الاثنين، 26 سبتمبر 2016

" الولاية في الدولة العربية الاسلامية خلال العصرين الراشدي والاموي 11-132 هجرية -632-749 ميلادية" .......... في اطروحة دكتوراه ا.د.ابراهيم خليل العلاف





" الولاية في الدولة العربية الاسلامية خلال العصرين الراشدي والاموي 11-132 هجرية -632-749 ميلادية" ..........  في اطروحة دكتوراه
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس –جامعة الموصل
أسعدني جدا أخي الدكتور قيصر سعدي ياسر عبد الله ، عندما أهداني  اليوم 26-9-2016 نسخة من اطروحته للدكتوراه الموسومة :" الولاية في الدولة العربية الاسلامية خلال العصرين الراشدي والاموي 11-132 هجرية -632-749 ميلادية"والتي نال بموجبها شهادة الدكتوراه في التاريخ الاسلامي من كلية التربية للعلوم الانسانية –جامعة الموصل سنة 2014 وبإشراف الدكتور عبد الرزاق ذنون الجاسم .
والاطروحة بصفحاتها ال(212 ) صفحة أثبتت –وبدون شك – أن العرب إمتلكوا نظاما اداريا متطورا يرجع بجذوره الى دولة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة . ويقينا ان هذا النظام الاداري  الاصيل ، سهل لهم ادارة المدن والامصار من خلال من كانوا يسمون ب ( العمال والولاة )  .وقد دأب الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو ينشر الدعوة الى الاسلام الحنيف ، أن يكون ثمة إداريين سموا بالعمال مهمتهم الامامة أي امامة الناس في الصلاة ، وتفقيههم بإمور دينهم ،  وتعليمهم القرآن الكريم ، ومبادئ العقيدة ، وأسس الشريعة الاسلامية . فضلا عن قيامهم بجمع ما يترتب على المسلمين من صدقات ، وأموال .
وكان معظم اولئك العمال من الصحابة الذين اختيروا لما كنت تتوفر فيهم من صفات التفقه بالدين ، والنزاهة ، والاستقامة ، والحرص على الدولة .
ومما أكدته هذه الاطروحة المتميزة ان (العمال ) هؤلاء ، لم يكونوا مطلقي اليد في التصرف . كما لم تكن لهم صفة سياسية.  وخلال العصر الراشدي وبعد ان اتسعت الدولة ، صارت كلمة (الوالي ) تطلق على من يتولى إدارة المدن والامصار الاسلامية . وفي عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه تطور المنصب ، واصبح يوحي بالسلطة والنفوذ السياسي ؛ فالوالي صارت مهمته إمامة الناس في الصلاة ، وقيادة الجيوش ، وإقامة الحدود ، والقضاء بين الناس، وإنفاذ الاحكام ، وتوطيد النظام ، وتحقيق الاستقرار ، وتقديم الخدمات للناس بما يحقق أمنهم وعيشهم بالمستوى الذي كان يشعرهم بإنسانيتهم وكرامتهم .
ومما وقفت عنده الاطروحة ، أن ثمة فواصل صارت واضحة بين ( العمال) و( الولاة )  ؛ فالعمال اقتصرت وظيفتهم  على جباية الخراج ، وجمع الصدقات وكان ( العامل ) يعمل جنبا الى جنب مع ( الوالي)  الذي انصرف لإدارة دفة السياسة ، وادارة الولاية في جوانبها العامة .وحسنا فعل الباحث في تركيزه على المجال الاداري ، وابتعاده عن المجالين الاقتصادي والاجتماعي عند حديثه عن الولاة ولقد ابتعد في ذلك عن تكرار معلومات سبق ان درست بدقة وتوسع من قبل غيره من الباحثين في حين ان الجانب الاداري البحت لم ينل ما يستحقه من بحث ، وهنا تكمن (الاصالة ) و(العمق ) في هذه الاطروحة وهما ما يجب ان يحرص عليه الباحثون دائما ،  وخاصة في اطروحات الدكتوراه التي يفترض بها ان تكون دراسة اصيلة ومبتكرة ودقيقة .
الاطروحة إنتظمت في مقدمة واربعة فصول ، وقفت  في الفصل الاول عند مفهوم (الولاية ) الاداري وصفات الوالي وواجباته الدينية والادارية والعسكرية والاقتصادية .وفي الفصل الثاني تناولت العوامل المعتمدة في تعيين الولاة  خلال فترة الدراسة وتتلخص بثلاثة عوامل هي على التوالي : العامل الديني ، والعامل القبلي ، وعامل الكفاءة القيادية وفي الميدانين الاداري والعسكري .
وانصرف الفصل الثالث لتتبع سياسة الخلفاء في مراقبة عمل الولاة .. ويقينا ان السياسة  هذه أخذت سلوكيات متعددة ابرزها كتابة الوصايا عند التعيين ، واستقبال الشكاوى ، والتفتيش الاداري ، والاجتماع في مواسم الحج ، واستخدام (العيون ) للمراقبة .
ويأتِ الفصل الرابع ليكرس لجانب مهم من جوانب ادارة الولاة وهو المحاسبة اي اسلوب محاسبة الولاة ، ومعاقبتهم عند الخطأ . وقد تراوحت العقوبات بين التوبيخ ، والغرامات المالية ، والعقوبات الجسدية ، واخيرا العزل .
لكي تكتمل صورة الولاة وهم يقودون المدن والامصار في العصرين المهمين من العصور الاسلامية وهما : العصر الراشدي والعصر الاموي ، كان لابد من العودة الى الاصول . والاصول تنحصر اولا في ما يسمى ب(كتب القضاء والسياسة الشرعية ) وهذه المجموعة هي من اهم مصادر الاطروحة ؛ ففيها معلومات جمة عن هذا المنصب الحيوي والحساس ويأتي كتاب (الاحكام السلطانية ) للماوردي في المقدمة ، وهناك كتاب آخر عن الاحكام السلطانية للقاضي ابو يعلى الفراء . كما ان كتاب (المنهج المسلوك في سياسة الملوك ) لابي النجيب جلال الدين عبد الرحمن الشافعي كان من المصادر المعتمدة .. وهناك ايضا كتاب (مآثر الإناقة في معالم الخلافة ) لاحمد بن علي القلقشندي .هذا فضلا عن كم كبير من كتب  التاريخ العام ، وكتب التراجم والطبقات ، والكتب الجغرافية ، والكتب الادبية ، والمراجع الحديثة ، والرسائل والاطروحات ، والبحوث والدوريات .وحسنا فعل  الباحث  عندما ألحق  باطروحته بعض  الخرائط الجغرافية المهمة .

اطروحة متميزة ، وجهد بكر ، وموضوع مهم ، وباحث جاد ، ومشرف حريص ، ولذلك فإنها أي هذه الاطروحة استطاعت ، لتوفر الصفات والمزايا هذه ، أن تحتل مكانة مرموقة في المكتبة التاريخية الاسلامية المعاصرة .شكرا للصديق الدكتور قيصر سعدي ياسر عبدالله على جهده ، وشكرا للزميل المشرف اخي العزيز الدكتور عبد الرزاق ذنون الجاسم على جهده الواضح ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...