الانسحاق
بين فكي التاريخ والجغرافية...ثوري المجنح القديم الجديد
بقلم
: نجاة نايف سلطان
العراق – الولايات المتحدة الاميركية
هل هو قدري الذي يترصدني منذ الطفولة ؟ لقد
كنت ابكي ، وانا ارتجف
غيظا واقف امام خارطة العراق والست فخرية رشيد معلمة التاريخ
والجغرافية في مدرسة النجاح الابتدائية تطلب مني ان اسافر بالقطار من الموصل
الى بغداد والبصرة! .
لماذا
عليّ ان اعرف ، ان كانت سامراء بعد تكريت او بلد او ان قلعة صالح قبل
الكوت او علي الغربي وانا لم اكن قد ذهبت ابعد من حمام العليل .
وجلست انتظر القطار ان يمر بالنفق . ولماذا علي
ان اعرف شط العرب وانا لم اعرف سوى الشط قرب بيتنا حيث امضي نهارات
الصيف على شواطئه الجميلة . ولماذا على ان اعرف اين هي اور او بابل
وانا لم اعرف سوى تل النبي يونس وتل نينوى.
ومر العمر والسنوات تاخذني من بلد الى
اخر و من بحر الى بحور و محيطات في طريقي لبلاد ( الواق واق )وخيل الي اني تجاوزت ونسيت خوفي
ذاك .ولكن الان لماذا علي ان اؤد امتحانا ... وانا بهذا العمر ؟! .
لماذا علي ان اعرف من حرر العبيد ، ومن
اعلن استقلال الولايات المتحدة من الاستعمار الإنكليزي والفرنسي ، ولماذا علي ان
أقول لنكن كما تصحح لي حفيدتي ابنة الرابعة حتى لا أقول لنكولن وان
أقول جورج واشنتنك وليس جورج واشنطن ، ولماذا علي ان اعرف أي النهرين
الأطول ميسوري أو المسيسبي ، واين
تقع جبال كولورادو وصحراء نيفادا ؟
اليس هذا هو القدر ما زال يترصدني لأضيع في هذا الانحدار
نحو المجهول ؟ انه ثوري القديم - الجديد
ما زال يضعني بين المطرقة والسندان ، وأنا ما زلت ممزقة بين تلي
نينوى والنبي يونس ، وبين دجلة والفرات وتاريخي وجغرافيتي
العراقييتين المزروعتين في اعماقي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق