هل يغادرنا التاريخ ؟
ابراهيم العلاف
الفريق الركن رعد مجيد الحمداني قائد فيلق
الحرس الجمهوري الثاني (الفتح المبين ) أصدر كتابه :"قبل أن يغادرنا التاريخ
" عن "الدار العربية للعلون –ناشرون " ببيروت 2007 ولدي نسخة من
الكتاب في مكتبتي وهو كتاب مهم قدم له الصديق
اللواء الركن المتقاعد الدكتور عبد الوهاب القصاب .الكتاب يقع في 350 صفحة وهو
كتاب جدير بالدراسة وليس بالقرءة وحدها لما له من اهمية في توثيق حرب الخليج
الثانية 1990-1991 .واهمية الكتاب ان مؤلفه هو ممن اسهم في صنع الاحداث وكان ثريبا
من صناع القرار فضلا عن خبراته التي اكتسبها من عمله في الجيش العراقي لعقود .
الكتاب كتاب مذكرات ويوميات بمعنى ان مؤلفه
كان يسجل الوقائع لذلك فإن القارئ يشعر بعمق الاحداث وملابساتها وتنوع الرؤى في
النظر اليها .الفريق الحمداني دخل الجيش وكان مؤلفا من ست فرق قتالية وتركه وهو
نيف وعشرون فرقة وقد عمل في الجيش بمختلف قدماته القيادية .
والمؤلف كانت له وجهات نظر مخالفة لوجهات نظر
القيادة في خطة الدفاع العراقية وقد عرضه هذا الموقف لاتهامامات قاسية تنال من
حرفيته ووطنيته .كان يرى ان ما حدث في الكويت يعد كارثة اودت تراكماتها السلبية بالكيان العراقي برمته
وكانت له اسهامات فعالة من خلال قيادته لقوات الواجب الاولى لقوات الحرس الجمهوري
منذ الشروع بإجتياز الحدود الدولية بين البلدين حتى السيطرة على العاصمة :الكويت
في مدة قياسية جدا وهي خمس ساعات فقط .
لكن هذا لم يمنعه من التأكيد على الصفات القتالية العظيمة للمقاتل العراقي
واشار الى معركة خط التشريق 73 (Easting
73 ) الشهيرة والتي وثقها مؤرخ عسكري مشهور هو
الدكتور ستيفن بورك وترجمها اللواء الركن عبد الوهاب القصاب ونشرها نشرا محدودا
بيت الحكمة ببغداد بعنوان :" تصحيح
الاساطير عن حرب الخليج " وعلق عليها الفريق الركن طارق محمود شكري في دراسة
له بعنوان :" صخب المعركة يودي بالتقنية " .هذه المعركة التي خاضتها
احدى فرق الحرس الجمهوري (توكلنا على الله ) واستطاعت ايقاف تقدم الفيلق الاميركي
السابع .
المؤلف أسر من القوات الاميركية وفي بداية
شهر تشرين الثاني –نوفمبر سنة 2003 استجوب امام مكتب ICP التابع للقوات الاميركية في العراق وطلب منه
ضباط مركز التحليل العملياتي المشترك الاميركي JCOA تثبيت سير العمليات الحربية الخاصة بالفيلق الذي
كان يقوده تجاه القوات الاميركية المتمثلة بالفيلق الخامس وفيلق مشاة البحرية –المارينز
واستغرق ذلك عدة جلسات طويلة لاهمية مراعاة الدقة في كتابة تاريخ الحرب وقد اطلق
سراحه واصبح حرا في 29 -2-2004 وتم الاعتراف بأنه "قائد محترف غير متهم بأي
جريمة " .
استعرض المؤلف ماجرى بين حربي 1991و2003 ووقف
عند العوامل التي اضعفت كثيرا قدرات العراق وخاصة قواته المسلحة مع استمرار
الضربات الجوية الاميركية والبريطانية على العراق وخاصة في منطقتي الحظر الشمالية
والجنوبية .
كذلك اشار المؤلف الى قرار الرئيس العراقي
الاسبق صدام حسين في اعادة احتلال الكويت سنة 1994 ومحاولته اقناع الرئيس بالرجوع
عن هذا القرار عبر عرض حقائق القدرات المتاحة بكل صراحة وما سيترتب عليه من نتائج
مأساوية .ووصف الفريق الحمداني فترة الاستحضارات لمواجهة الاميركان للحرب الحاسمة
وتطرق الى ارهاصات صنع القرار وبناء الخطط الدفاعية وكيف حاول ان يقنع الرئيس
الاسبق بضرورة تغيير الاستراتيجية العسكرية الدفاعية العراقية الى نمط قريب من حرب
العصابات واماط اللثام عن حقيقة خطة الدفاع عن بغداد وسير المعارك .
ليس من السهل عرض كل ما يتضمنه هذا الكتاب
الخطير لكن لابد من الاشارة الى انه حاول وعبر تسعة فصول متابعة سير المعارك
والمواقف السياسية والعسكرية والتخطيط والخيارات الاستراتيجية للعراق وللعدو وبين
نقاط الضعف في التخطيط الاستراتيجي والقدرة العسكرية العراقية وتسارع الاحداث
وسقوط النظام والاحتلال الاميركي –البريطاني للعراق وتداعياته السياسية والعسكرية
.
كتاب لابد من أن يقرأ
كتاب جميل وفيه معلومات عن جيشنا الباسل شكرا لك ولكن لو تكرمت وتضع رابط للكتاب في التدوينه
ردحذفبالنسبه لي حملت الكتاب من موقع ثاني
شكرا لك
تحياتي
أحمد التكريتي
مدير مدونة سما تكريت