( مقام النيل ) *
شعر : عبد المنعم حمندي
كم زهرةٍ في النيل تُرمى كلّ يوم
كم دمعةٍ حرى من العشاق تسكبها عيون
كم لهفةٍ عذراء أطلقها الندى.
كم نخلةٍ تحنو عليك
وشجيرة تغفو على أملٍ ينامُ بمقلتيك
وهناك سرب حمائم يهفو إليك
أدّى السلام هديله :
يا أيها النيل العظيم
أعطاك ربك عزّهَُ
وسوابغ الطَّمْي الكريم
وأنت تمضي في الرواء المستديمْ
نهر عظيمّ يستقي ، من جذوة الآفاق،
نور كواكبٍ ، ولربما يهدي غماماً للنعيم
ويعلّم الأبناء إرث الارض والمُلك المقيم
يرث الإباء .. ليطمئن إليه ايزيس القديم
...
*( إيزيس ) هذا النهر منك
سيستزيد من الغرور ،
عروستين من البكور
يانيل أنت قيامةُ الأحلام
تاريخٌ عتيدٌ فاتنٌ عبر الدهورْ
وبنوك أشجارٌ وتبرٌ لامعٌ
مالي أراك مخضّباً بدمٍ طهورْ
ها نحن عندك في الأعالي
لانبالي
الشمس قد فرشت إليك
خميلتين من الزهور
خذنا إليك من الهدى
غيثاً به الصحراء
نزرعها ونسقي الظامئين الحبَّ
من عذب الخمور ...
* ( آتون ) يخلق ذاتهُ وبذاته الشمس تدورْ
القِ عصاك ، البحر مغتربٌ معي ومعي النذور
للنيل ذاكرةٌ تثرثرُ في الزمان
وفي المكان
وفِي المحافل والقصور
.......
شجرٌ يثرثر والمياه تثرثرُ وليس في الأفق سوى ضوءٍ تجلى في النثيث
والعابرون لهم همومٌ في الشواطئ تستغيث
ان المياه تصاخبت
في الأفق اضواء تجلت
ما من مغيث
فتَحَ الدُنا *( حعبى )
بنهرٍ واهبٍ نِعمَ الحياة.
فيضانهُ الأحلام منشغلٌ بها ،
متيقظٌ ( حعبى) ولم يعرفْ سبات
يجري ولايخشى السدود ولا الحواة
يسقي العطاشى الناذرين نفوسهم
في لهفة تسمو و ينكفىءُ الغواةْ
فتقيأّتْ ظلماته حمماً على زبدٍ ،
.. فتحملها الشواطئ للقناة .
تلك القرابين البدور
جاءت عذارى النيل من أبهى العصور
بالتبر والتيجان والآس المضمخ بالعطور
يتناولون أطايب الثمر المقدس والخمور
والعابرون الى الصحارى حالمين بغيمةٍ ،
في النار يبتردون من حسد الإله ويزرعون الخلد في نسغ الجذورْ
.......
: ما زلتُ تشقى بالحنين الى السماء ،
تنؤ بالثور المجنّح في الفضاء،
بوزر من صبغ المسلة بالدماء ،
حين تركضُ بين رمضاء وماء
وتحرّض الأنهار كي تعلو على أفقٍ وتغتسل الغيوم، بمعين فيضك طهرها وبظلها فلكٌ من الأنوار ، سربُ نوارس يحنو على جيش من الكُهّان ينتظرون غوايةً ، فيحرّفونَ الآي واللوح المقدّس ، ما تنزّل في الكتاب، وليس غيرك يعرف الواحات والجزر القصية والشواطئ واليباب ،
يتقحّم السدّ العصي ولا يهاب ،
وراءه التاريخ يلهث والمُدى والأضحيات الناهدات الطالعات من الغياهب والغياب
...
من ذا يصدُّ الموج و التيّارَ
غير رجالك الغرّ الحماة
موزّعين
بكل قوسٍ في الجهاتْ .
يتسابقون الى المنون
ويرفعون الشمسٍ فوق رؤوسهم
ربطوا الجزيرة بالفرات
فتحوا الدجى
بالنور في الشرق القديمْ ..
و بفكرةٍ ترغو
و ترسخ في الصميم .
هذي النوارس لا تحطُّ
ستظل تلعن ذلك الزمنُ الرجيمْ .
...
يا نيل هل وجع الأنين
في نهر دجلة يستعين به الغرين
أم لا يزال الماء يبحثُ عن يقين
عن ليل قبرٍ في بلادي
عن فؤادي
عن حالمين استنفروا عطش البوادي
تلك النجوم معلّقات
ليس ثمّة من سماء
ولا فضاء
في غربتي قلقي بمنعطف الضياء
بعضُ اغترابي معتمٌ
: الخوفُ و الأمل المحطّم والهواء
حتى الهواء
مُلغَّمٌ بالخوف يبحث عن هواء
....
جئتُ الى النيل المقدّس
أقطف الشمس الاصيل
ومعي السعادة تستمد حنينها
- [ ] من ضوء *( أبيس )
رمز خصوبة الارض الجليل
جئتُ الملم في البريق
الرعد والأمطار
والغيم ينامُ تحت جلدي ،
نورهُ عبقٌ تلألأ في النخيلْ
.....
لي في بُطُون المكتبات نفائسٌ وحضارةٌ
تحنو على الآتي وفي كفي تسيلْ
وأنا لها أشدو بلا نايٍ وفي صوتٍ نحيل
فأقلّب الظلمات من جيلٍ لجيل
علّ المنى تأتي ويأتي المستحيل
هل تولد الاشجار في الأرض اليباب ؟
من أي نجم ذلك الضوء يجيء
.. من أيّ غاب؟
هل ثمّّ روحٌ في الغياب
في الكوكب الدريّ أصداء التراتيل ، الصلاة
كم من بتول تسمع الأجراس فوق الماء ، لا قمر يطلّ ولا سحاب
يا نيل ذاك الفجر غاب
الفجر غاب
_____________________________________________________
*القاها الاستاذ المبدع عبد المنعم حمندي في افتتاح مهرجان الشعر الدولي بجامعة سوهاج- جمهورية مصر العربية
—————-
هامش
١---- إِيْزِيس : إِلاهة من آلهة المصريِّين القدماء. وهي زوجة أُوْزُوريس.
٢----آتون (Aten، Aton) هو الإله الذي أعلن عنه الملك إخناتون واعتبر اله الشمس الإله الموحد الذي لا شريك له ونور آتون يفيد جميع الأجناس، يمثل آتون في شكل قرص الشمس، بأشعتها التي تنتهي بأيد بشرية، لتمنح الحياة والرخاء للأسرة الملكية
٣---- حعبى أو حابى إله النيل عند الفراعنة المصريين القدماء. ومعناه السعيد أو جالب السعادة.
٤---- أبيس يرمز للخصوبة وكان يعبد في منف. واعتبره قدماء المصريين روح الاله بتاح. لهذا كان يتوج بوضع قرص الشمس فوق رأسه...
شعر : عبد المنعم حمندي
كم زهرةٍ في النيل تُرمى كلّ يوم
كم دمعةٍ حرى من العشاق تسكبها عيون
كم لهفةٍ عذراء أطلقها الندى.
كم نخلةٍ تحنو عليك
وشجيرة تغفو على أملٍ ينامُ بمقلتيك
وهناك سرب حمائم يهفو إليك
أدّى السلام هديله :
يا أيها النيل العظيم
أعطاك ربك عزّهَُ
وسوابغ الطَّمْي الكريم
وأنت تمضي في الرواء المستديمْ
نهر عظيمّ يستقي ، من جذوة الآفاق،
نور كواكبٍ ، ولربما يهدي غماماً للنعيم
ويعلّم الأبناء إرث الارض والمُلك المقيم
يرث الإباء .. ليطمئن إليه ايزيس القديم
...
*( إيزيس ) هذا النهر منك
سيستزيد من الغرور ،
عروستين من البكور
يانيل أنت قيامةُ الأحلام
تاريخٌ عتيدٌ فاتنٌ عبر الدهورْ
وبنوك أشجارٌ وتبرٌ لامعٌ
مالي أراك مخضّباً بدمٍ طهورْ
ها نحن عندك في الأعالي
لانبالي
الشمس قد فرشت إليك
خميلتين من الزهور
خذنا إليك من الهدى
غيثاً به الصحراء
نزرعها ونسقي الظامئين الحبَّ
من عذب الخمور ...
* ( آتون ) يخلق ذاتهُ وبذاته الشمس تدورْ
القِ عصاك ، البحر مغتربٌ معي ومعي النذور
للنيل ذاكرةٌ تثرثرُ في الزمان
وفي المكان
وفِي المحافل والقصور
.......
شجرٌ يثرثر والمياه تثرثرُ وليس في الأفق سوى ضوءٍ تجلى في النثيث
والعابرون لهم همومٌ في الشواطئ تستغيث
ان المياه تصاخبت
في الأفق اضواء تجلت
ما من مغيث
فتَحَ الدُنا *( حعبى )
بنهرٍ واهبٍ نِعمَ الحياة.
فيضانهُ الأحلام منشغلٌ بها ،
متيقظٌ ( حعبى) ولم يعرفْ سبات
يجري ولايخشى السدود ولا الحواة
يسقي العطاشى الناذرين نفوسهم
في لهفة تسمو و ينكفىءُ الغواةْ
فتقيأّتْ ظلماته حمماً على زبدٍ ،
.. فتحملها الشواطئ للقناة .
تلك القرابين البدور
جاءت عذارى النيل من أبهى العصور
بالتبر والتيجان والآس المضمخ بالعطور
يتناولون أطايب الثمر المقدس والخمور
والعابرون الى الصحارى حالمين بغيمةٍ ،
في النار يبتردون من حسد الإله ويزرعون الخلد في نسغ الجذورْ
.......
: ما زلتُ تشقى بالحنين الى السماء ،
تنؤ بالثور المجنّح في الفضاء،
بوزر من صبغ المسلة بالدماء ،
حين تركضُ بين رمضاء وماء
وتحرّض الأنهار كي تعلو على أفقٍ وتغتسل الغيوم، بمعين فيضك طهرها وبظلها فلكٌ من الأنوار ، سربُ نوارس يحنو على جيش من الكُهّان ينتظرون غوايةً ، فيحرّفونَ الآي واللوح المقدّس ، ما تنزّل في الكتاب، وليس غيرك يعرف الواحات والجزر القصية والشواطئ واليباب ،
يتقحّم السدّ العصي ولا يهاب ،
وراءه التاريخ يلهث والمُدى والأضحيات الناهدات الطالعات من الغياهب والغياب
...
من ذا يصدُّ الموج و التيّارَ
غير رجالك الغرّ الحماة
موزّعين
بكل قوسٍ في الجهاتْ .
يتسابقون الى المنون
ويرفعون الشمسٍ فوق رؤوسهم
ربطوا الجزيرة بالفرات
فتحوا الدجى
بالنور في الشرق القديمْ ..
و بفكرةٍ ترغو
و ترسخ في الصميم .
هذي النوارس لا تحطُّ
ستظل تلعن ذلك الزمنُ الرجيمْ .
...
يا نيل هل وجع الأنين
في نهر دجلة يستعين به الغرين
أم لا يزال الماء يبحثُ عن يقين
عن ليل قبرٍ في بلادي
عن فؤادي
عن حالمين استنفروا عطش البوادي
تلك النجوم معلّقات
ليس ثمّة من سماء
ولا فضاء
في غربتي قلقي بمنعطف الضياء
بعضُ اغترابي معتمٌ
: الخوفُ و الأمل المحطّم والهواء
حتى الهواء
مُلغَّمٌ بالخوف يبحث عن هواء
....
جئتُ الى النيل المقدّس
أقطف الشمس الاصيل
ومعي السعادة تستمد حنينها
- [ ] من ضوء *( أبيس )
رمز خصوبة الارض الجليل
جئتُ الملم في البريق
الرعد والأمطار
والغيم ينامُ تحت جلدي ،
نورهُ عبقٌ تلألأ في النخيلْ
.....
لي في بُطُون المكتبات نفائسٌ وحضارةٌ
تحنو على الآتي وفي كفي تسيلْ
وأنا لها أشدو بلا نايٍ وفي صوتٍ نحيل
فأقلّب الظلمات من جيلٍ لجيل
علّ المنى تأتي ويأتي المستحيل
هل تولد الاشجار في الأرض اليباب ؟
من أي نجم ذلك الضوء يجيء
.. من أيّ غاب؟
هل ثمّّ روحٌ في الغياب
في الكوكب الدريّ أصداء التراتيل ، الصلاة
كم من بتول تسمع الأجراس فوق الماء ، لا قمر يطلّ ولا سحاب
يا نيل ذاك الفجر غاب
الفجر غاب
_____________________________________________________
*القاها الاستاذ المبدع عبد المنعم حمندي في افتتاح مهرجان الشعر الدولي بجامعة سوهاج- جمهورية مصر العربية
—————-
هامش
١---- إِيْزِيس : إِلاهة من آلهة المصريِّين القدماء. وهي زوجة أُوْزُوريس.
٢----آتون (Aten، Aton) هو الإله الذي أعلن عنه الملك إخناتون واعتبر اله الشمس الإله الموحد الذي لا شريك له ونور آتون يفيد جميع الأجناس، يمثل آتون في شكل قرص الشمس، بأشعتها التي تنتهي بأيد بشرية، لتمنح الحياة والرخاء للأسرة الملكية
٣---- حعبى أو حابى إله النيل عند الفراعنة المصريين القدماء. ومعناه السعيد أو جالب السعادة.
٤---- أبيس يرمز للخصوبة وكان يعبد في منف. واعتبره قدماء المصريين روح الاله بتاح. لهذا كان يتوج بوضع قرص الشمس فوق رأسه...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق