشخصية في رواية ضباب انثى لابراهيم سليمان نادر ) ، قدمها الطالب ابراهيم حمدي عمر بإشراف د.سيمين ولوي ود. صادق ابو غبيش .
شكرا لاخي وصديقي الاستاذ الكاتب والقاص والروائي ابراهيم سليمان نادر الذي وضع بين يدي كل نتاجه المعرفي ، وادعو النقاد للعودة الى أعمال الاخ والصديق الاستاذ ابراهيم سليمان نادر ، ودراستها وتقديم ما يليق بها .. مع تمنياتي له بالتقدم والبهاء . الموصل مساء 6-10-2024


يوم كان الفريق الركن جعفر باشا العسكري متصرفا للواء الموصل 1923-1924


 


يوم كان الفريق الركن جعفر باشا العسكري متصرفا للواء الموصل 1923-1924
قد لايعرف كثيرون ان السياسي والعسكري العراقي الكبير الفريق الركن جعفر باشا العسكري 1885-1936 ، كان متصرفا للواء الموصل (محافظة نينوى) وفي مثل هذا اليوم 4-11-2024 اي في 4-11-1923 تسلم منصبه قبل (101) سنة ، وفي ظروف صعبة كانت فيها تركيا تطالب بولاية الموصل والتي انتهت سنة 1926 .كان جعفر العسكري من بناة العراق الحديث وهو من اسس الجيش العراقي ووضع تشكيلاته ، واصبح اول وزير للدفاع وقد اغتيل في انقلاب 29 تشرين الاول-اكتوبر سنة 1936 ودفن في المقبرة الملكية ببغداد ولي مقال عنه منشور في مدونتي (مدونة الدكتور ابراهيم العلاف) ورابطها التالي :
https://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/.../1887-1936-87... وقد استمر في منصبه متصرفا للواء الموصل الى كانون الثاني - يناير سنة 1924 وخلفه المتصرف السيد عبد العزيزبك القصاب .
كان جعفر العسكري اداريا فذا ، وعسكريا متميزا قائدا يتمتع بأخلاق رفيعة ونبيلة واه تاريخ ثر . وقد احبه الموصليون والعراقيون عامة ومازالوا يمتدحونه ويتذكروته وبينه وبين نوري السعيد رئيس وزراء العراق المزمن (الف 14 وزارة) مصاهرة ويصلح موضوع (جعفر العسكري متصرفا للموصل1923-1924 ) للدراسة الجادة ...................ابراهيم العلاف 4-11-2024

قصة الشيخ عبد الله الفاضل العنزي (ساري العبد الله)


 



قصة الشيخ عبد الله الفاضل العنزي (ساري العبد الله)
- ابراهيم العلاف
وانا اقلب في صفحات العدد الفصلي الاول لسنة 1986 من مجلة (التراث الشعبي) العراقية ، والعدد (907) السنة (18) من مجلة (الف باء ) الصادر في 12 من شباط 1986،إستذكرت ما كتبه الاخ الدكتور محمد عجاج جرجيس الكاتب والباحث التراثي المعروف عن قصة حياة الشيخ عبد الله الفاضل العنزي ، هذه القصة التي تجسدت قبل سنوات في مسلسل تلفزيوني جميل ومثير ، ومحزن بعنوان (ساري العبد الله ) وقد ادى الفنان الاستاذ طلحت حمدي دوره باتقان شديد ملفت للنظر . الممثلة الفنانة الكبيرة منى واصف قامت بدور أم ساري والممثل الفنان عبدالرحمن آل رشي قام بدور أبو ساري اما مقدمة المسلسل فكانت من اداء الفنان مصطفى نصري .
وقد اخبرني الدكتور احمد صالح مشكورا بإن الدكتور محمد عجاج جرجيس أصدر كتابا عن الشاعر عبدالله الفاضل (ساري العبدالله) مطلع ثمانينات القرن العشرين ،وانه هو من قام بمراجعته والتقديم له.
وقد اقترنت القصة بالعتابا ؛ فللشيخ عبد الله الفاضل العنزي الكثير من الشعر في هذا الباب ، والدكتور محمد عجاج جرجيس بذل جهودا كبيرة من اجل ان يوفر المعلومات ويجمع الروايات من بدو العراق وبدو سوريا وهم الذين كانوا ولايزالون يتناقلون شعره شفاها .كما عني بالهوامش ، وثبت الروايات ، وما كتب عنه من حكايات واساطير وحقائق .
وقصة الشيخ عبد الله الفاضل العنزي ، تتلخص في أنه اصيب بمرض (الجدري ) مما حدا بأهله - على عادة البدو - ان يتركوه وحيدا بعد ان حاولوا جاهدين علاجه ولم يبق معه الا كلبه (شير ) وبيت صغير من الشعر يضمه الى ان يأخذ الله أمانته .وتشاء الصدف ان يمر به رجل من (الصلبة ) وهم اي الصلبة متخصصين بالطب يسمى (أبو الخلا ) فيعالجه ، ويشفى ويبدأ تنقله بين القبائل وصار الشيوخ يسمعونه وحظي بالتكريم منهم ومن هؤلاء الشيخ زور تمر باشا المللي ، شيخ عشيرة المللي الكردية.
حاول اهله ارجاعه الى قبيلتهم ، لكنه فضل الاستقرار في مدينة حماة بسوريا ، وتزوج امرأة حضرية انجبت له اولادا .
ويقال ان ساري العبد الله عندما عاد الى اهله ولم يجد امه ولا ابوه على قيد الحياة ولم يعرفه اي فرد من القبيلة عندها قرر الرحيل تاركا ألماً ولوعة لا تقل عن ألم ولوعة محنة الجدري.
الدكتور محمد عجاج جرجيس اورد ابياتا من (العتابا) التي نسبت للشيخ عبد الله الفاضل ومعظمها توثق لحوادث معينة او لمشاهد انسانية عاناها الشاعر ، وهي ابيات رائعة وعذبة ورقيقة مكتوبة بلغة اهل البادية وفي مكتبتي ديوان الشاعر عبد الله الفاضل بعنوان (ديوان عبد الله الفاضل وقصة حياته ) تأليف الاستاذ أحمد شوحان ، وفيه يتناول جوانب من حياته ومنها انه قد ولد حوالي سنة 1800م وهو من عشيرة (الحسنة) احدى فروع قبيلة العنزة العربية الاصيلة . ولد في منطقة العلا وتقع بين تدمر شرقا وحمص وحماة غربا .
"هـلي بالـدار خـلوني وشـلهـم / بلـيـل وحـس حاديـهم وشلهم"
ومما قاله :
يدار العز بيج الدهر بدل
وراحو اللي يخلون الهيل بالدل
زمان الشوم بالنفلين بدل
شواهين وتكفاهم عكاب.
بالرغم مما حدث له ، كان يعتز بأهله ، ويدافع عنهم ، ويُظهر قدرهم وكرمهم..
لنسمعه يقول :
هلي الما لبسو خادم سملهم
وبكبود العدا نابت سملهم
أن كان اهلك نجم اهلي سملهم
وكثير من النجم علا وغاب..
ومما قال :
هلي لو شح كوت الناس عدنا ...
كرام واليتيم يعيش عدنا ..
عكب ماجنا ذرى للناس عدنا ..
انتذرى بالذي مالو ذرى ..
وهلى مالبسوا خادم سملهم ..
وبكبود العدى طايح سم الهم ..
انجان اهلك نجم اهلي سما الهم ..
جثير من النجم علا وطار
وقال :
معلوم ...
ثوب العيرة ما يدفي
و إن كان دفى ما يدوم
اللي يترك أهله و يتغرب
لازم يلقى دوم هموم
اللقمة اللى ياكلها بغربة
تنزل تهري كأنها سموم
معلوم ...
وقال :
هلك شالو علامك حول ياشير
وخلولك اعضام الحيد ياشير
يلو تبجي ابكل الدمع ياشير
هلك شالو على حمص وحمى
كثيرة ، هي الحكايا التي يمكننا ان نرويها عن قصة هذا الشاعر وعن حنينه لاهله وزوجته (ثريا) وعن علاقته بأحد شيوخ الجزيرة تمرباش وعن سعيه لاجراء الصلح مع عشيرته ، وهي قصة مؤلمة وقمين بشاباتنا وشبابنا ان يطلعوا عليها لما فيها من قيم انسانية ودروس تفيدهم في حياتهم العامة .

ابراهيم خليل العلاف يُحاضر في مجلس أُسر وعوائل الموصل


 




ابراهيم خليل العلاف يُحاضر في مجلس أُسر وعوائل الموصل
الساعة السادسة من يوم الاربعاء 6/11/2024 في مقر المجلس الكائن في
في (حي الطيران) وعنوان المحاضرة :" كتابة تاريخ الأسر والعوائل والبيوتات في الموصل ..وقفة تاريخية نقدية) .........يقدمه الاستاذ يسار الدرزي واهلا وسهلا بالمحبين والمهتمين

العراق في كشاف الهلال 1914-1936


 


العراق في كشاف الهلال 1914-1936
من الاعمال الكبيرة المبهرة حقا قيام دار الهلال بمصر الحبيبة بإصدار كشاف لما نشر في مجلة "الهلال " منذ ان صدرت مجلة الهلال 1892 وحتى 1936 وعلى مدى جزئين واود ان اورد لكم قائمة بما نشرته في الفترة من 1914 وحتى 1936
من ابرز مانشر :
1.مابين النهرين مهد البشرية
2.كلمة عراق بحث في اصلها ومعناها بقلم رزوق عيسى
3.تاريخ الثورة العراقية واحوال العراق بعد الاحتلال الانكليزي بقلم انيس الصيداوي
4.كيف استقل العراق ؟دولة تنشأ في عشر سنوات بفلم كريم ثابت
5. في الشرق العربي تقلبات وتطورات سياسية خطيرة
6.الملك فيصل يلقي خطاب العرش في حفلة افتتاح البرلمان العراقي 1932
7.آثار وحضارة مابين النهرين
8.ميراث سنة 1832
9. تجارة العراق في عهد العباسيين بقلم الاستاذ يوسف رزق الله غنيمة
10.حكاية البترول في الموصل
11. ينابيع البترول في مابين النهرين
12.نهضة الشرق العربي وموقفه ازاء المدنية الغربية بقلم الشاعر الفيلسوف جميل صدقي الزهاوي
13. يمشي على رأسه قصيدة للشاعر الكبير شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري
14.ذكرى لبنان قصيدة للشاعر الكبير معروف الرصافي
15.الحق والقوة قصيدة لمعروف الرصافي
16.معترك الحياة لمعروف الرصافي
17.منزلة العلم في المجتمع الانساني لمعروف الرصافي
18. في ملعب كرة القدم لمعروف الرصافي
19.ضلال التاريخ لمعروف الرصافي
20.يادهر لمعروف الرصافي
21.المرأة في الشرق لمعروف الرصافي
22.عهد الصبا لمعروف الرصافي
23.سيارة للشيخ كاظم الدجيلي
24.زمن الورد لكاظم الدجيلي
25.النفس لكاظم الدجيلي
26.صحبي وخلاني لكاظم الدجيلي
27.هل انتِ شاعرة فإني شاعر لكاظم الدجيلي
28 .سيارة طيارة باخرة للشيخ كاظم الدجيلي
29. عوامل الحياة للشيخ كاظم الدجيلي
30.دمعة على باحثة الجزيرة للاستاذ محمد امين جمال الدين
31. يابني الشرق قصيدة للشاعر الكبيراحمد الصافي النجفي
........................مع تحياتي : ابرهيم العلاف

في يوم إغتيال اسحاق رابين رئيس وزراء اسرائيل 4-11-1995

                                                                      انور السادات واسحاق رابين 

في يوم إغتيال اسحاق رابين رئيس وزراء اسرائيل 4-11-1995
وللتاريخ وللتاريخ فقط ، فإن السجلات والمستندات والوثائق التاريخية تتحدث اليوم 4 من تشرين الثاني - نوفمبر 2024 ، عن انه في مثل هذا اليوم أي في يوم 4-11-1995 وقبل (29) سنة ، أُغتيل رئيس وزراء اسرائيل (اسحاق رابين ) من قبل متطرف يهودي اسمه (إيجال عامير) احتجاجا على مافعله رابين حين وقع على معاهدات ماسمي بالسلام ومنها (اتفاقية اوسلو ) مع ياسر عرفات و(اتفاقية كامب ديفيد) بين مصر واسرائيل في عهدالرئيس المصري انور السادات الذي اغتيل هوايضا للسبب ذاته من قبل خالد الاسلامبولي يوم6 تشرين الاول - اكتوبر 1981
واسحاق رابين ( 1922 - 1995) سياسي إسرائيلي وجنرال عسكري سابق في الجيش الإسرائيلي ورئيس وزراء إسرائيل تقلّد هذا المنصب في فترتين؛ الأولى من 1974 إلى 1977 والثانية من 1992 انتهت بإطلاق الرصاص عليه ومقتله في 4 تشرين الثاني - نوفمبر 1995 . وكما هومعروف فإن رابين ابتدأ حياته العسكرية ضمن ما كان يسمى بفصائل الهاجاناه . وفي الصورة رابين مع الرئيس المصري انورالسادات 1918-1981...................ابراهيم العلاف

 

داود صليوا (1852-1921) وجريدة صدى بابل (البغدادية ) في الذكرى ال (103) لوفاته

                                                                  داؤد صليوا وجريدته (صدى بابل) 



داود صليوا (1852-1921) وجريدة صدى بابل (البغدادية ) في الذكرى ال (103) لوفاته
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل
منذ زمن طويل، كتبت عن الصحفي والشاعر والمعلم والكاتب الموصلي داؤود يوحنا الشماس صليوا وجريدته التي اصدرها ببغداد في 13 اب سنة 1909 بأسم "صدى بابل " ، والتي كانت من الصحف الرائدة في العراق شكلا ومضمونا .
ومع انني احتفظت ً بمسودات مقالي هذا قرابة40 سنة خاصة وانني في مطلع السبعينات من القرن الماضي قد رأيت اعدادها كاملة في المكتبة الوطنية ببغداد واقتبست منها الشيء الكثير .فقد تابعت كل من كتب عن هذه الجريدة العتيدة .. ولعل ابرز ما رأيت المقال المنشور في الجزء السادس من " الموسوعة الصحفية العربية" 1997 عن مؤسسها داؤود صليوا .
داؤود صليوا من مواليد الموصل في 6 تشرين الثاني سنة 1852 وعند بلوغه العاشرة تخرج في المدرسة الكلدانية البطرياركية الابتدائية ثم درس الاداب العربية والنحو ،والصرف والبلاغة على يد احد علماء الدين المسلمين في الموصل وهو الشيخ يوسف باشعالم .كما درس على يد المطران ميخائيل نعمو والبطريرك عبد يشوع خياط
..عّين بعد تخرجه معلما ثم مديراً للمدرسة الكلدانية البطريركية وكان يتقن اللغتين الفرنسية والإنكليزية فضلاً عن السريانية والعربية. كان شاعرا وقد تفرغ للمديح وذكره "معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين " فقال : بأن قصائده نشرت في جريدته: «صدى بابل» أعوام صدورها، ومنها: «قال يمدح البطريرك» - العدد 24، و«العقد الوضاح في مدح الشيخ مبارك باشا الصباح» - العدد 25، و«قلائد العقيان في مدح السردار الأرفع الشيخ خزعل خان» - العدد 27، و«سناد الفرقدين في امتداح شيخ البحرين» - العدد 32، و«يتيمة الأقراط في مدح سمو السلطان فيصل سلطان مسقاط» - العدد 33، و«رثاء الشيخ عبدالعزيز آل إبراهيم» - العدد 47، و«الركن المرسوخ في تهاني سلالة أكرم الشيوخ الشيخ عبدالله بك الفالح» - العدد 54، و«السفر الميمون في وداع الشيخ عبدالله بك آل سعدون» - العدد 55، و«الورد الأزهر في مدح الكونت جبرائىل أصفر» - العدد 59، و«الدر المكنون في مدح الشيخ سعدون» - العدد 60، و«حسن الافتخار: صاحب العطوفة السيد طالب بك نقيب الأشراف» - العدد 93، و«تهنئة السيد موسى الكيلاني القادري بشهر رمضان» - العدد 97، و«العقد الفريد في تهاني عيد الجلوس السعيد»، و«عيد الميلاد المجيد»، و«عيد الفصح المجيد»، و«حنين المشتاق إلى لقاء وزير العراق»، و«العقد الأنضر في مدح الكونت جبرايل آصف»، وذكر في ترجمته المنشورة بجريدته «صدى بابل» - العدد 89 - 22 من مايو 1911 أن له ديوانًا كبيرًا فيه نسيب ومدائح وتهانٍ ومراثٍ وتاريخ، ولا يعرف مصير هذا الديوان.
جاء في قصيدته التي مدح فيها شيخ البحرين وبعنوان :" سناء الفرقدين في امتداح شيخ البحرين " الشيخ عيسى بن علي ال خليفة 1869-1932
الى البحرين ياصحبي مسيري ****فجدي يانياق بنا وسيري
الى شيخ به الاحسان يسمو ****ويحيا بأسمه العالي الشهير ِ
كما مدح السيد طالب النفيب بقصيدة جعلت والي بغداد جاويد باشا بعد نشوب الحرب العالمية الاولى سنة 1914 يصدر أمرا بنفيه الى الاناضول ومما قاله في قصيدته : :
بلغت ذرى المجد الذي انت راغب
ونلت مقاماً في العلى انت طالب
تولعت في نيل المعالي ومجدها
من المهد طفلا قبل ان طر شارب
فارمق بفضل من معاليك تحفه
اليك صدى التاريخ زف الغرائب
فجاءت يوم العرفى تلثم كفكم
فنالت بعز من رضاك الرغائب
وبقي منفياً في الاناضول سنتين ومعه في المنفى الاب انستاس الكرملي والشاعر عبد الحسين الازري.
سافر الى بغداد سنة 1875 وعمره قرابة 22 سنة وظل يعمل في سلك التعليم قرابة 30 سنة الا انه كان يحب الصحافة ويتوق لان يصدر جريدة خاصة وانه كان يحمل شعورا معاديا للعثمانيين وقد تهيأت له الفرصة بعد اجواء الحرية والانفتاح الذي شهده العراق بعد نجاح حزب الاتحاد والترقي في الوصول الى الحكم وخلع السلطان عبد الحميد الثاني 1876-1909 .. لذلك ترك التعليم وانخرط في العمل الصحفي ، وأصدر جريدته "صدى بابل "في 13 اب 1909 وذلك بالتعاون مع الباحث والكاتب والوزير فيما بعد الاستاذ يوسف رزق الله غنيمة .
وقد عرفت " جريدة صدى بابل" بوقوفها ضد سياسة التتريك واستمرت بالصدور حتى قبيل اندلاع الحرب العالمية الاولى اب1914 .تعرض داؤود صليوه للاعتقال عدة مرات كما نفي الى ولاية قيصرية بسبب مواقفه المناؤئة للعثمانيين وبعد ان قضى في النفي سنتين عاد الى بغداد فمرض واصيب بالذبحة الصدرية وقد فقد بصره في أخريات حياته ،وتوفي في 4 تشرين الثاني 1921.
أما الاستاذ يوسف رزق الله غنيمة (1885-1950 ) الذي اشترك مع المعلم داؤود صليوا في اصدار جريدة "صدى بابل " ، فهو من رجالات العراق الذين أسهموا في بناء الدولة العراقية الحديثة .. وهو من مواليد مدينة بغداد وبعد ان انهى دروسه سنة 1906 اتجه نحو العمل الحر لكنه كان صديقا للمعلم داؤود صليوا فساعده في اصدار جريدته "صدى بابل "سنة 1909 وفي سنة 1919 أسس مع عدد من اصدقائه مكتبة في بغداد بأسم "مكتبة دار السلام " .وقد كتب عنه الاستاذ حميد المطبعي في موسوعته "موسوعة اعلام وعلماء العراق "2011 فقال ان مكتبة دار السلام كانت –بحق –نواة للمكتبة الوطنية حاليا .وقد انتخب عضوا في مجلس ادارة بغداد سنة 1922 وفي سنة 1923 انتدب لتدريس مادة تاريخ مدن العراق في دار المعلمين العالية كما انتخب سنة 1925 نائبا عن بغداد وفي سنة 1928 عين وزيرا للمالية وتكرر استيزاره للمالية اكثر من مرة لكفاءته وخبرته ووطنيته وفي سنة 1941 عين مديرا عاما للاثار القديمة وكان واسع الاطلاع على اثار العراق حتى انه الف كتبا عن العراق منها كتابه : "محاضرات في مدن العراق " 1924 و"تجارة العراق قديما وحديثا " 1922 و"نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق "1924 وله كتاب بعنوان :" رسالة برديصان والبريدصانية " الفه سنة 1920 وكان قاصا وروائيا ومن قصصه "الاوهام " نشرها سنة 1910 في مجلة "خردلة العلوم " ومن رواياته :"رواية غادة بابل " والتي نشرفصولا منها في مجلة "لغة العرب " بين سنتي 1927-1928 .كان يحب الصحافة وله مقالات كثيرة في صحف ومجلات عراقية وعربية واجنبية وهو يتقن لغات عديدة منها الفرنسية والتركية والانكليزية والكلدانية.. وقد اصدر جريدة ببغداد بأسم "السياسة " سنة 1925 كما كان يكتب في مجلة "المشرق " وهو مترجم متميز ومن المجلات العربية التي كتب فيها مجلة "المقتطف " ليعقوب صروف .في سنة 1944 عين وزيرا للتموين وبعدها بسنة اختير ليكون عضوا في مجلس الاعيان وقد مرض وسافر خارج العراق للمعالجة وقد توفي في لندن سنة 1950 ونقل جثماته الى بغداد حيث دفن فيها .كان الاستاذ يوسف رزق الله غنيمة رجلا نظيفا نزيها مخلصا لوطنه وقد نشر ولده (حارث ) كتابا عن رحلات أبيه خارج العراق وكثيرا ما كنت التقيه في محلة السنك حيث كان يعمل محاميا بغداد في السبعينات فيتحدث عن والده بفخر واعتزاز وكنت اشاركه هذا الفخر لما كنت أعرفه عنه من سعي حثيث لخدمة العراق وبناءه بناءا ديموقراطيا قويا .
كان داؤود صليوه مؤمنا بفكرتي التقدم والحرية .. ويعد من رواد الصحافة الحرة في العراق .. وكانت له صداقات واسعة مع رموز النهضة العربية المعاصرة امثال ابراهيم اليازجي ، وجرجي زيدان .وكان اسلوبه في الكتابة متميزا فهو يجمع بين الظرافة والجدية وكثيرا ما انتقد العثمانيين ومن بعدهم المحتلين الانكليز .
ألف عددا من الكتب منها :
• " المحاق في ترجمة شهيد الإصلاح ناظم عقد العراق "وهو ترجمة ذاتية لسيرة ناظم باشا والي بغداد 1913
• العقد الثمين لتحلية جيد المعربين
• نفح العرف في خلاصة الصرف
• النقاوة في علم النحو
• الدر المختار في نظم الاشعار
• رسالة في علم المنطق
• مختارات صدى بابل
• الردود بقلم المعلم داود
• ديوان ابن صليوا
كان داؤود صليوا يرى في الصحافة وسيلة من وسائل التواصل الانساني لذلك قال في افتتاحية العدد الاول من جريدته :"صدى بابل " لايخفى ما للجرائد في الجامعة الانسانية من مكان.. وما يتوقف عليها من اصلاح شؤونها في حالتيها المدنية والسياسية لاسيما في هذا العصر وهي المهيع (الصوت الشديد ) لتعريف الاقوام بعضهم ببعض .. على بعد المسافة . وشط المزار.. وشد عرى الوثاق بين البلاد والامصار .. وهي العامل في تأليف القلوب وتنافرها بين المحب والمحبوب ، وهي المحرك الاول الى الارتقاء في سلم النجاح ، والمنادي حي على الفلاح "
اصدر داؤود صليوا ببغداد العدد الاول من جريدة "صدى بابل " في 13 اب سنة 1909 (27 رجب 1327 هجرية ) .. وجاء في ترويستها انها "جريدة سياسية تجارية أدبية اخبارية خادمة لترقي الوطن " .وقد ظهرت في بعض اعدادها ترويسة اخرى تشير اليها السيدة زاهدة ابراهيم في "كشاف بالجرائد والمجلات العراقية " 1976 تقول بأنها "جريدة يومية سياسية عربية " صاحبها ومديرها المسؤول المعلم داؤود صليوا ويوسف غنيمة " .
في العدد الصادر في 20 تشرين الثاني 1910 نشرت مقالا افتتاحيا بعنوان :" نصح مشفق لوطنه ومسقط رأسه الموصل الحدباء " اغلب الظن ان رئيس التحرير داؤود صليوا هو الذي كتبه، وجاء فيه انه يوجه نداءه الى الشباب الموصلي ، ويدعوه الى احياء العلوم والاداب اللتين تتميز بهما الموصل سابقا وطلب منهم شن حرب ضد الجهل .. ولم ينكر الكاتب وجود نخبة من علماء الدين والادباء في الموصل .. ولكنه تساءل وهو يوجه كلامه الى الجيل الجديد :" اترى هذا كافيا لك في هذا الدور السعيد ..الدور الذي تلألأت فيه انوار الاداب، بفضل الدستور والحرية ،حيث اطلقت ايادي الصحفيين من قيد الاستبداد ...ها قد تسنى لك بفضل الدستور انشاء المطابع ، ونشر الجرائد والمجلات التي هي الرائد الوحيد ، والداعي الفريد لاصلاحك وصلاحك وترقي حالك فلا تغض الطرف عنها أو تحسبها وريقة بالية لافائدة لك فيها ..فهاهي قد كنزت لك من خلال أسطرها كنزا من النبل وذخيرة من الاصلاح ...انظر ما حولك من البلدان التي ثقفها العلم ومدنتها الاداب ..." .ويختم الكاتب مقاله بالتساؤل :" اليست هي الجرائد التي اضحت لهم مشكاة اجتازوا بنورها تلك الظلمات؟ " . ثم وجه كلامه الى ابناء ملته (المسيحيين )ونوه بأعمال صاحب الغبطة مار يوسف عمانوئيل في افتتاح المدارس وتعمير دور العلم لابناء ملته الكلدانية وطلب اليهم مساعدته والوقوف معه ..." .
وبعد ذلك .. وفي عددها التالي الصادر في 27 تشرين الثاني 1910 نشرت خبر احتفال ابناء الطائفة الكلدانية في الموصل بأفتتاح المكتب الاعدادي الكلداني (المدرسة الاعدادية الكلدانية ) بأحتفال مهيب حضره مدير المعارف ، وصاحب الغبطة مار يوسف عمانوئيل بطريارك الكلدان وكان معاون مدير المكتب الاعدادي القس سليمان صائغ ومدير المكتب جبرائيل نعمو .ومن الجدير بالذكر ان كاتب هذا الخبر هو ميخائيل الشماس يوسف حداد .
في العدد الصادر في 12 رمضان 1328 هجرية نشرت جريدة صدى بابل خبرا يقول :" كان في البلاد العثمانية سبعة فيالق الى الان ، فقررت نظارة الحربية (وزارة الدفاع ) جعلها 14 فيلقا بهمة بطل الحرية محمود شوكت باشا .
كانت جريدة صدى بابل تتابع اخبار العشائر العراقية وموقفها من الانتخابات ، ففي عددها الصادر في 3 اذار سنة 1912 قالت وبعنوان :" العشائر والانتخاب " : لقد وقف –وايم الحق – موقف حيرة كل عربي ..وقف على نظر الحكومة السنية في عدم ادخال العشائر في سلك الانتخاب مع العلم انهم خاضعين للدولة ويدافعون عنها وينصرونها وقت الضيق ...ان للعشائر العربية الحق الصريح في انتخاب نواب لهم في مجلس الامة " .
وفي العدد نفسه قالت انه كان لاوامر الاسراع في الانتخابات أثر في غياب كثير من مبعوثي مجلس المبعوثان (النواب ) المنحل لاتهم لم يصلوا الى العراق من الاستانة الا بعد حوالي شهرين من بداية الانتخاب . فعلى سبيل المثال قدم من الاستانة مبعوث الديوانية شوكت باشا ومبعوث المنتفك محسن بك (السعدون ) متأخرين .
وقد نشرت في العدد الصادر في 28 نيسان سنة 1912 نشرت مقالا تقول فيه :"ياقوم ان جمعية الاتحاد والترقي –وحقكم- لاغاية لها ولا مأرب الا حراسة القانون الاساسي (الدستور ) فهي تعمل لسعادة الدولة واللاد وراحة الامة ...فكفوا ياقوم ان ترموها بأسهم الغايات ..." .
وتحت عنوان " فسخ المجلس النيابي " كتبت في عددها الصادر في 9 اب سنة 1912 تقول :" اجتمع بعض الوكلاء من الاعيان وتذاكروا سرا بشأن فسخ مجلس الامة فسخا قانونيا .. فقبل فسخه بأكثرية الاراء أي بثمانية وعشرين صوتا ضد خمسة اصوات ...وقد اثبتت الاخبار الواردة من الاستانة ان سبب سقوط الوزارة كان قيام ضباط الجيش العثماني واجهارهم بسخطهم على جمعية الاتحاد والترقي وطلبهم اسقاط اركانها وحل مجلس المبعوثان (النواب )وتشكيل وزارة غير مجارية للاتحاديين في مأربهم ومقاصدهم .وقد اعلن الضباط انهم مصممون العزم على ابعاد رجال الجيش ...عن مناصب الحكومة والعهد الى مختار باشا لتأليف الوزارة " .
بعنوان :" الانتحال في الانتخاب والمخاتلة فيه " كتبت جريدة "صدى بابل " في عددها الصادر في 11 شباط 1912 تقول :" ان كثيرين من الذين يجهدون في انتخاب المبعوثين والنيابة عن الامة أخذوا يغرون الصحافيين ايضا لعدم كفاءتهم ، وقلة اعتمادهم عليهم وقد خصصوا مبلغا لاقناع يراع الكاتب .. للجري في ميدان ترشيحهم او انتخابهم ،فأقول لاولئك ان كنتم من القوم الكفوئين المقتدرين فلا حاجة الى هذا التكلف ..." .
كانت جريدة صدى بابل تنقل عن الصحف التي تصدر في الاستانة فعلى سبيل المثال نقلت في عددها الصادر في 17 اذار سنة 1912 عن جريدة "السيف " (قليج ) التي نشرت في عدد 18 شباط 1912 قولها انه من الضروري ان يكون المبعوث أي النائب على دراية باللغة التركية لان اللغة التركية والمباحثات في المجلس بهذه اللغة فاذا كان المبعوث قاصرا بها يصبح كحجر ملقاة على كرسي لايفيد ولايستفيد وربما أضر بأشياء كثيرة كما يجب.. وضمير حر ونظيف ..." . ثم تقول :" اننا اذا وزنا برنامج حزب الحرية والائتلاف رأينا فيه لامحالة رجوحا بينا على ماسواه من الاحزاب ...ومن يسعى بأستعمال الجبر والشدة أو غيرها من الوسائط لنيل المطلوب من الانتخاب " .ونقلت جريدة صدى بابل عن جريدة الزهور الاتحادية قولها :" ان حزب الاتحاديين لم تؤيد افعالهم برنامجهم .. وعليه فلم ينل ناصرهم قصب السبق بينما حزب الحرية والائتلاف فمع دلالة برنامجه على حسن نواياه يسلم فعل اتباعه " .
وانتقد جريدة "صدى بابل " ما شاع بأن الوالي في دمشق أرسل تعميما سريا لمأموري الملحقات بالسعي وراء انتخاب مرشحي جمعية الاتحاد والترقي وتساءل محرر الصدى :" لست أدري أجميع الولاة في كل الممالك العثمانية يقدمون على ما اقدم عليه والي دمشق فيفسدون الانتخاب ويغشون الدولة والامة والوطن أو يتركون الشعب بحال وجدانهم وحرية ضمائرهم " .
تابعت جريدة صدى بابل ما كان يحدث في الدولة وخاصة في الولايات العراقية من انتفاضات وحركات مسلحة ضد الدولة ومن ذلك متابعتها "انتفاضة الشيخ عبد السلام البارزاني " وخروجه –كما قالت –على الحكومة في قضاء عقرة .. واشارت الى ان الحكومة ارسلت عليه حملة من الجند من كركوك وراوندوز ووان والموصل ، فلما علم بما تريده به الحكومة من الهلاك لجأ الى حضرة الوالي الذي طلب منه الحضور شخصيا لكنه رفض فأقتربت العساكر من مراكزه واحاطت به وبرجاله واعادت الوسام الذي سبق ان حازه من الدولة بواسطة امير اللواء اسعد باشا قومندان الفيلق السادس وهذا مال ماجاء مما نشره الوالي في جريدة الولاية الرسمية (موصل ) ..." وبشأن استعادة الوسام قالت جريدة الولاية الرسمية :" ان الرتب واوسمة الدولة انما يستحقها من يخدم الوطن والله والدولة بأمانة خدمة جليلة ، ولما كان الشيخ عبد السلام أفندي شيخ بارزان أتى بالتمرد والعصيان والخروج على الدولة مع نهب قرى القضاء عوض ماكان يطلب منه من الاعمال الجليلة دلت افعاله على انه ليس بأهل لهذه الانعامات وعليه فقد أعدنا هذا الوسام الى مراجعه " .وتابعت جريدة صدى بابل الموضوع وقالت ان الشيخ عبد السلام افندي شيخ بارزان ذهب الى ايران لكن ايران طردته .. ولم يلبث ان عاد الى الاراضي العراقية فأنقضت عليه القوة العسكرية العثمانية وسلمته محفوظا الى السجن في الموصل " . وكما هو معروف فقد صدر امر بأعدامه وشنق في ساحة باب الطوب في الموصل .
في عددها الصادر في 4 شباط 1910 اشارت الجريدة الى ما اسمته اشهار اي اعلان الاحكام العرفية في بلاد اليمن مدة ثلاثة أشهر .
كما قالت ان الحكومة العثمانية ابلغت الحكومة البريطانية منع تصدير الحبوب من ولايات الموصل والبصرة وبغداد الى الخارج والى حين صدور أمر آخر .
ونشرت في العدد نفسه ان البريد الاخير تضمن خبرا يقول ان الحكومة البريطانية (الانكليزية كما كانت تسمي الحكومة البريطانية ) تلقت خطاب المسيو بيشون وزير خارجية فرنسا عن خط بغداد الحديدي بوافر الارتياح " ووصفت جريدة التايمز مقالات افتتاحية ذكرت فيها ان فرنسا لم تزل متمسكة كل التمسك بالمبادئ التي صرح بها المسيو دلكاسيه سنة 1902 وان انكلترا توافق على ما اقترحه المسيو بيشون من جعل الخط مشتركا بين الدول ، لكنها تشترط شرطين اولهما : ان لايكون اشتراك الدول في الخط عاما لكن خاصا اي ان يعطى لكل من الدول فرع خاص من فروع الخط ويترك لانكلترا الحق في مراقبة الفرع المار في مابين النهرين (العراق ) .أما الشرط الثاني فهو ان لايلحق هذا الاتفاق ضررا بالمالية العثمانية .وفي هذا اشار الى الضمانة الكيلومترية الممنوحة لالمانيا التي سبقت فأعلنت انها تراها باهظة جدا .وكانت جريدة "نوفو فريميه "الروسية قد كتبت تقول : ان الدولة الروسية لاتود ابدا ان تكون عثرة في سبيل ارتقاء الدولة العثمانية ويدلك على ذلك مسألتان هما زيادة المكوس (الكمرك )وسكة حديد بغداد ،فأن المتمولين الانكليز والالمان والفرنسيين الذين اجتمعوا لانجاز هذا المشروع يطلبون من الحكومة ضمانة لفوائد اموالهم التي يدفعونها وليس لها سبيل لاداء هذه الضمانة الا بزيادة المكوس فلا غرو أن رضيت به تلك الدول .. أما روسيا فليس لها نصيب في تلك السكة ورضاها بالزيادة يعود على صناعتها وتجارتها بالضرر فبات من الواجب ان تأخذ بعض الضمانات .
وعادت الجريدة لتتابع اخبار مد السكك الحديد ، ففي عددها الصادر في 17 ايلول قالت ان احد المستثمرين الاميركان طلب امتيازا لمد خط حديدي يوصل ارضروم بثغور وان وبلاد مابين النهرين العالية (شمالي العراق ) والبحر الاسود مارا بسامسون .وقد عين لهذا المشروع رأسمال عشرين مليون ليره عثمانية دون ان تطلب ضمانة كيلومترية على ان يسمح له بما يستخرج من المعادن على بعد عشرين كيلومترا من كل جهة .فطرحت هذه المسألة في موضوع البحث في مجلس المبعوثين وبعد مناقشات طويلة احيلت الى ناظر النافعة للتداول فيها مع الطالب المذكور " وفي العدد نفسه نشرت خبر عودة نيافة القاصد الرسولي الى بغداد من الموصل (جان درور ) .
واهتمت جريدة صدى بابل بالقضايا الدولية فأشارت في عددها 13 اب 1909 الى مسألة جزيرة تكريت .. وقالت ان هذه هي من أهم المسائل السياسية الحاضرة لدى الدولة العثمانية ولدى الدول الاوربية نفسها . وقد ذكرت بأن مركز جمعية الاتحاد والترقي في سلانيك مذكرة في جميع الصحف عن مسألة كريت وقدمتها الى وزارات الخارجية الفرنسية والبريطانية والروسية والايطالية جاء فيها :" ان العثمانيين لايقبلون ان ينسلخ من جسم مملكتهم الاقليم (كريت ) الذي افتتحوه بدمائهم ...ولايوافق العقل ولا الشرع ولاقوانين حقوق الدول ان تنزع عنا حقوقنا بكون قسم من اهالي كريت لايريدون التبعية العثمانية " .
تحدثت جريدة صدى بابل عن ما اسمته "مطالب المسيحيين بنشر الوية الحرية والدستور في الموصل " وقالت في عددها الصادر في 13 اب سنة 1909 ان غبطة بطرييارك الكلدان مار يوسف عمانوئيل تشرف بالمثول لدى جلالة السلطان محمد خان (محمد السادس ) وكان برفقة البطريارك مبعوث (نائب ) الموصل داؤود افندي يوسفاني وعبد الكريم باشا والدكتور زبوني من اعيان الكلدان وكل من القس داؤود رمو كاتم اسرار غبطته والقس يوسف غنيمة والقس توما ...وقد فاه غبطة بطريارك الكلدان بخطاب عربي بين فيه ان داعي (سبب) مجيئه الى الاستانة هو ان يقوم بواجب التهنئة لجلالة السلطان لارتقائه العرش ويشكره على تأييده للمشروعية ويسترحم جلالته لكي يتعطف بتعميم الامن والعدالة وانبعاث اشعة الحرية من شمس المشروطية (الدستور ) الى جميع الاصقاع سيما البعيدة ومنها الموصل ...وقد أجاب السلطان بأن جميع التبعة العثمانية هم في مركز واحد لدى جلالته بغض النظر عن المذهب والدين والملل والنحل وان جميعهم يستفيدون من المشروطية ...وطلب تبليغ سلامه الشاهاني الى جميع افراد الكلدان " .
وفي العدد نفسه ذكرت بأن غبطة بطريارك السريان السيد رحماني وصل الى الاستانة لتهنئة السلطان بالجلوس .كما نشرت خبرا يقول بأن مبعوث البصرة زهير باشا قد صرح في برلمان فرنسا بأن العثمانيين لن يتنازلوا عن حقوقهم في جزيرة كريت مهما كلفهم ذلك ..
كما قالت في خبر اخر ان شركة سكة حديد بغداد نظمت خريطة مد الخط من اركلي الى حلب يعني نحو 600 كيلومتر وقدمتها الى نظارة النافعة فوافقت النظارة على ذلك .
وفي العدد السابع من الجريدة الصادر في 24 ايلول 1909 (9 رمضان 1327 ) نقلت عن جريدة نينوى (الموصلية ) خبر تمرد عشائر الهماوند وان قوة منهم عادت من ايران الى قراها التي هي في انحاء جمحمال ولما احست الحكومة بهم ارسلت قوة من الجند لللنكيل بهم .كما قالت ان اشعارا برقيا وصل الى حكومة الموصل بأنه قتل منهم ثمانية انفار وقبض على سبعة وقد تلفت خيولهم من شدة الحر والعطش ، وروت جريدة الحقيقة ان الحكومة الايرانية أمرت بأخراج من بقي منهم من ممالكها والقبض على من وقع في يدهم فقام كريم خان حاكم (قره تو ) وتبعه عشائره فتعقبوا هؤلاء الشقاة فأحتدمت بينهم نار الوغى فقتل الشقي كريم اغا ابن اخت محمود اغا خضر طابور اغاسي الموقوف حاليا في الثكنة العسكرية وقبض على ثلاثة انفار مدججين بالسلاح (الماوزر ) و( المارتين ) وسلموا انفسهم للحكومة المحلية .وقد تابعت الجريدة اخبار الهماوند وان سفير "العجم " في الباب العالي أبلغ الباب العالي ان حكومته أجابت طلبه وجردت بعثة على قبائل الهماوند الملتجئة الى أراضيها فنشب القتال بين القوة المذكورة والقبائل في صولوقولاق قرب التخوم الروسية وتكبدت القبائل الهماوندية خسائر جسيمة وأسر كثير من رجالها وقد قتل (مصطفى بابا جاري خان ) من زعماء العجم الذين ساعدوا قبائل الهماوند واعطوهم الحماية (العدد الصادر في 31 كانون الاول 1909 ) .
ونقلت الجريدة اخبار مجلس النواب في الكثير من أعدادها ومنها العدد الصادر في 7 كانون الاول 1909 ومن ذلك ان مجلس النواب ناقش في اجتماعات الدور الاول قانون ترفيع الضباط والامراء الذين يرسلون الى الفيلقين السادس والسابع من الجيش العثماني (الولايات العراقية والشامية ) . كما ناقش قانون قرعة (تجنيد ) غير المسلمين .
وفي العدد الصادر في 20 اب سنة 1909 نشرت خبرا يتعلق بسفر "حضرة صاحب العزة قائمقام الطوبجية (المدفعية ) أمين فيضي بك برفقة الفريق الاول محمد فاضل باشا الداغستاني والي الموصل وقومندان فرقتها عضوا للادارة العرفية التي تشكلت في بازيان من جمجمال بين كركوك بين كركوك والسليمانية لتأديب الهماوند وسائر الاشقياء الذين سلبوا راحة عباد وبلاد تلك النواحي " .
اهتمت الجريدة بأخبار الاحزاب والائتلافات الحزبية لخوض انتخابات المجلس النيابي (مجلس المبعوثان ) ففي عددها الصادر في 10 محرم 1330 (30 كانون الاول 1911 ) نشرت خبرا نقلته عن جريدة "الاجيال " يقول :"ان الاحزاب المخالفة (المعارضة ) في مجلس المبعوثان انضمت الى حزب واحد تحت أسم ( حزب الائتلاف الحر ) وهو الذي أصبح يسمى (حزب الحرية والائتلاف ) فكان اعضاؤه اسماعيل حقي باشا (اماسيه ) وفؤاد باشا (من الاعيان ) وسليمان باشا (فريق متقاعد ) وداؤود افندي يوسفاني (نائب الموصل ) ومصطفى صبري (توقات )وعبد الحميد الزهراوي (حماة ) وصادق بك (ميرالاي متقاعد ) ورفيق بك والي قونية الاسبق وحسن بك (برشتنة ) .اما رئاسة الحزب فقد انتخب لها اسماعيل حقي باشا (من أماسيه ) وعلقت الجريدة تقول ان في انضمام كل الاحزاب المخالفة الى حزب واحد مايبشر بدخول الحياة الجديدة في مجلس الامة وتغيير السياسة التي جرت عليها الدولة ثلاث سنوات متوالية دون ان يؤثر عليها حزب مخالف او يستطيع تحوير شيء منها لانها كانت سائرة بمفعول القوة الضاغطة تحت اسم الدستور والامة نائمة لاتعلم مما يجري سوى سطحيات لايلبث تأثيرها ان يزول من الاذهان " . واضافت :" وفي مناقشات المجلس النيابي الاخيرة مايؤيد شدة تأثير اراءه حتى على الوزارة حتى اصبح رهيب الجانب .وقد قرأنا في صحف العاصمة ان كامل باشا واحمد جودت بك مدير (جريدة اقدام ) وصاحبي جريدتي (علمدار ) زالبرنس (الامير) صباح الدين من مديري حركة الحزب " . وقد عادت في العدد نفسه لتقول انها اي جريدة صدى بابل قرأت في جريدة (طرابلس ) الغراء تحت عنوان :" حزب الحرية والائتلاف " قولها :" أخذ هذا الحزب ينمو في الدولة العثمانية نموا كبيرا فتعهد في الدخول اليه في يومين فقط (70 مبعوثا أي نائبا ) في مجلس المبعوثان العثماني (النواب ) " . و"اننا وقفنا على برنامجه بواسطة مراسلنا في الاستانة بصفة مخصوصة " ، وان النية معقودة لتشكيل فرع في ولاية بغداد .. وان "حسين حسني شيخ الاسلام السابق من جملة مؤسسي حزب الحرية والائتلاف وانجريدة (علمدار ) نشرت برقية من احمد جودت بك يقول فيها انه " استقال من جمعية الاتحاد والترقي لانه وجد فيها انحرافا عن اليمين الذي أقسم عليه " . كما قالت :"وقد نما الحزب نموا باهرا في الاسبوع هذا (من كانون الاول 1911 ) حتى انه تألفت له ثمانية فروع في العاصمة فقط واسست له شعب في بروسه وغيرها " .
وفي العدد 119 الصادر في 28 كانون الثاني 1912 قالت جريدة "صدى بابل " بالنص :" لم يبق من الاتحاديين الا ماندر حتى ان شكري الفضلي الذي رشحته جريدة "بين النهرين " منذ شهر ونيف للمبعوثين عندما سمع بتشكيل حزب الحرية والائتلاف استقال من الاتحاد والترقي " .ولخصت جريدة صدى بابل ما نشرته صحيقة عربية ققالت :" يبذل هذا الحزب جهده لتأسيس شعب وفروع له في كل انحاء الدوة العثمانية حتى في سالونيك المركز العام لجمعية الاتحاد والتقي " وقالت :" والجدير بالذكر ان كل النواب غير المسلمين دخلوا حزب الحرية والائتلاف لانه جعل في خطته المحافظة على حقوق العناصر غير المسلمة " .وقد وردت برقية الى مؤسسي الحزب في بغداد من الرئيس الثاني صادق بك تشعر بأعطاء المعلومات بخصوص الاذن والترخيص بتشكيل شعبة لحزب الحرية والائتلاف (حريه وائتلاف فرقه سي ) .
حقا كان داؤود صليوا صحفيا متميزا .. وكانت جريدته جريدة متميزة من حيث الشكل والمضمون . ومما يلفت النظر انها كانت تهتم باللغة العربية في تلك الايام الحالكة وكانت تعابير مقالاتها عربية فصيحة قدر الامكان .. وهذا مما يجعلنا نفخر بها جريدة تؤمن بالحرية والتقدم والتنوير.. ويقينا ان تأثيرها في تيفظ الافكار ، وتوسيع قاعدة المثقفين العراقيين - انذاك - كان كبيرا .
في يوم 4 من تشرين الثاني -نوفمبر سنة 1921 توفي الاستاذ داؤد صليوا رحمة الله عليه وطيب ثراه توفي في مثل هذا اليوم 4-11-2022 اي قبل 101 سنة والرجل يجب ان يبقى بذاكرتنا التاريخية اعتزازا بما قدمته للصحافة ولوطنه ولامته .

 

المؤرخ العراقي الدكتور صلاح الدين أمين طه ...........مؤرخ الحياة في ارمينيا

  المؤرخ العراقي الدكتور صلاح الدين أمين طه ...........مؤرخ الحياة في ارمينيا ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ...