الأحد، 25 نوفمبر 2018

حمام العليل في محافظة نينوى















حمام العليل في محافظة نينوى 
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل 
اتحدث لكم اليوم عن معلم بارز من معالم محافظة نينوى والموصل .. اتحدث عن مدينة جميلة ، نحبها جميعا ونزورها ونصطاف فيها ولنا فيها ذكريات ، وذكريات جميلة انها حمام العليل او حمام علي هكذا يسميها الناس وهكذا يسميها المعجمي البلداني الكبير ياقوت الحموي المتوفى سنة 1229 ميلادية. وقد كتب في معجمه ( معجم البلدان ) ان حمام علي قريبة من الموصل وتضم عيونا كبريتية يستخدمها الناس لعلاج الامراض الجلدية .
وقصة حمام العليل قصة طويلة فهي تبعد عن الموصل قرابة ( 25) كيلومترا .وقد سميت بحمام العليل كما جاء في بعض المدونات التاريخية نسبة الى الامام الرابع عليه السلام زين العابدين علي بن الحسين والذي يسمى (الامام العليل ) . وقد روى الشيخ المفيد في كتابه (الارشاد ) ان شمر اقبل في جماعة من الجند الى الخيام عند معركة كربلاء وفيها علي بن الحسين عليه السلام وهو مريض طريح الفراش ولم يقتله .
وعلى ما يبدو ان الامام وهو في طريقه الى الشام مر بحمام العليل واغتسل في مياهها الكبريتية الحارة فشفي من مرضه لذلك سميت بحمام العليل نسبة اليه .
ومياه حمام العليل المعدنية الحارة معروفة في العالم وتقع على ضفة نهر دجلة اليمنى حيث العيون الكثيرة ومنها (عين زهرة) و(عين فصوصة) و( عين صفرا) .ويرتادها الناس خاصة ممن يشتكون من امراض المفاصل ، والروماتيزم ، وامراض الجلد والحساسية . وقد اعتاد اهل الموصل منذ سنين طويلة ان يقضوا فيها شهرا كاملا خلال الصيف حيث يؤجرون البيوت أو العرازيل وهي تتمتع بجو بارد ، وهواء عليل .
وكان الى جوار الحمام كانت هناك (كازينو) حديثة بنيت في الستينات ويديرها شخص من اسرة ال العلي المعروفة في الموصل والى جانب الحمام تل أثري يسمى ( تل السبت ) يلجأ اليه العشاق والمحبين ويقع على دجلة ايضا .كما يقدسه يهود الموصل ولهم معه ذكريات واغان شعبية يرددها الفتيات والنسوة ومنها ياتل السبت اليوم جئناك بنات وفي السنة الماضية نأتيك متزوجات . 
وقد اشتهرت ناحية حمام العليل بتوفر الفواكه والخضروات فيها بأسعار بخسة ونوعية جيدة حيث انها والقرى المحيطة بها زراعية .. ولاننسى من كان يبيع السكاكر والفرارات للاطفال ويسمى (ابو النمل ) .
ومن حسن الحظ ؛ فإن حمام العليل حظيت بالكثير من القصائد والاغاني ومنها اغنية :"صاح القطار قومي انزلي كوي اوصلنا حمام علي " وهذه الاغنية التي يجهل الكثيرون من قائلها وهو الشاعر الموصلي الاستاذ عبد الغني الملاح .
كما ان الباحث التراثي الدكتور محمد صديق الجليلي (رحمه الله ) ألف كتابا عن حمام العليل بعنوان : ( الاصطياف في حمام العليل ) .. كما كتب عنها اخرون في قصصهم ورواياتهم وتشكل حمام العليل معلما بارزا في الذاكرة التاريخية الموصلية .
كان الموصليون يذهبون الى حمام العليل بالقطار النازل الى بغداد وكان يتحرك الساعة ( 12 ) ظهرا وينزلون في حمام العليل بعد ان يمروا بما يسمى ( النفق) القريب من طريق يسمى (طريق الحية ) ويعبرون قرية ( البو سيف) وبعدها قرية ( لزاكة ) وقرية ( الصيرمون ) على نهر دجلة وينزلون في محطة حمام العليل ويستحمون ويعودون في قطار الساعة السابعة الصاعد من بغداد بإتجاه الموصل .كانت رحلة جميلة ، وسياحية ممتعة يعدها الموصليون من ايام العمر الجميلة مع انها لاتستغرق وقتا طويلا . 
وقد لايعرف كثيرون ان حمام العليل منطقة زراعية ، ومنطقة اثارية ، وسياحية كانت مزدهرة في الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي وقد ادركتها مدينة عامرة فيها اسواق وكازينوهات وفنادق وبيوت للتأجير و(عرازيل ) للمصطافين وكانت الحمام على درجة من النظافة والانتظام في المواعيد حيث ثمة مواعيد للرجال ومواعيد للنساء قبل أن تُبنى حمام خاصة للنساء .. وكان ثمة كورنيش على النهر يمتد من حمام العليل الى قرية الصلاحية او جهينة .كانت حمام العليل نظيفة وفيها اسواق عامرة تجد فيها كل ما تحتاجه وكانت الحمام تشتغل الى ساعات متأخرة من الليل ، وكان في الحمام حوض كبير ُيغذى بالمياه الكبريتية الساخنة بواسطة مضخات مباشرة وكان الى جانب الحوض الكبير احواض صغيرة للاستحمام .هذا فضلا عن اماكن للاستراحة وقاعة للجلوس ومنازع للملابس وكافيتريا يقدم فيها الشاي والحامض والينسون وما شاكل .
كان في حمام العليل (154) تلا اثاريا منها (تل السبت) وقسم من هذه التلال يعود الى عصر حسونة الذي يمتد الى (5200 ) سنة قبل الميلاد .
كانت مدينة حمام العليل من الناحية الادارية في الستينات مركزا لقضاء الشورة ، وفيها مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية ومستوصفات لكنها اصبحت بعد ذلك ناحية تابعة لقضاء الموصل .
كانت حمام العليل تضم كلية الزراعة والغابات التابعة الى جامعة الموصل وكانت كلية مزدهرة ورائعة ومتطورة لكنها للاسف الشديد تعرضت للتدمير بعد الاحتلال الاميركي 2003 وكانت قبل ذلك وبإجراء خاطئ من رئاسة جامعة الموصل قد ُنقلت الى مدينة الموصل قبل 2003 ولاسباب شخصية ، وظلت مبانيها تواجه السرقة والنهب والتدمير واملنا كبير في ان يستجيب المسؤولون فيعملوا على إعادة كلية الزراعة والغابات الى حمام العليل والتي كان لوجودها من قبل دور كبير في تحديث المنطقة وخدمتها .
واخيرا إنني ادعو المسؤولين في الحكومتين المركزية والمحلية الى الالتفات الى حمام العليل وتطويرها والاهتمام بالحمام وتطويرها كما هي الحمامات التركية في انقرة لكي تصبح المنطقة قبلة للسائحين والراغبين للاستشفاء بمياهها الكبريتية المتميزة التي اثبتت الدراسات انها من افضل انواع المياه الكبريتية في العالم واكثرها غنى بالعناصر المفيدة .
______________________________________________
*الصور :الحمام وحوض السباحة الرئيسي وصورة تل السبت وسوق المدينة وبقايا الكازينو وصورة لكلية الزراعة والغابات جامعة الموصل والبناية الاولى على اليسارة العمادة والبناية الثانية مكتبة الكلية ثم على اليمين قسم الثروة الحيوانية والدواجن والحلقة متاحة في اليوتيوب والرابط :https://www.youtube.com/watch?v=RCYx_FWCaUk

الجمعة، 23 نوفمبر 2018

عرض أزياء في مدينة البصرة سنة 1958








عرض ازياء في  مدينة البصرة سنة  1958 
بواسطة (سمو الامير) شكرا له والرابط هو :https://www.facebook.com/groups/historyoftheworldiraq/permalink/1011621895699830/

لاحظوا الاناقة والشياكة والابهة 







الخميس، 22 نوفمبر 2018

إنضمام الاخ الاستاذ محمد عبد الرضا جمعة ( أبو سلام ) الى إتحاد كتاب الانترننت العراقيين



بسم الله الرحمن الرحيم 
إنضمام الاخ الاستاذ محمد عبد الرضا جمعة ( أبو سلام ) الى إتحاد كتاب الانترننت العراقيين 
قرار
بموجب النظام الداخلي للاتحاد ، وبعد الاطلاع على الطلب المقدم من قبل الأخ الاستاذ محمد عبد الرضا جمعة ، وبعد التدقيق في ملفاته ، وجدنا أنه مؤهل لاكتساب العضوية في إتحاد كتاب الأنترنت العراقيين وبالتسلسل رقم ( 558 ) مع التقدير.
ا.د. ابراهيم خليل العلاف 
رئيس إتحاد كتاب الانترنت العراقيين
د.باسم محمد حبيب
نائب رئيس إتحاد كتاب الانترنت العراقيين
ورئيس لجنة القبول
9تشرين الثاني 2018

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2018

لاتكن اليوم من الشامتين فتصبح غدا من المبتلين


معلقة على دماء الموصل




معلقة على دماء الموصل
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس - جامعة الموصل
بين يدي الان مجموعة شعرية جديدة للاخ ، والصديق الاستاذ عمار عبد الباقي العمري ، صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت 2018 بعنوان ( معلقة على دماء الموصل ) .
وانا سعيد جدا لإهداءه لي نسخة منها بعبارات جميلة وممهورة بتوقيعه الجميل وانا اشكره على ذلك واتمنى له دوام التألق . والمجموعة تضم (17 ) قصيدة تبتدأ بقصيدة عنوانها ( ياطاعنا ..والمستحيل حرابُهُ ) وتنتهي بقصيدة (الرهان الفائز ) وبين هاتين القصيدتين ثمة قصائد رائعة منها (معلقة على دماء الموصل ) و( ابتهال ) و(فاتنة الشرفة ) و( الثوب البنفسجي ) و( عربية من قاسيون تعلق ) و( وداعا عشتار ) و( زمانك ) و( نورسة الهور ) .
ومما يجمع بين كل هذه القصائد ، انها تحكي حالات انسانية ، وتجارب ابداعية مر بها الشاعر ، وصورا استطاع ان يلتقطها لتعبر عن خلجاته ، ومشاعره الجياشة الصادقة التي لم يمنع من ان تظهر واضحة من غير تزويق أو اضافة ، ففي قصيدته عن جيش العراق ، والتي عارض فيها قصيدة الجواهري العظيم (ياسيدي أسعف فمي ) نراه يقف ويتألق ليقول :
عفرت وجهك واقتحمت جليلا ***كي تجتلي وجه العراق جميلا
ورضيت عمرا بالكرامة علقما *** وجفوت عيش الذلة المعسولا
فجزيت عن ارض السواد غوائلا *** وحميت عرضا ناصعا وقبيلا
الى ان يقول :
يا طاعنا ،والمستحيل حرابه ***من ثورة العشرين جئت رسولا
وفي قصيدته ( بغداد حبيبتي ) يقول :
هل باذخ المزن أهداني محياها *** ام ان رجعا من التاريخ ادناها
اما ان عطرا من المجهول داهمني *** فإستيقظ العمر بالاحضان يلقاها
غابات نخلك يا بغداد عامرة *** جودي علي بمن في الكرخ سكناها
وحين تسأله احداهن من انت وهو في الغربة يجيب :
لاتسأليني من اكون بل اسألي ***عن كل غال في الوجود وراقي
غادرت في البستان فرع فسيلة *** من نخلة ممتدة الاعراق
واقف عند القصيدة التي حملت المجوعة عنوانها فأقول انها -بحق - معلقة تستحق ان توزن ابياتها بماء الذهب ، فهو لم يستطع الا ان يعيش حالاتها في القوة والضعف ، في البناء والهدم ، في الالم والامل ويصل الى حقيقة مؤكدة وهي ان ( الموصل) بالرغم مما قد اصابها ستبقى ولودة لم تشب ضفائرها ابدا :
انت الولودة ما شابت ضفائرها ***انت الوليدة حين الوأد تنبثق ُ
انت القصيدة ،والتاريخ شاعرها ***انت اليراعة والاحبار والورق
اجل هي الموصل العنقاء كلما احترق لها جناح تسامت وعلت ...مجموعة شعرية فيها كل شيء جميل ، افكارها مضامين قصائدها ، مشاعر الشاعر، الآمه، آماله ، خلجاته وكيف لايكون عمار العمري كذلك ، وهو ابن العراق ، وابن دجلة ، وابن الموصل ابن الجبل والهور والارض المالحة ارض السواد ارض النخيل وبساتين البرتقال واشجار السمسم ، انه ابن الموصل التي تعد الرأس للعراق الانسان الذي لم يرض الا ان يتيه في بحر العراق ولججه وهو يقول :
إن غبت او سكنت اصواتك وهنا ***ما تهت عنكِ، فأنت الدرب والافقُ
ام الربيعين كم من عاشق لهما *** طي الجوانح إن ناديتِ ينطلق ُ
مجموعة عمار عبد الباقي العمري الشعرية الجديدة (وثيقة تاريخية ) ، تأخذك حيث يجب ان تكون محاطا بالقوة ، والكبرياء ، والتاريخ المجيد ، والوحدة والعز والحب . بوركت اخي الاستاذ عمار فأنت القصيدة ، وانت اليراع وانت الفراشة التي تهدي سبيل كل مدلج ..دمت بألق والى مزيد من الابداع ..

الدكتور علي أحمد العبيدي



الدكتور علي أحمد العبيدي 
تشرفتُ عصر اليوم الثلاثاء 20/11/ 2018 بزيارة الاخ والصديق العزيز الدكتور علي أحمد العبيدي الاستاذ المساعد ، والباحث في مركز دراسات الموصل ..وقد سُعدت بالزيارة .. وقد تحدثنا عن الادب الشعبي ، واهمية دراسته ، وابرز رموزه كما تطرقنا الى اهمية النقد ومشاكله ومدارسة فأهلا وسهلا بأخي الدكتور أبا ابراهيم ..............................ابراهيم العلاف

المولد النبوي في الموصل بقلم : ا.د. ابراهيم خليل العلاف



المولد النبوي في الموصل
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل
قد لايعرف كثيرون ، ان الموصل هي من اولى المدن العربية والاسلامية التي احتفلت بالمولد النبوي الشريف في الثاني عشر من ربيع الاول .ولم ثمة احتفال بالمولد النبوي الشريف كما نشاهده اليوم لكن الموصل وبعدها اربيل ثم مدن الشام ومصر والمغرب العربي .
وعندما واجهت خطر الفرنجة في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلادي وجدت ان الضرورة الدينية والشرعية تقتضي منها تأكيد ( الذات الاسلامية ) من خلال الاحتفال بمولد سيد الكائنات محمد صلى الله عليه وسلم .
وقد أدركتُ منذ الاربعينات من القرن الماضي ، الاحتفال بالمولد النبوي في الموصل من خلال سلسسلة من الفعاليات التي كانت تبتدأ من جامع النبي جرجيس حيث تستخرج شعرات النبي محمد صلى الله عليه وسلم من الحضرة الجرجيسية ويطوف بها الناس وبقيادة اشخاص من بيت شيال العلم وهم يحملون الراية الخضراء راية الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في شوارع الموصل .
وكنت اشاهد توزيع الشوربة والحلويات في جامع النبي جرجيس وكانت جموع الموصليين تتجمع في سوق الشعارين ثم تتقدم بإتجاه هذا الجامع للمشاركة في احتفالات المولد النبوي .
وغالبا ما كان يرافق الاحتفال بالمولد النبوي الشريف القاء خطب وكلمات واقامة ما نسميه بالمولديات التي ترافقها المدائح والتزيلات الموصلية التي تشيد وتفخر بالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .
هذا فضلا عن ان الصحف الموصلية ومنها ( فتى العراق ، وصدى الاحرار ، ونصير الحق ، والاديب ، والمثال ، والعاصفة ) . فضلا عن المجلات ومنها ( الجزيرة ) كانت عندما تصدر تزخر بالمقالات عن الذكرى ذكرى مولد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .
ولازلت اذكر ايضا اننا في المدارس كنا نصدر النشرات المدرسية وبأعداد خاصة عن المولد ، ويحرر هذه الاعداد المدرسين والطلبة ولدي اعداد من هذه الصحف والمجلات والنشرات المدرسية ، وهي تحتفل بهذه الذكرى الخالدة .
الشيء الذي اريد أن اقوله ايضا ان الموصل وكانت تزخر بالاصناف المهنية كالخشابين والقصابين والعلافين والحلاقين والنجارين والصاغة وغيرهم كانوا يقيمون السرادقات امام محلاتهم واسواقهم وتتوفر في هذه السرادقات الحلويات والشاي وتوزع على الافراد الذين كانوا يأتون للتهنئة فترى احدنا يخرج من سرادق الصياغ ليدخل في سرادق العلافين وبعدها سرادق الخشابين وهكذا .
وكنا نرى الوجوه وجوه الناس في هذا اليوم مستبشرة فرحة وهي في عيد حقا يهنئ بعضهم بعضا وتستمر الاحتفالات طوال النهار .
عندما أشرفت على اطروحة الدكتوراه التي قدمها تلميذي الدكتور نمير طه ياسين الصائغ بعنوان ( الاصناف والتنظيمات المهنية في الموصل منذ اواخر القرن التاسع عشر حتى 1958 ) طلبت منه ان يكتب عن دور الاصناف الاجتماعي ومشاركتها في المناسبات والاحتفالات الدينية .وقد كتب فصلا جميلا اشار فيه الى ان احتفالات الاصناف بالمولد النبوي الشريف كانت من اروع الاحتفالات التي تقام في مدينة الموصل ، فقد كانت معالم الزينة ترفع على الدور والاسواق والدوائر الحكومية وقد عثرنا على وثائق كثيرة حول هذا الموضوع محفوظة في ارشيف بلدية الموصل وكانت معالم الزينة هذه ترفع قبل المناسبة بيوم او يومين وتنور المصابيح الكهربائية الملونة التي تظهر المدينة بزي جميل .كما تجري الاستعدادات لاقامة المهرجانات والاختفالات الدينية التي تليق بهذا اليوم الخالد في التاريخ البشري .
وفي صباح يوم المولد ، تطلق المدفية عددا من الاطلاقات إيذانا ببدء الاحتفالات ويجتمع منتسبي الاصناف في المساجد والجوامع للاستماع الى الذكر الحكيم والمناقب النبوية والمدائح والتنزيلات الموصلية ، ويجلس رئيس الصنف في السرادق ومعه اعضاء الصنف ، يتلقون التهاني ووفود المهنئين ويتم استقبال وفود المهنئين وتقدم القهوة كما تقدم الحلويات ويتزاور ابناء الاصناف والاهالي مع بعضهم البعض .
كما كنا نشاهد الاهالي ، وهم يطوفون في الشوارع العامة وتظهر عليهم مظاهر الزينة والفرح ومن ابرز الاصناف والتنظيمات التي كانت تهتم بهذه المناسبة الصياغ والخشابين والعلافين والبقالين وعمال الاحذية والاطرقجية والقصابين والصفارين واصحاب الكمرك والحمامين والحياك والقوطجية واصحاب المحلات التجارية .
ومما يجب علي ان اذكره ان مناسبة المولد النبوي كانت فرصة لاغاثة الفقراء واسعاف اليتامى والارامل والاسر المتعففة والسعي الى ادخال الفرح والسرور والبهجة لهم ولاطفالاهم ونسائهم وقد اطلعت من خلال جريدة ( فتى العراق ) الموصلية في الثلاثينات وما بعدها على كثير من اخبار هذه الممارسات الطيبة .
كما قرأت في صحف الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي الكثير مما يشير الى ان الاصناف كانت تقوم بذلك وتقوم ايضا بتشكيل وفود للتزاور والتهنئة واستقبال المهنئين من الاهالي والمسؤولين الحكوميين ونشر ذلك كله في الصحف المحلية التي كانت تصدر في الموصل خلال تلك السنوات وهي كثيرة .
والشيء الجميل الاخر ان مناسبة المولد النبوي الشريف كانت ايضا فرصة لبعض الحرفيين للتبرع بما ينتجه الى الجهات التي تقوم بالاحتفالات من خلال التبرع بإقامة السرادقات واقواس النصر وتزيين المكان وتنويره وقد قرأت في عدد من جريدة (البلاغ ) الكثير من التشكرات لهؤلاء المتبرعين ومنهم مثلا السيد عبد الرحمن ياسين التوتونجي الذي تبرع بالسيكائر والقهوة وماء الورد فضلا عن ما تحتاجه السرادقات من اقمشة وشراشف للزينة .
وقبل ايام وانا قد تحدثت عن المطهرجية والسيد مجيد السيد حمو ذكرت انه كان يتبرع بختان الاطفال مجانا في المولد النبوي الشريف .
انا عن نفسي اقول ان ما من مدينة في العالم تظهر فيها قيمة الاحتفال وابهة الاحتفال وروحية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ، مثل الموصل وهذا ليس غريبا عن هذه المدينة التاريخية التي تعرف مكانة الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم ودوره في انقاذ الامة من الجهل والشرك والضلال وسعيه المتواصل لاقامة شرع الله على الارض والدعوة الى العدل والثورة ضد الظلم والاستبداد والتخلف وكم نحن اليوم ونحن نحتفل بذكرى مولد سيد وفخر الكائنات محمد صلى الله عليه وسلم بحاجة الى ان نتمثل ثورته وقدرته على اعادة البناء والوقوف بوجه الظلم والتطرف والغلو ...بسم الله الرحمن الرحيم :" وما ارسلناك الا رحمة للعالمين " صدق الله العلي العظيم

صوت الناشئة :نشرة مدرسية اصدرناها سنة 1960 أ.د. إبراهيم خليل العلاف


صوت الناشئة :نشرة مدرسية اصدرناها سنة 1960
أ.د. إبراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس - جامعة الموصل
رحم الله أساتذتنا ومربينا الأوائل الذين كانوا يحرصون على تزويدنا بكل مايساعدنا على فهم الحياة، وإدراك أسرارها وبالشكل الذي يدفعنا للإسهام في خدمة الوطن والأمة، وكانت (النشرات المدرسية) سواء منها الجدارية وغير الجدارية ، وسيلتهم الفاعلة في تنمية المواهب ،وتشجيع التلاميذ على تعميق معلوماتهم.. وكان من ابرز ما أصدرته المدارس نشرات إعدادية الموصل، والمتوسطة الشرقية ، والإعدادية الشرقية ، ودار المعلمين ،والمجموعة الثقافية ،وإعدادية الموصل للبنات، والمديرية العامة للتربية في محافظة نينوى. يمكن أن نشير في هذا الحيز المقتضب إلى (نشرة الإلهام) التي أصدرتها إعدادية الموصل في كانون الأول 1945 وقد حرر فيها الطلبة وكانت بأشراف المرحوم ذو النون شهاب . أما نشرة المستقبل التي أصدرتها الثانوية الشرقية في كانون 1956، فكانت متميزة في مقالاتها وأبوابها. ومن الذين أسهموا في تحريرها (عبد الجواد ذنون ) و (عبد المحسن عقراوي) و(غازي حمودات) و (نديم احمد الياسين) و ( أكرم ضياء العمري) و (برهان المختار).
لم يقتصر الأمر على المدارس في إصدار النشرات، فكثيرا ما اجتمع عدد من الطلبة، واتفقوا على إصدار نشرة أدبية اجتماعية ومنها العدد الذي نجد صورته إلى جانب هذه السطور وقد أصدره نخبة من طلبة المتوسطة المركزية والإعدادية الشرقية بأسم (صوت الناشئة) وكان يحرر من قبلهم ويتداوله الطلبة. ومن موضوعات العدد الرابع الذي صدر في مطلع السنة الدراسية 1960_ 1961 وكتب بخط الطالب في حينه ابراهيم خليل العلاف ، كلمة العدد، ركن الأدب، يزعجني ويعجبني ، ركن الرياضة، مسابقة العدد،قصة العدد ، أضحك.. وقد ورد في ترويسة النشرة أن: (صوت الناشئة ، نشرة شهرية مدرسية ، يصدرها نخبة من الطلبة) ومن محرري النشرة ، هشام الإمام، وكاتب هذه السطور إبراهيم خليل العلاف ، وسالم خليل العلاف، وأنطوان جميل أنطوان. وفي ركن الأدب كتب احد الطلبة عن الشاعر السوري (خليل مردم) ..وفي باب مختارات تطرق كاتبه إلى بعض الأحاديث النبوية وكتب (رياضي هاو) عن لعبة المصارعة .وفي باب (بريد المجلة) شكر الطلبة المشرفين على إصدار النشرة (رشيد بشير) على رسالته القيمة التي ضمنتها انتقاداته البناءة للنشرة . كما شكرت الطالب (هشام الإمام) على جهوده في إعداد أغلفة النشرة.
حقا كانت تجربة صحيفة فتية مارسها عدد من الطلبة الذين أفادوا منها في مستقبل حياتهم.




مساجد الموصل - الحلقة الثالثة

مساجد الموصل - الحلقة الثالثة 
استكملت اليوم موضوع ( مساجد الموصل ) في برنامجي التلفزيوني (موصليات ) من على قناة الموصلية الفضائية .. ويعاد غدا الساعة 3 عصرا فألفت اليه انتباه من يحب المتابعة واهلا وسهلا وبعدها يتوفر على اليوتيوب ....................ابراهيم العلاف

هدية اخي الشاعر الاستاذ جمال الرمضاني



وغالبا ما اتفاجأ بما يبدعه الاصدقاء 
وهذه هدية اخي الشاعر الاستاذ جمال الرمضاني 
ارسلها لي توا 
فشكرا فشكرا له واهديكم البوست احبتي ....وعلى طريق الحق والعدل والانسانية ومحاربة التمييز والتطرف ...... مع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم


الاستاذ عمار عبد الباقي ناظم العمري


الاستاذ عمار عبد الباقي ناظم العمري
تشرفت ُ مساء يوم 19-11-2018 بزيارة الاخ والصديق العزيز الاستاذ عمار عبد الباقي ناظم العمري .. وقد كنت سعيدا وفرحا بزيارته واهداءه لي نسخة من ديوانه الجديد (معلقة على دماء الموصل ) .. اتمنى له التألق الدائم وقد فضينا وقتا ممتعا تناولنا في احاديثنا كثيرا من الامور التي تهمنا وتهم مدينتنا الغالية وبلدنا العزيز واهلا وسهلا به دوما وعلى الرحب والسعة ..................................ابراهيم العلاف


الاثنين، 19 نوفمبر 2018

صحفيون موصليون في بغداد






                                                                 مجلة ليلى لبولينا حسون
                                                                   محمد رؤوف الغلامي
                                                                     محمود الملاح
    جريدة صدى بابل 
  

                                                                      توفيق السمعاني

                                                                        روفائيل بطي
                                                                    جريدة الشعب ليحيى قاسم
                                                          كتاب صحافة العراق لروفائيل بطي
                                                               جريدة الزمان لتوفيق السمعاني
                                                              غربي الحاج أحمد ومجلة الف باء
                                                                    فائق روفائيل بطي
                                                               مجلة ليلى لبولينا حسون

صحفيون موصليون في بغداد
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل
لعل من أبرز المظاهر التي ميزت العمل الصحفي في العراق، أن الكثير من الصحفيين الرواد الأوائل ، كانوا من الموصل، وقد غادروا الموصل إلى بغداد ، ليؤسسوا صحفا ، صار لها سمعتها الواسعة في عالم الصحافة العراقية والعربية .
ويمكن الإشارة في هذا الصدد إلى (داؤود صليوا )صاحب جريدة صدى بابل 1910 ، و(بولينا حسون )صاحبة مجلة ليلى 1923 ، و(سليم حسون ) صاحب جريدة العالم العربي 1924 ، و(روفائيل بطي ) صاحب جريدة البلاد 1929 ، و(محمود الملاح) صاحب جريدة (التجدد ) ، وكانت جريدة ادبية صدر عددها الاول يوم 24 تموز 1930 ، و( توفيق السمعاني ) صاحب جريدة الزمان1937 ، و( محمد رؤوف الغلامي) الذي اصدر ببغداد جريدة (صدى الاحرار ) سنة 1948 ، والغي امتيازها في 17-12-1954 ، و(جبران ملكون ) الذي اصدر جريدة (صدى الاخبار ) سنة 1954 ، و( داؤد الصائغ ) صاحب جريدة (كفاح الشعب ) وكانت سياسية يومية منحت الامتياز في 29 شباط 1960 وتوقفت في 6-9-1961 ، و( غربي الحاج أحمد 1923-2000 ) أول رئيس تحرير لمجلة (الف باء ) التي صدرت سنة 1968 ورئيس تحرير جريدة ( لواء العروبة ) ، و( لطفي الخياط ) نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية والذي سبق ان اصدر مع محمود العلي في 12 شباط 1963 جريدة (البناء الثوري ) ، و( سعد البزاز) رئيس تحرير جريدة الجمهورية في التسعينات وآخرون كثيرون لايتسع المجال لذكرهم جميعا في هذا الحيز المقتضب .


وكما سبق ان قلت ، فإن الموصل تمتلك تاريخا ثرا في الصحافة ؛ فمنذ سنة 1885 شهدت صدور اول جريدة فيها ، وبعدها ظهرت صحفا عديدة .. واليوم اريد ان اتحدث في موضوع مهم آخر له علاقة بتاريخ الصحافة العراقية الحديثة/ وهو ان الصحافة العراقية ومنذ صدور اول جريدة فيها ، وهي جريدة (زوراء ) في 15 حزيران سنة 1869 اي في عهد الوالي المتنور المصلح مدحت باشا 1869-1972 - اعتمدت على الصحفيين الموصليين الذين اسهموا في تحريرها ومن ابرزهم الصحفي الموصلي (الاستاذ احمد عزت محمود العمري الموصلي) .
وبعد الانقلاب الدستوري العثماني الذي وقع في 23 تموز سنة 1908 ، وقاده حزب الاتحاد والترقي ونجم عنه خلع السلطان عبد الحميد الثاني 1876-1909 سنة 1909 ذهب الى بغداد صحفي من الموصل ، وهو داؤد صليوا 1852-1921 واصدر جريدة (صدى بابل ) في 13 آب سنة 1909 والتي كانت من الصحف الرائدة في العراق شكلا وموضوعا .
وداؤود صليوا من مواليد الموصل في 6 تشرين الثاني سنة 1852 ، وعند بلوغه العاشرة تخرج في المدرسة الكلدانية البطرياركية الابتدائية ، ثم درس الاداب العربية والنحو ، والصرف والبلاغة على يد احد علماء الدين المسلمين في الموصل وهو الشيخ يوسف باشعالم .وقد عّين بعد تخرجه معلما ثم مديراً للمدرسة الكلدانية البطريركية وكان يتقن اللغتين الفرنسية والإنكليزية فضلاً عن السريانية والعربية،
سافر الى بغداد وعمره قرابة ( 22 ) سنة ، وظل يعمل في سلك التعليم قرابة ( 30 ) سنة ، الا انه كان يحب الصحافة ويتوق لان يصدر جريدة خاصة ، وانه كان يحمل شعورا معاديا للعثمانيين ، وقد تهيأت له الفرصة بعد اجواء الحرية والانفتاح التي شهدها العراق بعد نجاح حزب الاتحاد والترقي في الوصول الى الحكم وخلع السلطان عبد الحميد الثاني 1876-1909 ، لذلك ترك التعليم وانخرط في العمل الصحفي ، وأصدر جريدته ( صدى بابل ) في 13 اب 1909 وذلك بالتعاون مع الباحث والكاتب والوزير فيما بعد الاستاذ يوسف رزق الله غنيمة .
وقد عرفت " جريدة صدى بابل" بوقوفها ضد سياسة التتريك واستمرت بالصدور حتى قبيل اندلاع الحرب العالمية الاولى اب1914 .
ومن الصحفيين الموصليين الذين ذهبوا ايضا الى بغداد ، واصدروا فيها جريدة ، الصحفي سليم حسون 1871-1947 ، الذي اصدر جريدة رائعة ومتميزة هي جريدة : (الرأي العام ) .
وسليم حسون صحفي ومرب عراقي معروف ، ولد في الموصل 1871 وتلقى تعليمه في مدرسة الآباء الدومنيكان ، وهي مدرسة تأسست في الموصل سنة 1854 ، وقد أبدى تفوقا ملحوظا في الدراسة ، لهذا اختير بعد تخرجه ليكون واحدا من أعضاء هيئة التدريس في هذه المدرسة . أشرف على معظم نشاط مطبعة الدومنيكان ، كما قام بتأليف بعض الكتب المدرسية وابرزها كتاب : (تعليم الطلاب اصول التصريف والأعراب) ، وقد طبع سنة 1899 بالموصل . كما اسهم في تحرير مجلة ( اكليل الورود ) ، التي اصدرها الاباء الدومنيكان سنة 1902 (النسخة العربية) وكان له فيها قصائد ومقالات عديدة .
ومجلة اكليل الورود أول مجلة صدرت في العراق ، وقد صدر عددها الاول في كانون الاول 1902 وتوقفت في كانون الاول 1909 ، وكانت تصدر بثلاث لغات هي العربية والفرنسية والكلدانية .
ترجم سليم حسون كذلك عدد من المسرحيات من اللغات المختلفة ومنها اللغة الانكليزية واللغة الفرنسية ، ومن المسرحيات المترجمة عن الفرنسية (مسرحية استشهاد ثرسيوس) وقد طبعت سنة 1902 .
قبل الحرب العالمية الاولى بقليل ، عهدت اليه القنصلية الالمانية في الموصل بأدارة مكتبتها المعروفة بـ(المكتبة الالمانية) . وبعد الاحتلال البريطاني للموصل سنة 1918 ، عين (مفتشا لمعارف منطقة الموصل) . كما اصبح عضوا في الهيئة الادارية للنادي العلمي الذي عقد اول اجتماع له في 18 تشرين الثاني 1918 ، وكان من اعضاء النادي الدكتور عارف معروف بك ، وشريف الصابونجي، ومكي الشربتي ، وحمدي جليمران ، وفاروق الدملوجي ، لكن السلطة البريطانية سرعان ما اغلقت هذا النادي بعد ان اتجه الوطنيون والقوميون لأتخاذه ستارا لتحركاتهم ضد المحتلين .
وقد اسهم سليم حسون في تحرير ( مجلة النادي العلمي) التي صدر عددها الاول في 15 كانون الثاني 1919 ، ولم يصدر منها سوى (8) اعداد إذ توقفت عن الصدور في 30 نيسان 1919 .
كما كان لسليم حسون كذلك دور في تحرير جريدة ( الموصل) التي أعاد الانكليز إصدارها إثر احتلالهم للموصل ، وتولى انيس صيداوي مهمة رئاسة تحريرها ، وكان من خريجي الجامعة الأميركية في بيروت ، وهو من لبنان وقد عمل لفترة مترجما في الجيش البريطاني ، ثم كاتبا في قلم الترجمة بدائرة الحاكم السياسي في بغداد . كان سليم حسون عضوا في مجلس معارف لواء الموصل الذي ضم في 13 تشرين الثاني 1920 ، كلا من نقيب الاشراف عبد الغني النقيب ، واحمد الفخري القاضي ، وسليمان الجليلي ، ونامق آل قاسم اغا ومصطفى الصابونجي وناظم العمري ومحمد علي فاضل وعبد الله النعمة وفتح الله سرسم والدكتور حنا خياط ويوسف الحلبي وقسطنطين بيو .. وقد اثيرت اثناء وجود سليم حسون مفتشا لمعارف الموصل بعض المشاكل نتيجة لقيام الانكليز بتوجيه التعليم توجيها يتفق مع مصالحهم الاستعمارية ، وكان للمعلمين الذين يرتبطون بالاحزاب الوطنية دور كبير في مقاومة هذا الاتجاه ، فعملوا على تقديم احتجاج الى مجلس الوزراء لابعاد مدير المعارف الكابتن فارل وتعيين " مدير معارف قدير ووطني مخلص ".
وقد وافق مجلس الوزراء في جلسة 7 كانون الثاني 1922 على تعيين عاصم الجلبي مديراُ لمعارف منطقة الموصل بدلا من الكابتن فارل ، ونقل سليم حسون مفتش المعارف الى البصرة .
بقي سليم حسون في البصرة مدة قصيرة ، وقرر ترك الوظيفة ، وسافر الى خارج العراق ليزور بلدانا اوربية كثيرة ، عاد بعدها الى بغداد واتجه لتأسيس مطبعة حديثة .
وفي 25 اذار 1924 اصدر (جريدة العالم العربي) واستمر في ذلك حتى توفي في 4 تشرين الاول 1947 ، وتولى رئاسة تحرير الجريدة بعد وفاته ابنه مجيب حسون .
كان سليم حسون نائبا عن الموصل في الدورة الانتخابية الرابعة لمجلس النواب التي ابتدأت من 8 آذار 1933 الى 4 ايلول 1934 ،. وكذلك اصبح نائبا في الدورة الانتخابية الخامسة (29 كانون الاول 1934 حتى 11 آذار 1935) . وفي الدورة الانتخابية الثانية (23 كانون الاول 1937 حتى 22 شباط 1939) كان سليم حسون نائبا عن بغداد .
وصفت (جريدة العالم العربي) التي أصدرها سليم حسون بالاعتدال في مواقفها . وقال عنها روفائيل بطي في كتابه (الصحافة في العراق) انها " اذا ما ارادت ان تنتقد ، افرغت انتقادها في قالب غير مثير (لمشاعر) الحاكمين " . ومع هذا فقد كانت جريدة ذات سمعة جيدة بين الصحف التي صدرت في العراق ، اذ عنيت بالترجمة ، وملاحقة كل خبر ، ومعلومة تتعلق بأوضاع العراق ، تنشر في الصحافة الاجنبية والاكثر اهمية من ذلك انها اشتهرت بدفاعها عن عروبة فلسطين وسعيها المستمر لفضح السياسة الاستعمارية والصهيونية ومقاومتها ، لذلك كان لها قراءها الذين يحرصون على اقتنائها ، ذلك فقد تعرضت للخسارة المالية بعد وفاة صاحبها سليم حسون وتولي ابنه مجيب حسون مسؤلية تحريرها ، الامر الذي ادى الى احتجابها في سنة 1951 .


ومن أبرز الصحفيين الموصليين الذين تركوا بصمتهم الواضحة في سجل الصحافة العراقية في بغداد الاستاذ روفائيل بطي صاحب جريدة (البلاد ) كما عرفناه وعرفنا جريدته ، وحبه للصحافة وشغفه بها وتأريخه لها من خلال كتبه ومحاضراته عن تاريخ الصحافة العراقية في معهد الدراسات والبحوث العربية العالية بالقاهرة التابع لجامعة الدول العربية ..كتب في صحف غيره واصدر "الحرية " و"البلاد " كانت " الحرية" سنة 1924 وكانت " البلاد " سنة 1929 كما اصدر جريدة ( الربيع ) ببغداد، وكان صاحبها ، وصدرت في 2 ايار سنة 1924 وترأس هيئة تحريرها ابراهيم صالح شكر . وله كتاب جميل ورائع هو :"تاريخ الادب العصري في العراق " توفي وعمره ( 55 ) سنة ، لكن حياته السياسية والصحفية كانت حافلة بالاحداث هو من مواليد الموصل 1901وهو خريج كلية الحقوق كانت له احاديث في دار الاذاعة عن صحافة العراق .. ولده الاستاذ سامي بدأ بإصدار كتاب (صحافة العراق ) ضمن مشروعه لنشر تراث ابيه عن نشأة وتطور الصحافة العراقية .
ومن الصحفيين الموصليين الذين تألقوا في بغداد واصدروا صحفا الاستاذ توفيق السمعاني الذي اصدر جريدة متميزة هي جريدة (الزمان ) بين سنتي 1937 و1963 .وتوفيق بهنام يونان السمعاني من مواليد ناحية بعشيقة بالموصل سنة 1900 ، تلقى علومه الأولى في مدرسة دينية تابعة لأحد الأديرة، ثم ذهب إلى بغداد سنة 1922 ،ودرس في إحدى المدارس الأهلية، ثم دخل في كلية الحقوق وبقى فيها لمدة سنتين وتركها ليتجه نحو الصحافة والعمل السياسي حيث رشح عن الموصل وانتخب أكثر من مرة نائبا في البرلمان العراقي (الدورة الانتخابية الثالثة عشرة 24 كانون الثاني 1953 -28 نيسان 1954 )و(الدورة الانتخابية الرابعة عشرة 9 حزيران 1954 -3 آب 1954 )و(الدورة الانتخابية الخامسة عشرة 16 أيلول 1954 -27 آذار 1958 ) (الدورة الانتخابية السادسة عشرة 10 أيار 1958 -9 حزيران 1958 )، وقد عرف بالبراعة في العمل السياسي.
وفي الصحافة أجاد في كتابة الافتتاحيات التي تميزت بالرصانة والاعتدال ، وفي عام 1923م أسهم في إصدار مجلة (الزنبقة)، والتحق بجريدة (البلاد) لصاحبها روفائيل بطي ليعمل فيها محررا لسنوات عدة وحتى عام 1930م . أصبح في سنة 1931 مدير التحرير المسؤول في جريدة (صدى العهد) ،ولما احتجبت تولى إصدار جريدة (الطريق) 1933 ومن ثم جريدة (النداء)1936 ، وتنقل السمعاني بين صحف عديدة ولسنوات طويلة حتى أسس سنة 1937 ، جريدة (الزمان) وكانت - كما جاء في ترويستها - جريدة يومية سياسية صاحبها توفيق السمعاني، ورئيس تحريرها محمود نديم إسماعيل ليستمر في إصدارها لأكثر من عقدين ، وقد توقفت عن الصدور في شباط 1963 وعدت هذه الجريدة من الصحف السياسية العراقية الكبيرة والطويلة العمر ، حتى أنها كانت –بحق -مصدرا للأخبار وللحوادث ولجلسات البرلمان العراقي وخاصة في الاربعينيات والخمسينات من القرن الماضي،مما جعلها تعد مصدرا من مصادر دراسة تاريخ العراق المعاصر .
انتخب توفيق السمعاني نائبا لنقيب الصحفيين العراقيين لدورتين متتاليتين ،وللسنوات من (1961م -1963م)،وفي سنة 1982 توفي في بغداد عن عمر ناهز ال ( 82 ) عاما ودفن هناك .
ويجب ايضا ان لاننسى الاستاذ يحيى قاسم ( 1913 - 1990 )الذي اصدر جريدة في بغداد بإسم ( الشعب ) ، ويحيى قاسم ، هو يحيى بن قاسم بن محمد علي من مدينة الموصل ، ومن محلة السوق الصغير القريبة من جامع العباس وشارع النجفي في الجانب الايمن ولد سنة 1913 .درس في مدارس الموصل وحصل على الشهادة الثانوية من ثانوية الموصل سنة 1931 ودخل كلية الحقوق ببغداد وتخرج فيها سنة 1934 عمل موظفا في مجلس الوزراء ثم في مجلس النواب وانتقل للعمل في السكك الحديد .أصدر في سنة 1942 " جريدة الشعب " ، وكانت جريدة مؤيدة للسلطة الملكية الحاكمة ، واستمرت بالصدور حتى قيام ثورة 14 تموز سنة 1958 كانت جريدة الشعب يومية سياسية .
عمل في جريدة الشعب لصاحبها المحامي يحيى قاسم عدد من الصحفيين البارزين منهم الاستاذ محسن حسين احد مؤسسي وكالة الانباء العراقية (واع ) والذي قال : " أن أول جريدة عمل فيها هي جريدة الشعب لصاحبها يحيى قاسم وكانت من اشهر الصحف ، واوسعها انتشارا وقتذاك .وقد كنت اكتب فيها منذ سنة 1952 كهاو من خلال المقالات التي ارسلها لهم" .
أسهم الاستاذ يحيى قاسم في تأسيس " جمعية الصحافة العراقية " فلقد شهدت سنة 1944 محاولة جديدة لتأسيس تنظيم نقابي للصحفيين،عندما أجتمع أصحاب الصحف في 12 كانون الأول سنة 1944 في مقر جريدة ( صوت الأهالي) التي أصدرها كامل الجادرجي. وناقشوا مشروع تأسيس نقابة للصحفيين، ونشرت هذه الصحيفة في اليوم التالي ما تم الاتفاق عليه حول الشروع في تشكيل نقابة الصحفيين في بغداد، ودعوة الحكومة لاصدار النظام المتعلق بتشكيل النقابة ، وكذلك الاحتجاج لدى الحكومة على تجاوز الرقابة على الصحف حدود سلطاتها القانونية بمذكرة يوقعها أصحاب بالصحف. ووقع على هذا الاتفاق كلا من: نور الدين داود، صاحب صحيفة ( النداء ) ، و يحيى قاسم، صاحب صحيفة ( الشعب ) ، وروفائيل بطي صاحب صحيفة ( البلاد ) وصدر الدين شرف الدين صاحب صحيفة ( الساعة ) ورزوق غنام صاحب جريدة ( العراق ) فيما تحفظ كامل الجادرجي صاحب صحيفة ( صوت الأهالي)، ومحمد مهدي الجواهري صاحب صحيفة ( الرأي العام) على نص الاتفاق لكنهما وافقا على أداء دورهما في التنفيذ، حيث تولى الجواهري ونور الدين داود إعداد الطلب إلى الحكومة بينما تولى الجواهري والجادرجي إعداد مذكرة الاحتجاج . وفي اليوم التالي، تم عرض ما تم الاتفاق عليه على أصحاب الصحف الذين لم يحضروا الاجتماع، فوافقوا عليها، ووقعها سليم حسون، صاحب صحيفة (العالم العربي)، وتوفيق السمعاني، صاحب صحيفة (الزمان ) وعادل عوني، صاحب صحيفة ( الحوادث)، لكن المحاولة هذه لم تصل إلى مستوى التنفيذ التام، ولم تأخذ شكل التنظيم النقابي.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية دب النشاط في صفوف السياسيين والصحفيين لتشكيل الأحزاب والجمعيات، فنجح الصحفيون في تأسيس أول تنظيم نقابي لهم،أسموه ( جمعية الصحافة العراقية)، روادها اثنان من قادةالأحزاب الوطنية وهما كامل الجادرجي من الحزب الوطني الديمقراطي وأصبح رئيساً للجمعية وسلمان الصفواني من حزب الاستقلال صاحب صحيفة ( اليقظة) واصبح سكرتيراً عاماً لها حيث حصلت سنة 1948على حق الإشراف على توزيع الإعلانات الحكومية والقضائية على الصحفاليومية والأسبوعية مع خصم عمولة للجمعية بنسبة عشرة بالمائة.
الا ان هذه الجمعية لم يكتب لها النجاح وتعطل دورها بعد تشكيلها بفترةقصيرة والمرجح انها تعطلت في تشرين الثاني سنة 1952 عندما تولى الفريق نور الدين محمود حكومة الطواريء حيث تم تعطيل كل الأحزاب والجمعيات والصحف المعارضة، وأعلنت الأحكام العرفية.
وفيما يتعلق بالصحافة النسائية فقد كانت السيدة بولينا حسون ، صاحبة أول مجلة نسائية تصدر في العراق، ففي اليوم الخامس عشر من تشرين الأول-أكتوبر سنة 1923، قامت السيدة بولينا حسون، بإصدار هذه المجلة، وسبب تسمية المجلة يرجع، كما تقول بولينا حسون، إلى أنها سمعت الشاعر الكبير جميل صدقي الزهاوي يلقي قصيدة في منتدى التهذيب ببغداد مطلعها :
إني بليلى مغرم وهي موطني
وعلي أقضي في غرامي بها نحبي
فهبطت الكلمتان( ليلى ) و(موطني ) على قلبي هبوط الوحي ،فاندفعت إلى تحلية المجلة بأسم (ليلى ) ،وقد كنت قبلها أريد أن اسمي المجلة (فتاة العراق ) .
وبولينا حسون، تُعتبر من رائدات الصحافة النسائية في العراق، وبولينا حسون، عملت في الصحافة في ظروف بالغة الصعوبة، فلقد احتدم الصراع بين دعاة السفور ودعاة الحجاب، وكان المحافظون هم الأغلبية في المجتمع، والمجددون الأقلية.. ولانعرف بالضبط تاريخ ميلاد بولينا حسون، إذ أنها كانت في مقتبل حياتها تعيش في مصر وفلسطين والأردن قبل عودتها إلى بلدها العراق. وكان خالها هو الشيخ ابراهيم الحوراني، وابن عمها سليم حسون صاحب جريدة ( العالم العربي) ،وهو صحفي موصلي معروف تحدثنا عنه آنفا ، و بولينا حسون موصلية عراقية من جهة الأب ،وشامية من جهة الأم. وثمة مصادر تقول أن بولينا حسون ولدت سنة 1865 و توفيت سنة 1969 .
عادت إلى العراق في سنة 1922 قبل إصدارها مجلتها ( ليلى) بعدة أشهر، وانغمست بالحياة العامة ،وكانت من العضوات المؤسسات ل (نادي النهضة النسائية ) الذي افتتح في 24 تشرين الثاني 1923 برئاسة السيدة أسماء الزهاوي ابنة مفتي العراق الشيخ أمجد الزهاوي. وأخذت تجهر بآرائها حول تحرير المرأة ،ومساواتها بأخيها الرجل ومشاركته في بناء العراق ونهضته بعد تشكيله دولته الحديثة بزعامة ملك العراق فيصل الاول (1921-1933 ) .وقد أصدرت مجلتها ليلى، وبدأت بكتابة المقالات ، ونشر الموضوعات المختلفة التي يرسلها الكتاب الآخرون للمجلة عن النهضة النسائية والمعالجات المختلفة الخاصة بالمرأة .كما كرست المجلة بعض صفحاتها لانتقاد بعض العادات الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر سلبا على نهضة المرأة ،وتحط من قدرها وتهضم حقوقها، وتبقيها في حالة التخلف. وواظبت المجلة، في أعدادها اللاحقة ، تأكيدها على تحرير المرأة والى إعطاء المرأة المكانة الجديرة بها في المجتمع والأسرة.
وبعد انتهاء السنة الثانية من عمر المجلة ،عينت بولينا حسون مديرة لمدرسة باب الشيخ الابتدائية في بغداد عام 1925 ،وكان ذلك بداية لحملة شعواء تعرضت لها تلك الصحفية الرائدة من قبل بعض الصحف العراقية وانتقلت إلى المحاكم ، والتي أدت،في نهاية الأمر ، إلى نقلها معلمة في مدرسة أخرى ومن ثم إلى تركها العمل.
لقد أدى الضغط، والحصار الشديد، والحملات الصحفية القاسية التي جابهت بولينا حسون، إلى عدولها عن الاستمرار في العمل الصحفي، والى حزمها أمتعتها ومغادرتها العراق إلى فلسطين والاردن في (كانون الأول 1925).. وخلفت وراءها ذكرى لامرأة عراقية باسلة يحق أن يقال عنها، فضلاً عن كونها أول صحفية عراقية،أنها :" رائدة الحركة النسائية في العراق".
لم تقتصر مجلة ليلى في اهتماماتها على شؤون المرأة، وإنما تعدت ذلك عندما أفسحت المجال لصفحاتها، لتناول موضوعات ذات صلة بأوضاع العراق الاجتماعية، والاقتصادية والسياسية، والثقافية في تلك الحقبة المهمة من حقب التاريخ العراقي المعاصر.
لقد صدرت مجلة ليلى تحت شعار" على طريق نهضة المرأة العراقية"، وتضمنت صفحاتها معلومات جمة عن تربية الأطفال، وتعليم الفتيات، وصحة الأسرة، والاقتصاد المنزلي. فضلاً عن شؤون الثقافة والتعليم. كما انخرطت المجلة في الصراع الذي كان رائدا بين المحافظين والمجددين والذي اصطلح عليه في حينه بـ (معركة السفور والحجاب)، واشتملت مقالاتها الافتتاحية على إثارة موضوعات مهمة، وبعناوين مختلفة من قبيل : "بوتقة الحق" و "أخبار الضرائب" و"ركن ربات البيوت" و "حلقات من أوتار سحرية" و" الأخبار الغربية". واهتمت المجلة بتناول جوانب تتعلق بالصحة العامة ،والشؤون الطبية ،وقضايا الشعر والأدب. كما انصرفت لمتابعة نشاطات ونتاجات الشعراء والكتاب والباحثين العراقيين والعرب البارزين آنذاك أمثال معروف عبد الغني الرصافي، وجميل صدقي الزهاوي، والشيخ كاظم الدجيلي وانور شاؤول ويوسف غنيمة ، وحليم دموس ، والشيخ ابراهيم الحوراني ، وفيلكس فارس ، وسلمى صائغ . ومما تجدر الإشارة إليه أن الشاعر الكبير الرصافي نشر في المجلة ولأول مرة قصيدته الشهيرة ومطلعها :
هي الأخلاق تنبت كالنبات
إذا سقيت بماء المكرمات
ومن أهم المقالات التي نشرتها في افتتاحية العدد (6) الصادر في 15 أيار 1924 تلك( المقالة- الصرخة )الموجهة إلى المجلس التأسيسي العراقي (البرلمان)، وتدعو فيها إلى منح المرأة حقوقها المشروعة. وفي عددها الأخير الصادر في 15 آب 1925 شرحت لقرائها، عبر مقالة حزينة ،الظروف المادية الصعبة التي كانت تواجهها المجلة آنذاك.
وللأسف، فقد اضطرت صاحبة امتياز المجلة السيدة بولينا حسون إلى مغادرة العراق وعندئذ توقفت المجلة عن الصدور.وقد يكون من المناسب أن نشير إلى أن العراق لم يشهد صدور مجلة نسائية إلا بعد أكثر من عشر سنين حين صدرت مجلة (المرأة الحديثة ) لرئيس تحريرها فاضل قاسم راجي وكانت سكينة إبراهيم المحررة الرئيسة فيها .
صدر العدد الأول من مجلة ليلى في الخامس عشر من تشرين الأول سنة 1923، وكانت تطبع في شركة الطبع الحديثة ببغداد لصاحبها حسون مراد وشركاه وكانت بحجم 23x15 سم، وبلونين ابيض واسود ولم يتجاوز عدد صفحاتها ولكل عدد الـ (48) صفحة وكتبت بولينا حسون افتتاحية العدد الأول جاء فيها : "إن البعض يعتقد بان ظهور مجلة نسائية في العراق من (الكماليات) التي لاحاجة اليها الآن، وان المناداة بنهضة المرأة العراقية نفخ الرماد فهولاء وأمثالهم معتادون على إطفاء الأرواح ولعلهم من بقايا الوائدين .
رحبت المجلة في عددها الرابع الصادر في 15كانون الثاني-يناير 1924 (7 جمادى الأخرى 1342هـ ) بالعام الجديد 1924 وكتبت في مثال بعنوان ((اجل الأماني)) تقول : مرحبا بك أيها العام الـ 1924.. منها قد انعدم ذلك العام الثقيل (1923) .. فما عساك انه تكون أنت أيها العام الجديد؟ وماذا أخفى الغيب في ثنايا شهورك، وطيات أيامك..." وأضافت "إن العالم يؤمل أن يتنفس فيك وينال نصيبا من الأمة.. أما عراقنا المحبوب فيمني النفس بالتمتع بجميع حسنات الحكم القومي، ترشده الحكمة النيرة، ويعضده الإخاء الوطني، ويدعمه الثبات الراسخ... إن عراقنا العزيز... يتوقع تمشي روح التجدد الحقيقي في ضلوعه، وبانتشار أنوار التهذيب بين بنيه وبناته... وأما ليلى فتاة العراق، ومعها الجنس اللطيف العراقي اجمع، فمنيتها أن تعم النهضة النسائية المباركة القطر العراقي بأسره .. وتؤمل أن لاينتهي العام إلا وقد جرت المرأة العراقية، في طريق الرقي، شوطا بعيدا..." .
ثمة مقالة مهمة عنوانها :" العادات المستهجنة في معاملة المرأة"، تطرقت فيها المجلة إلى مبدأها في المجاهرة باتخاذ كلمة الحق والصراحة شعاراً لها.. وقالت أنها آلت على نفسها محاربة العادات الوبيلة التي تحط من قدر المرأة وتهضم حقوقها ، وتبقيها مطروحة في مهاوي الجمود والاحتقار والخمول" وتطرقت إلى جهودها في فضح بعض العادات السائدة في قضايا الزواج وقالت أنها اليوم تحتج على الاهانة التي ترشق بها المرأة في حديث الناس وفي داخل العائلة. فالمرأة لاتزال في نظر البعض (مخلوقا دنيئا ) لذلك تخاطب بما لايليق من الكلام. ودعت المتنورين إلى مواجهة هذه العادات وخاطبت أولئك الذين يستهجنون المرأة ولا يعطونها مكانتها قائلة :(ألا أيها الجاهل... لماذا تستعظم نفسك... وتستصغر المرأة؟ ) ،وختمت ليلى مقالتها بالقول إن النهضة لاتكون إلا بمشاركة المرأة والمرأة لاتنل التهذيب الحقيقي مالم يناصرونها رجال أحرار مخلصون فعالون.
كتبت السيدة سلمى صائغ، وهي كاتبة سورية نشر لها كتاب بعنوان :(نسمات) مقالاً في مجلة ليلى بعنوان :" حياتنا الاقتصادية" أشارت فيه إلى مشاركة المرأة في كل نشاطات المجتمع والاقتصادية ولاتزال دائرة العمل تتسع أمامها (فلا يمر علينا عشر سنين إلا ونرى النساء العربيات مهتمات بمسائل الاقتصاد مقتنعات أن الحرية الاقتصادية هي أم كل حرية بشرية).
في صفحة (متفرقة)نشرت مجموعة من الأخبار منها خبر بعنوان: " سير مشروع النهضة النسائية العراقية" قالت فيه : "لاتزال السيدات المؤسسات يواليان اجتماعاتهن بصورة منتظمة وقد نشرن بلاغا في إيضاح المشروع وغايته، واعتمدت على عقد اجتماع يحضره عدد كبير من السيدات وذلك في اليوم العشرين من الشهر الحالي (كانون الثاني 1924 لأجل المذاكرة في تأسيس النادي النسائي في العاصمة والنظر في قانونه). ثم عرضت الصفحة لبعض الكتب الصادرة المهداة إلى المجلة منها كتاب تجارة العراق قديما وحديثا للأستاذ رزق الله غنيمه العضو في مجلسي الإدارة والمعارف في بغداد" وهو كتاب تاريخي واقتصادي (في غاية التعاسة)... وكذلك كتاب :دروس في أصول التدريس لساطع الحصري.
وأشارت المجلة إلى أن الدكتور عبد الله أفندي برصوم أهدى مجلة ليلى إلى الآنسة زكية عبد النور (في الموصل). أما المعلم رؤوف أفندي صائغ فأهدى المجلة إلى خطيبته الآنسة مثيلة رؤوف صبري (في الموصل) كذلك.. وطلبت المجلة من (مراسليها الكرام ) و"الى الذين لم نتمكن حتى الآن من تحلية المجلة بقصائدهم ومقالاتهم أن يغذونا فإننا سننشرها تباتا".
في المجلة مقالات منها موقع باسم مستعار هو (سانحة ) بعنوان: (حديث ربات المنازل) وفيه دعوة لاقتباس العادات الحسنة ونبذ العادات الرذيلة كالإسراف ،واللهو، والتبرج، والتصنع والحرية الزائدة المضرة.
وهناك مقال مهم بعنوان: "وسائط سهلة للتنظيف" والمقال دعوة إلى تنظيف الأثاث الخشبية، والأواني بطرق علمية سهلة من قبيل تنظيف الأثاث الخشبية بمزيج من زيت الزينون أو زيت الكتان والكحول (السبرتو).
ونشرت المجلة مقالات عن (البابونج كدواء فعال نفيس)، وكتب الدكتور عبد الله أفندي برصوم رسالة إلى صاحبة مجلة ليلى أكد فيها أن التكيف حسب المحيط ، أمر ضروري للنجاح، ولابد من الاعتدال ودعا المجلة إلى تأكيد قول الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) "العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة" وقال "إننا نكره ...اتخاذ قشور التمدن من أزياء وحركات.." .
من مقالات ليلى : " التربية العائلية" وفيه تأكيد على أن الرجل لم يخلق ليعيش وحده، وحياته تظل ناقصة غير مستوفية الشروط إذا لم يتخذ شريكه له تقاسمه أفراحه وأحزانه..." وعن اللغة الانكليزية هناك مقالات مترجمة إلى اللغة العربية منها مقال مهم ترجمه فريد توما من الحلة عن (الحركة)، فلولا الحركة ماكانت هناك حياة، ولولا حركة البذر لما نما النبات ولولا حركة الدماغ لما ظهر التاريخ.
ونشرت المجلة قصيدة الياس أبو شبكة (رنات الأوتار السحرية) جاء في مطلعها:
الفتيها من التحسر لاتعي
تذري الدموع وحيدة في المخدع
فكأنها والدمع يخطف صوتها
رمز التعاسة في الزمان الموجع
ومما كان يزين المجلة (أشكال تخطيطية جميلة). وقد اهتمت المجلة بترجمة المقالات من اللغات الانكليزية والفرنسية وغيرهما من اللغات ومن ذلك ترجمتها مقالة بعنوان: (بوق الحق.. لايريدون مجابهة الحقائق) تتحدث فيها عن اولئك الذين يخلطون بين الأشياء ولايميزون بين الخبيث والطيب، ويظهرون مالايبطنون. واستمرت المجلة في إبراز إهداء الرجال لأعداد من مجلة ليلى إلى النساء والفتيات ومن ذلك أن (حضرة عبد السلام أفندي أهدى مجلة ليلى إلى حضرة ابنته خالة الآنسة مليحة عاكف التلميذة في مدرسة البار ودية). كما تابعت حركة إصدار الكتب ومنها ،على سبيل المثال ،كتاب (ذكرى الخالصي) لعبد الرزاق أمين وهو ترجمة حياة الشيخ محمد مهدي الخالصي. وهناك مقالات مختلفة منها مقال بعنوان :(حديث ربات المنازل)، ومقال: (آيات الصراحة وسلامة القلب) .وعن مجلة السياسة (المصرية) نقلت مقالا عن (المرأة التركية) وكيف أنها تتمتع بصفات حميدة منها : التربية ، والحشمة، والقيام بالواجب والتمسك بالتقاليد القومية وتابعت المجلة سيرة حياة الموسيقار بيتهوفن، وكيف انه نشأ بائسا ، وذاق من صنوف الحياة ضروربا ،ومن عذاب الدهر شقاء. كما كتبت عن بطرس الأكبر، الإمبراطور الروسي وابنه الكسيس.
وفي المجلة أبواب منها باب (أخبار الغرائب وغرائب الأخبار) فيه حديث عن المناطيد (سفائن الهواء) السريعة، وباب (منزليات) وفيه فؤائد صحية وتربوية. كما حرصت على تأكيد التربية الاستقلالية للأطفال، واقتبست من المجلات العالمية أخبار ومعلومات عن (فضل الأطعمة الغذائية) و (استعمال الأطالس الجغرافية) و(تشجيع الأديبات ) و(معدل طول الإنسان).. ومن الطريف أن المجلة كانت تنشر مقالات من مدن العراق المختلفة ومعظمها على شكل رسائل منها على سبيل المثال مقالة أرسلتها من الموصل (حضرة السيدة الفاضلة م. فائق بولس) بعنوان: (قلبي يتألم) جاء فيها "قلبي يتألم إذ أرى أن المرأة في العراق ليست آله الرقي، وأساس مجد الاستقبال إذ ترضع المرضعات الحليب دون لبان التهذيب..."ووضحت مقالتها بالقول إن " قلب العراق نساؤه" "ولنعقد الخناصر إذن على النهضة ،ولنقم بواجب إصلاح حالتنا الحاضرة وتبديلها بأحسن منها ،تناسب رقي العصر الحاضر وضروراته الثقيلة المتنوعة، فإلى الهمة والنشاط. إلى الحياة يااخواتي العراقيات...".
وهناك مقالة بعنوان : (الخطر الاناثي في الولايات المتحدة) جاء فيها "إن مزاحمة النساء للرجال على الوظائف في نيويورك بلغت مبلغا جاوز الحدود".
ومن الطريف أن تتصدى مجلة ليلى لمطالب تركيا في ولاية الموصل ،فتنشر في عددها الصادر في شباط 1925 مقالاً بعنوان (صوت النصف الآخر) قالت فيه:"" لم يحن الوقت للعراقية التدخل في الشؤون السياسية. كما أن ليلى ليس من خطتها البحث في السياسة ولكن لدى هذا الحادث التاريخي العظيم، حادث تعيين الحدود العراقية التركية الذي قامت له الدول وقعدت حتى أنها أرسلت إلى العراق لجنة أممية جليلة للتحقيق والتفتيش، وهب العراقيون، جميعهم على اختلاف طبقاتهم ،فأصبحوا كتله واحدة.. يحتجون على مطالب الترك الذين يحاولون اغتصاب واسترداد جزء من أراضي العراق لاتتمالك كل امرأة عراقية، وفي قلبها دم وفي نفسها شعور، من السكوت ..."وفي العدد ذاته نشرت مقالا بعنوان : " الجنس اللطيف يدافع عن ولاية الموصل" جاء في مطلعه قصيدة جاء فيها :
يا بنات العراق انتن والله
عماد الحياة والأحياء
حقا ،كانت بولينا حسون صحفية رائدة، وكانت مجلتها مجلة رائدة .وقمين بنا أن نظل نذكر الأجيال بما قدمته للعراق من مجهودات طيبة ومفيدة .
وكان في بغداد خلال السنوات الخمسين الماضية صحفيون موصليون كثيرون اذكر منهم هشام الدباغ الذي اصدر جريدة (الانقاذ ) سنة 1948 وتوقفت سنة 1954واصدرالاستاذ نوئيل رسام جريدة (أ.ب.ت)في 4 ايار سنة 1954 وكانت سياسية يومية مستقلة والغي امتيازها في 17-12-1954 .كما اصدر خليل امين المفتي جريدة (الاصلاح ) في بغداد والغي امتيازها في 17-12- 1954
أما جريدة ( الأخاء الوطني ) التي أصدرها حزب الأخاء الوطني ، فقد ظهرت يوم 17 كانون الثاني 1935 * ، وتولى تحريرها في هذه المرحلة المحامي محمد يونس السبعاوي ، وقد قامت بحملات شديدة على الحكومة وصوّرت هياج الرأي العام ، وشرحت حركات المعارضين واحتجاجاتهم وأساليبهم شرحاً مؤثراً في الجماهير ، لذلك لم تتحملها الوزارة فعطلتها ادارياً لمدة عشرة أيام ، ولم ينقضِ على صدورها سوى اسبوعان .
كانت ( الاخاء الوطني ) " جريدة راقية ، غزيرة المادة في الموضوعات السياسية العامة وشؤون البلاد العربية ومباحث الاقتصاد ، فضلاً عن براعتها في النضال السياسي الداخلي " ، ولكنها لم تصدر بعد انقضاء مدة التعطيل إذ أُريد تأسيس مطبعة لها فقصد محررها إلى مصر لشراء المطبعة ، فسقطت الوزارة خلال هذه المرحلة ، وتولى الحكم ياسين الهاشمي ، وكان معظم وزرائه من حزب الأخاء ، لذلك انصرف محررها عن العمل الصحفي.
وكان الاستاذ فؤاد قزانجي رئيسا لتحرير جريدة (بغداد اوبزرفر ) التي صدرت في بغداد يوم 23-12-1967 .
و كان الاستاذ جرجيس فتح الله المحامي قد اصدر في 4 حزيران سنة 1958 جريدة بإسم (الرائد ) وكانت جريدة يومية سياسية وكان صاحبها ورئيس تحريرها . وكذلك الاستاذ غربي الحاج احمد الشاعر والسياسي والمناضل والوزير 1923-2000 والذي كان وراء صدور مجلة العائلة العراقية مجلة (الف باء ) وتولى رئاسة تحريرها وكان اول رئيس لتحريرها مع ان اسمه لم يظهر في المجلة .
ومجلة ألف باء ، من المجلات العراقية التي باتت تمتلك تاريخا طويلا بالقياس لغيرها من المجلات العراقية المتناظرة. فهي مجلة صدرت لأول مرة في بغداد في 22 مايس ايار سنة 1968 بجهود الاستاذ غربي الحاج احمد السياسي الموصلي الوطني المعروف رحمه الله ،وكان يترأس "المؤسسة العامة للصحافة " والتي تشكلت بعد تأميم الصحافة سنة 1964 وكانت تابعة لوزارة الاعلام .وجاء في ترويستها انها "
مجلة اسبوعية سياسية ادبية ثقافية اعلامية" وبعد ذلك اصبحت تصدر عن دار الجماهير للصحافة .
صدر العدد الاول منها في بغداد في 22-5--1968 وكانت تصدر كل يوم اربعاء " . وقد تعاقب على رئاسة تحريرها عدد من الصحفيين منهم الاستاذ سعد البزاز الذي تولى ايضا رئاسة تحرير جريدة (الجمهورية ) البغدادية وقد توقفت مجلة ( الف باء ) بعد وقوع الاحتلال الاميركي للعراق في 9 نيسان 2003 وتوقفت معها ايضا جريدة ( الجمهورية ) .


صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...