المعاهدات العراقية –البريطانية وأثرها في
السياسة الداخلية 1922-1948 كتاب للدكتور فاروق صالح العمر
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل
والاستاذ الدكتور فاروق صالح العمر مؤرخ
عراقي كبير، هو اليوم يحمل لقب (استاذ
متمرس ) في قسم التاريخ بكلية الاداب –جامعة
البصرة وله كتب عديدة فضلا عن كم من الدراسات والبحوث والاسهامات العلمية الاخرى
في التاريخ الحديث .يحظى الاستاذ الدكتور فاروق صالح العمر بمحبة زملائه ، وتلامذته
ومحبيه ، واصدقاءه لما يتمتع به من خلق قويم ، وأدب جم ،وعلم غزير .
كتابه هذا من منشورات وزارة الاعلام ببغداد
1977، وهو بالاصل اطروحته للدكتوراه في جامعة عين شمس والتي تمت بإشراف المؤرخ
المصري الكبير الاستاذ الدكتور احمد عزت عبد الكريم .
الكتاب مقسم الى اربعة أبواب والابواب مقسمة
الى عدة فصول فالباب الاول الموسوم : المعاهدة العراقية –البريطانية الاولى لسنة
1922 يقع في ثلاثة فصول تتناول مفاوضات المعاهدة وموقف الشعب العراقي والمجلس
التأسيسي من المعاهدة والباب الثاني الموسوم :" تطور العلاقات العراقية –البريطانية
1926-1935 يتناول محاولات تعديل المعاهدة ومشكلة الموصل ومعاهدة 1926 ومفاوضات
معاهدة 1927 .أما الباب الثالث المعنون :" معاهدة الاستقلال 1930 "
ففيها يتناول المؤلف المفاوضات لعقد معاهدة 1930 وأزمة العلاقات العراقية –البريطانية
1941، ويبقى الفصل الرابع وفيه يناقش
معاهدة بور تسموث 1948 ، وحالة العراق بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى والموقف
السياسي الداخلي وخاتمة العراق مفتوحة لتشير الى تبلور المعاهدة ، وصيرورتها حلفا
هو حلف بغداد 1955 والذي ربط العراق بعجلة الاحلاف الغربية ومنها حلف شمالي
الاطلسي وقد انها حلف بغداد صبيحة يوم 14 تموز 1958 عندما أعلنت الثورة ، وسقط
النظام الملكي وخرج العراق من حلف بغداد .
الكتاب وثائقي بمعنى ان المؤلف اعتمد على
العديد من الوثائق غير المنشورة ، واستطاع تشكيل الحدث التاريخي كما وقع ونجح في
اشعار القارئ بحجم النضال العراقي من اجل التخلص من الهيمنة البريطانية التي تمتد
جذورها الى القرن الثامن عشر الميلادي .
حقائق تاريخية كثيرة وضع الدكتور العمر يده
عليها من خلال كتابه هذا منها ان العراق كان قلب الصراع الدولي ، وان بريطانيا
كانت تشعر بقيمة العراق الستراتيجية والاقتصادية ، وان التخطيط البريطاني للدفاع
عن العراق والمنطقة بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى أصبح يرتكز على القوة الجوية والقواعد العسكرية
وخاصة في البصرة وبغداد والموصل والرمادي ،وان الملك فيصل كان قادرا على مسك خيوط
اللعبة لكن بعد وفاته لم يستطع احد ان يكون مثله وان نوري السعيد قد ادى دورا
كبيرا في تركيز تدخل الجيش في السياسة فأصبحت السلطة مجال نزاع بين طرفين ، وان
للحرب العالمية الثانية نتائجها على العلاقات العراقية –البريطانية لكن الموقف
الشعبي العراقي اسقط كل رهانات الانكليز على السياسيين العراقيين المخضرمين وفي
مقدمتهم صالح جبر ونوري السعيد .
كتاب رائع ، وجهد كبير ، ونتائج جديدة ودقيقة
.. ونصيحتي لأخواني واحبتي طلبة التاريخ ان يقرأوا هذا الكتاب بإمعان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق