مجلة ليلى لبولينا حسون
محمد رؤوف الغلامي
محمود الملاح
جريدة صدى بابل
توفيق السمعاني
روفائيل بطي
جريدة الشعب ليحيى قاسم
كتاب صحافة العراق لروفائيل بطي
جريدة الزمان لتوفيق السمعاني
غربي الحاج أحمد ومجلة الف باء
فائق روفائيل بطي
مجلة ليلى لبولينا حسون
صحفيون موصليون في بغداد
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل
لعل من أبرز المظاهر التي ميزت العمل الصحفي في العراق، أن الكثير
من الصحفيين الرواد الأوائل ، كانوا من الموصل، وقد غادروا الموصل إلى بغداد ،
ليؤسسوا صحفا ، صار لها سمعتها الواسعة في عالم الصحافة العراقية والعربية .
ويمكن الإشارة في هذا الصدد إلى (داؤود صليوا )صاحب جريدة صدى بابل
1910 ، و(بولينا حسون )صاحبة مجلة ليلى 1923 ، و(سليم حسون ) صاحب جريدة العالم
العربي 1924 ، و(روفائيل بطي ) صاحب جريدة البلاد 1929 ، و(محمود الملاح) صاحب
جريدة (التجدد ) ، وكانت جريدة ادبية صدر عددها الاول يوم 24 تموز 1930 ، و( توفيق
السمعاني ) صاحب جريدة الزمان1937 ، و( محمد رؤوف الغلامي) الذي اصدر ببغداد جريدة
(صدى الاحرار ) سنة 1948 ، والغي امتيازها في 17-12-1954 ، و(جبران ملكون ) الذي اصدر
جريدة (صدى الاخبار ) سنة 1954 ، و( داؤد الصائغ ) صاحب جريدة (كفاح الشعب ) وكانت
سياسية يومية منحت الامتياز في 29 شباط 1960 وتوقفت في 6-9-1961 ، و( غربي الحاج
أحمد 1923-2000 ) أول رئيس تحرير لمجلة (الف باء ) التي صدرت سنة 1968 ورئيس تحرير
جريدة ( لواء العروبة ) ، و( لطفي الخياط ) نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية والذي
سبق ان اصدر مع محمود العلي في 12 شباط 1963 جريدة (البناء الثوري ) ، و( سعد
البزاز) رئيس تحرير جريدة الجمهورية في التسعينات وآخرون كثيرون لايتسع المجال
لذكرهم جميعا في هذا الحيز المقتضب .
وكما سبق ان قلت ، فإن الموصل تمتلك تاريخا ثرا في الصحافة ؛ فمنذ
سنة 1885 شهدت صدور اول جريدة فيها ، وبعدها ظهرت صحفا عديدة .. واليوم اريد ان
اتحدث في موضوع مهم آخر له علاقة بتاريخ الصحافة العراقية الحديثة/ وهو ان الصحافة
العراقية ومنذ صدور اول جريدة فيها ، وهي جريدة (زوراء ) في 15 حزيران سنة 1869 اي
في عهد الوالي المتنور المصلح مدحت باشا 1869-1972 - اعتمدت على الصحفيين
الموصليين الذين اسهموا في تحريرها ومن ابرزهم الصحفي الموصلي (الاستاذ احمد عزت
محمود العمري الموصلي) .
وبعد الانقلاب الدستوري العثماني الذي وقع في 23 تموز سنة 1908 ،
وقاده حزب الاتحاد والترقي ونجم عنه خلع السلطان عبد الحميد الثاني 1876-1909 سنة
1909 ذهب الى بغداد صحفي من الموصل ، وهو داؤد صليوا 1852-1921 واصدر جريدة (صدى
بابل ) في 13 آب سنة 1909 والتي كانت من الصحف الرائدة في العراق شكلا وموضوعا .
وداؤود صليوا من مواليد الموصل في 6 تشرين الثاني سنة 1852 ، وعند
بلوغه العاشرة تخرج في المدرسة الكلدانية البطرياركية الابتدائية ، ثم درس الاداب
العربية والنحو ، والصرف والبلاغة على يد احد علماء الدين المسلمين في الموصل وهو
الشيخ يوسف باشعالم .وقد عّين بعد تخرجه معلما ثم مديراً للمدرسة الكلدانية
البطريركية وكان يتقن اللغتين الفرنسية والإنكليزية فضلاً عن السريانية والعربية،
سافر الى بغداد وعمره قرابة ( 22 ) سنة ، وظل يعمل في سلك التعليم
قرابة ( 30 ) سنة ، الا انه كان يحب الصحافة ويتوق لان يصدر جريدة خاصة ، وانه كان
يحمل شعورا معاديا للعثمانيين ، وقد تهيأت له الفرصة بعد اجواء الحرية والانفتاح
التي شهدها العراق بعد نجاح حزب الاتحاد والترقي في الوصول الى الحكم وخلع السلطان
عبد الحميد الثاني 1876-1909 ، لذلك ترك التعليم وانخرط في العمل الصحفي ، وأصدر
جريدته ( صدى بابل ) في 13 اب 1909 وذلك بالتعاون مع الباحث والكاتب والوزير فيما
بعد الاستاذ يوسف رزق الله غنيمة .
وقد عرفت " جريدة صدى بابل" بوقوفها ضد سياسة التتريك
واستمرت بالصدور حتى قبيل اندلاع الحرب العالمية الاولى اب1914 .
ومن الصحفيين الموصليين الذين ذهبوا ايضا الى بغداد ، واصدروا فيها
جريدة ، الصحفي سليم حسون 1871-1947 ، الذي اصدر جريدة رائعة ومتميزة هي جريدة :
(الرأي العام ) .
وسليم حسون صحفي ومرب عراقي معروف ، ولد في الموصل 1871 وتلقى
تعليمه في مدرسة الآباء الدومنيكان ، وهي مدرسة تأسست في الموصل سنة 1854 ، وقد
أبدى تفوقا ملحوظا في الدراسة ، لهذا اختير بعد تخرجه ليكون واحدا من أعضاء هيئة
التدريس في هذه المدرسة . أشرف على معظم نشاط مطبعة الدومنيكان ، كما قام بتأليف
بعض الكتب المدرسية وابرزها كتاب : (تعليم الطلاب اصول التصريف والأعراب) ، وقد
طبع سنة 1899 بالموصل . كما اسهم في تحرير مجلة ( اكليل الورود ) ، التي اصدرها
الاباء الدومنيكان سنة 1902 (النسخة العربية) وكان له فيها قصائد ومقالات عديدة .
ومجلة اكليل الورود أول مجلة صدرت في العراق ، وقد صدر عددها الاول
في كانون الاول 1902 وتوقفت في كانون الاول 1909 ، وكانت تصدر بثلاث لغات هي
العربية والفرنسية والكلدانية .
ترجم سليم حسون كذلك عدد من المسرحيات من اللغات المختلفة ومنها
اللغة الانكليزية واللغة الفرنسية ، ومن المسرحيات المترجمة عن الفرنسية (مسرحية
استشهاد ثرسيوس) وقد طبعت سنة 1902 .
قبل الحرب العالمية الاولى بقليل ، عهدت اليه القنصلية الالمانية
في الموصل بأدارة مكتبتها المعروفة بـ(المكتبة الالمانية) . وبعد الاحتلال
البريطاني للموصل سنة 1918 ، عين (مفتشا لمعارف منطقة الموصل) . كما اصبح عضوا في
الهيئة الادارية للنادي العلمي الذي عقد اول اجتماع له في 18 تشرين الثاني 1918 ،
وكان من اعضاء النادي الدكتور عارف معروف بك ، وشريف الصابونجي، ومكي الشربتي ،
وحمدي جليمران ، وفاروق الدملوجي ، لكن السلطة البريطانية سرعان ما اغلقت هذا
النادي بعد ان اتجه الوطنيون والقوميون لأتخاذه ستارا لتحركاتهم ضد المحتلين .
وقد اسهم سليم حسون في تحرير ( مجلة النادي العلمي) التي صدر عددها
الاول في 15 كانون الثاني 1919 ، ولم يصدر منها سوى (8) اعداد إذ توقفت عن الصدور
في 30 نيسان 1919 .
كما كان لسليم حسون كذلك دور في تحرير جريدة ( الموصل) التي أعاد
الانكليز إصدارها إثر احتلالهم للموصل ، وتولى انيس صيداوي مهمة رئاسة تحريرها ،
وكان من خريجي الجامعة الأميركية في بيروت ، وهو من لبنان وقد عمل لفترة مترجما في
الجيش البريطاني ، ثم كاتبا في قلم الترجمة بدائرة الحاكم السياسي في بغداد . كان
سليم حسون عضوا في مجلس معارف لواء الموصل الذي ضم في 13 تشرين الثاني 1920 ، كلا
من نقيب الاشراف عبد الغني النقيب ، واحمد الفخري القاضي ، وسليمان الجليلي ،
ونامق آل قاسم اغا ومصطفى الصابونجي وناظم العمري ومحمد علي فاضل وعبد الله النعمة
وفتح الله سرسم والدكتور حنا خياط ويوسف الحلبي وقسطنطين بيو .. وقد اثيرت اثناء
وجود سليم حسون مفتشا لمعارف الموصل بعض المشاكل نتيجة لقيام الانكليز بتوجيه
التعليم توجيها يتفق مع مصالحهم الاستعمارية ، وكان للمعلمين الذين يرتبطون
بالاحزاب الوطنية دور كبير في مقاومة هذا الاتجاه ، فعملوا على تقديم احتجاج الى
مجلس الوزراء لابعاد مدير المعارف الكابتن فارل وتعيين " مدير معارف قدير
ووطني مخلص ".
وقد وافق مجلس الوزراء في جلسة 7 كانون الثاني 1922 على تعيين عاصم
الجلبي مديراُ لمعارف منطقة الموصل بدلا من الكابتن فارل ، ونقل سليم حسون مفتش
المعارف الى البصرة .
بقي سليم حسون في البصرة مدة قصيرة ، وقرر ترك الوظيفة ، وسافر الى
خارج العراق ليزور بلدانا اوربية كثيرة ، عاد بعدها الى بغداد واتجه لتأسيس مطبعة
حديثة .
وفي 25 اذار 1924 اصدر (جريدة العالم العربي) واستمر في ذلك حتى
توفي في 4 تشرين الاول 1947 ، وتولى رئاسة تحرير الجريدة بعد وفاته ابنه مجيب حسون
.
كان سليم حسون نائبا عن الموصل في الدورة الانتخابية الرابعة لمجلس
النواب التي ابتدأت من 8 آذار 1933 الى 4 ايلول 1934 ،. وكذلك اصبح نائبا في
الدورة الانتخابية الخامسة (29 كانون الاول 1934 حتى 11 آذار 1935) . وفي الدورة
الانتخابية الثانية (23 كانون الاول 1937 حتى 22 شباط 1939) كان سليم حسون نائبا
عن بغداد .
وصفت (جريدة العالم العربي) التي أصدرها سليم حسون بالاعتدال في
مواقفها . وقال عنها روفائيل بطي في كتابه (الصحافة في العراق) انها " اذا ما
ارادت ان تنتقد ، افرغت انتقادها في قالب غير مثير (لمشاعر) الحاكمين " . ومع
هذا فقد كانت جريدة ذات سمعة جيدة بين الصحف التي صدرت في العراق ، اذ عنيت
بالترجمة ، وملاحقة كل خبر ، ومعلومة تتعلق بأوضاع العراق ، تنشر في الصحافة
الاجنبية والاكثر اهمية من ذلك انها اشتهرت بدفاعها عن عروبة فلسطين وسعيها
المستمر لفضح السياسة الاستعمارية والصهيونية ومقاومتها ، لذلك كان لها قراءها
الذين يحرصون على اقتنائها ، ذلك فقد تعرضت للخسارة المالية بعد وفاة صاحبها سليم
حسون وتولي ابنه مجيب حسون مسؤلية تحريرها ، الامر الذي ادى الى احتجابها في سنة
1951 .
ومن أبرز الصحفيين الموصليين الذين تركوا بصمتهم الواضحة في سجل
الصحافة العراقية في بغداد الاستاذ روفائيل بطي صاحب جريدة (البلاد ) كما عرفناه
وعرفنا جريدته ، وحبه للصحافة وشغفه بها وتأريخه لها من خلال كتبه ومحاضراته عن
تاريخ الصحافة العراقية في معهد الدراسات والبحوث العربية العالية بالقاهرة التابع
لجامعة الدول العربية ..كتب في صحف غيره واصدر "الحرية " و"البلاد
" كانت " الحرية" سنة 1924 وكانت " البلاد " سنة 1929
كما اصدر جريدة ( الربيع ) ببغداد، وكان صاحبها ، وصدرت في 2 ايار سنة 1924 وترأس
هيئة تحريرها ابراهيم صالح شكر . وله كتاب جميل ورائع هو :"تاريخ الادب
العصري في العراق " توفي وعمره ( 55 ) سنة ، لكن حياته السياسية والصحفية
كانت حافلة بالاحداث هو من مواليد الموصل 1901وهو خريج كلية الحقوق كانت له احاديث
في دار الاذاعة عن صحافة العراق .. ولده الاستاذ سامي بدأ بإصدار كتاب (صحافة
العراق ) ضمن مشروعه لنشر تراث ابيه عن نشأة وتطور الصحافة العراقية .
ومن الصحفيين الموصليين الذين تألقوا في بغداد واصدروا صحفا
الاستاذ توفيق السمعاني الذي اصدر جريدة متميزة هي جريدة (الزمان ) بين سنتي 1937
و1963 .وتوفيق بهنام يونان السمعاني من مواليد ناحية بعشيقة بالموصل سنة 1900 ،
تلقى علومه الأولى في مدرسة دينية تابعة لأحد الأديرة، ثم ذهب إلى بغداد سنة 1922
،ودرس في إحدى المدارس الأهلية، ثم دخل في كلية الحقوق وبقى فيها لمدة سنتين
وتركها ليتجه نحو الصحافة والعمل السياسي حيث رشح عن الموصل وانتخب أكثر من مرة
نائبا في البرلمان العراقي (الدورة الانتخابية الثالثة عشرة 24 كانون الثاني 1953
-28 نيسان 1954 )و(الدورة الانتخابية الرابعة عشرة 9 حزيران 1954 -3 آب 1954
)و(الدورة الانتخابية الخامسة عشرة 16 أيلول 1954 -27 آذار 1958 ) (الدورة
الانتخابية السادسة عشرة 10 أيار 1958 -9 حزيران 1958 )، وقد عرف بالبراعة في
العمل السياسي.
وفي الصحافة أجاد في كتابة الافتتاحيات التي تميزت بالرصانة
والاعتدال ، وفي عام 1923م أسهم في إصدار مجلة (الزنبقة)، والتحق بجريدة (البلاد)
لصاحبها روفائيل بطي ليعمل فيها محررا لسنوات عدة وحتى عام 1930م . أصبح في سنة
1931 مدير التحرير المسؤول في جريدة (صدى العهد) ،ولما احتجبت تولى إصدار جريدة
(الطريق) 1933 ومن ثم جريدة (النداء)1936 ، وتنقل السمعاني بين صحف عديدة ولسنوات
طويلة حتى أسس سنة 1937 ، جريدة (الزمان) وكانت - كما جاء في ترويستها - جريدة
يومية سياسية صاحبها توفيق السمعاني، ورئيس تحريرها محمود نديم إسماعيل ليستمر في
إصدارها لأكثر من عقدين ، وقد توقفت عن الصدور في شباط 1963 وعدت هذه الجريدة من
الصحف السياسية العراقية الكبيرة والطويلة العمر ، حتى أنها كانت –بحق -مصدرا
للأخبار وللحوادث ولجلسات البرلمان العراقي وخاصة في الاربعينيات والخمسينات من
القرن الماضي،مما جعلها تعد مصدرا من مصادر دراسة تاريخ العراق المعاصر .
انتخب توفيق السمعاني نائبا لنقيب الصحفيين العراقيين لدورتين
متتاليتين ،وللسنوات من (1961م -1963م)،وفي سنة 1982 توفي في بغداد عن عمر ناهز ال
( 82 ) عاما ودفن هناك .
ويجب ايضا ان لاننسى الاستاذ يحيى قاسم ( 1913 - 1990 )الذي اصدر
جريدة في بغداد بإسم ( الشعب ) ، ويحيى قاسم ، هو يحيى بن قاسم بن محمد علي من
مدينة الموصل ، ومن محلة السوق الصغير القريبة من جامع العباس وشارع النجفي في
الجانب الايمن ولد سنة 1913 .درس في مدارس الموصل وحصل على الشهادة الثانوية من
ثانوية الموصل سنة 1931 ودخل كلية الحقوق ببغداد وتخرج فيها سنة 1934 عمل موظفا في
مجلس الوزراء ثم في مجلس النواب وانتقل للعمل في السكك الحديد .أصدر في سنة 1942
" جريدة الشعب " ، وكانت جريدة مؤيدة للسلطة الملكية الحاكمة ، واستمرت
بالصدور حتى قيام ثورة 14 تموز سنة 1958 كانت جريدة الشعب يومية سياسية .
عمل في جريدة الشعب لصاحبها المحامي يحيى قاسم عدد من الصحفيين
البارزين منهم الاستاذ محسن حسين احد مؤسسي وكالة الانباء العراقية (واع ) والذي
قال : " أن أول جريدة عمل فيها هي جريدة الشعب لصاحبها يحيى قاسم وكانت من
اشهر الصحف ، واوسعها انتشارا وقتذاك .وقد كنت اكتب فيها منذ سنة 1952 كهاو من
خلال المقالات التي ارسلها لهم" .
أسهم الاستاذ يحيى قاسم في تأسيس " جمعية الصحافة العراقية
" فلقد شهدت سنة 1944 محاولة جديدة لتأسيس تنظيم نقابي للصحفيين،عندما أجتمع
أصحاب الصحف في 12 كانون الأول سنة 1944 في مقر جريدة ( صوت الأهالي) التي أصدرها
كامل الجادرجي. وناقشوا مشروع تأسيس نقابة للصحفيين، ونشرت هذه الصحيفة في اليوم
التالي ما تم الاتفاق عليه حول الشروع في تشكيل نقابة الصحفيين في بغداد، ودعوة
الحكومة لاصدار النظام المتعلق بتشكيل النقابة ، وكذلك الاحتجاج لدى الحكومة على
تجاوز الرقابة على الصحف حدود سلطاتها القانونية بمذكرة يوقعها أصحاب بالصحف. ووقع
على هذا الاتفاق كلا من: نور الدين داود، صاحب صحيفة ( النداء ) ، و يحيى قاسم،
صاحب صحيفة ( الشعب ) ، وروفائيل بطي صاحب صحيفة ( البلاد ) وصدر الدين شرف الدين
صاحب صحيفة ( الساعة ) ورزوق غنام صاحب جريدة ( العراق ) فيما تحفظ كامل الجادرجي
صاحب صحيفة ( صوت الأهالي)، ومحمد مهدي الجواهري صاحب صحيفة ( الرأي العام) على نص
الاتفاق لكنهما وافقا على أداء دورهما في التنفيذ، حيث تولى الجواهري ونور الدين
داود إعداد الطلب إلى الحكومة بينما تولى الجواهري والجادرجي إعداد مذكرة الاحتجاج
. وفي اليوم التالي، تم عرض ما تم الاتفاق عليه على أصحاب الصحف الذين لم يحضروا
الاجتماع، فوافقوا عليها، ووقعها سليم حسون، صاحب صحيفة (العالم العربي)، وتوفيق
السمعاني، صاحب صحيفة (الزمان ) وعادل عوني، صاحب صحيفة ( الحوادث)، لكن المحاولة
هذه لم تصل إلى مستوى التنفيذ التام، ولم تأخذ شكل التنظيم النقابي.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية دب النشاط في صفوف السياسيين
والصحفيين لتشكيل الأحزاب والجمعيات، فنجح الصحفيون في تأسيس أول تنظيم نقابي
لهم،أسموه ( جمعية الصحافة العراقية)، روادها اثنان من قادةالأحزاب الوطنية وهما
كامل الجادرجي من الحزب الوطني الديمقراطي وأصبح رئيساً للجمعية وسلمان الصفواني
من حزب الاستقلال صاحب صحيفة ( اليقظة) واصبح سكرتيراً عاماً لها حيث حصلت سنة
1948على حق الإشراف على توزيع الإعلانات الحكومية والقضائية على الصحفاليومية
والأسبوعية مع خصم عمولة للجمعية بنسبة عشرة بالمائة.
الا ان هذه الجمعية لم يكتب لها النجاح وتعطل دورها بعد تشكيلها
بفترةقصيرة والمرجح انها تعطلت في تشرين الثاني سنة 1952 عندما تولى الفريق نور
الدين محمود حكومة الطواريء حيث تم تعطيل كل الأحزاب والجمعيات والصحف المعارضة،
وأعلنت الأحكام العرفية.
وفيما يتعلق بالصحافة النسائية فقد كانت السيدة بولينا حسون ،
صاحبة أول مجلة نسائية تصدر في العراق، ففي اليوم الخامس عشر من تشرين الأول-أكتوبر
سنة 1923، قامت السيدة بولينا حسون، بإصدار هذه المجلة، وسبب تسمية المجلة يرجع،
كما تقول بولينا حسون، إلى أنها سمعت الشاعر الكبير جميل صدقي الزهاوي يلقي قصيدة
في منتدى التهذيب ببغداد مطلعها :
إني بليلى مغرم وهي موطني
وعلي أقضي في غرامي بها نحبي
فهبطت الكلمتان( ليلى ) و(موطني ) على قلبي هبوط الوحي ،فاندفعت
إلى تحلية المجلة بأسم (ليلى ) ،وقد كنت قبلها أريد أن اسمي المجلة (فتاة العراق )
.
وبولينا حسون، تُعتبر من رائدات الصحافة النسائية في العراق،
وبولينا حسون، عملت في الصحافة في ظروف بالغة الصعوبة، فلقد احتدم الصراع بين دعاة
السفور ودعاة الحجاب، وكان المحافظون هم الأغلبية في المجتمع، والمجددون الأقلية..
ولانعرف بالضبط تاريخ ميلاد بولينا حسون، إذ أنها كانت في مقتبل حياتها تعيش في
مصر وفلسطين والأردن قبل عودتها إلى بلدها العراق. وكان خالها هو الشيخ ابراهيم
الحوراني، وابن عمها سليم حسون صاحب جريدة ( العالم العربي) ،وهو صحفي موصلي معروف
تحدثنا عنه آنفا ، و بولينا حسون موصلية عراقية من جهة الأب ،وشامية من جهة الأم.
وثمة مصادر تقول أن بولينا حسون ولدت سنة 1865 و توفيت سنة 1969 .
عادت إلى العراق في سنة 1922 قبل إصدارها مجلتها ( ليلى) بعدة
أشهر، وانغمست بالحياة العامة ،وكانت من العضوات المؤسسات ل (نادي النهضة النسائية
) الذي افتتح في 24 تشرين الثاني 1923 برئاسة السيدة أسماء الزهاوي ابنة مفتي
العراق الشيخ أمجد الزهاوي. وأخذت تجهر بآرائها حول تحرير المرأة ،ومساواتها
بأخيها الرجل ومشاركته في بناء العراق ونهضته بعد تشكيله دولته الحديثة بزعامة ملك
العراق فيصل الاول (1921-1933 ) .وقد أصدرت مجلتها ليلى، وبدأت بكتابة المقالات ،
ونشر الموضوعات المختلفة التي يرسلها الكتاب الآخرون للمجلة عن النهضة النسائية
والمعالجات المختلفة الخاصة بالمرأة .كما كرست المجلة بعض صفحاتها لانتقاد بعض
العادات الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر سلبا على نهضة المرأة ،وتحط من قدرها
وتهضم حقوقها، وتبقيها في حالة التخلف. وواظبت المجلة، في أعدادها اللاحقة ،
تأكيدها على تحرير المرأة والى إعطاء المرأة المكانة الجديرة بها في المجتمع
والأسرة.
وبعد انتهاء السنة الثانية من عمر المجلة ،عينت بولينا حسون مديرة
لمدرسة باب الشيخ الابتدائية في بغداد عام 1925 ،وكان ذلك بداية لحملة شعواء تعرضت
لها تلك الصحفية الرائدة من قبل بعض الصحف العراقية وانتقلت إلى المحاكم ، والتي
أدت،في نهاية الأمر ، إلى نقلها معلمة في مدرسة أخرى ومن ثم إلى تركها العمل.
لقد أدى الضغط، والحصار الشديد، والحملات الصحفية القاسية التي
جابهت بولينا حسون، إلى عدولها عن الاستمرار في العمل الصحفي، والى حزمها أمتعتها
ومغادرتها العراق إلى فلسطين والاردن في (كانون الأول 1925).. وخلفت وراءها ذكرى
لامرأة عراقية باسلة يحق أن يقال عنها، فضلاً عن كونها أول صحفية عراقية،أنها
:" رائدة الحركة النسائية في العراق".
لم تقتصر مجلة ليلى في اهتماماتها على شؤون المرأة، وإنما تعدت ذلك
عندما أفسحت المجال لصفحاتها، لتناول موضوعات ذات صلة بأوضاع العراق الاجتماعية،
والاقتصادية والسياسية، والثقافية في تلك الحقبة المهمة من حقب التاريخ العراقي
المعاصر.
لقد صدرت مجلة ليلى تحت شعار" على طريق نهضة المرأة
العراقية"، وتضمنت صفحاتها معلومات جمة عن تربية الأطفال، وتعليم الفتيات،
وصحة الأسرة، والاقتصاد المنزلي. فضلاً عن شؤون الثقافة والتعليم. كما انخرطت
المجلة في الصراع الذي كان رائدا بين المحافظين والمجددين والذي اصطلح عليه في
حينه بـ (معركة السفور والحجاب)، واشتملت مقالاتها الافتتاحية على إثارة موضوعات
مهمة، وبعناوين مختلفة من قبيل : "بوتقة الحق" و "أخبار
الضرائب" و"ركن ربات البيوت" و "حلقات من أوتار سحرية"
و" الأخبار الغربية". واهتمت المجلة بتناول جوانب تتعلق بالصحة العامة
،والشؤون الطبية ،وقضايا الشعر والأدب. كما انصرفت لمتابعة نشاطات ونتاجات الشعراء
والكتاب والباحثين العراقيين والعرب البارزين آنذاك أمثال معروف عبد الغني
الرصافي، وجميل صدقي الزهاوي، والشيخ كاظم الدجيلي وانور شاؤول ويوسف غنيمة ،
وحليم دموس ، والشيخ ابراهيم الحوراني ، وفيلكس فارس ، وسلمى صائغ . ومما تجدر
الإشارة إليه أن الشاعر الكبير الرصافي نشر في المجلة ولأول مرة قصيدته الشهيرة
ومطلعها :
هي الأخلاق تنبت كالنبات
إذا سقيت بماء المكرمات
ومن أهم المقالات التي نشرتها في افتتاحية العدد (6) الصادر في 15
أيار 1924 تلك( المقالة- الصرخة )الموجهة إلى المجلس التأسيسي العراقي (البرلمان)،
وتدعو فيها إلى منح المرأة حقوقها المشروعة. وفي عددها الأخير الصادر في 15 آب
1925 شرحت لقرائها، عبر مقالة حزينة ،الظروف المادية الصعبة التي كانت تواجهها
المجلة آنذاك.
وللأسف، فقد اضطرت صاحبة امتياز المجلة السيدة بولينا حسون إلى
مغادرة العراق وعندئذ توقفت المجلة عن الصدور.وقد يكون من المناسب أن نشير إلى أن
العراق لم يشهد صدور مجلة نسائية إلا بعد أكثر من عشر سنين حين صدرت مجلة (المرأة
الحديثة ) لرئيس تحريرها فاضل قاسم راجي وكانت سكينة إبراهيم المحررة الرئيسة فيها
.
صدر العدد الأول من مجلة ليلى في الخامس عشر من تشرين الأول سنة
1923، وكانت تطبع في شركة الطبع الحديثة ببغداد لصاحبها حسون مراد وشركاه وكانت
بحجم 23x15 سم، وبلونين ابيض واسود ولم يتجاوز عدد صفحاتها ولكل عدد الـ (48)
صفحة وكتبت بولينا حسون افتتاحية العدد الأول جاء فيها : "إن البعض يعتقد بان
ظهور مجلة نسائية في العراق من (الكماليات) التي لاحاجة اليها الآن، وان المناداة
بنهضة المرأة العراقية نفخ الرماد فهولاء وأمثالهم معتادون على إطفاء الأرواح
ولعلهم من بقايا الوائدين .
رحبت المجلة في عددها الرابع الصادر في 15كانون الثاني-يناير 1924
(7 جمادى الأخرى 1342هـ ) بالعام الجديد 1924 وكتبت في مثال بعنوان ((اجل
الأماني)) تقول : مرحبا بك أيها العام الـ 1924.. منها قد انعدم ذلك العام الثقيل
(1923) .. فما عساك انه تكون أنت أيها العام الجديد؟ وماذا أخفى الغيب في ثنايا
شهورك، وطيات أيامك..." وأضافت "إن العالم يؤمل أن يتنفس فيك وينال
نصيبا من الأمة.. أما عراقنا المحبوب فيمني النفس بالتمتع بجميع حسنات الحكم
القومي، ترشده الحكمة النيرة، ويعضده الإخاء الوطني، ويدعمه الثبات الراسخ... إن
عراقنا العزيز... يتوقع تمشي روح التجدد الحقيقي في ضلوعه، وبانتشار أنوار التهذيب
بين بنيه وبناته... وأما ليلى فتاة العراق، ومعها الجنس اللطيف العراقي اجمع،
فمنيتها أن تعم النهضة النسائية المباركة القطر العراقي بأسره .. وتؤمل أن لاينتهي
العام إلا وقد جرت المرأة العراقية، في طريق الرقي، شوطا بعيدا..." .
ثمة مقالة مهمة عنوانها :" العادات المستهجنة في معاملة المرأة"،
تطرقت فيها المجلة إلى مبدأها في المجاهرة باتخاذ كلمة الحق والصراحة شعاراً لها..
وقالت أنها آلت على نفسها محاربة العادات الوبيلة التي تحط من قدر المرأة وتهضم
حقوقها ، وتبقيها مطروحة في مهاوي الجمود والاحتقار والخمول" وتطرقت إلى
جهودها في فضح بعض العادات السائدة في قضايا الزواج وقالت أنها اليوم تحتج على
الاهانة التي ترشق بها المرأة في حديث الناس وفي داخل العائلة. فالمرأة لاتزال في
نظر البعض (مخلوقا دنيئا ) لذلك تخاطب بما لايليق من الكلام. ودعت المتنورين إلى
مواجهة هذه العادات وخاطبت أولئك الذين يستهجنون المرأة ولا يعطونها مكانتها قائلة
:(ألا أيها الجاهل... لماذا تستعظم نفسك... وتستصغر المرأة؟ ) ،وختمت ليلى مقالتها
بالقول إن النهضة لاتكون إلا بمشاركة المرأة والمرأة لاتنل التهذيب الحقيقي مالم
يناصرونها رجال أحرار مخلصون فعالون.
كتبت السيدة سلمى صائغ، وهي كاتبة سورية نشر لها كتاب بعنوان
:(نسمات) مقالاً في مجلة ليلى بعنوان :" حياتنا الاقتصادية" أشارت فيه
إلى مشاركة المرأة في كل نشاطات المجتمع والاقتصادية ولاتزال دائرة العمل تتسع
أمامها (فلا يمر علينا عشر سنين إلا ونرى النساء العربيات مهتمات بمسائل الاقتصاد
مقتنعات أن الحرية الاقتصادية هي أم كل حرية بشرية).
في صفحة (متفرقة)نشرت مجموعة من الأخبار منها خبر بعنوان: "
سير مشروع النهضة النسائية العراقية" قالت فيه : "لاتزال السيدات
المؤسسات يواليان اجتماعاتهن بصورة منتظمة وقد نشرن بلاغا في إيضاح المشروع
وغايته، واعتمدت على عقد اجتماع يحضره عدد كبير من السيدات وذلك في اليوم العشرين
من الشهر الحالي (كانون الثاني 1924 لأجل المذاكرة في تأسيس النادي النسائي في
العاصمة والنظر في قانونه). ثم عرضت الصفحة لبعض الكتب الصادرة المهداة إلى المجلة
منها كتاب تجارة العراق قديما وحديثا للأستاذ رزق الله غنيمه العضو في مجلسي
الإدارة والمعارف في بغداد" وهو كتاب تاريخي واقتصادي (في غاية التعاسة)...
وكذلك كتاب :دروس في أصول التدريس لساطع الحصري.
وأشارت المجلة إلى أن الدكتور عبد الله أفندي برصوم أهدى مجلة ليلى
إلى الآنسة زكية عبد النور (في الموصل). أما المعلم رؤوف أفندي صائغ فأهدى المجلة
إلى خطيبته الآنسة مثيلة رؤوف صبري (في الموصل) كذلك.. وطلبت المجلة من (مراسليها
الكرام ) و"الى الذين لم نتمكن حتى الآن من تحلية المجلة بقصائدهم ومقالاتهم
أن يغذونا فإننا سننشرها تباتا".
في المجلة مقالات منها موقع باسم مستعار هو (سانحة ) بعنوان: (حديث
ربات المنازل) وفيه دعوة لاقتباس العادات الحسنة ونبذ العادات الرذيلة كالإسراف
،واللهو، والتبرج، والتصنع والحرية الزائدة المضرة.
وهناك مقال مهم بعنوان: "وسائط سهلة للتنظيف" والمقال
دعوة إلى تنظيف الأثاث الخشبية، والأواني بطرق علمية سهلة من قبيل تنظيف الأثاث
الخشبية بمزيج من زيت الزينون أو زيت الكتان والكحول (السبرتو).
ونشرت المجلة مقالات عن (البابونج كدواء فعال نفيس)، وكتب الدكتور
عبد الله أفندي برصوم رسالة إلى صاحبة مجلة ليلى أكد فيها أن التكيف حسب المحيط ،
أمر ضروري للنجاح، ولابد من الاعتدال ودعا المجلة إلى تأكيد قول الرسول الكريم
محمد (صلى الله عليه وسلم) "العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة" وقال
"إننا نكره ...اتخاذ قشور التمدن من أزياء وحركات.." .
من مقالات ليلى : " التربية العائلية" وفيه تأكيد على أن
الرجل لم يخلق ليعيش وحده، وحياته تظل ناقصة غير مستوفية الشروط إذا لم يتخذ شريكه
له تقاسمه أفراحه وأحزانه..." وعن اللغة الانكليزية هناك مقالات مترجمة إلى
اللغة العربية منها مقال مهم ترجمه فريد توما من الحلة عن (الحركة)، فلولا الحركة
ماكانت هناك حياة، ولولا حركة البذر لما نما النبات ولولا حركة الدماغ لما ظهر
التاريخ.
ونشرت المجلة قصيدة الياس أبو شبكة (رنات الأوتار السحرية) جاء في
مطلعها:
الفتيها من التحسر لاتعي
تذري الدموع وحيدة في المخدع
فكأنها والدمع يخطف صوتها
رمز التعاسة في الزمان الموجع
ومما كان يزين المجلة (أشكال تخطيطية جميلة). وقد اهتمت المجلة
بترجمة المقالات من اللغات الانكليزية والفرنسية وغيرهما من اللغات ومن ذلك
ترجمتها مقالة بعنوان: (بوق الحق.. لايريدون مجابهة الحقائق) تتحدث فيها عن اولئك
الذين يخلطون بين الأشياء ولايميزون بين الخبيث والطيب، ويظهرون مالايبطنون.
واستمرت المجلة في إبراز إهداء الرجال لأعداد من مجلة ليلى إلى النساء والفتيات
ومن ذلك أن (حضرة عبد السلام أفندي أهدى مجلة ليلى إلى حضرة ابنته خالة الآنسة
مليحة عاكف التلميذة في مدرسة البار ودية). كما تابعت حركة إصدار الكتب ومنها ،على
سبيل المثال ،كتاب (ذكرى الخالصي) لعبد الرزاق أمين وهو ترجمة حياة الشيخ محمد
مهدي الخالصي. وهناك مقالات مختلفة منها مقال بعنوان :(حديث ربات المنازل)، ومقال:
(آيات الصراحة وسلامة القلب) .وعن مجلة السياسة (المصرية) نقلت مقالا عن (المرأة
التركية) وكيف أنها تتمتع بصفات حميدة منها : التربية ، والحشمة، والقيام بالواجب
والتمسك بالتقاليد القومية وتابعت المجلة سيرة حياة الموسيقار بيتهوفن، وكيف انه
نشأ بائسا ، وذاق من صنوف الحياة ضروربا ،ومن عذاب الدهر شقاء. كما كتبت عن بطرس
الأكبر، الإمبراطور الروسي وابنه الكسيس.
وفي المجلة أبواب منها باب (أخبار الغرائب وغرائب الأخبار) فيه
حديث عن المناطيد (سفائن الهواء) السريعة، وباب (منزليات) وفيه فؤائد صحية
وتربوية. كما حرصت على تأكيد التربية الاستقلالية للأطفال، واقتبست من المجلات
العالمية أخبار ومعلومات عن (فضل الأطعمة الغذائية) و (استعمال الأطالس الجغرافية)
و(تشجيع الأديبات ) و(معدل طول الإنسان).. ومن الطريف أن المجلة كانت تنشر مقالات
من مدن العراق المختلفة ومعظمها على شكل رسائل منها على سبيل المثال مقالة أرسلتها
من الموصل (حضرة السيدة الفاضلة م. فائق بولس) بعنوان: (قلبي يتألم) جاء فيها
"قلبي يتألم إذ أرى أن المرأة في العراق ليست آله الرقي، وأساس مجد الاستقبال
إذ ترضع المرضعات الحليب دون لبان التهذيب..."ووضحت مقالتها بالقول إن "
قلب العراق نساؤه" "ولنعقد الخناصر إذن على النهضة ،ولنقم بواجب إصلاح
حالتنا الحاضرة وتبديلها بأحسن منها ،تناسب رقي العصر الحاضر وضروراته الثقيلة
المتنوعة، فإلى الهمة والنشاط. إلى الحياة يااخواتي العراقيات...".
وهناك مقالة بعنوان : (الخطر الاناثي في الولايات المتحدة) جاء
فيها "إن مزاحمة النساء للرجال على الوظائف في نيويورك بلغت مبلغا جاوز
الحدود".
ومن الطريف أن تتصدى مجلة ليلى لمطالب تركيا في ولاية الموصل
،فتنشر في عددها الصادر في شباط 1925 مقالاً بعنوان (صوت النصف الآخر) قالت
فيه:"" لم يحن الوقت للعراقية التدخل في الشؤون السياسية. كما أن ليلى
ليس من خطتها البحث في السياسة ولكن لدى هذا الحادث التاريخي العظيم، حادث تعيين
الحدود العراقية التركية الذي قامت له الدول وقعدت حتى أنها أرسلت إلى العراق لجنة
أممية جليلة للتحقيق والتفتيش، وهب العراقيون، جميعهم على اختلاف طبقاتهم ،فأصبحوا
كتله واحدة.. يحتجون على مطالب الترك الذين يحاولون اغتصاب واسترداد جزء من أراضي
العراق لاتتمالك كل امرأة عراقية، وفي قلبها دم وفي نفسها شعور، من السكوت
..."وفي العدد ذاته نشرت مقالا بعنوان : " الجنس اللطيف يدافع عن ولاية
الموصل" جاء في مطلعه قصيدة جاء فيها :
يا بنات العراق انتن والله
عماد الحياة والأحياء
حقا ،كانت بولينا حسون صحفية رائدة، وكانت مجلتها مجلة رائدة
.وقمين بنا أن نظل نذكر الأجيال بما قدمته للعراق من مجهودات طيبة ومفيدة .
وكان في بغداد خلال السنوات الخمسين الماضية صحفيون موصليون كثيرون
اذكر منهم هشام الدباغ الذي اصدر جريدة (الانقاذ ) سنة 1948 وتوقفت سنة
1954واصدرالاستاذ نوئيل رسام جريدة (أ.ب.ت)في 4 ايار سنة 1954 وكانت سياسية يومية
مستقلة والغي امتيازها في 17-12-1954 .كما اصدر خليل امين المفتي جريدة (الاصلاح )
في بغداد والغي امتيازها في 17-12- 1954
أما جريدة ( الأخاء الوطني ) التي أصدرها حزب الأخاء الوطني ، فقد
ظهرت يوم 17 كانون الثاني 1935 * ، وتولى تحريرها في هذه المرحلة المحامي محمد
يونس السبعاوي ، وقد قامت بحملات شديدة على الحكومة وصوّرت هياج الرأي العام ،
وشرحت حركات المعارضين واحتجاجاتهم وأساليبهم شرحاً مؤثراً في الجماهير ، لذلك لم
تتحملها الوزارة فعطلتها ادارياً لمدة عشرة أيام ، ولم ينقضِ على صدورها سوى
اسبوعان .
كانت ( الاخاء الوطني ) " جريدة راقية ، غزيرة المادة في
الموضوعات السياسية العامة وشؤون البلاد العربية ومباحث الاقتصاد ، فضلاً عن
براعتها في النضال السياسي الداخلي " ، ولكنها لم تصدر بعد انقضاء مدة
التعطيل إذ أُريد تأسيس مطبعة لها فقصد محررها إلى مصر لشراء المطبعة ، فسقطت
الوزارة خلال هذه المرحلة ، وتولى الحكم ياسين الهاشمي ، وكان معظم وزرائه من حزب
الأخاء ، لذلك انصرف محررها عن العمل الصحفي.
وكان الاستاذ فؤاد قزانجي رئيسا لتحرير جريدة (بغداد اوبزرفر )
التي صدرت في بغداد يوم 23-12-1967 .
و كان الاستاذ جرجيس فتح الله المحامي قد اصدر في 4 حزيران سنة
1958 جريدة بإسم (الرائد ) وكانت جريدة يومية سياسية وكان صاحبها ورئيس تحريرها .
وكذلك الاستاذ غربي الحاج احمد الشاعر والسياسي والمناضل والوزير 1923-2000 والذي
كان وراء صدور مجلة العائلة العراقية مجلة (الف باء ) وتولى رئاسة تحريرها وكان
اول رئيس لتحريرها مع ان اسمه لم يظهر في المجلة .
ومجلة ألف باء ، من المجلات العراقية التي باتت تمتلك تاريخا طويلا
بالقياس لغيرها من المجلات العراقية المتناظرة. فهي مجلة صدرت لأول مرة في بغداد
في 22 مايس ايار سنة 1968 بجهود الاستاذ غربي الحاج احمد السياسي الموصلي الوطني
المعروف رحمه الله ،وكان يترأس "المؤسسة العامة للصحافة " والتي تشكلت
بعد تأميم الصحافة سنة 1964 وكانت تابعة لوزارة الاعلام .وجاء في ترويستها انها
"
مجلة اسبوعية سياسية ادبية ثقافية اعلامية" وبعد ذلك اصبحت
تصدر عن دار الجماهير للصحافة .
صدر العدد الاول منها في بغداد في 22-5--1968 وكانت تصدر كل يوم
اربعاء " . وقد تعاقب على رئاسة تحريرها عدد من الصحفيين منهم الاستاذ سعد
البزاز الذي تولى ايضا رئاسة تحرير جريدة (الجمهورية ) البغدادية وقد توقفت مجلة (
الف باء ) بعد وقوع الاحتلال الاميركي للعراق في 9 نيسان 2003 وتوقفت معها ايضا
جريدة ( الجمهورية ) .